آخر صيحات سياحة الاستشفاء: منتجعات للنساء في مرحلة «سن الأمل»

برامج خاصة حول العالم لمساعدتهن على تخطي العوارض المرافقة

برامج خاصة بالنساء في مرحلة معينة من أعمارهن تنظمها منتجعات عالمية (شاترستوك)
برامج خاصة بالنساء في مرحلة معينة من أعمارهن تنظمها منتجعات عالمية (شاترستوك)
TT

آخر صيحات سياحة الاستشفاء: منتجعات للنساء في مرحلة «سن الأمل»

برامج خاصة بالنساء في مرحلة معينة من أعمارهن تنظمها منتجعات عالمية (شاترستوك)
برامج خاصة بالنساء في مرحلة معينة من أعمارهن تنظمها منتجعات عالمية (شاترستوك)

يقدم عدد متزايد من المنتجعات والنوادي الصحية برامج تستهدف التغيرات في فترة «جوار سن اليأس» و«انقطاع الطمث». قد تكون الفائدة الكبرى هي فرصة الارتباط بنساء أخريات يعانين من الأمر نفسه. مع اقتراب عدد متزايد من النساء من سن التغيرات الهرمونية - بحلول عام 2025، سيكون ما يقرب من 1.1 مليار امرأة في جميع أنحاء العالم قد عانين من انقطاع الطمث - تعمل صناعة السفر على توفير مكان جديد: النساء اللاتي يرغبن في المساعدة في التعامل مع كل شيء من السخونة المفاجئة إلى التقلبات المزاجية، وربما مع بعض العلاجات التقليدية بالمنتجع الصحي.

برامج خاصة بالنساء في مرحلة معينة من أعمارهن تنظمها منتجعات عالمية (شاترستوك)

تختلف العروض التي تركز على انقطاع الطمث بشكل كبير، من تقنيات اليقظة الذهنية إلى العلاجات العشبية إلى التوجيه الغذائي وممارسة الرياضة. وفي بعض الأحيان، يكون النشاط الأكثر أهمية هو مجرد فرصة للتواصل مع نساء أخريات يواجهن المشكلات نفسها، كما يقول الخبراء. تقول ميليسا بيغز برادلي، مؤسسة شركة «إنداغار» ورئيستها التنفيذية، وهي شركة سفريات قائمة على العضوية أعلنت، مؤخراً، عن أول برنامج لها يُعنى بمنتصف العمر وانقطاع الطمث: «هناك استشفاء واكتشاف كبير عندما تمر مجموعة من الناس بظروف مماثلة». في فندق ومنتجع «سيكس سينسس» في وادي دورو بالبرتغال، شاركتُ مؤخراً في منتجع مخصص لانقطاع الطمث لمدة 3 أيام للتعامل مع أعراض التعرق الليلي، والصداع النصفي، وآلام المفاصل، والتقلبات المزاجية، ولفهم أكبر للتقلبات الهرمونية التي كنتُ أمر بها (يبدأ سعر الغرف من 850 يورو أو نحو 924 دولاراً). بعد الفحص الصحي، أعطوني أجندات مصممة خصيصاً لرعاية وموازنة جسدي المتغير والمتقدم في السن. في البداية، كانت جلسة تمارين القوة الشخصية - تمارين القرفصاء، والاندفاع، واللوح الخشبي، وتمارين شريط المقاومة - لعلاج آلام المفاصل وبناء العظام. عندما يتعلق الأمر بالسفر في مرحلة انقطاع الطمث، ترى الدكتورة هيذر هيرش، مؤسسة عيادة انقطاع الطمث ومنتصف العمر في مستشفى بريغهام والنساء في بوسطن، ومؤلفة كتاب «اكتشفي نوع انقطاع الطمث لديك»، أعظم الفوائد من حيث الرعاية الذاتية والمجتمع والتعليم. وقالت الدكتورة هيرش: «حقيقة أنك تخصصين هذا الوقت والموارد لنفسك، وهو ما لا تفعله النساء في منتصف العمر في كثير من الأحيان، أمر مهم للغاية».

اليوغا من ضمن العلاجات التي يوصى بها (شاترستوك)

أقدم إليكم عدداً قليلاً من برامج ما قبل انقطاع الطمث. القاسم المشترك بينها جميعاً هو التركيز على مواجهة التغيرات الهرمونية الحتمية التي تصاحب شيخوخة جسم الأنثى. يستضيف مركز «كريبالو» لليوغا والصحة في ستوكبريدج، ماساتشوستس، أول منتجع يركز على انقطاع الطمث، تحت عنوان: «اكتشاف حكمة طقوس انقطاع الطمث من أجل الرعاية الذاتية والاكتشاف». يركز في عطلة نهاية الأسبوع - بقيادة اثنين من أعضاء هيئة التدريس الرائدة في كريبالو - بدرجة أقل على الأعراض وبدرجة أكبر على التكيف مع التغيرات الجسدية العامة. وسوف يكون هناك مزيج من المناقشات، وحلقات المشاركة، واليوغا، وممارسات التنفس، وأدوات من نظام الأيورفيدا (النهج الشمولي للنظام الطبي الهندي القديم)، وطقوس الاحتراق (النار) للاحتفال بـ«رحلة التحول». يتضمن المنتجع وجبات الطعام، وإمكانية الوصول إلى موقع المركز (مقابل 299 دولاراً، إضافة إلى أماكن الإقامة؛ والغرفة تبدأ من 145 دولاراً). في نادي «يافو» الصحي الملحق بمنتجع «أميلا مالديف»، يتم تقديم منتجع انقطاع الطمث لمدة 4 أيام ثلاث مرات في الشهر. بقيادة كلير أوسوليفان، مدربة صحة وتغذية المرأة، يتمحور هذا المنتجع حول 4 مواضيع: التوازن، والتحرك، والاسترخاء، والتطور. إضافة إلى التدريب الفردي، يتضمن برنامج المنتجع علاجات مثل العلاج الانعكاسي والعلاج الضوئي. هناك دورات لليوغا والتأمل، وحلقات دراسية حول الحركة البديهية، والحد من الإجهاد، وموازنة الهرمونات (بقيمة 5915 دولاراً، يشمل الغرفة والوجبات والعلاجات). يعد برنامج «وايز ويمن ريتريت» لدى شركة «إنداغار» في كانيون رانش بيركشاير في مقاطعة لينوكس بولاية ماساشوستس، أول برامج الشركة تركيزاً على منتصف العمر وانقطاع الطمث. وسوف يستضيف هذا المنتجع، الذي يستمر 5 أيام بدءاً من 29 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 2 نوفمبر (تشرين الثاني)، الدكتور روبين نوبل طبيب أمراض النساء المختص في مرحلة انقطاع الطمث. سوف تكون هناك مشاورات خاصة، وجلسات جماعية يومية تتناول تأثير التقلبات الهرمونية على النوم، والمزاج، وصحة العظام، والقلب، والتمثيل الغذائي، واللياقة البدنية، والنشاط الجنسي. لدى الضيوف في كل صباح فرصة الاختيار من بين عروض كانيون رانش، مثل اليوغا، والمشي لمسافات طويلة، والتأمل، وعلاجات المنتجع الصحي، ويُخصص بعد الظهيرة والأمسيات لفصول الطهي وورش العمل حول مواضيع مثل كيف تصبح مدافعاً شخصياً عن الصحة، وتحسين الوظيفة الجنسية، واستراتيجيات التنقل في الأدوار المتغيرة للحياة (تبدأ الأسعار من 4500 دولار، بما في ذلك الغرفة والوجبات والأنشطة).

التأمل واليوغا من أبرز أنواع العلاجات (شاترستوك)

يقدم منتجع «راج أيورفيدا» الصحي، في فيرفيلد، بولاية آيوا، برنامج انقطاع الطمث باستخدام العلاجات الدوائية. يبدأ برنامج مدته 5 أيام، يُقدم على مدار السنة، باستشارة خاصة للصحة، بما في ذلك تقييم نبض الأيورفيدا الذي توضع من خلاله الخطة العلاجية. يقضي الضيوف عدة ساعات في اليوم في العلاجات العشبية للجسم لاستعادة التوازن وإزالة الشوائب. هناك وقت مخصص لليوغا والتأمل، وجلسات شخصية مع الخبراء المقيمين لمراقبة التقدم، ووضع خطة منزلية للمساعدة في الحفاظ على الروتين اليومي للتغذية والعلاجات العشبية واليوجا والتأمل. يقدم منتجع «راج أيورفيدا» خيار تناول الطعام على الطاولة مع ضيوف آخرين أو تناول الطعام منفرداً (السعر يبدأ من 3900 دولار، بما في ذلك الغرفة والوجبات والعلاجات). يعد «لي مارغريت» منتجعاً لمدة خمسة أيام في فندق صغير في «آليه لي بين» بجنوب غرب فرنسا. يجري تسهيل برنامج المنتجع بواسطة ممرضة وأخصائي علاج، يعملان على تغيير السرد حول الفترة المحيطة بانقطاع الطمث والإياس - ليس فقط التغيرات الهرمونية، وإنما أيضاً كيفية تأثيرها على حياة المرأة وعلاقاتها. وسوف ينظم المنتجع، الذي يضم 6 نساء، ورش عمل، وجلسات تدريبية، ووجبات نباتية لبناء هرمون الإستروجين، والتأمل، والتدليك، وصناعة الصبغات مع أخصائي الأعشاب واليوغا. وسوف يُعقد البرنامج في نوفمبر، وفي أبريل (نيسان)، وسبتمبر (أيلول) 2024 (تبدأ الأسعار من 1350 جنيهاً إسترلينياً، أو نحو 1698 دولاراً، بما في ذلك الغرفة والوجبات). في عام 2005، شاركت باولا غالاردو وتانيا سميث في تأسيس «ماماهيفن»، وهو منتجع للأمهات الجدد. وبعد مرور نحو 20 سنة، صاروا الآن يديرون «مينوهيفن»، منتجعات صحية تُعقد مرتين في السنة في أكتوبر وأبريل، اللذين يجمعان نحو 12 امرأة في فلورنسا هاوس، فندق على الطراز الفيكتوري يبعد ساعة واحدة جنوبي لندن. مع وجود المسار الطبيعي، يقود المناقشات أخصائي التغذية ومعلم اليوغا، يهدف هذا المنتجع إلى «إزالة الوصمة والغموض» من أعراض ما قبل سن اليأس وانقطاع الطمث. تتضمن هذه الخلوة، التي تستمر 3 أيام، دوائر نقاشية، ووجبات عضوية، وجلسات التدليك العلاجية، واليوغا، والسباحة في المياه الباردة، وورش العمل التي تغطي مواضيع من الإجهاد والنوم إلى الرغبة الجنسية، والضباب الدماغي (الأسعار تبدأ من 550 جنيهاً إسترلينياً، بما في ذلك الغرفة والوجبات).

من المهم أن تجتمع النساء لمناقشة العوارض المشتركة (شاترستوك)

يوجد في فندق «بريدلهوف» في جنوب تيرول، بإيطاليا، منتجع صحي لمرحلة انقطاع الطمث لمدة أسبوع خلال أشهر فبراير (شباط)، ومارس (آذار)، ويونيو (حزيران)، وسبتمبر. يتضمن البرنامج 22 برنامجاً علاجياً، تتراوح بين التدليك والوخز بالإبر إلى التنفس العميق وجلسات التدريب الشاملة. يُقدم المنتجع جلسات للصحة الطبية وعلاجات المنتجعات الصحية مصحوبة بالارتجاع البيولوجي في الوقت الحقيقي، وتحليل البيانات لتقييم العمر البيولوجي. هناك فصول للرقص والصوت، والاستحمام في الغابات (صورة من صور التأمل في الطبيعة) والعديد من المسارات الخارجية القريبة (بقيمة 1987 يورو، غير شاملة الغرفة والوجبات؛ يبدأ سعر الغرفة والوجبات من 212 يورو).

كاميرال، منتجع صحي يقع على بعد ساعة من برشلونة، يقدم برنامج «التجديد والمواءمة» لمدة 5 أيام، في مارس 2024. يركز كل يوم على موضوع معين: إعادة التواصل الذي يُسلط الضوء على التواصل بين العقل والجسم، يركز موضوع «التنشيط» على الحركة، والتقوية وطرق تخفيف أعراض انقطاع الطمث، ويركز موضوع «التغذية» على طرق تغذية الجسم لزيادة كثافة العظام وصحة القلب، ويركز «التعافي» على اليقظة الذهنية وتقليل التوتر، ويوفر «النمو» ميزات العلاج واستخلاص المعلومات مع أخصائي التغذية حول إدارة التغيرات الهرمونية. ويقود المنتجع أخصائي اللياقة البدنية وطبيب أخصائي التغذية، ويشمل علاجات مثل العلاج بالتبريد، والعلاج بالأكسجين عالي الضغط (السعر يبدأ من 2128 يورو، بما في ذلك الغرفة والوجبات).

- خدمة «نيويورك تايمز»

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


مقالات ذات صلة

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
TT

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر، توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر، حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات، وفاقت شهرتها حدود البلاد.

ويشتهر كثير من القرى المصرية بالصناعات اليدوية، ذات البعدين التراثي والثقافي، مثل صناعة أوراق البردي، والأواني الفخارية، والسجاد اليدوي وغيرها، وهي الصناعات التي تستهوي عدداً كبيراً من الزوار، ليس فقط لشراء الهدايا التذكارية من منبعها الأصلي للاحتفاظ بها لتذكرهم بالأيام التي قضوها في مصر؛ بل يمتد الأمر للتعرف عن قرب على فنون التصنيع التقليدية المتوارثة، التي تحافظ على الهوية المصرية.

«الشرق الأوسط» تستعرض عدداً من القرى التي تفتح أبوابها للسياحة الحرفية، والتي يمكن إضافتها إلى البرامج السياحية عند زيارة مصر.

السياحة الحرفية تزدهر في القرى المصرية وتجتذب السائحين (صفحة محافظة المنوفية)

ـ الحرانية

قرية نالت شهرتها من عالم صناعة السجاد والكليم اليدوي ذي الجودة العالية، والذي يتم عرضه في بعض المعارض الدولية، حيث يقوم أهالي القرية بنقش كثير من الأشكال على السجاد من وحي الطبيعة الخاصة بالقرية.

والسجاد الذي يصنعه أهالي القرية لا يُضاهيه أي سجاد آخر بسبب عدم استخدام أي مواد صناعية في نسجه؛ حيث يتم الاعتماد فقط على القطن، والصوف، بالإضافة إلى الأصباغ النباتية الطبيعية، من خلال استخدام نباتي الشاي والكركديه وغيرهما في تلوين السجاد، بدلاً من الأصباغ الكيميائية، ما يضفي جمالاً وتناسقاً يفوق ما ينتج عن استخدام الأجهزة الحديثة.

تتبع قرية الحرانية محافظة الجيزة، تحديداً على طريق «سقارة» السياحي، ما يسهل الوصول إليها، وأسهم في جعلها مقصداً لآلاف السائحين العرب والأجانب سنوياً، وذلك بسبب تميُزها، حيث تجتذبهم القرية ليس فقط لشراء السجاد والكليم، بل للتعرف على مراحل صناعتهما المتعددة، وكيف تتناقلها الأجيال عبر القرية، خصوصاً أن عملية صناعة المتر المربع الواحد من السجاد تستغرق ما يقرُب من شهر ونصف الشهر إلى شهرين تقريباً؛ حيث تختلف مدة صناعة السجادة الواحدة حسب أبعادها، كما يختلف سعر المتر الواحد باختلاف نوع السجادة والخامات المستخدمة في صناعتها.

فن النحت باستخدام أحجار الألباستر بمدينة القرنة بمحافظة الأقصر (هيئة تنشيط السياحة)

ـ القراموص

تعد قرية القراموص، التابعة لمحافظة الشرقية، أكبر مركز لصناعة ورق البردي في مصر، بما يُسهم بشكل مباشر في إعادة إحياء التراث الفرعوني، لا سيما أنه لا يوجد حتى الآن مكان بالعالم ينافس قرية القراموص في صناعة أوراق البردي، فهي القرية الوحيدة في العالم التي تعمل بهذه الحرفة من مرحلة الزراعة وحتى خروج المنتج بشكل نهائي، وقد اشتهرت القرية بزراعة نبات البردي والرسم عليه منذ سنوات كثيرة.

الرسوم التي ينقشها فلاحو القرية على ورق البردي لا تقتصر على النقوش الفرعونية فحسب، بل تشمل أيضاً موضوعات أخرى، من أبرزها الخط العربي، والمناظر الطبيعية، مستخدمين التقنيات القديمة التي استخدمها الفراعنة منذ آلاف السنين لصناعة أوراق البردي، حيث تمر صناعة أوراق البردي بعدة مراحل؛ تبدأ بجمع سيقان النبات من المزارع، ثم تقطيعها كي تتحول إلى كُتل، على أن تتحول هذه الكتل إلى مجموعة من الشرائح التي توضع طبقات بعضها فوق بعض، ثم تبدأ عملية تجفيف سيقان النباتات اعتماداً على أشعة الشمس للتخلص من المياه والرطوبة حتى تجف بشكل تام، ثم تتم الكتابة أو الرسم عليها.

وتقصد الأفواج السياحية القرية لمشاهدة حقول نبات البردي أثناء زراعته، وكذلك التعرف على فنون تصنيعه حتى يتحول لأوراق رسم عليها أجمل النقوش الفرعونية.

تبعد القرية نحو 80 كيلومتراً شمال شرقي القاهرة، وتتبع مدينة أبو كبير، ويمكن الوصول إليها بركوب سيارات الأجرة التي تقصد المدينة، ومنها التوجه إلى القرية.

قطع خزفية من انتاج قرية "تونس" بمحافظة الفيوم (هيئة تنشيط السياحة)

ـ النزلة

تُعد إحدى القرى التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، وتشتهر بصناعة الفخار اليدوي، وقد أضحت قبلة عالمية لتلك الصناعة، ويُطلق على القرية لقب «أم القرى»، انطلاقاً من كونها أقدم القرى بالمحافظة، وتشتهر القرية بصناعة الأواني الفخارية الرائعة التي بدأت مع نشأتها، حيث تُعد هذه الصناعة بمثابة ممارسات عائلية قديمة توارثتها الأجيال منذ عقود طويلة.

يعتمد أهل القرية في صناعتهم لتلك التحف الفخارية النادرة على تجريف الطمي الأسود، ثم إضافة بعض المواد الأخرى عليه، من أبرزها الرماد، وقش الأرز، بالإضافة إلى نشارة الخشب، وبعد الانتهاء من عملية تشكيل الطمي يقوم العاملون بهذه الحرفة من أهالي القرية بوضع الطمي في أفران بدائية الصنع تعتمد في إشعالها بالأساس على الخوص والحطب، ما من شأنه أن يعطي القطع الفخارية الصلابة والمتانة اللازمة، وهي الطرق البدائية التي كان يستخدمها المصري القديم في تشكيل الفخار.

ومن أبرز المنتجات الفخارية بالقرية «الزلعة» التي تستخدم في تخزين الجبن أو المش أو العسل، و«البوكلة» و«الزير» (يستخدمان في تخزين المياه)، بالإضافة إلى «قدرة الفول»، ويتم تصدير المنتجات الفخارية المختلفة التي ينتجها أهالي القرية إلى كثير من الدول الأوروبية.

شهدت القرية قبل سنوات تشييد مركز زوار الحرف التراثية، الذي يضمّ عدداً من القاعات المتحفية، لإبراز أهم منتجات الأهالي من الأواني الفخارية، ومنفذاً للبيع، فضلاً عن توثيق الأعمال الفنية السينمائية التي اتخذت من القرية موقعاً للتصوير، وهو المركز الذي أصبح مزاراً سياحياً مهماً، ومقصداً لهواة الحرف اليدوية على مستوى العالم.

صناعة الصدف والمشغولات تذهر بقرية "ساقية المنقدي" في أحضان دلتا النيل (معرض ديارنا)

ـ تونس

ما زلنا في الفيوم، فمع الاتجاه جنوب غربي القاهرة بنحو 110 كيلومترات، نكون قد وصلنا إلى قرية تونس، تلك اللوحة الطبيعية في أحضان الريف المصري، التي أطلق عليها اسم «سويسرا الشرق»، كونها تعد رمزاً للجمال والفن.

تشتهر منازل القرية بصناعة الخزف، الذي أدخلته الفنانة السويسرية إيفلين بوريه إليها، وأسست مدرسة لتعليمه، تنتج شهرياً ما لا يقل عن 5 آلاف قطعة خزف. ويمكن لزائر القرية أن يشاهد مراحل صناعة الخزف وكذلك الفخار الملون؛ ابتداء من عجن الطينة الأسوانية المستخدمة في تصنيعه إلى مراحل الرسم والتلوين والحرق، سواء في المدرسة أو في منازل القرية، كما يقام في مهرجانات سنوية لمنتجات الخزف والأنواع الأخرى من الفنون اليدوية التي تميز القرية.

ولشهرة القرية أصبحت تجتذب إليها عشرات الزائرين شهرياً من جميع أنحاء العالم، وعلى رأسهم المشاهير والفنانون والكتاب والمبدعون، الذين يجدون فيها مناخاً صحياً للإبداع بفضل طقسها الهادئ البعيد عن صخب وضجيج المدينة، حيث تقع القرية على ربوة عالية ترى بحيرة قارون، مما يتيح متعة مراقبة الطيور على البحيرة، كما تتسم بيوتها بطراز معماري يستخدم الطين والقباب، مما يسمح بأن يظل جوها بارداً طول الصيف ودافئاً في الشتاء.

مشاهدة مراحل صناعة الفخار تجربة فريدة في القرى المصرية (الهيئة العامة للاستعلامات)

ـ ساقية المنقدي

تشتهر قرية ساقية المنقدي، الواقعة في أحضان دلتا النيل بمحافظة المنوفية، بأنها قلعة صناعة الصدف والمشغولات، حيث تكتسب المشغولات الصدفية التي تنتجها شهرة عالمية، بل تعد الممول الرئيسي لمحلات الأنتيكات في مصر، لا سيما في سوق خان الخليلي الشهيرة بالقاهرة التاريخية.

تخصصت القرية في هذه الحرفة قبل نحو 60 عاماً، وتقوم بتصدير منتجاتها من التحف والأنتيكات للخارج، فضلاً عن التوافد عليها من كل مكان لاحتوائها على ما يصل إلى 100 ورشة متخصصة في المشغولات الصدفية، كما تجتذب القرية السائحين لشراء المنتجات والأنتيكات والتحف، بفضل قربها من القاهرة (70 كم إلى الشمال)، ولرخص ثمن المنتجات عن نظيرتها المباعة بالأسواق، إلى جانب القيمة الفنية لها كونها تحظى بجماليات وتشكيلات فنية يغلب عليها الطابع الإسلامي والنباتي والهندسي، حيث يستهويهم التمتع بتشكيل قطعة فنية بشكل احترافي، حيث يأتي أبرزها علب الحفظ مختلفة الأحجام والأشكال، والقطع الفنية الأخرى التي تستخدم في التزيين والديكور.

الحرف التقليدية والصناعات المحلية في مصر تجتذب مختلف الجنسيات (معرض ديارنا)

ـ القرنة

إلى غرب مدينة الأقصر، التي تعد متحفاً مفتوحاً بما تحويه من آثار وكنوز الحضارة الفرعونية، تقبع مدينة القرنة التي تحمل ملمحاً من روح تلك الحضارة، حيث تتخصص في فن النحت باستخدام أحجار الألباستر، وتقديمها بالمستوى البديع نفسه الذي كان يتقنه الفراعنة.

بزيارة القرية فأنت على مشاهد حيّة لأهلها وهم يعكفون على الحفاظ على تراث أجدادهم القدماء، حيث تتوزع المهام فيما بينهم، فمع وصول أحجار الألباستر إليهم بألوانها الأبيض والأخضر والبني، تبدأ مهامهم مع مراحل صناعة القطع والمنحوتات، التي تبدأ بالتقطيع ثم الخراطة والتشطيف للقطع، ثم يمسكون آلات تشكيل الحجر، لتتشكل بين أيديهم القطع وتتحول إلى منحوتات فنية لشخصيات فرعونية شهيرة، مثل توت عنخ آمون، ونفرتيتي، وكذلك التماثيل والأنتيكات وغيرها من التحف الفنية المقلدة، ثم يتم وضع المنتج في الأفران لكي يصبح أكثر صلابة، والخطوة الأخيرة عملية التلميع، ليصبح المنتج جاهزاً للعرض.

ويحرص كثير من السائحين القادمين لزيارة المقاصد الأثرية والسياحية للأقصر على زيارة القرنة، سواء لشراء التماثيل والمنحوتات من المعارض والبازارات كهدايا تذكارية، أو التوجه إلى الورش المتخصصة التي تنتشر بالقرية، لمشاهدة مراحل التصنيع، ورؤية العمال المهرة الذين يشكلون هذه القطع باستخدام الشاكوش والأزميل والمبرد، إذ يعمل جلّ شباب القرية في هذه الحرفة اليدوية.