مع الحراك الذي تعيشه السعودية في كل الاتجاهات والمجالات، وخاصة فيما يتعلق بالقطاع السياحي والترفيهي الذي شهد نقلات نوعية في الشكل والمضمون، تدخل المنتجعات العلاجية بالعيون الحارة على خط التنوع لتكون حاضرة في هذه المرحلة والأعوام القادمة ضمن بوصلة الوجهات المفضلة لدى الزوار من داخل وخارج البلاد لتشكل فيما يقدم حالة فريدة ضمن باقة البرامج التي تطرحها الجهات المعنية كافة للترويج عن مخزونها من التاريخ والآثار والترفيه.
ومن ضمن هذه الوجهات يدخل مركز غميقة، التابع إدارياً لمحافظة الليث الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي من منطقة مكة المكرمة، سباق التنوع، إذ يحتضن «متنزه الماء الحار» قرابة 19عيناً حارة يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 165م وتبلغ درجة حرارتها 80 درجة مئوية وتبلغ مساحتها الإجمالية 49800م2، مما يجعلها بارزة وحاضرة في الفصول الأربعة لاعتدال مناخها في الفصول الأربعة، وهدفاً للوفود السياحية القادمة من كل الاتجاهات لسهولة الوصول وقربها من مركز المنطقة، الذي لا تبعد عنه سوى 200 كيلو متر.
المميزات
هذه المنتجعات أو المتنزهات العلاجية الطبيعية، يبحث عنها العموم خاصة إذ توفرت فيها العديد من المميزات، ومن ذلك تضاريس وطبيعة موقع «غميقة»، الذي تتدفق منه العيون الحارة بالتنوع التضاريسي، حيث إنها تتكون من سلسلة جبال تطل على الموقع من جهتين ويمر بمحاذاتها وادي الليث، الذي يمتلك غابات من الأشجار مستديمة الخضرة ويمتاز بجريان المياه طوال العام، إضافة إلى خواص هذه المياه الكيميائية، إذ كشفت نتائج التحاليل الكيميائية أن هناك ارتفاعاً في تركيز العناصر الكيميائية الرئيسية سالبة الشحنة حيث تجاوزت عناصر الكلور والكبريتات والنترات والنتريت والفلورايت الحد المسموح به حسب المواصفات السعودية لمياه الشرب غير المعبأة.
ووفقاً لنتائج التحاليل الكيميائية تبين أن تركيز عناصر البورون واليورانيوم والسيليوم في مياه العين الحارة في حدود المسموح به، وهي آمنة حسب المواصفات السعودية لمياه الشرب غير المعبأة، كما أن خواصها الفيزيائية من أهم المميزات إذ تبلغ درجة الحرارة 80 درجة مئوية.
تطوير الموقع
في هذا الجانب عملت بلدية غميقة على تطوير الموقع والاهتمام والعناية به من خلال العمل في تنفيذ مشروع (صيانة وإعادة تأهيل متنزه العين الحارة)، الذي يحتوي على أعمال تكسيات حجرية للمجرى وأرضيات، خشبية، وأرصفة وممرات ومضلات، وألعاب للأطفال وجلسات عائلية، بالإضافة إلى إنشاء حمامات ساونا وغرف استحمام ومسبح ومسطحات خضراء وأعمال إنارة.
وجرى طرح المشروع للاستثمار، بالتعاون بين هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة، وأمانة جدة ممثلة في بلدية غميقة، كفرصة استثمارية مميزة، وذلك ضمن مشروع الطريق السياحي الذي يأتي ضمن برامج تحقيق رؤية الهيئة ومواءمتها لرؤية المملكة 2030 وبرامجها، إذ سعت هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة إلى تطوير الطريق الدائري (مشروع الطريق السياحي) في منطقة مكة المكرمة، للربط بين مجموعة من المواقع الطبيعية والسياحية وتنميتها لتحقيق تنمية بيئية واقتصادية ومن ضمن هذه المواقع متنزه الماء الحار بغميقة محافظة الليث.
وقال رئيس بلدية غميقة، المهندس عبد الله السيد لـ«الشرق الأوسط» إن البلدية حرصت على الاهتمام والعناية بالمتنزه من خلال إعدادها لجملة من الدراسات البيئية بالتعاون مع الجهات المختصة، كما أن البلدية عملت على تنفيذ مشروع (صيانة وإعادة تأهيل المتنزه)، وذلك بتوجيه ومتابعة من أمين جدة، ووكيل الأمين لبلديات المحافظات.
وأضاف أن المشروع حظي بتدشين مستشار خادم الحرمين الشرفين أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل، موضحاً أن هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة اعتمدت متنزه الماء الحار ضمن مشروع الطريق السياحي، وبالتعاون بين هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة وأمانة جدة ممثلة في بلدية غميقة تم طرح المشروع كفرصة استثمارية مميزة، وذلك ضمن مشروع الطريق السياحي، والموقع الآن مطروح على موقع أمانة جدة للاستثمار، لافتاً إلى أن البلدية حالياً تشرف وبجهود ذاتية على أعمال الصيانة والعناية بالمتنزه، وذلك من خلال تواجد فريق عمل بالموقع على مدار الساعة بسبب ما يشهده الموقع من كثافة زوار ومتنزهين من داخل المملكة وخارجها في جميع الأوقات.
وبالعودة إلى متنزه الماء الحار بغميقة، فإن المؤشرات تؤكد إلى أن الموقع بدأ في أخذ شيء من حصتها «السياحية العلاجية» مع تزايد أعداد الوافدين الذين وجدوا ضالتهم في 19 عيناً، وستزيد الأرقام تدريجياً مع اقتناص رجال الأعمال فرصة الاستثمار في المنتجع، والذي يتوقع أن تزيد فيها الخدمات اللوجيستية والمساندة لتقديم خدمات ورعاية ذات جودة عالية.