بفضل ظهور تقنية وحدة هوية المشتركين المضمنة (eSIM)، لن يحتاج المسافرون الذين يحققون أقصى استفادة من الصيف المقبل إلى احتساب رسوم التجوال الدولية الباهظة ضمن ميزانيات عطلاتهم.
على عكس بطاقات SIM الفعلية، يتم تضمين بطاقات (eSIM) في الأجهزة المحمولة، وتوفر للمستخدمين عدة خطوط يمكن التبديل بينها حسب ظروفهم. نظراً لأن بطاقة SIM المضمَّنة يمكن برمجتها من بُعد، فلا يزال بإمكان المسافرين الذين يزورون الدول الأجنبية استخدام نفس الرقم ولكن على ملف تعريف مختلف محمَّل بالبيانات ووقت التحدث وخدمات الجوال الأخرى.
كان استيعاب هذه التكنولوجيا رائعاً، لا سيما في أميركا الشمالية وأوروبا الغربية. ومن المتوقَّع أن يتوجه عشرات الآلاف من عشاق الرياضة إلى باريس للمشاركة في الأولمبياد يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، ومن المتوقع أن تزداد شعبيتها بصورة أكبر.
في مجال السفر الدولي وحده، سوف يرتفع العدد العالمي لمستخدمي (eSIM) من 40 مليون مستخدم هذا العام إلى 215 مليون مستخدم عام 2028، وفقاً للنتائج التي نشرتها شركة الأبحاث العملاقة «جونيبر» في أبريل (نيسان) الماضي.
تتوقع جونيبر أيضاً أن تنمو سوق (eSIM) العالمية من 803 ملايين جنيه إسترليني عام 2024 إلى ما يقرب من 7 مليارات جنيه إسترليني خلال 4 سنوات. وتستند هذه الأرقام بالأساس إلى حقيقة أن ما يقرب من 400 من مقدمي خدمات الهاتف المحمول أطلقوا هذه الخدمات للهواتف الذكية في 116 بلداً منذ يونيو (حزيران) من العام الماضي.
يقول مارك كولي، مدير شركة «نو رومينغ - KnowRoaming» المزود العالمي لخدمات (eSIM): «إن أحد أكبر عوامل الجذب لبطاقات (eSIM) للمسافرين هو تجنب رسوم التجوال الدولية الباهظة من شركة المحمول المحلية الخاصة بهم. يحتاج المسافرون المعتادون أيضاً إلى تغطية عالمية سلسة من دون الحاجة إلى شراء بطاقات SIM محلية متعددة في كل بلد، لذا يبحثون عن خيارات تغطي وجهات سفر متعددة في إطار خطة واحدة».
يشير كولي إلى النقطة المهمة، وهي أن المسافرين يريدون أيضاً المرونة للاحتفاظ ببطاقة SIM الأساسية في جهازهم لاستقبال المكالمات والرسائل القصيرة الواردة، مما يضمن إمكانية الوصول على أرقامهم العادية مع استخدام (eSIM) لخدمات البيانات.
وينصح بأن يبحث العملاء دائماً عن علامات تجارية راسخة في مجال (eSIM)، ومراجعات المستخدم الإيجابية، وقنوات دعم العملاء الممتازة عند اختيار موفر خدمة (eSIM).
كثير من المنصات يقدم طرقاً مختلفة لشراء وتفعيل بطاقات (eSIM)، ويقوم البعض بتسهيل العملية من خلال موقعهم على الإنترنت، في حين يوفر آخرون تطبيقاً مخصصاً.
بقطع النظر عن المنصة، فإن تدفق الشراء الرقمي واضح ومباشر. يقوم المستخدمون بالنقر فوق رابط أو زر التثبيت، وفحص رمز الاستجابة السريعة أو إدخال رمز التفعيل المتوفر، واتباع المطالبات الموجودة على الشاشة لإكمال عملية الإعداد. من هنا، الأمر ببساطة يتعلق بتحويل اتصال بيانات الهاتف الجوال إلى ملف تعريف (eSIM) الجديد، وتمكين تجوال البيانات لهذه القناة المحددة.
إذا وضعنا في الاعتبار أن التكاليف تميل إلى الارتفاع إلى عنان السماء في المدن التي تستضيف مناسبات مثل الألعاب الأولمبية، يتعين على المسافرين أن يقارنوا بين أسعار الباقات المختلفة وبين متطلبات الاستخدام. يجب النظر في تصفح الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وخدمات البث المباشر.
توفر باقات مثل تلك التي تقدمها شركة «نو رومينغ - KnowRoaming» خيارات شحن الرصيد أيضاً.
بالنسبة إلى كولي، فإن أحد أهم الجوانب هو أن بطاقة (eSIM) توفر اتصالاً عالي الجودة ومنخفضاً في زمن الاستجابة ويمكنها مشاركة البيانات عبر نقطة الاتصال.
ويقول إن رحلة بطاقة (eSIM) يجب أن تكون بسيطة قدر الإمكان، رغم أنه يقدم بعض النصائح المفيدة التي يَحسُن بالمسافرين اتباعها. وتشمل:
* شراء بطاقة (eSIM) مسبقاً لتجنب التسرع في اللحظة الأخيرة.
* احمل بنك (وحدة تخزين) الطاقة مشحوناً بالكامل عند تفعيل (eSIM) والوصول إلى الوجهة (في حالة انخفاض بطارية الهاتف في أثناء السفر).
* إذا كان تنشيط (eSIM) يتضمن رموز الاستجابة السريعة، فإنه يجب حفظها في مخزن الهاتف أو التخزين السحابي لسهولة الوصول.
* ينبغي أن يتعرف المستخدمون على خطوات التفعيل الخاصة بموفر بطاقة (eSIM) والجهاز.
* مراقبة استخدام البيانات، لا سيما إذا كانت الخطة تحتوي على بيانات محدودة.
* قم بتنزيل تطبيق الهاتف الجوال الخاص بموفر بطاقة (eSIM)، أو قم بتسجيل الدخول إلى موقع الويب الخاص به لعرض الأرصدة ومتطلبات شحن الرصيد.