كيف تمضي أجمل رحلة في السعودية؟

مساحتها الشاسعة ومناخها المتنوع من أكثر عناصر الجذب فيها

السياحة الرياضية تجذب السياح إلى السعودية (الشرق الأوسط)
السياحة الرياضية تجذب السياح إلى السعودية (الشرق الأوسط)
TT

كيف تمضي أجمل رحلة في السعودية؟

السياحة الرياضية تجذب السياح إلى السعودية (الشرق الأوسط)
السياحة الرياضية تجذب السياح إلى السعودية (الشرق الأوسط)

تتميز السعودية بمساحة شاسعة تمنحها تنوعاً جغرافياً ومناخياً فريداً، حيث تزخر بالعديد من الشواطئ على ساحل البحر الأحمر والخليج العربي، بالإضافة إلى المرتفعات الجبلية بجوها البارد وطبيعتها الخلابة، إلى جانب السهول والصحارى والغابات والواحات، كما يتنوع فيها المناخ بين المعتدل والدافئ والبارد، حيث تتدنى درجة الحرارة إلى صفر في المناطق المرتفعة، وتصل إلى 26 درجة مئوية صيفاً، فتمنح السياح والزوار تجربة رائعة، وتفتح أمامهم الخيارات بين المناطق والأجواء عبر فصول السنة الأربعة.

رياضة الهايكنغ من بين أكثر النشاطات المطلوبة في السعودية (الشرق الأوسط)

توجد في السعودية وجهات سياحية عديدة تتمتع بطبيعة خلابة ومناظر رائعة يقصدها الزوار من داخل المملكة وخارجها، تقدم المرافق والمنشآت التي يسهل الوصول إليها.

قال المتحدث الرسمي لـ«الهيئة السعودية للسياحة»، عبد الله الدخيل، لـ«الشرق الأوسط»، إن صيف السعودية يضم هذا العام 5 وجهات رئيسية، هي جدة والطائف والباحة وعسير والمنطقة الشرقية، حيث تقدم جدة 43 منتجاً سياحياً، والطائف 15 منتجاً سياحياً، والمنطقة الشرقية 18 منتجاً سياحياً، والباحة 7 منتجات سياحية، وعسير 26 منتجاً سياحياً كما تتوفر العديد من البرامج والأنشطة السياحية والعروض من القطاع الخاص السياحي.

تتميز المناطق المرتفعة في السعودية بمناخها الجميل (الشرق الأوسط)

وبحسب الدخيل، فإن تنوع المملكة البيئي والمناخي ومساحتها الشاسعة التي تزيد على مليوني كيلومتر مربع، هو ما جعلها وجهة سياحية مناسبة لكل الفصول، حيث يستطيع الزوار اختيار الوجهات والأجواء التي تناسبهم.

نشاطات مائية عديدة عند ساحل البحر الأحمر (الشرق الأوسط)

برامج وتسهيلات

وعن كيفية حصول السائح القادم من خارج المملكة على البرنامج والتسهيلات المقدَّمة له، أضاف الدخيل أن «الهيئة السعودية للسياحة توفر» جميع المعلومات والعديد من الخدمات من خلال موقعها «روح السعودية» (visitsaudi.com) ومنصاتها المختلفة المتوفرة على مدار الساعة، وتأمين خدمة خاصة للسياح تخولهم الاتصال بالرقم «930» للحصول على أي معلومات إضافية.

وشدد الدخيل على أن المملكة تفتح أبوابها للسياح والزوار من مختلف أنحاء العالم، سواء للزيارات السياحية، أو لأداء العمرة.

وأتاحت المملكة عدداً من التأشيرات التي تناسب السياح القادمين من دول مختلفة، وتتوفر جميعها عبر المنصة الوطنية الموحدة للتأشيرات، وموقع الهيئة السعودية للسياحة «روح السعودية» ومن خلال ممثليات المملكة في الخارج، وأيضاً عند الوصول إلى المملكة.

أنواع التأِشيرات السياحية

وعن التأشيرات السياحية بيَّن الدخيل وجود أنواع مختلفة، منها التأشيرة السياحية الإلكترونية للزيارات السياحية والترفيهية، أو لأداء مناسك العمرة، أو زيارة الوجهات السياحية في مدن المملكة المختلفة، وتيسّر الدخول لمواطني أكثر من 49 دولة، وتأشيرة المقيمين بالولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، أو حاملي تأشيرات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة و«الشينغن»؛ تصدر عند الوصول إلى المطارات الدولية في مدن جدة والمدينة المنورة والرياض والدمام أو عبر موقع الهيئة السعودية للسياحة «روح السعودية» (visa.visitsaudi.com)، ومن خلال ممثليات المملكة في الخارج، وأيضاً عند الوصول إلى المملكة.

ومن ضمن التأشيرات السياحية أيضاً تأشيرة المرور (الترانزيت) لأغراض متعددة، منها أداء العمرة، وزيارة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريفين، فضلاً عن حضور الفعاليات والأنشطة السياحية المختلفة.

وتصدر التأشيرة مجاناً بالإضافة لإقامة فندقية مجانية لليلة واحدة عند الحجز على «الخطوط الجوية السعودية». ويتم إصدار التأشيرة تلقائياً وإرسالها عبر البريد الإلكتروني عند الحجز، وتكون صالحة لمدة ثلاثة أشهر مع إقامة لمدة أقصاها 96 ساعة، إضافة إلى تأشيرة الزيارة، ومن خلالها يمكن للمواطنين السعوديين إصدار تأشيرة زيارة شخصية لأصدقائهم، كما تتيح للمواطنين والمقيمين استضافة أقاربهم عبر إصدار تأشيرة الزيارة العائلية.

وتهدف «الهيئة السعودية للسياحة» إلى تحقيق مستهدفات «رؤية المملكة 2030» في قطاع السياحة، ومنها أن تصل مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي للمملكة إلى ما يزيد على 10 في المائة بحلول عام 2030، وتحقيق مليون فرصة وظيفية في القطاع، والوصول إلى أكثر من 100 مليون زيارة سنوياً بحلول عام 2030.

تتميز المناطق المرتفعة في السعودية بمناخها الجميل (الشرق الأوسط)

كما تهدف «الهيئة السعودية للسياحة» إلى ترسيخ مكانة السعودية بوصفها واحدةً من أهم الوجهات السياحية على مستوى المنطقة والعالم، وإيجاد آليات مبتكرة ومستدامة لتنشيط القطاع وتنميته، وتأهيله للمنافسة على المستويين الإقليمي والدولي، من خلال تعزيز وترسيخ الهوية السعودية، وإبراز ما تتمتع به المملكة من مقومات وطنية للجذب السياحي، بالإضافة إلى تكريس المفاهيم السياحية في المجتمع السعودي، وتيسير مشاركة أفراد المجتمع في صناعة السياحة بوصفها أحد أهم صناعات المستقبل، من أجل دعم الاقتصاد المحلي والتنمية المستدامة، وتوفير مصادر دخل للمجتمعات المحلية، وخلق فرص عمل للشباب السعودي، وجذب الاستثمارات في القطاع، مما يساهم في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني.


مقالات ذات صلة

متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

سفر وسياحة متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

هذا الصيف، يتجه الجميع للاستمتاع بالاستجمام على شاطئ البحر، أو مطاردة سحر عواصم العالم المختلفة، أو مجرد الاسترخاء في وجهات مريحة

«الشرق الأوسط» (لندن)
عالم الاعمال «ساوث ميد - طلعت مصطفى» رفاهية وفخامة في أكبر مارينا عالمية

«ساوث ميد - طلعت مصطفى» رفاهية وفخامة في أكبر مارينا عالمية

يمتلك مشروع «ساوث ميد» - أحدث مشروعات «مجموعة طلعت مصطفى» بالساحل الشمالي الغربي لمصر - كل المقومات اللازمة ليصبح وجهة عالمية جديدة بجنوب البحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق السفر مع أفراد العائلة يمكن أن يكون أمراً صعباً بشكل خاص (رويترز)

لإجازة عائلية من دون مشكلات... ضع 7 حدود قبل السفر وخلاله

حتى أجمل التجارب في الأماكن الخلابة يمكن أن تنهار أمام الخلافات العائلية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
سفر وسياحة المدينة القديمة في ميكونوس الأكثر زحمة في الجزيرة (شاترستوك)

ميكونوس... جزيرة ترقص مع الريح

بعد أيام من الراحة والاستجمام في سانتوريني، جزيرة الرومانسية والهدوء والتأمل، أكملنا مشوارنا في التنقل ما بين أجمل جزر اليونان، واخترنا ميكونوس.

جوسلين إيليا (ميكونوس-اليونان)
العالم جواز سفر سنغافوري (أ.ف.ب)

سنغافورة تُتوج بلقب صاحبة أقوى جواز سفر في العالم

تفوقت سنغافورة على فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا لتصبح صاحبة أقوى جواز سفر في العالم حيث يمكن لحاملي جواز سفر سنغافوري دخول 195 دولة دون تأشيرة دخول.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

ستيفاني قبلان تروّج للبنان عبر لهجات مناطقه

تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)
تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)
TT

ستيفاني قبلان تروّج للبنان عبر لهجات مناطقه

تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)
تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)

يحتار «البلوغرز» والمدوّنون، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أي موضوعات عليهم مقاربتها لاستقطاب متابعين لهم. وغالباً ما تأتي الأفكار متشابهة. ولكن المخرجة اللبنانية ستيفاني قبلان عرفت كيف تنطلق في هذا الإطار، واختارت الإضاءة على لهجات المناطق اللبنانية بوصفها محتوى لمنشوراتها الإلكترونية. ومنذ إطلالتها الأولى عبر حساباتها على «تيك توك» و«إنستغرام» و«فيسبوك» حصدت النجاح. نجاح لم يقتصر على متابعيها من لبنانيين، وإنما شمل بلداناً عربية وغربية، أعجب المقيمين فيها بسبب المحتوى المرتبط بالجذور. فاللهجات كما اللغات تحيي تراث الأوطان وتقاليدها. ومن هذا الباب بالذات، تفاعل متابعو ستيفاني معها؛ إذ راح كل منهم يطالبها بزيارة بلدتهم أو بلادهم.

كل ينتمي إلى مكان ما يحمل خصوصية في عاداته وتقاليده. وتشكل اللهجة التي يتحدثون بها علامة فارقة لهم، فتشير إلى انتمائهم بوضوح مطبقين من خلالها مقولة «من لهجتهم تعرفونهم».

تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)

استهلت قبلان مشوارها هذا من عقر دارها مدينة البترون. هذه البلدة التي تشكل مسقط رأسها تتمتع بلهجة شمالية مشهورة بها. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «أهل البترون يحشرون حرف الشين في كل كلمة ينطقون بها. (أيش) و(ليش) و(معليش) و(أبعرفش) و(أبديش) وغيرها. ولكل منطقة مصطلحات خاصة تُعرف بها. فإذا أخذنا كلمة طاولة نجدها بعدة نسخ: (سكملة) و(وقافة) و(ترابيزة)، حتى الساندويتش له أسماء مختلفة كـ(لفافة) و(عروس) و(لقمة). جذبتني هذه اللهجات وقررت أن أغوص فيها من باب الإضاءة عليها».

تعد ستيفاني ما تقوم به جسر تواصل بين مختلف بلدات لبنان ومدنه. وكذلك وسيلة لتعريف جيل الشباب إلى أصولهم وتقاليدهم. فجولاتها لم تقتصر فقط على مدينة البترون وإنما طالت قراها وجرودها. وزارت مناطق أخرى تقع في جنوب لبنان مثل مدينة جزين. تروي لـ«الشرق الأوسط» كيف اختارت هذا المحتوى. فهي إضافة إلى شغفها بالإخراج كانت تتمنى لو درست الترجمة. تجيد التكلم بخمس لغات، وفي الوقت نفسه تحب اكتشاف لهجات موطنها. «هذا المجال واسع جداً ويتعلق بالتاريخ والجغرافيا لكل منطقة. هناك احتلالات وانتدابات شهدها لبنان، أثرت في لهجات مناطقه وعلى عادات أهله. وعندما نتعمّق في هذا الموضوع يصبح الأمر بمثابة متعة. فلا أشبع من البحث عن قاموس كل بلدة ومصطلحاتها الخاصة بكلمات تستخدمها في أحاديثها».

تسير ستيفاني في شوارع مدينتها التي تعج بسيّاح عرب وأجانب. وكذلك بزوّار من المنطقة وجوارها، خصوصاً من بيروت. وأول سؤال تطرحه على الزائر «إنت من وين؟»، ومن هناك تنطلق بتحضير محتواها الإلكتروني. وتعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «أحب هذا التفاعل المباشر مع الناس. واكتشاف لهجتهم أمر يعنيني كثيراً؛ لأنني أتوق إلى التعرف على لبنان بأكمله».

عندما تلتقي زائراً غير لبناني يأخذ الحديث معه منحى آخر. «أحيانا أستوقف شخصاً من الأردن أو مصر أو العراق. وبالصدفة أدرك أنه غير لبناني ونبدأ معاً في التكلم عن لهجته. وتفاجأت بوجود كلمات متشابهة نستخدمها جميعاً في بلداننا العربية. فكلمة (ليش) رائجة جداً في المنطقة العربية. وكل منا يلفظها على طريقته».

توقع ستيفاني كل منشور لها بكلمة «وهيك». فصارت بمثابة «توقيع» خاص بفيديوهات مصورة تختتمها بها. كما عمدت إلى طبع سلسلة قمصان قطنية تحمل هذه الكلمة وغيرها من عبارات بترونية مثل «أيش في». «انطلقت في هذه الخطوة من باب تحقيق انتشار أوسع للهجاتنا اللبنانية، وأطلقت عليها اسم (كلمات)». من تصميمها وتوقيعها باتت هذه القمصان تطلب من مدن لبنانية وعربية. وتتابع: «في إحدى المرات ارتديت قميصاً كتب عليه عبارة (وهيك). فوصلتني مئات الرسائل تطالبني بواحدة منها. من هناك بدأت هذه الفكرة تشق طريقها ولاقت تجاوباً كبيراً من متابعيَّ».

عبارة «أيش ما أيش؟» مشهورة في البترون (الشرق الأوسط)

وتخطط ستيفاني حالياً لتوسيع فكرة محتواها؛ ليشمل التقاليد العريقة.

«لقد جسست النبض حول هذا الموضوع في مناسبة عيد الفطر وأعياد رأس السنة وغيرها، وتفاعل معي المتابعون من خلال تعريفي على عبارات يستخدمونها للتهنئة بهذه المناسبات. وأفكر في توسيع نشاطاتي لأقف على عادات وتراث بلدي وغيره».

في المخابز والمقاهي، كما على الطرق وفي الأزقة والأحياء الشعبية، تتنقل ستيفاني قبلان. تحمل جهازها الخلوي وتسجل أحاديث لأهل بلدة معينة. تبدأ بسؤال «شو أشهر الكلمات عندكم؟»، وتوضح: «الجميل في الموضوع أن الناس تحب التحدث معي في هذا الإطار. وهو ما أكد لي نظريتي أن الشعب اللبناني محب وقريب إلى القلب. ومهما اختلف موقع البلدة، بعيدة كانت أو قريبة، فالجميع يكون مرحباً ومضيافاً، ويتفاعل بسرعة بعرض لهجته».

تفكر ستيفاني بتوسيع محتوى صفحاتها الإلكترونية ليشمل بلداناً عربية (الشرق الأوسط)

تشير ستيفاني إلى أن هذا المحتوى يزوّدها بثقافة لبنانية لم تكن تتوقعها. «تخيلي أن لبنان مع كل صغر مساحته يملك هذا الكمّ من اللهجات المختلفة. وبعض بلداته تتمسّك باستعمال كلمات قديمة ورثها أباً عن جد، كي يكمل مشوار اللهجات هذا. إنه أمر رائع أن أكتشف كل هذا الحب للبنان من أبنائه. فأسعد بالتحدث معهم، وعلينا أن نكون فخورين بلهجاتنا ونعمل على الحفاظ عليها دائماً».