السعودية تستضيف اجتماعات الجمعية العامة للسياحة العالمية 2025

أحمد الخطيب وزير السياحة السعودي خلال مشاركته في الدورة 25 للجمعية بسمرقند الأوزبكية (الشرق الأوسط)
أحمد الخطيب وزير السياحة السعودي خلال مشاركته في الدورة 25 للجمعية بسمرقند الأوزبكية (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تستضيف اجتماعات الجمعية العامة للسياحة العالمية 2025

أحمد الخطيب وزير السياحة السعودي خلال مشاركته في الدورة 25 للجمعية بسمرقند الأوزبكية (الشرق الأوسط)
أحمد الخطيب وزير السياحة السعودي خلال مشاركته في الدورة 25 للجمعية بسمرقند الأوزبكية (الشرق الأوسط)

اختارت منظمة السياحة العالمية، الخميس، السعودية لاستضافة الدورة السادسة والعشرين للجمعية العامة للمنظمة عام 2025، بوصفها أول جمعية تحتضنها البلاد على مستوى الأمم المتحدة، وذلك نظير عضويتها القيادية ودورها المهم الذي تعزز بهذا القرار.

جاء هذا الإعلان خلال مشاركة أحمد الخطيب وزير السياحة السعودي في الدورة الخامسة والعشرين للجمعية بمدينة سمرقند الأوزبكية، خلال الفترة بين 16 و20 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وثمّن دعم خادم الحرمين الشريفين وولي العهد غير المحدود، مشيراً إلى أن هذه الاستضافة تؤكد التزام بلاده بقيادة القطاع عالمياً إلى مستقبل أكثر إشراقاً وتعاوناً، وتعكس الإنجازات المهمة للمجلس التنفيذي الذي تولت السعودية قيادته هذا العام، ووضعت خريطة طريق واضحة وشاملة استهدفت دعم التعاون العالمي والمبادرات الرائدة.

تلتزم السعودية بقيادة قطاع السياحي العالمي إلى مستقبل أكثر إشراقاً وتعاوناً (الشرق الأوسط)

وأكد الخطيب عزم السعودية على إعادة رسم المشهد السياحي العالمي، وعدّ الاستضافة احتفاء كبيرا بذلك، حيث سيتم تنظيم فعاليات متنوعة تعزز الوعي بأهمية السياحة ودورها في التنمية المستدامة والسلام بالعالم، مبيناً أنها ستشكل فرصة للمملكة لعرض تطوراتها السياحية والثقافية، وتعزيز التعاون الدولي في هذا القطاع المهم.

ويأتي اختيار السعودية لجهودها في إطلاق مبادرات سياحية إقليمية ودولية، منها إنشاء الأكاديمية العالمية للسياحة بالرياض، والمركز العالمي للاستدامة السياحية، واستضافة أول مركز إقليمي للمنظمة، إلى جانب استثمارها في القطاع من خلال مشاريع «نيوم» و«البحر الأحمر» و«القدية» و«الدرعية»، وغيرها.

استعرضت السعودية التجارب الغنية والمتنوعة التي تنتظر الدول الأعضاء عام 2025 (الشرق الأوسط)

وشهد اليوم الثالث للجمعية العامة الخامسة والعشرين بسمرقند، حفل عشاء أقامته السعودية، احتفاءً بهذا الاختيار، وجاء فرصةً للتعريف بالتجارب الغنية والمتنوعة التي تنتظر الدول الأعضاء عام 2025 في أثناء زيارتها للمملكة، التي لا يقتصر التزامها على استضافة الفعاليات، بل تسعى لإعادة تعريف المشهد السياحي العالمي وتطويره والارتقاء به وتحقيق استدامته، مدركةً أهمية الإمكانات التي يتمتع بها القطاع بوصفه محركا للتغيير والابتكار والازدهار.

وعززت السعودية دور فريق العمل الريادي المعني بإعادة تصميم السياحة للمستقبل بالتعاون مع إسبانيا، إذ تعد هذه المبادرة شهادة أخرى على التزامها للدخول في مجال السياحة المستدامة والمسؤولة، وتلبية احتياجات العالم المترابط بشكل متزايد. كما تتوسّع في عملها لإثراء القطاع لتتجاوز المكاسب الاقتصادية، لتشمل فتح آفاق التبادل الثقافي، والتفاهم والوحدة الدوليين، ويتعزز ذلك مع ترشيحها مستضيفا محتملا لـ«إكسبو 2030»، والتركيز على توحيد الجميع تحت تراث مشترك، وتمكين التطلعات لمستقبل أكثر إشراقاً.

يشار إلى أن الجمعية العامة المنشأة عام 1975، هي الجهة العليا التي تصنع القرار في المنظمة، وتضم ممثلين من الدول الأعضاء الذين يزيد عددهم على 159 دولة، بالإضافة إلى ممثلي القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية.


مقالات ذات صلة

السعودية تحقق هدف 2030 بإدراج 8 مواقع في لائحة «اليونسكو»

الخليج قرية «الفاو» ثامن المواقع التراثية السعودية على قائمة «اليونسكو» (واس)

السعودية تحقق هدف 2030 بإدراج 8 مواقع في لائحة «اليونسكو»

نجحت السعودية في إدراج ثامن موقع تراثي بالمملكة على قائمة «اليونسكو»، بعد إدراج منطقة «الفاو» الأثرية (جنوب منطقة الرياض)، أمس، وذلك خلال اجتماعات لجنة التراث.

جبير الأنصاري (الرياض)
الاقتصاد جانب من مراسم توقيع العقد (الشرق الأوسط)

«الدرعية» السعودية تبرم عقداً بملياري دولار لبناء 4 فنادق ومركز للفروسية

وقعت مجموعة «الدرعية» السعودية، المملوكة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، الأربعاء، عقد بناء مع شركتي «أورباكون» و«البواني القابضة»، بلغت قيمته 8 مليارات ريال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق البرنامج يقدم تجربة استثنائية لزوّار صيف السعودية (واس)

السعودية تعزز سياحتها الساحلية ببرنامج تدريبي على متن الكروز الأوروبي

أطلقت وزارة السياحة السعودية برنامج تدريب نوعياً على متن الكروز الأوروبي بالتعاون مع الهيئة السعودية للبحر الأحمر؛ لتعزيز جودة خدمات السياحة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
سفر وسياحة احتلت ميلانو المرتبة رقم 13 في مؤشر مدن الوجهات العالمية لعام 2023 (الشرق الأوسط)

ميلانو ترى أهمية التوأمة السياحية مع الرياض والاستثمار في التشابه الثقافي والحضاري

التشابه بين البلدين والقوة الاقتصادية يعززان فكرة توأمة ميلانو مع الرياض.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
سفر وسياحة قصور تاريخية تحتفظ بإرث عمره نحو قرنين (واس) play-circle 01:26

قصور أبو سراح في عسير... ما شهد الإغلاق تحوَّل مقصداً لعشاق التاريخ

هذا الموقع التاريخي كان مغلقاً قبل 4 سنوات فقط، لكنه عاد إلى الحياة من جديد ليصبح اليوم وُجهة سياحية واعدة يقصدها نحو 3 آلاف زائر يومياً.

عمر البدوي (أبها)

«نومادس» مشروع لهدوء النفس وتوطيد علاقة الإنسان بالعزلة

الفسحة مخصَّصة للهروب مما يُقلق (نومادس)
الفسحة مخصَّصة للهروب مما يُقلق (نومادس)
TT

«نومادس» مشروع لهدوء النفس وتوطيد علاقة الإنسان بالعزلة

الفسحة مخصَّصة للهروب مما يُقلق (نومادس)
الفسحة مخصَّصة للهروب مما يُقلق (نومادس)

سبقت ولادة منتجع «نومادس»، المُظلَّل بأوراق الشجر، وجار النهر في منطقة سرجبيل الشوفية اللبنانية، إرغامَ الجائحة الإنسان على توطيد العلاقة بالعزلة. قبل 10 سنوات، افتتح ألفونس عاد مكاناً لهدوء النفس. انطلق من حقيقة أنّ الروحانيات تُحرّك الفضول، وكثر يتساءلون عما هو أبعد من العالم المادي. أتى الوباء وعمَّق أسئلة الداخل ومكنوناته. من خلال «نومادس» ومشاريع مُشابهة، تنمو في لبنان «السياحة النفسية»، فتُحدث التواصل مع الجوهر الإنساني.

الفسحة مخصَّصة للهروب مما يُقلق (نومادس)

يشرح راني بيطار، المُطّلع بدور استشاري وتطويري، ما يتيحه المشروع لزوّاره. يُخبر «الشرق الأوسط» أنّ الأمر أشبه بسلّة، فلا يقتصر على الشجر والنهر والسلام المتجسِّد بعظمة الطبيعة، بل يشمل نوع الطعام والاستغناء عما هو مُضرّ. صمَّم ألفونس عاد وزوجته المدرِّبة لارا أيوب مشروعاً لإنزال الأحمال عن الأكتاف والتخفُّف من الضغوط. الآتون، كما يقول، يخرجون بشعور يدفعهم للعودة: «الفسحة المخصَّصة للهروب (Escape) تتيح التحايُل على التوتّر والمخاوف والقلق المُخزَّن في الجسد والروح؛ وحين تتأكّد النتيجة تتجدّد الزيارة».

الطعام مصدره الأرض والمكوِّن الصحّي (نومادس)

تَدرُج في لبنان السياحة المُتعارَف عليها: مطاعم ومَعالِم وليالي السهر... وإنما الظرف وشقاؤه يستدعيان سياحة تُحاكي الداخل المتشظّي. هذا يفسّر صعود مشاريع تُعلي شأن التأمُّل و«طاقة الشفاء» (Healing)، وتُدرّب قاصديها على فلسفة تواصل الجسد مع العقل. يُصنّف نومادس نفسه مركزاً متخصّصاً في هذا المفهوم (Concept) المتطوّر، بينما مراكز أخرى تقوم على المبادرات الفردية؛ مشاريعها مؤقتة لها بداية ونهاية.

يُوظّف المشروع «المجتمع المحلّي، خصوصاً النساء»، ويسعى إلى تحقيق التوازن بين المشهد الطبيعي المُتمثّل بالغابة واخضرارها، والسمك السابح في النهر على مقربة من الآتين للاستراحة؛ وبين النفس البشرية. يعلو الرهان على صوت الماء، وهو الخرير المُهدِّئ للأعصاب، «فيمسح ما يتراكم ويترسَّب ويُحدِث الحالة الصعبة، بينما النساء يُحضّرن طعاماً مصدره أراضينا الزراعية والمكوِّن الصحّي».

وُلد المشروع من حقيقة أنّ الروحانيات تُحرّك الفضول (نومادس)

ليومين أو ثلاثة شهرياً، يَحضُر ما أقصاه 15 شخصاً، (وقد يصبحون 17)، لمواجهة تحدّي حمّام الثلج. فجزء من برنامج «يوم الشفاء» (Healing day)، يتضمّن تسليم الجسد لتدنّي الحرارة، فتَحدُث الصدمة المطلوبة لتجديد الخلايا وتنشيط المناعة: «هذا ليس مجرّد غطس مُنشِّط. إنها رحلة إيقاظ للعقل والوعي». تسليم الجسد للصقيع يُخرجه من المألوف نحو اكتشاف القدرات. 15 دقيقة من الانغماس في الأعماق الجليدية تُنجز ما لا يفعله الظرف المُتوقَّع، برفع الروح إلى الذروة، وتنظيف المسام، وتحريك الدم. يتبع المغامرة انتقال أبطالها من البرودة إلى الدفء: «دوش» بالماء الساخن، فكوب من شاي الأعشاب المُخمَّر. تتعافى العضلات ويستكين التوتّر ويُعدَّل المزاج.

تستمرّ رحلة التعافي بـ«جلسة إعادة التوازن من أوشو». هذه طريقة لاستعادة الانسجام المفقود بين الجسد والعقل والقلب: «نوع من التدليك يطول نقاطاً في الجسم تُخزّن الصدمات النفسية لتفكيكها». ويريد ألفونس عاد من مشروعه التخلّي التام عما ينتظره الناس من الأوقات الحلوة: «لا تدخين، ولا مشروبات كحولية وغازية. لا لحوم، والقليل من الدجاج. الأهم، لا بلاستيك إطلاقاً. صون الطبيعة واجبنا».

هذا الصنف من «السياحة النفسية» يُحرّك باطن العقل ويُنزل ما يُثقل العاتق. يُشدّد المؤسِّس على أنها فسحة متاحة للباحثين عن الحبّ والقبول والحرّية، ولمراكمي التجربة الخاصة. تتكرّس الخصوصية أيضاً بـ«التعامل مع الحضارات والثقافات»، فيقصد المكان زوّارٌ من خارج لبنان لممارسة روحانيات بلادهم، منهم الهنود.

التحايُل على التوتّر والمخاوف (نومادس)

بجوار النهر المُتدفّق بين ما يُعرَف بوادي الدير ومنطقة سرجبيل، يبلغ التأمُّل أقصاه. وإذا كان هذا التأمُّل (Meditation) غاية المشروع ومُرتكزه، فإنّ «اليوغا» تحلّ في مرتبة لاحقة. يتيح مساحة لمريديها، وأساتذة يدرّبون على التواصل ويُحسّنون علاقة المرء بذاته لسبر كنوز الداخل.

يجد الأولاد فسحة فرح في مكان لا يريده ألفونس عاد حكراً على الكبار: «من المفيد إيجاد روابط مع الطبيعة تُقام منذ الصغر. أطفال اليوم أسرى الهواتف والأجهزة. التكنولوجيا تُسيّر حياتهم. التواصل مع صوت النهر ورقصة أوراق الشجر يجعلهم أنقياء. وفي المكان قطط وكلاب وسمك يعبُر وسط الخرير. ويمكنهم اللهو بالماء. هذه بذرة لجيل بسموم أقل».