«كوه ياو ييه» جارة بوكيت وجميلة الجزر التايلاندية

95 % من سكانها مسلمون وميزتها الهدوء والطبيعة العذراء

مغيب الشمس من أحد أجنحة أنانتارا (الشرق الأوسط)
مغيب الشمس من أحد أجنحة أنانتارا (الشرق الأوسط)
TT

«كوه ياو ييه» جارة بوكيت وجميلة الجزر التايلاندية

مغيب الشمس من أحد أجنحة أنانتارا (الشرق الأوسط)
مغيب الشمس من أحد أجنحة أنانتارا (الشرق الأوسط)

تعد جزيرة بوكيت من أشهر، إن لم تكن أشهر جزر تايلاند، فهي أكثر الأماكن التي يزورها السياح، لما تزخر به من شواطئ ومطاعم ومقاه، فهي صاخبة ومكتظة وجميلة، ولكنها لم تعد ترضي جميع الأذواق لأنها أصبحت مزدحمة جداً ولا تروق لكل السياح.

واليوم نرى جزيرة «كو ياو ييه» Koh Yao Yai المجاورة لبوكيت تتصدر أجندة السياح الباحثين عن الهدوء والسكون واكتشاف الطبيعة العذراء والتمتع بالشواطئ الرملية البيضاء في خصوصية تامة، والإقامة في منتجعات راقية مطلة على أجمل المناظر الطبيعية.

الترجمة الحرفية لـ«كوه ياو ييه» هي: «جزيرة كبيرة طويلة» تقع على بحر أندامان، تصل إليها عن طريق القارب الذي تستقله من بوكيت التي تضم مطاراً دولياً، تستغرق الرحلة البحرية 30 دقيقة فقط، تصل بعدها إلى مرفأ المنتجع الذي تختاره، يستقبلك العاملون والراقصات التايلانديات بزيهن التقليدي بالزهور وعصير جوز الهند والمناشف المعطرة الباردة التي ستكون رفيقتك طوال فترة إقامتك في الجزيرة.

مناظر خلابة وغابات عذراء (الشرق الأوسط)

تعد هذه الجزيرة محافظة جداً بالمقارنة مع بوكيت وغيرها من الجزر، فغالبية سكانها (95 في المائة) من المسلمين، وتجد فيها مسجداً، يتنقل أهلها على الدراجات النارية بمن فيهم النساء اللاتي يعملن في الحقول وغابات أشجار المطاط المنتشرة بشكل كبير في الجزيرة. يشار إلى أن الديانة السائدة في تايلاند هي البوذية ونسبتها تزيد على 92 في المائة، تليها الديانة الإسلامية (5.4 في المائة) والمسيحية تعد أقلية ونسبتها (1.2 في المائة).

مغيب الشمس من أحد أجنحة أنانتارا (الشرق الأوسط)

أفضل طريقة للتجول في الجزيرة هي الدراجة النارية، فتجد فيها السيارات ولكن بنسبة ضئيلة، السياح يتنقلون بدراجاتهم التي يستأجرونها من مكاتب عديدة تجدها منتشرة في كل مكان، وإذا كنت لا ترغب في قيادة الدراجة بنفسك، فالطريقة الأفضل لاكتشاف الجزيرة هي من خلال حجز نصف يوم على متن دراجة نارية مع سائق، يطلق عليها اسم Side Car وهي عبارة عن دراجة نارية يقودها دليل سياحي بجانبها مقعد يجلس فيه السائح، تبدأ الرحلة في الصباح الباكر للتمتع بمنظر شروق الشمس وبعدها تذهب في الرحلة إلى الشواطئ والغابات وتتعرف أهم ما تزخر به الجزيرة، وتتوقف خلال الرحلة في محل لبيع التذكارت يقدم أيضاً فرصة تعلم الرسم على يد رسامة متمرسة، هذا النشاط رائع لأنه سهل وفي الوقت نفسه مريح للأعصاب، فبينما تقوم بتلوين الرسم المخطط مسبقاً على قطعة القماش الخاصة بك، تتمتع بأجمل المناظر الطبيعية المحيطة بهذا المكان البسيط والجميل.

وتنتهي الرحلة في غداء بمطعم «بان ريم نام» Baan Rim Nam، هذا المطعم فريد من نوعه لعدة أسباب؛ على رأسها أن المطاعم ليست كثيرة في الجزيرة، والسبب الآخر هو أن المطعم مبني من الخشب فوق الماء مباشرة ويقدم المأكولات التايلاندية، مثل «الباد تاي» والأرز مع البيض والخضار والأسماك على الطريقة التايلاندية، ويعد هذا المطعم من أشهر عناوين الأكل في الجزيرة والحجز المسبق فيه ضروري.

أرز مع المانغو وصلصة جوز الهند أشهر أنواع الحلوى التايلاندية (الشرق الأوسط)

الفنادق والمنتجعات في الجزيرة لا تزال قليلة نوعا ماً، إنما إذا كنت تبحث عن عنوان للإقامة التايلاندية التقليدية فلا بد من اختيار علامة «أنانتارا» لأنها تايلاندية، وافتُتح منتجع «أنانتارا كوه ياو ييه» في أغسطس (آب) الماضي. ميزة المنتجع أنه يناسب الأزواج والعائلات لأنه يقدم نشاطات خاصة بالصغار والكبار ويضم برك سباحة تناسب الجميع مع ألعاب مائية مخصصة للصغار في واحدة منها، وفيه أيضاً ثلاثة مطاعم، واحد منها تايلاندي يقدم الأطباق التقليدية الشهيرة، وآخر أوروبي يقدم الباستا والبيتزا وغيرها من الأطباق الأوروبية، ومطعم متخصص بالسوشي مع جلسات خارجية مطلة على البحر.

جزيرة كوه ياو ييه تتيميز بهدوئها وشواطئها الجميلة (الشرق الأوسط)

يتربّع منتجع وفلل «أنانتارا كوه ياو ياي» على أرض تبلغ مساحتها 27 فداناً كانت تُستخدم لزراعة أشجار جوز الهند، وتحيط بها تلّة مرصوفة بالأشجار إلى جانب خليج باهر تزيّنه الأحجار الجيرية التي يسكنها عدد هائل من الطيور. يمتد هذا المنتجع الفاخر الجديد على مسافة كيلومتر واحد من شاطئ تفترشه الرمال الذهبية. ويضم 148 جناحاً وفيلا وبنتهاوس، كلّها مصممة بأسلوب كلاسيكي مع لمسة من التراث التايلاندي لتعكس ثراء الثقافة المحلية في أبهى حلة. ويستطيع الأزواج الاستمتاع بأجواء الفخامة والخصوصية التي توفّرها الفلل المؤلفة من غرفة أو غرفتَي نوم بجانب الشاطئ، وتقدّم خدمة المساعد الشخصي، بالإضافة إلى إمكانية استخدام الدراجات الهوائية.

جناح مطل على أجمل المناظر الطبيعية (الشرق الأوسط)

الرحلات إلى الجزر تعني عادة أن الزائر سوف يمضي وقتاً أكثر في مكان إقامته، لأن معظم النشاطات تنطلق من المنتجع، لذا يفضل كثيرون الإقامة في منتجعات راقية تقدم خدمات عديدة. ففي أنانتارا كوه ياو ييه توجد ثماني وحدات سكنية يطلق عليها اسم «Penthouse» وميزتها أنها واسعة جداً وتضم مسبحاً خاصاً على سطح الجناح الواقع في الطابق الأخير من أحد أبنية المنتجع، والإطلالة على الشاطئ والمناظر الطبيعية من شرفة هذا الجناح غير عادية، يمكنك رؤية جزيرة كاروبي التي تبعد 20 دقيقة منها من شرفتك الخاصة، كما يمكنك أن تشاهد أجمل منظر لشروق الشمس من وراء الصخرة العملاقة مقابل المنتجع.

ألعاب خاصة بالأطفال في منتجع أنانتارا (الشرق الأوسط)

أين تأكل؟

من أهم المطاعم في الجزيرة مطعم «ذا بيتش» الذي يقدم المأكولات البحرية الطازجة من قائمة الأسماك التي يتم صيدها يومياً، ففي كل مساء وتحت سماء مزدانة بالنجوم المضيئة ترى أسطولاً من مراكب صيادي السمك الصغيرة فتضمن أن الأسماك ستكون طازجة، كما يعد مطعم «باكارانغ» من العناوين الجيدة، وهو متخصص بالمطبخ التايلاندي (مأكولات آسيوية مع بهارات حريفة بعض الشيء).

مطعم بام ريم نان الشهير في الجزيرة (الشرق الأوسط)

وإذا كانت إقامتك في أنانتارا، فإن المنتجع يقدم فرصة تناول العشاء على الشاطئ مع تصميم لائحة طعام خاصة بك يقوم بتنفيذها الطاهي الخاص بالتنسيق مع المساعد الشخصي، ومهمته تلبية طلباتك طوال فترة إقامتك، ويطلق على هذه الخدمة «داينينغ باي ديزاين».

مطعم باكارانغ متخصص في المأكولات التايلاندية (الشرق الأوسط)

أما إذا كنت تبحث عن عنوان تقليدي فننصحك بمطعم «بان ريم نان». عندما تصل إليه يتوجب عليك خلع حذائك والمشي على أرضيته الخشبية والجلوس على كراسي من الخشب المعتق مع إطلالة ساحرة على البحر مباشرة، ويقدم المأكولات التايلاندية التقليدية، مثل الأسماك والأرز من دون أن ننسى جوز الهند الذي يدخل في معظم الأطباق الحلوة، وأشهرها الأرز مع المانغو وصلصلة جوز الهند.

أهم النشاطات

تُعد «كوه ياو ييه» من الجُزر النامية التي يقصدها عدد قليل من السياح، ما يعني أنّها تخبئ رحلات آسرة لعشّاق الطعام والطبيعة واليوغا والحياة البحرية. يستطيع الضيوف الاختيار من بين مختلف الرحلات الاستكشافية، بدءاً من الجولات على متن الدراجات الكلاسيكية المزوّدة بمقعد جانبي وصولاً إلى زيارة مزرعة للمطاط، واختبار الصناعات المحلية، والمشاركة في صفوف تعلّم ابتكار نقشات التاي داي، واستكشاف الجزيرة، وتسلّق الجبال والاستمتاع برياضة الغوص أو السكوبا دايفينغ. كما يتسنّى للمتنزّهين اتّباع المسار غير المألوف لبلوغ جزيرة «هونغ» الهادئة؛ حيث ينتظرهم خليج آسر يضمّ بحيرة شاطئية نقية، وتناديهم قوارب الكاياك ليجدفوا على طول القنوات المرصوفة بأشجار القرم فيما تحلّق فوقهم طيور أبو قرن، أو تنطلق بهم رحلة بحرية على متن قارب طويل إلى ضفة رملية طبيعية للاستمتاع بعشاء استثنائي على ضوء الشموع. كما تشمل الأنشطة في هذه الوجهة صفوف اليوغا والتزلّج على المياه، وخوض الجولات الجبلية على متن الدراجات الهوائية والاستمتاع بالتنزّه بين أحضان الطبيعة وغيرها.

رحلة استكشافية على دراجة نارية مع دليل (الشرق الأوسط)

المركز الصحي

من أكثر ما تشتهر به تايلاند التدليك والعناية بالبشرة، ففي تايلاند تتوفر الأماكن الخاصة بالتدليك أو المساج في كل مكان، حتى عند بوابات الإقلاع في المطارات، فخلال زيارتك لا بد أن تقوم بحجز جلسة تدليك على يد اختصاصيين يقومون باستخدام الأحجار والمناشف الساخنة مع الزيت لتدليك الجسم، كما تتوفر خدمات شهيرة أخرى مثل تدليك الرجلين أو Reflexology وهذا النوع من التدليك مفيد جداً، لأن الرجل تحتوي على نقاط متصلة بأعضاء حيوية بالجسم. إضافة إلى أنواع أخرى من العلاجات التي تعنى بتشخيص الأمراض عن طريق الرنين.

رحلات بحرية

تنظم المنتجعات ومكاتب سياحية خاصة رحلات بحرية تأخذك في رحلة إلى أجمل الشواطئ، ومن أجملها Son Bay، ومن الضروري الذهاب في الصباح أو فترة ما قبل الظهر حتى تتمكن من السباحة بسبب المد والجزر، وهذا الشاطئ جميل لأنه هادئ جداً، كما يعد شاطئ Laem Haad من الشواطئ الرائعة أيضاً لأنه يمتد على مسافة طويلة ويتمتع برمال بيضاء ناعمة جداً.

ومن الممكن زيارة جزر مجاورة عن طريق استئجار مراكب تتوقف في محطات عديدة من بينها جزيرة Phang - Nga المعروفة باسم جزيرة «جيمس بوند» (موقع تصوير أحد أفلام العميل الشهير بوند) بالإضافة إلى شاطئ Loh Pared وAo Muong Chan، ومن المحطات الجميلة أيضاً جزيرة القرود.

ومن النشاطات المميزة، رحلات مائية على متن القارب تنطلق بعد الظهر وتبحر بك لمشاهدة غروب الشمس، وتقوم المنتجعات بتنظيمها في مجموعات صغيرة من الضيوف ويقدمون لهم المأكولات الخفيفة على أنغام الموسيقى، وفي الخلفية أجمل منظر لوداع الشمس.

قبل السفر

أفضل وقت للسفر إلى تايلاند هو ما بين شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وأبريل (نيسان)، كما يفضل أخذ مبلغ من المال لشراء التذكارات والأشغال اليدوية التي تشتهر بها تايلاند، وأكثر كلمتين ستسمعهما في تايلاند وستجد نفسك ترددهما يومياً، هما: «ساوادي كا» وتعني مرحباً، و«كاب كون كا» وتعني شكراً، وتجدر الإشارة إلى أن التايلانديين، لا سيما العاملين في قطاع الضيافة، يتقنون فن استقبال الضيف وإلقاء التحية عليه بطريقة مهذبة جداً.


مقالات ذات صلة

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تُعوّل مصر على اجتذاب مزيد من السائحين، عبر مشاركتها في فعاليات سياحية دولية، أحدثها «سوق السفر العالمي» (WTM)، التي افتتح خلالها وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، جناح بلاده المُشارك في الدورة الـ43 من المعرض السياحي الدولي، الذي تستمر فعالياته حتى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بالعاصمة البريطانية لندن.

ووفق فتحي، فإن وزارته تركّز خلال مشاركتها بالمعرض هذا العام على إبراز الأنماط والمنتجات السياحية المتعدّدة الموجودة في مصر، واستعراض المستجدات التي تشهدها صناعة السياحة في مصر.

هدايا تذكارية بالجناح المصري (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق بيان وزارة السياحة والآثار، فإن «الجناح المصري المشارك شهد خلال اليوم الأول إقبالاً من الزوار الذين استمتعوا بالأنشطة التفاعلية الموجودة به، والأفلام التي تُبرز المقومات المختلفة والمتنوعة للمقصد السياحي المصري، كما شهد اليوم الأول عقد لقاءات مهنية مع ممثّلي شركات السياحة والمنشآت الفندقية المصرية».

وتشارك مصر هذا العام بجناح يضم 80 مشاركاً، من بينهم 38 شركة سياحة، و38 فندقاً، بالإضافة إلى شركتَي طيران، هما: شركة «Air Cairo»، وشركة «Nesma»، إلى جانب مشاركة محافظتَي البحر الأحمر وجنوب سيناء، وجمعية «الحفاظ على السياحة الثقافية».

وصُمّم الجناح من الخارج على شكل واجهة معبد فرعوني، مع شعار على هيئة علامة «عنخ» (مفتاح الحياة)، في حين صُمّم الجناح من الداخل على شكل صالات صغيرة للاستقبال، بدلاً من المكاتب (Desks).

وتمت الاستعانة بمتخصصين داخل الجناح المصري؛ لكتابة أسماء زائري الجناح المصري باللغة الهيروغليفية على ورق البردي، وبشكل مجاني خلال أيام المعرض، بجانب عازفة للهارب تعزف المقطوعات الموسيقية ذات الطابع الفرعوني.

جانب من الإقبال على جناح مصر في «بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويُعدّ «سوق السفر العالمي» معرضاً مهنياً، يحظى بحضور كبار منظّمي الرحلات، ووكلاء السياحة والسفر، وشركات الطيران، والمتخصصين في السياحة من مختلف دول العالم.

واقترح فتحي خلال لقائه بوزيرة السياحة اليونانية إمكانية «الترويج والتسويق السياحي المشترك لمنتج السياحة الثقافية في البلدين بعدد من الدول والأسواق السياحية، لا سيما أن مصر واليونان لديهما تكامل سياحي في هذا الشأن». على حد تعبيره.

واستعرض الوزير المصري المقومات السياحية المتعددة التي تتمتع بها بلاده، كما تحدث عن المتحف المصري الكبير، وما سيقدمه للزائرين من تجربة سياحية متميزة، لا سيما بعد التشغيل التجريبي لقاعات العرض الرئيسية الذي شهده المتحف مؤخراً.

فتحي خلال تفقّده للجناح المصري بـ«بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتوقّع الوزير المصري أن تشهد بلاده زيادة في أعداد السائحين حتى نهاية العام الحالي بنسبة 5 في المائة عن العام الماضي، خلال مؤتمر صحافي عقده في المعرض، وأشار إلى أهمية السوق البريطانية بالنسبة للسياحة المصرية، حيث تُعدّ أحد أهم الأسواق السياحية الرئيسية المستهدفة، لافتاً إلى ما تشهده الحركة السياحية الوافدة منها من تزايد، حيث يصل إلى مصر أسبوعياً 77 رحلة طيران من مختلف المدن بالمملكة المتحدة.

وأكّد على أن «مصر دولة كبيرة وقوية، وتدعم السلام، وتحرص على حماية حدودها، والحفاظ على زائريها، وجعْلهم آمنين، حيث تضع أمن وسلامة السائحين والمواطنين في المقام الأول، كما أنها بعيدة عن الأحداث الجيوسياسية»، لافتاً إلى أن هناك تنوعاً في جنسيات السائحين الوافدين إلى مصر من الأسواق السياحية المختلفة، حيث زارها خلال العام الحالي سائحو أكثر من 174 دولة حول العالم.

الجناح المصري في «بورصة لندن» للسياحة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأعرب فتحي عن تفاؤله بمستقبل الساحل الشمالي المصري على البحر المتوسط، وما يتمتع به من مقومات سياحية متميزة، خصوصاً مدينة العلمين الجديدة، ومشروع رأس الحكمة بصفته أحد المشروعات الاستثمارية الكبرى التي تشهدها منطقة الساحل الشمالي، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يجذب هذا المشروع أكثر من 150 مليار دولار استثمارات جديدة، ويساهم في إضافة ما يقرب من 130 ألف غرفة فندقية.