«بيستر فيلادج»... تسوق طعام وسياحة

اكتشف أجمل مناطق أكسفوردشير انطلاقاً من «قرية الماركات العالمية»

"بيستر فيلادج" فرصة لتمضية يوم بالكامل للتبضع وتناول الطعام اللذيذ (الشرق الاوسط)
"بيستر فيلادج" فرصة لتمضية يوم بالكامل للتبضع وتناول الطعام اللذيذ (الشرق الاوسط)
TT

«بيستر فيلادج»... تسوق طعام وسياحة

"بيستر فيلادج" فرصة لتمضية يوم بالكامل للتبضع وتناول الطعام اللذيذ (الشرق الاوسط)
"بيستر فيلادج" فرصة لتمضية يوم بالكامل للتبضع وتناول الطعام اللذيذ (الشرق الاوسط)

تُعرف لندن بكونها من بين أهم مدن التسوق في العالم، رغم أن وضع اقتصادها الحالي قد غير خريطة التسوق فيها وأمسى «أكسفورد ستريت» الذي كان يعدّ أشهر عناوين التبضع في المدينة يعتمد على محال بيع السكريات والتذكارات «المثيرة للجدل» ولم يبق فيها إلا قلة من المحال التجارية التي نجحت في إنقاذ نفسها من موجة الإفلاس التي تلت جائحة كورونا وتحول الناس للتسوق الرقمي والافتراضي.

ولكن يبقى للتسوق الحسي رونقه، ولا يمكن لأي وسيلة أخرى أن تحل محل رؤية البضاعة وتجريبها ولمس القماش وتنشق رائحة الشمع والعطور... وغيرها من المنتجات النفاثة.

تضم مدينة أوكسفورد أقدم جامعة في العالم (شاترستوك)

وفي ظل الأزمة الاقتصادية العاصفة ببريطانيا، حالها حال الكثير من البلدان الأخرى ترى المتسوقين يبحثون عن الرخيص أو الأرخص، وتبقى قرية التسوق بأسعار مخفضة (قد تصل إلى 70 في المائة) هي العنوان الأفضل لمحبي الماركات العالمية الذين يجدون ضالتهم في «بيستر فيلادج» Bicester Village الواقعة في مقاطعة أكسفوردشير ويمكن الوصول إليها من لندن عبر القطار الذي ينطلق من محطة «ماريلبون» أو عن طريق السيارة أو حتى الحافلات وتستغرق المسافة نحو 45 دقيقة.

رحلة بالقارب في نهر التيمز بمدينة أوكسفورد (شاترستوك)

أجمل ما في زيارة «بيستر فيلادج» هو موقعها على مسافة لا تزيد على 40 دقيقة من مدينة أكسفورد الشهيرة بمعالمها السياحية وجامعاتها، بالإضافة إلى مناطق رائعة الجمال أخرى مثل «ذا كوتسوولدز» ومعالم سياحية خلابة مثل قصر «بلينهايم» و«دوانتن آبي».

أنا شخصياً لا أمل من زيارة قرية «بيستر» أو ما يسميها البعض قرية الماركات أو الـOutlet والتي تضم أكثر من 150 محلاً تجارياً لأهم الماركات العالمية بخصومات تتراوح ما بين 30 و70 في المائة، وعلاوة على ذلك فهي تضم بعضاً من أهم المطاعم المعروفة في لندن، وتقدم الكثير من الخدمات ويمكن التسجيل للعضوية للحصول على اشتراك سنوي يقدم لك الكثير من العروض، بالإضافة إلى إمكانية حجز الـApartment الذي يخولك تجربة خدمة المتسوق الخاص ويعطي الفرصة للجلوس والراحة في أجواء جميلة وهادئة ضمن ديكورات رائعة.

تنتشر المراكز الصحية في مناطق "كوتسوولدز" (شاترستوك)

وإذا كنت من محبي الطعام فأنصحك بتجربة أحد المطاعم المتوفرة في القرية مثل «تشيكونيز»، أو «فارم شوب» و«لا توا باستا» و«بيزو بيزو» و«شان شوي»، ومن أجدد عناوين الأكل المميز في القرية مطعم «أوتولونغي» المتخصص بالمأكولات الشرق أوسطية مع لمسة أوروبية.

«بيستر فيلادج» تقع في قرية «بيستر» Bicester ومنها يمكنك التوجه إلى مناطق أخرى، وأوصي هنا بالمبيت ليلة في مدينة أكسفورد أو كوتسوولدز لأنهما تستحقان الزيارة بالفعل.

استكشف مدينة أوكسفورد بدراجة هوائية (شاترستوك)

فلنبدأ بتنظيم يومنا بدءاً من الانطلاق في الصباح الباكر إلى «بيستر فيلادج»، بعد التسوق وتناول وجبة طعام لذيذة في أحد مطاعم قرية التسوق، نتوجه بالسيارة أو القطار إلى مدينة أوكسفور Oxford المميزة بطابعها الخاص المختلف عن باقي المدن السياحية الأخرى، فهي تقع عند وادي نهر التميس جنوب شرقي إنجلترا، وتعرف أيضاً باسم «مدينة الأبراج الحالمة» نسبة إلى الهيكل المتناغم في مباني الجامعة، تستمد رونقها الخاص من تصميم مبانيها القوطية القديمة، وفيها تتوفر الكثير من النشاطات السياحية، مثل التجديف في قارب خلال رحلة نهرية أو التجول والسير على الأقدام أو تأجير دراجة هوائية واكتشاف الأزقة الجميلة المرصوفة بالحصى ومشاهدة الموسيقيين المتجولين في الشوارع، وهذه المدينة تضم أقدم جامعة في العالم ناطقة باللغة الإنجليزية، وعندما تتجول في ثنايا هذه المدينة رائعة الجمال سوف تجد نفسك غارقاً في تاريخ العصور القديمة، فلا تفوّت على نفسك الولوج إلى إحدى الكنائس التاريخية والأديرة والساحات الهادئة.

"ذا كوتسوولدز" من أجمل المناطق الريفية في إنجلترا (شاترستوك)

ومن الممكن حجز جولة سيراً على الأقدام رفقة دليل سياحي يكون عادة طالباً في الجامعة يعرّفك على تاريخ الجامعة، وإذا كنت من محبي شخصية «هاري بوتر» الشهيرة فسوف تبهرك هذه الرحلة لأنها تأخذك إلى جميع الأماكن التي تم تصوير الفيلم فيها.

إضافة إلى ذلك، فيمكنك القيام برحلة تعرفك على جميع تفاصيل فيلم «هاري بوتر» وتضاف إليها زيارة الكلية الجديدة. ومن الممكن أيضاً القيام برحلة مائية تعبر بك تحت جسر «فولي» الأثري وكلية «كرايستتشورش».

بيستر فيلادج فرصة للتسوق والحصول على ماركات عالمية بأسعار مخفضة (الشرق الاوسط)

قصر بلينهايم Blenheim Palace

ومن الزيارات الرائعة في أكسفوردشير وعلى مسافة لا تزيد على 30 دقيقة من «بيستر فيلادج» أو مدينة أكسفورد، يمكنك الوصول إلى واحد من أروع القصور «بلينهايم بالاس» الذي كان في الماضي منزلاً خاصاً لدوقة ودوق مارلبورو الثاني عشر ومسقط رأس ونستون تشرشل، هذا القصر هو تحفة فنية تعود إلى الحقبة الباروكية ويحتوي على 300 سنة من التاريخ والإرث الثقافي ويضم أكثر من ألفي هكتار من الحدائق والأراضي وفيه أجمل الأنتيكات والأثاث في أوروبا.

ننصح بحجز جولة استكشافية للقصر وممكن مزجها مع زيارة منطقة «كوتسوولدز» بسعر يبدأ من 79 جنيهاً إسترلينياً. يمكن الحجز المسبق عبر موقع القصر الرسمي على «تريب أدفايز».

عناوين عديدة للاكل في "بيستر" (الشرق الاوسط)

قرية داونتن آبي Downton Abbey Village

وإذا كنت من محبي مسلسل وفيلم «داونتن آبي» فلا بد من زيارة القرية القريبة من قصر «بلينهايم» والتعرف على روعة القرية والمنزل الذي صوّر فيهما المسلسل والفيلم. من الممكن حجز رحلة مع دليل سياحي بسعر يبدأ من 70 جنيهاً إسترلينياً للشخص الواحد.

زيارة تناسب جميع أفراد العائلة (الشرق الاوسط)

«ذا كوستوولدز» The Cotswolds

تعدّ هذه المنطقة من أجمل المناطق الريفية في إنجلترا، وتمتد على مسافة تزيد على 800 ميل مربع، وهي تمر عبر 5 قطاعات، مثل غلوستيشير، وأكسفوردشير، ووريكشير، وويلتشير وويرستيشير.

أجمل ما يجعل زيارة «ذا كوتسوولدز» ضرورية هو تنوع الأماكن والقرى فيها، فلكل منها رونقها وجاذبيتها. فهي تضم قرى عدة وفنادقها قديمة على شكل بيوت قديمة أو ما يعرف بالـ«Cottage» وأسواق طعام تقليدية.

من أشهر القرى فيها قرية «تيتبيري» Tetbury التي تعدّ تحفة فنية، بيوتها تتناغم على أوتار التاريخ الضارب في المنطقة، وننصح بالانضمام إلى جولة سياحية للتعرف على مزاياها وما تزخر به من تفاصيل جميلة.

كما ينصح بزيارة المراكز الصحية المتوفرة بكثرة فيها مثل: The Vaulted Spa the Kings Head Hotel وC-Side Spa وBomford Spa وElan Spa.


مقالات ذات صلة

مغيب الشمس من سطوح بيروت... استثنائية التجربة البصرية

سفر وسياحة مشهد الغروب يؤكد استثنائية التجربة البصرية (حساب «C-Lounge» في «فيسبوك»)

مغيب الشمس من سطوح بيروت... استثنائية التجربة البصرية

تحلو الجلسة المُطلَّة على مشهد يُبهج النفس ويهدِّئ همَّ الأيام. في بيروت، تتعدَّد الأماكن المشرفة على العاصمة ببحرها ومبانيها وأفقها البعيد حيث تتوارى الشمس

فاطمة عبد الله (بيروت)
الاقتصاد يقوم عدد من مقدمي طلبات التأشيرات في مركز التأشيرات بالرياض بإكمال إجراءات طلباتهم (الشرق الأوسط)

نمو طلبات تأشيرات «شنغن» في السعودية بنسبة 23 % هذا العام

كشفت شركة «في إف إس غلوبال» عن أن الطلب على تأشيرات «شنغن» في السعودية شهد نمواً ملحوظاً بنسبة 23 في المائة هذا العام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
سفر وسياحة فيروز حاضرة في ثنايا فندق القاصوف (الشرق الاوسط)

«القاصوف»... صفحات من تاريخ لبنان الذهبي

يُعدُّ فندق «القاصوف» في بلدة ضهور الشوير، من الأقدم في لبنان والشرق الأوسط، شهرته ملأت الدنيا، وشغلت الناس على مدى سنوات طويلة، قبل أن تدمّره الحرب.

فيفيان حداد (بيروت)
سفر وسياحة يسمح فقط بحمل الشاحن في حقائب اليد (شاترستوك)

لماذا يمكن أن يُفسد وضع الشواحن المحمولة داخل الحقائب رحلتك؟

من الممكن أن يتسبب الشاحن المحمول (Power Bank) في انطلاق أجهزة الإنذار، ومن ثم خضوعك لفحص إضافي عند نقاط التفتيش الأمنية بالمطارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أظهر مقطع الفيديو اهتزاز المقعد (غيتي)

حظر زوجين بدآ شِجاراً مع راكبة صينية بسبب مقعدها المائل

حظرت شركة الطيران الوطنية في هونغ كونغ، «كاثي باسيفيك»، زوجين من رحلاتها بعد شجار بدآه مع مسافرة صينية بسبب مقعدها المائل أمامهما، حسب «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)

كيف تُمضي أجمل 36 ساعة في فيينا؟

متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)
متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)
TT

كيف تُمضي أجمل 36 ساعة في فيينا؟

متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)
متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)

تتشبث فيينا، عاصمة النمسا، بالتقاليد. استنشق الروائح الخالدة فقط للكستناء المشوية في أسواق عيد الميلاد، التي تنتشر بجميع أنحاء المدينة في شهر ديسمبر (كانون الأول) من كل عام.

فيما يخص كثيراً من زوار المدينة، غالباً ما تكون المدينة بمثابة محطة توقف لفترة قصيرة، في إطار جولة سريعة عبر دول وسط أوروبا، ما يترك قليلاً من الوقت لاستكشاف الكثير خارج القلب التاريخي لفيينا، الذي يحمل اسم «الضاحية الأولى».

ومع ذلك، يبقى هناك الكثير مما يُمكِن رؤيته والقيام به داخل ضواحيها الأخرى، بما في ذلك بعض المؤسسات الثقافية المنشأة حديثاً. على سبيل المثال، أعيد افتتاح متحف فيينا، الذي يعد الوجهة الأولى لراغبي التعرف على تاريخ المدينة، هذا الشهر، بعد أعمال تجديد استمرت 3 سنوات، بينما جرت إضافة «بيت شتراوس»، وهو متحف وقاعة حفلات موسيقية أقيم تكريماً لعائلة شتراوس الموسيقية، إلى قائمة مزارات المدينة الثقافية، في أكتوبر (تشرين الأول).

متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)

استكشف الألفيات

أعيد افتتاح «متحف فيينا»، الذي يركز على تاريخ المدينة، في 6 ديسمبر، في كارلسبلاتز، ساحة واسعة، بها كنيسة على الطراز الباروكي، مع كثير من الأجنحة الجديدة وتراس كبير، ما يضاعف حجمه السابق تقريباً. ينفرد المتحف بخطوطه المستقيمة والخرسانة البيضاء، التي تميزه عن العجائب الفخمة التي أقامها آل هابسبورغ، السلالة التي حكمت النمسا لأكثر من 600 عام، مثل «متحف بلفيدير لتاريخ الفن». وتتبع المعروضات الجديدة الدائمة بالمتحف، حيث الدخول مجاني، تاريخ فيينا عبر مجموعة متنوعة من الأشياء، بما في ذلك الجدار الخارجي لمتجر اضطر رجل أعمال يهودي إلى تصفيته قبل أن يفرّ من النمسا، بعد ضمّ البلاد إلى ألمانيا النازية.

اللافت أن أهل فيينا العاديين يشكلون محور الاهتمام هنا بقدر ما تشكله النخبة. على سبيل المثال، توجد لوحة لغوستاف كليمت معلقة بالقرب من سرير قابل للطي، يعود تاريخه إلى أوائل القرن العشرين كان يستخدمه الخدم.

فيينا عاصمة جميلة صيفا وشتاء (نيويورك تايمز)

جرّب الوجبات الخفيفة اليابانية

بالتأكيد، طبق «شنيتزل» جيد، لكن المشهد العام المرتبط بالطعام في فيينا يقدم أكثر من لحم العجل المخبوز. انظر، على سبيل المثال، إلى «كيكو با»، وهو مطعم ياباني تتميز قائمته بالوجبات الخفيفة اليابانية، التي جرى إعدادها من مكونات نمساوية. من بين أشهر أطباقه «تارتار اللحم البقري» (16.90 يورو، أو نحو 18 دولاراً)، مع قليل من كريمة الخرشوف، وقطع من عشب البحر المجفف المقرمش. كما يحوّل المطعم سمك البحر النيء إلى طبق «سيفيتشي» لذيذ (16.90 يورو). كما يغطي «أودون كاربونارا» الكريمي (15.90 يورو) بالثوم المعمر، الذي يهيمن على أطباق المطبخ النمساوي، ورقائق البونيتو ​​والأعشاب البحرية المجففة.

تناول وجبة خفيفة من «الكيسكراينر»، وهي نقانق محشوة بالجبن (13.90 يورو)، أو فطائر الحنطة السوداء (13.50 يورو).

استمتع بأجواء «غورتل»

على طول قسم طويل من طريق غورتل الدائري، الذي يفصل بين أحياء فيينا الداخلية والخارجية، يمر قطار المترو فوق جسر. وفي الأسفل، بين الأقواس، تتخذ المقاهي موطناً لها. وفي عطلات نهاية الأسبوع، تنتشر الموسيقى الحية في الشارع، جنباً إلى جنب مع رواد الحفلات.

وعلى بعد دقائق سيراً على الأقدام شمالاً يقع «فينستر 99»، مقهى صغير بجدران مزخرفة بالرسومات الغرافيكية، التي غالباً ما تتميز بعروض موسيقى «الروك»، علاوة على كثير من الأماكن الأخرى للرقص أو الاسترخاء.

فيينا مشهورة بخبزها ومخبوزاتها (نيويورك تايمز)

تذوق خبز فيينا

يفتخر النمساويون كثيراً بخبزهم ويعتزون به، ولهم كل الحق في ذلك، فرغيف الخبز البني السميك المحشو بالبذور في فيينا ينافس نظيره من الخبز الفرنسي في باريس. وتقدم بعض المخابز في المدينة، بما في ذلك سلاسل مثل «أوفرل» و«جوزيف بروت» و«فيلزل»، قوائم إفطار كاملة. ويقدم أحد المخابز الصغيرة التابعة لـ«أوفرل»، في الضاحية الثالثة من المدينة، الذي يتميز بتصميم بسيط وعدد من الألوان المحايدة، الإفطار حتى الساعة 6:30 مساءً. وهنا، يشمل إفطار المخبوزات (17.50 يورو) لفائف الخبز والزبدة الحامضة والمربى والجبن من جبال الألب واللحم. أما النسخة النباتية (15.50 يورو) فتحل كرات جبن الماعز محل اللحم.

اشترِ سلعاً معاداً تدويرها

في الضاحية السابعة الأنيقة، تتوافر المعاطف والسترات الصوفية السميكة بكثرة. وتركز سوق أعياد الميلاد في «سبيتلبيرغ»، والممتدة على طول شارع جانبي مرصوف بالحصى، على السلع المعاد تدويرها، خلال عام 2023. داخل خيمة، ستجد منتجات صوف منغولية، كما تضم السوق كشكاً يبيع السكاكين المصنوعة من قطع غيار السيارات. واحرص على وجود نقود معك، لأن بعض الأكشاك لا تقبل البطاقات. كما تضم السوق كثيراً من متاجر التحف والبوتيكات القريبة، بما في ذلك «فولتا فيينا»، المتخصص في السلع المنزلية، ويبيع مزهريات منحوتة وأكواباً وشمعدانات. وهناك متاجر متخصصة في بيع حقائب جلدية ناعمة ومجوهرات ذهبية دقيقة وهدايا غريبة، مثل الشموع على شكل أجساد نسائية، علاوة على «لوف ذي شوب»، الذي يبيع الملابس ذات الألوان الزاهية، بما في ذلك السترات الصوفية المحبوكة وفساتين الحفلات، من الدول الاسكندنافية.

تعرّف على عائلة شتراوس

قد يبدو أن الموسيقى الكلاسيكية قديمة الطراز، لكن قبل 200 عام، كانت أي شيء إلا ذلك. فلم يكن هناك عند أهل فيينا في القرن التاسع عشر شيء يحبون قضاء وقتهم الحرّ فيه أكثر من الرقص على أنغام الفالس الرومانسي أو الرقص السريع المليء بالحيوية. يستخدم منزل شتراوس، وهو متحف وقاعة موسيقية في مبنى جميل يعود للقرن التاسع عشر، التكنولوجيا والصور التاريخية والصوت ببراعة لمشاركة قصة عائلة فيينية ذائعة الشهرة. يعدّ يوهان شتراوس، وابنه يوهان شتراوس الثاني، مؤلف رقصة فالس «الدانوب الأزرق»، من قبل بعض المؤرخين أول نجوم موسيقى البوب في العالم، فقد قاموا بطبع صور لأنفسهم على النوتة الموسيقية، المعروضة في المتحف، وجابوا العالم لإقامة الحفلات الموسيقية والمهرجانات (23 يورو للبالغين).

استمتع بالمناظر على متن قارب

يقع «بادشيف فاين»، وهو قارب به مطعم، راسياً في القناة الطويلة التي تمر عبر وسط فيينا. يمكن من سطح القارب رؤية المباني المهيبة في المركز التاريخي مقابل الجدران المزخرفة بالرسومات الغرافيكية للقناة، ما يُجسد الشعور الفخم لفيينا، وربما غير المُرتب بعض الشيء. صدق أو لا تصدق، يمكنك السباحة في المسبح غير المدفأ على السطح على مدار العام، ولكن إذا لم تكن من عشاق الغطس في المياه الباردة للغاية، فلا تقلق، من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مارس (آذار)، يقدم قارب «بادشيف» عدة ملاءات مجعدة (من 30 إلى 45 يورو لاستئجار ملاءة واحدة لمدة 30 دقيقة) أثناء السباحة.

احتفال حتى الفجر

فيينا ليست برلين عندما يتعلق الأمر بثقافة النوادي الليلية، ولكن هناك بعض الأماكن التي تقترب منها. إذا كنت تبحث عن تجربة الرقص الصاخب حتى الفجر، فإن ملهى «داس فيرك»، على ضفاف قناة الدانوب، هو المكان المناسب لذلك، رغم أنه على عكس بعض النوادي الحصرية في برلين، لا يهتم الراقصون في «داس فيرك» بمظهر ملابسك. هنا، لا يبدأ الحفل قبل الساعة الحادية عشرة مساء، عندما يصبح الجمهور مفتوناً بالدي جي، أو بعروض الأضواء على الجدران المحيطة. إذا أخذت استراحة في الخارج، فتأكد من زيارة المعرض الفني في الهواء الطلق. منذ عدة سنوات، تمت دعوة فناني الشارع من جميع أنحاء العالم لتزيين جدران المباني حول «داس فيرك» بلوحات جدارية كبيرة. وتبلغ تكلفة الدخول من 10 إلى 15 يورو.

رحلة عبر الزمن على فنجان قهوة

تعود ثقافة المقاهي في فيينا إلى القرن السابع عشر. وفي عام 2011، حصلت على تصنيف التراث الثقافي غير المادي لليونسكو. وترسل كتيبات السفر السياح إلى مقهى «سنترال»، حيث كان «سيغموند فرويد» أحد رواده، ومقهى «لاندتمان»، وهو نقطة لقاء السياسيين. لكن أهل فيينا يميلون إلى تفضيل المقاهي الأرخص والأكثر غباراً والمتهالكة قليلاً، مع النوادل الذين يبدو أنهم يفضلون القيام بأي شيء آخر. جرّب مقهى «روديغرهوف»، الذي تأسس عام 1902، حيث توجد الصحف على حوامل خشبية قديمة الطراز، ووجبة الإفطار بسيطة. سيكلفك المزيج؛ القهوة مع الحليب المبخر والرغوة، مع بيضة ولفافتين مع الزبدة والمربى أو العسل، 7.10 يورو. لا تفوّت الطبق الفييني الكلاسيكي؛ بيضتين مقشرتين مسلوقتين يقدمان في كوب واسع الحواف مع ملعقة. المقهى يقبل الدفع النقدي فقط.

استمتع بدفء الساونا

عندما يكون الطقس بارداً ومخيفاً، لا شيء يضاهي جلسة الساونا وحمام الماء الساخن. يعدّ منتجع «ثيرم فاين» المكان الأمثل للعناية الذاتية في الصباح. قد لا يكون هذا المكان فاخراً بدرجة الخمس نجوم، لكنه نظيف وواسع، ويضم مقهى، ومطعماً، وإطلالات على الحديقة الخارجية، ومناطق هادئة مع شلالات صغيرة. ويوفر المجمع حمامات السباحة والساونا وأحواض الجاكوزي الساخنة. ويقدم المنتجع الصحي خدمات التقشير والتدليك، لكن تأكد من حجز الخدمات مقدماً. تبلغ رسوم الدخول لمدة تصل إلى 3 ساعات 28 يورو، وتكلفة الساونا 12 يورو إضافية. كما تبلغ تكلفة إيجار المنشفة 6 يورو.

أماكن تناول الطعام

رايز: صالة موسيقية وبار حيث يشغل منسقو الأغاني الموسيقى الإلكترونية التجريبية.

فينستر 99: بار شعبي ومتواضع مع أجواء ودية، يستضيف الحفلات الموسيقية ويتميز بسياسة الدفع حسب الرغبة.

أوفرل: مخبز بتصميم بسيط، يقدم مجموعة واسعة من الخبز، وقائمة إفطار طوال اليوم في اثنين من فروعه.

مونتي أوفيليو: بار ومقهى يأخذ ثقافة «الأبيريتيفو» الإيطالية على محمل الجد، مع الجبن واللحوم المستوردة من إيطاليا.

مقهى روديغرهوف: تأسس عام 1902، ويوفر تجربة المقهى الفييني النموذجي، مع إفطار بسيط والقهوة النمساوية.

أماكن الإقامة

روزوود فيينا: فندق فاخر في مبنى من عصر النهضة الكلاسيكية الجديدة، تم تجديده من القرن التاسع عشر، حيث تم ترميم الغرف بشكل بديع مع إشارات تصميمية إلى التاريخ الفييني. يوفر البار في الطابق العلوي إطلالات رائعة على المركز التاريخي.

فندق إنديغو فيينا - ناشماركت: فندق أنيق ومريح من فئة 4 نجوم، يقع على مسافة قصيرة بالمترو من الدائرة الأولى، ويمكن الوصول منه إلى المتاجر والبارات والمطاعم في أحياء المدينة العصرية سيراً على الأقدام.

* خدمة «نيويورك تايمز»