36 ساعة في مونتريال... ما الذي يمكنك فعله وزيارته هناك؟

مارك توين قال عنها: «لا يمكنك رمي حجر فيها دون كسر نافذة كنيسة»

منظر مطل على المدينة (نيويورك تايمز)
منظر مطل على المدينة (نيويورك تايمز)
TT

36 ساعة في مونتريال... ما الذي يمكنك فعله وزيارته هناك؟

منظر مطل على المدينة (نيويورك تايمز)
منظر مطل على المدينة (نيويورك تايمز)

«بونجور... هاي» عبارة ترحيب عادةً ما يستخدمها العمال وأصحاب المتاجر في كل مكان في مونتريال، كندا، لمعرفة ما إذا كنت تفضل التحدث باللغة الفرنسية أو الإنجليزية، وهي جملة تلخص الكثير عن مونتريال، التي تحتفظ، مثل مقاطعتها الأم «كيبيك»، بهوية كندية - فرنسية قوية.

وفي هذه المدينة البالغ عمرها 381 عاماً التي يبلغ عدد سكانها 1.78 مليون نسمة، ووصفها الكاتب الأميركي الشهير مارك توين ذات مرة بأنها مكان «لا يمكنك رمي حجر فيه دون كسر نافذة كنيسة»، يزدهر أحد أكثر المشاهد حيوية في كندا والمتمثل في المجتمعات التي شكلها المهاجرون اليهود، والأفارقة، والآسيويون، والإيطاليون، والبرتغاليون، والهايتيون لتعرض جميعها فسيفساء فريدة تستمتع برؤيتها (وكذلك تذوقها).

وتبدو هذه المدينة في حالة ازدهار، إذ يمكنك رؤية المباني السكنية الحديثة، والمقاهي، ومسارات الدراجات في «غريفين تاون» وهي مدينة صناعية سابقة، في حين تعرض مناطق «بلاتوه» و«مايل إند» فناً وموسيقى تليق بفريق مثل «أركيد فاير» وبفنان مثل ليونارد كوهين، اللذين سطعا فيها.

وصحيح أن ما يمكن مشاهدته هناك يحتاج إلى أكثر من 36 ساعة بكثير، ولكن إذا أحضرت معك بعض أحذية المشي الجيدة، ستجد وجبات رائعة ومناظر خلابة على قمة جبل «مونت رويال»، وستلمس روحاً إبداعية مهما كانت اللغة التي تتحدثها.

مونتريال مدينة الكنائس التي لا تحصى ولا تعد (نيويوك تايمز)

الجمعة

تناوُل العشاء في كنيسة سابقة

تعجّ مونتريال بأبراج وقباب الكنائس، وذلك على الرغم من تضاؤل الحضور الجماهيري في «كيبيك»، وقد عاد كثير من الكنائس إلى الحياة من جديد ولكن هذه المرة كمساحات للأنشطة الاجتماعية والمطاعم، بما في ذلك كنيسة «سانت جوزيف» التي بُنيت عام 1861 في حي «بيتيت بورغون».

وإذا أعجبتك الواجهة، فانتظر حتى تتجول في منطقة «كانديد» التي يوجد بها بيت القسيس السابق، ويمكنك الجلوس في البار هناك وسيشرح لك موظفو المطبخ المجتهدون، الذين غالبيتهم من الشباب، قائمة الطعام والشراب التي تتغير هناك شهرياً، برحابة.

وتتألق مكونات كيبيك الطازجة في أطباق مثل سلطة الكرنب والفاصوليا والزبادي، وهي خليط بقوام ما بين الكريمي والهش، وعادةً ما تكون طريقة التقديم ممتعة بقدر ما هي لذيذة، وفي اختيارك الحلوى، هناك جبن «لو فرير شاسور» التي تُقطع بشكل رفيع على بكرة دوارة لتبدو مثل بتلات الزهور.

حدائق غناءة (نيويورك تايمز)

السبت

استمتع بخبز مونتريال

في منطقة تتميز بالواجهات الزجاجية والجدران الخرسانية وسلاسل المطاعم الشهيرة، تجد في مطعم «سوليت كافيه» واحة مزيَّنة بأشجار البرتقال وسط حديقة في الهواء الطلق، ويبدو هذا المكان ملاذاً مريحاً لمشاهدة المارة في أثناء احتساء القهوة، ويمكنك هناك تجربة تناول الخبز من صنع «سانت فياتور» المحشوّ بصلصة الغواكامولي وجبن الفيتا والبيض.

وبعد الإفطار، يمكنك زيارة فندق «لو جيرمان» المجاور الذي خضع لعملية تجديد كبيرة في أوائل عام 2020، ويحتل المبنى المقر السابق لمنظمة مهنية للمهندسين جرى بناؤها عام 1967، وهو ما تزامن أيضاً مع إقامة معرض «وورلد فير» العالمي، المُسمى أيضاً «إكسبو 67»، الذي غيَّر الكثير في المشهد العام لمونتريال.

شاهدْ الحِرف اليدوية للسكان الأصليين

يقع متحف «ماكورد ستيوارت» (سعر تذكرة الدخول 20 دولاراً) في مبنى جامعة «ماكجيل» السابق المستوحى من الفنون والحرف اليدوية في شمال وسط المدينة مباشرة، والمتحف متخصص في تاريخ مونتريال.

ويسلّط معرض «أصوات السكان الأصليين اليوم» الدائم الضوء على نحو 100 قطعة، بما في ذلك أحذية الثلوج والسكاكين والحقائب المزينة بالخرز والسترات المصنوعة من أغشية معوية للحيوانات والمقاوِمة للماء، والتي تمثل 11 أمة بمقاطعة كيبيك.

إطلالة جميلة على مونتريال من فوق (نيويورك تايمز)

توجَّهْ إلى القمم

والآن شاهدْ بنفسك كيف تغيرت تلك المناظر من قمة «مونت رويال»، وتسلقْ الدرج الموجود في الجزء العلوي من شارع «رو بيل» إلى قمة ما يطلق عليه السكان المحليون «الجبل»، واستمتعْ بالمناطق المحيطة بالمتنزه الذي صمَّمه فريدريك لو أولمستيد.

وفي ساحة «كونديارونك بلفيدير» الحجرية في الأعلى ستجد مجموعة متنوعة من الأنشطة، وقد ترى أيضاً ألعاب الخفة وركوب الدراجات الهوائية أحادية العجلة (مونتريال هي المقر الرئيسي لسيرك دو سولي)، ويمكنك مقارنة جسر «صاموئيل دو شامبلان» الجديد المعلَّق بالكابلات والذي افتُتح عام 2019، مع جسر «فيكتوريا» القريب، وهو معبر سابق للسكك الحديدية (تسير عليه الآن السيارات أيضاً) وهو الذي أُشيد به بوصفه «الأعجوبة الثامنة في العالم» عندما افتُتح رسمياً للمرة الأولى عام 1860، وكان مصنوعاً من الحديد المطاوع.

مدينة جميلة تضم العديد من الجاليات (نيويورك تايمز)

زيارة أحد محال الأطعمة الجاهزة القديمة

فيما يصطف الكثير من الزوار أمام مطعم «شوارتز ديلي»، أحد أقدم المطاعم في كندا، فإنه يصعب الوصول إلى مطعم «سنودون ديلي» الذي افتُتح منذ 77 عاماً، ولكنه يستحق عناء الانتظار، ويمكنك أن تستقل المترو إلى محطة «سنودون»، أو ركوب دراجة «بيكسي» على طول ممر مخصص لركوب الدراجات في شارع «شيمين دي لا كوت - سانت أنطوان»، الذي يمر عبر طريق «ويستماونت»، إحدى أغنى المناطق في كندا، وابحثْ عن أحد الأكشاك هناك واستمتع بتناول ساندويتش اللحم المدخن مع بعض الخردل الأصفر.

مونتريال مدينة تجد الفن على جدرانها وزوايا شوارعها (نيويورك تايمز)

التسوق واحتساء القهوة

يضم شارع «سان لوران»، الذي يقسم المدينة إلى شرق وغرب، الكثير من أفضل المحلات التجارية والمقاهي، وفي أحد المنازل المغطاة بالجداريات، ستجد متجر «إيفا بي» الذي يبيع مجموعة قديمة من الملابس، وهناك ستجد تماثيل عرض وأرض خشبية قديمة ورفوفاً مليئة بالدمى والكتب البالية التي قد تبدو مخيفة للبعض، وبعد ذلك يمكنك الاستمتاع بتناول وجبة خفيفة في مقهى «ديسباتش كوفي»، وبعد ذلك اتَّجِهْ لمشاهدة معروضات متجر «أو ميرور»، المليء بالمرايا من جميع الأحجام والأشكال، وكذلك متجري «ستيل لابو أنتيكيتز» و«لا بومبادور»، الغنيين بالمعروضات من الأنتيكات الساحرة التي تعود لمنتصف القرن الماضي وكذلك الحديثة، وإذا كنت تبحث عن كرسي بذراعين من جلد الحمار الوحشي ستجده في متجر «لا بومبادور».

الأحد

لا يوجد مكان يشبه جمال القبة

يتجلى الانطباع الدائم لمعرض «إكسبو 67» بشكل واضح في جزر «بارك جان درابو»، التي تستضيف الكثير من المعارض، وقد تحول جناح الولايات المتحدة السابق، الذي يحتوي على قبة ضخمة من تصميم المعماري الأميركي الشهير ريتشارد بكمنستر فولر، الآن إلى مكان حيوي يتمثل في متحف داخل مبنى زجاجي مثبّت على ركائز طويلة وسط القبة (الألواح الأكريليك للقبة احترقت في حريق عام 1976 تاركةً الهيكل الفولاذي فقط).

وإلى جانب كونه جميلاً بشكل مذهل، فإن هذا المتحف يقدم معارض تفاعلية، معظمها مناسب بشكل أكبر للأطفال، حول القضايا البيئية وتغير المناخ. وفي أثناء وجودك في الجزيرة، تجب زيارة تمثال «تروا ديسك» المصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ ويبلغ ارتفاعه 70 قدماً أنشأه ألكسندر كالدر عام 1967 للمعرض العالمي «وورلدز فير» سالف الذكر.

استمتعْ بجلسة تدليك

استمع إلى صوت المياه المتدفقة فوق أقفال القناة، الذي سيكون بمثابة الموسيقى التصويرية الخاصة بك للاسترخاء في منتجع «بوتا بوتا» الصحي الفاخر، الذي بدأ في السابق على متن عبَّارة قديمة رَسَت بالقرب من الميناء القديم وتوسع ليشمل حديقة برية قريبة تضم مجمعاً من حمامات السباحة. ويوفر القارب أحواض استحمام ساخنة ومغطساً بارداً وغرف بخار وساونا جافة وجلسات تدليك في جو صامت (تذكّرك اللافتات بعدم التحدث).

وعبر جسر للمشاة، في الحديقة، ستجد حمامات سباحة بعضها ساخن وبعضها بارد، وأحدها به شلال لتدليك كتفيك.

أين يمكنك أن تأكل؟

مقهى «سوليت» يقدم وجبات إفطار وغداء لذيذة.

«سنودون ديلي» هو المطعم المفضل لتناول اللحوم المدخنة، وهو أحد ألذ الأطباق في مونتريال.

مقهى «ديسباتش كوفي» يقدم المشروبات اللذيذة في ساحة خرسانية تطل على شارع «بوليفارد سانت لوران».

مطعم «لو باتربلوم» هو أحد مطاعم «مايل إند» المريحة وعادةً ما يركز على المكونات الطازجة.

«لو ترو» وهو مقهى صغير في منطقة «غريفين تاون» يقدم الخبز الطازج على طريقة مونتريال.

أين تقيم؟

فندق «فيرمونت الملكة إليزابيث»، وهو فندق ضخم يقع في وسط المدينة ويحتوي على 950 غرفة مفروشة بأسلوب عصري، ويضم جناحاً باسم «باربي دريم سويت» بلون دمى باربي الوردية الشهيرة.

وفندق «لو جيرمان» الذي خضع للتجديد بعدما بُني للمرة الأولى في برج إداري في ستينات القرن العشرين، ويحتوي على غرف كبيرة وهادئة بها طاولات من الخشب ومساحة خرسانية مكشوفة، وأحواض استحمام مميزة وكراسي أكريليك شفافة معلقة من السقف.

وأخيراً فندق «لو كارتييه بيد آند بريكفاست» وهو عبارة عن جوهرة صغيرة يحوي غرفاً شبيهة بغرف المنازل وحديقة خلفية رائعة.

خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

سفر وسياحة متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

هذا الصيف، يتجه الجميع للاستمتاع بالاستجمام على شاطئ البحر، أو مطاردة سحر عواصم العالم المختلفة، أو مجرد الاسترخاء في وجهات مريحة

«الشرق الأوسط» (لندن)
عالم الاعمال «ساوث ميد - طلعت مصطفى» رفاهية وفخامة في أكبر مارينا عالمية

«ساوث ميد - طلعت مصطفى» رفاهية وفخامة في أكبر مارينا عالمية

يمتلك مشروع «ساوث ميد» - أحدث مشروعات «مجموعة طلعت مصطفى» بالساحل الشمالي الغربي لمصر - كل المقومات اللازمة ليصبح وجهة عالمية جديدة بجنوب البحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق السفر مع أفراد العائلة يمكن أن يكون أمراً صعباً بشكل خاص (رويترز)

لإجازة عائلية من دون مشكلات... ضع 7 حدود قبل السفر وخلاله

حتى أجمل التجارب في الأماكن الخلابة يمكن أن تنهار أمام الخلافات العائلية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
سفر وسياحة المدينة القديمة في ميكونوس الأكثر زحمة في الجزيرة (شاترستوك)

ميكونوس... جزيرة ترقص مع الريح

بعد أيام من الراحة والاستجمام في سانتوريني، جزيرة الرومانسية والهدوء والتأمل، أكملنا مشوارنا في التنقل ما بين أجمل جزر اليونان، واخترنا ميكونوس.

جوسلين إيليا (ميكونوس-اليونان)
العالم جواز سفر سنغافوري (أ.ف.ب)

سنغافورة تُتوج بلقب صاحبة أقوى جواز سفر في العالم

تفوقت سنغافورة على فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا لتصبح صاحبة أقوى جواز سفر في العالم حيث يمكن لحاملي جواز سفر سنغافوري دخول 195 دولة دون تأشيرة دخول.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

ميكونوس... جزيرة ترقص مع الريح

المدينة القديمة في ميكونوس الأكثر زحمة في الجزيرة (شاترستوك)
المدينة القديمة في ميكونوس الأكثر زحمة في الجزيرة (شاترستوك)
TT

ميكونوس... جزيرة ترقص مع الريح

المدينة القديمة في ميكونوس الأكثر زحمة في الجزيرة (شاترستوك)
المدينة القديمة في ميكونوس الأكثر زحمة في الجزيرة (شاترستوك)

بعد أيام من الراحة والاستجمام في سانتوريني جزيرة الرومانسية والهدوء والتأمل، أكملنا مشوارنا في التنقل ما بين أجمل جزر اليونان واخترنا ميكونوس لتوقظ حواسنا وتنشط بدننا وتحضرنا نفسياً لمغامرة تختلف تماماً عن تلك التي عشناها في جارتها سانتوريني.

بدأ المشوار من مرفأ جزيرة سانتوريني، انتظرنا وصول الباخرة التي تعمل وكأنها «تاكسي بحري» ينقل الركاب والسياح بالآلاف يومياً وعلى مدار الساعة من جزيرة لأخرى، وصلت الباخرة التابعة لـ«سي جيت»، شركة رائدة في مجال التنقل البحري، وفي غضون دقائق خرج المئات من السياح ودخل عدد أكبر إليها في سرعة فائقة، استغرقت الرحلة ما بين سانتوريني وميكونوس ساعتين وبعض الدقائق، الرحلة كانت سهلة وممتعة لأنه من الممكن الوقوف على الشرفة لتنشق هواء البحر واشتمام رائحته المنعشة.

أكثر معلم تصويراً في الجزيرة (شاترستوك)

أهلاً بكم في ميكونوس (جزيرة الرياح)... نعم هذا هو لقبها، واستقبلتنا برياحها الشمالية العاتية والقوية المسماة باليونانية «ميلتيمي»، التي تداعب شمسها الدافئة، بعد صراع معها بشرنا السائق الذي كان بالانتظار بأن الرياح قوية بشكل غير معتاد وسوف تضرب الجزيرة على مدى الأيام المقبلة. بداية غير مريحة وخبر غير سار لشخص يعيش في لندن مدينة المطر والريح والبرد، ولكن هذا الخبر لم يقف عائقاً في زيارتنا لأن الجزيرة وأهلها والعاملين فيها على أهبة الاستعداد لها لأن الجزيرة معروفة بأن موقعها يجذب الرياح ويجذب أيضاً محبي ممارسة الرياضات التي تتطلب الريح، وهذا ما يجعل ميكونوس ملاذاً مفضلاً لهم في اليونان.

المدينة القديمة في ميكونوس الأكثر زحمة في الجزيرة (شاترستوك)

ميكونوس صغيرة وطرقاتها ضيقة، مما يتسبب في زحمة سير تؤدي إلى بطء التنقل فيها، ففي طريقنا إلى «كيفوتوس ميكونوس» أشار السائق بيده إلى الجهة اليسرى قائلاً: «هذا هو الفندق الذي كان الأول في ابتكار برك السباحة الزجاجية في الجزيرة» وأضاف أيضاً: «إنه أيضاً أول فندق من فئة بوتيك في ميكونوس».

تقع الجزيرة على بحر إيجه، وهي جزء من أرخبيل الكيكلادس، وتشتهر كونها وجهة سياحية فاخرة ونابضة بالحيوية وشهيرة أيضاً بالحياة الليلية الصاخبة فيها وعنوان مفضل للذواقة نظراً لتوفر أكبر عدد من المطاعم العالمية فيها.

واحة من الهدوء في جزيرة صاخبة (الشرق الأوسط)

تتميز ميكونوس بشواطئها الرملية البيضاء والمياه الزرقاء الصافية، ويقصدها هواة التصوير لالتقاط صور رائعة لطبيعتها الخلابة. المميز في ميكونوس هو أنها وجهة ترضي الجميع الشباب والشياب والمشاهير والأغنياء وأصحاب الميزانيات المتواضعة أيضاً، إنما تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الجزيرة قد تكون مناسبة أكثر لأصحاب الميزانيات المرتفعة لأنها غير رخيصة، ولكن زحمة الناس في المنطقة القديمة تكون بسبب السياح الذين يأتون على متن السفن البحرية السياحية العملاقة والذين يمضون فيها 12 ساعة فقط ليكملوا بعدها رحلتهم إلى وجهات متوسطية أخرى.

جلسات خارجية تغازل البحر والسماء (الشرق الأوسط)

تشتهر الجزيرة بمعمارها التقليدي ومبانيها البيضاء التي تعكس الطراز التراثي لجزر الكيكلادس، كما تحتوي على العديد من المواقع التاريخية، بما في ذلك الكنائس القديمة ومتاحف تعرض ثقافة الجزيرة وتراثها، ولا يمكن أن ننسى أن الجزيرة تضم أفخم المطاعم العالمية، إلى جانب توفر المطاعم الشعبية المتخصصة في تقديم الأكل اليوناني الشعبي.

الحياة الليلية في ميكونوس قد تكون أشهر صفة ملاصقة للجزيرة، فهي من أفضل الوجهات في العالم للسهر والحفلات، حيث تكثر فيها النوادي الليلية والمقاهي التي تقدم برامج غنائية حية تمتد حتى ساعات الصباح الأولى، كما أن ميكونوس تشتهر بوجود عدد من النوادي الشاطئية الخاصة التي تمزج ما بين الموسيقى والطعام والاستجمام على الشاطئ أو بالقرب من بركة السباحة مثل «سانتانا» SantAnna، النادي الخاص الذي يقدم ألذ الأطباق اليونانية والمتوسطية على أنغام الموسيقى، وبالوقت نفس من الممكن استئجار سرير على الشاطئ أو بركة السباحة للتمتع بالجلوس تحت الشمس، كما يستضيف هذا النادي فنانين عالميين يحيون فيه حفلاتهم طيلة فترة الصيف.

من أفضل شواطئ ميكونوس «باراديسو» و«سوبر باراديسو»، ومن أكثر معالم الجزيرة شهرة طواحين الهواء التي تقع على تلة في المدينة القديمة، وتُعَدُّ رمزاً لميكونوس، كما يقصد السياح «ليتل فينيس» Little Venice المنطقة الواقعة على الواجهة البحرية وتضم بيوتاً قديمة ملونة ومقاهي رائعة، ومنها يمكن مشاهدة أجمل مناظر لغروب الشمس.

إطلالة رائعة على بحر إيجه (الشرق الأوسط)

وإذا كنت من المهتمين بزيارة الكنائس فأنصحك بالتوجه إلى كنيسة بارابوتياني التي تعدُّ أكثر الكنائس تصويراً في الجزيرة، تمتاز بتصميمها الفريد وجمال معمارها، وإذا كان لديك الوقت أنصحك بالتوجه إلى ديلوس، وهي جزيرة صغيرة بالقرب من ميكونوس، وتُعَدُّ موقعاً أثرياً ويمكن الوصول إليها عبر رحلة قصيرة بالقارب.

ولمحبي الآثار والفن اليوناني البيزنطي القديم فيمكنهم زيارة متحف ميكونوس الأثري الذي يضم مجموعة رائعة من الآثار النادرة.

أجمل ما يمكن أن تفعله في ميكونوس هو التوجه إلى المدينة القديمة، وتحديداً إلى «فابريكا»، وهي أشبه بمحطة لسيارات الأجرة والحافلات وتأجير الدراجات النارية وغيرها من وسائل التنقل، ومنها تبدأ بالمشي على أرضية مرصوفة بالحجارة في أزقة ضيقة تصطف على جانبيها المحلات الصغيرة، وتارة ترى الزقاق كبيراً وأخرى تراه ضيقاً قد يصعب مرور شخص واحد فيه. أفضل طريقة للتعرف على القسم القديم من الجزيرة هو أن ترمي نفسك بين الأزقة وتكتشف خبايا تلك الجزيرة مثل حديقة كبيرة تفاجئك بشاشة عملاقة تقدم أفلاماً أجنبية، يمكن حجز التذكرة على الباب ويمكنك أيضاً أن تتناول العشاء خلال مشاهدتك الفيلم السينمائي، وعندما تمشي أكثر سوف تشدك الموسيقى العربية إلى مطاعم تقدم الموسيقى الشرقية مثل «نويما» Noema الذي يتميز بحديقته التي تجلس تحت أشجارها الوارفة لتناول العشاء على أنغام الموسيقى الحية.

اللون الأبيض يطغى على مباني ميكونوس (الشرق الأوسط)

وبعدها تشدك رائحة السمك إلى Kounelas أقدم «تافيرنا» في ميكونوس متخصصة بتقديم الأسماك المشوية. جلسة هذا المطعم جميلة وبسيطة، تتوزع طاولته في عدة زوايا، أجملها في حديقة صغيرة تحت شجرة تين ضخمة وقديمة.

من الأماكن الجيدة للأكل أيضاً «ناماه» Namah الذي يقدم تجربة طعام على الواجهة البحرية، أطباقه لذيذة جداً، جربنا فيه السمك المشوي والسلطة اليونانية.

وإذا كنت تبحث عن مكان تتناول فيه العشاء وأنت تشاهد غروب الشمس فأنصحك بمطعم «ييفو» Yevo الذي يقدم الأطباق المتوسطية واليونانية العصرية.

تضم ميكونوس بعضاً من أجمل شواطئ اليونان (الشرق الأوسط)

الإقامة في ميكونوس

تنتشر في ميكونوس الفنادق والشقق السكنية التي يمكن حجزها عن طريق تطبيق Airbnb ولكن تبقى هناك عناوين مميزة مثل «كيوفوتوس ميكونوس» Kivotos Mykonos الذي يعتبر من الفنادق الفاخرة في الجزيرة المطلة على خليج أونوس، ويتمتع بشاطئ خاص بنزلائه، وتوجد بركة سباحة خاصة بكل وحدة سكنية فيه، بالإضافة إلى مركز صحي (سبا) يقدم علاجات عديدة، ميزة هذا الفندق أنه قريب من المدينة القديمة، يبعد نحو 10 دقائق بالسيارة، ولكنه بالوقت نفسه يقع في منطقة هادئة ويطل على البحر مباشرة، فهو أقدم فندق من فئة بوتيك في الجزيرة، وكان في بادئ الأمر فيلا تستخدمها عائلة ميكوبولوس التي تملكه، وبعدها قرر صاحبها أن يتوسع في المشروع فبنى الفندق بمحاذاتها ليكون بمثابة واحة هادئة للهاربين من صخب الجزيرة ومقاصفها الليلية.

ولا تزال فيلا «نوح» Noah’s Luxury Waterfront Villa موجودة في الفندق وتحافظ على تصميمها القديم وتمتد على 3 طوابق وتضم مسبحاً خاصاً وشاطئاً خاصاً أيضاً، بالإضافة إلى جاكوزي وغرفة ساونا. وإذا كنت تفضل الإقامة في غرف أو أجنحة أكثر حداثة يمكنك الاختيار من بين 41 غرفة يطغى على ديكوراتها الداخلية اللون الأبيض وفيها كل ما يجعل الإقامة أجمل.

بركة سباحة خاصة لكل غرفة وجناح (الشرق الأوسط)

هذا المنتجع يناسب الأزواج والعائلات والباحثين عن عنوان هادئ بعيداً عن زحمة المدينة القديمة ومقاهيها التي تفتح أبوابها حتى بزوغ الفجر. ومن الممكن أيضاً زيارة مطعم «نيرو نيرو» الذي يتمتع بجلسة خارجية مطلة على البحر أو في «ناما» المتخصص بتقديم تجربة طعام فريدة على غرار المطاعم الحاصلة على نجوم ميشلان للتميز.

مطعم «ناما» المطل على البحر مباشرة (الشرق الأوسط)

أفضل طريقة للتنقل

المشي في ميكونوس هو أفضل طريقة للتعرف إليها، إنما إذا اخترت النزول في فندق بعيد بعض الشيء عن المدينة القديمة فسيكون من الضروري التنقل بسيارة الأجرة (الأسعار مرتفعة) أو استئجار الدراجات النارية أو ATV أو القوارب للوصول إلى الشواطئ والجزر القريبة.