تشتهر مدينة Durham (وتنطق دارم) الواقعة شمال شرقي إنجلترا والمصنفة من بين مواقع التراث العالمي لـ«اليونيسكو» بوجود 600 مبنى تاريخي فيها. وتعد كاتدرائية دارم المهيبة بهندستها اللافتة، التي يعود بناؤها إلى العصر النورماندي من بين أشهر مبانيها.
وتعرف المدينة أيضاً بجامعتها المصنفة من بين أفضل جامعات المملكة المتحدة، التي تجد فيها واحدة من أجمل الحدائق التي تضم غابات ونباتات استوائية والمتحف الشرقي الذي يعرض القطع الأثرية الآسيوية والمصرية والشرق أوسطية. ودارم هي جارة الريف الإنجليزي ومدينة نيوكاسل أبون تاين.
عند زيارتك لدارم سوف تقع في شباك غرام طبيعتها الخضراء الغناء وشلالاتها وأنهارها ووديانها وأسواقها التاريخية في وسطها.
بدأت رحلتنا الجوية من لندن إلى نيوكاسل، واستغرقت ساعة من الزمن، وكانت من تنظيم «Wego Arabia» و«Gateshead Initiative»، من الممكن الوصول أيضاً إلى دارم عن طريق القطار السريع وتستغرق الرحلة 3 ساعات.
كاتدرائية دارم
استطاعت كاتدرائية دارم مواكبة العصر، فأصبحت إلى جانب تاريخها العريق مقصداً لمحبي شخصية هاري بوتر، بحيث تضم الغرفة التي تم تصوير جزء كبير من الفيلم فيها.
يشار إلى أن مدرسة «هوغوورتس» للسحر والشعوذة ظهرت في عدد من المواقع بشتى أنحاء المملكة المتحدة، وكان أحدها داخل الكاتدرائية، وهذه الغرفة مفتوحة للزوار ويسمح فيها بالتصوير الفوتوغرافي، والدخول إليها بالمجان.
كما تجذب الكاتدرائية أكثر من 700 ألف زائر في السنة.
وتعد دارم من أكثر المدن الثقافية في البلاد، وفيها يمكنك العودة بالزمن من خلال زيارة قلعة دارم التي شيدت عام 1072 بناء على تعليمات من ويليام الفاتح.
ودفن داخل الكاتدرائية القديس كوثبيرت، ولطالما كانت موطن جامعة دارم منذ عام 1832.
يمكن الوصول إلى أعلى البرج في الكاتدرائية عن طريق سلم ضيق، ولكن عندما تصل إلى القمة سترى المدينة بأكملها من فوق.
تعرض داخل الكاتدرائية مجموعات نادرة من التحف من بينها على سبيل المثال الأجزاء الثلاثة من الـ«ماغنا كارتاس» التي تعد من أكثر النصوص تأثيراً في التاريخ البريطاني.
زيارة الشلالات
أهم ما ستلاحظه عند وصولك إلى هذه البقعة الشمالية من البلاد الهواء النقي المنبعث من الريف الإنجليزي الشهير بجمال وروعة طبيعته. ولا بد أن تزور شلالات «هاي فورس» التي تبعد على مسافة ساعة واحدة بالسيارة من دارم، وتعد أعلى شلالات في البلاد، بحيث يبلغ ارتفاع تدفق المياه فيها 21 متراً، ومنها يمكن أن تشاهد أجمل الوديان، وتشكل أيضاً المنطقة المحيطة بها أفضل نقطة لتناول الطعام على طريقة «البكنيك». تجدر الإشارة إلى أنه يمكن الوصول إلى الشلالات عن طريق القطار أيضاً، وتستغرق المسافة 3 ساعات من العاصمة لندن.
الأسواق
خصص وقتاً لزيارة الأسواق التاريخية المنتشرة في قلب المدينة، وأهمها «بارنارد كاسل» المخصص لبيع الأنتيكات، و«ستانهوب» حيث يمكنك رؤية شجرة أحفورية عمرها 320 مليون عام، وتجدها على أرض كنيسة تعود إلى القرن الثاني عشر.
الأسواق الداخلية
بنيت أسواق دارم عام 1851 على الطراز الفيكتوري، وتنتشر فيها بسطات يزيد عددها على 50، ويتهافت البائعون عليها على مدى 30 عاماً. وأجمل ما في تلك الأسواق التعامل مع أهالي المنطقة الذين يشتهرون بطبيعتهم ودفء تعاملهم مع الزوار.
المشي بمحاذاة النهر
من بين الأشياء الجميلة والمجانية في دارم، المشي على ضفاف نهر «وير» والتوجه إلى جسر «بريبيندس» لالتقاط أجمل الصور للكاتدرائية وكنيسة سان أوزوولدس، وميزة رحلة المشي هذه أنها تعرفك على المدينة على طول 3 أميال من الجمال الطبيعي المتواصل. ومن أشهر حدائق دارم «وورتن بارك» الواقعة مقابل محطة القطارات، وفيها تعرض أجمل التماثيل والمنحوتات، وتعد من أجمل الأماكن لاصطحاب الأطفال لتمضية وقت عائلي في كنف الطبيعة.
مهرجان الضوء
تستضيف منطقة دارم في شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، مهرجان الضوء الذي يعكس إنارة فنية لا يمكن وصفها إلا بالرائعة، وتدخل في هذا المهرجان التقنية العصرية التي تعتمد على الليزر والتأثيرات الضوئية.
فينتشيل برايوري
في Finchale Priory ستشعر بأجواء تبعث على الراحة، فكانت في الماضي ملاذاً لبحار وتاجر متقاعد يدعى «سانت غودريك»، كان يقصدها في الماضي الرهبان لقضاء عطلاتهم، أما اليوم فتحولت إلى مقصد للزوار المحبين للغوص في تفاصيل التاريخ وعجائبه.
المتحف الوطني للسكك الحديدة
يعد المتحف الوطني للسكك الحديدة في شيلدون من أكثر الأماكن زيارة في المنطقة لما يزخر به من معروضات يتعدى عددها مليون قطعة من أكثر من 300 عام من تاريخ السكك الحديدية في البلاد. يشار إلى أن السكك الحديدية ولدت في هذا القسم من البلاد.
رحلة إلى الشاطئ
تشتهر مناطق القسم الشمال شرقي من البلاد كونها من بين أجمل المناطق، لأنها تمزج بين مواصفات الريف الإنجليزي والساحل.
وعندما تزور دارم لا بد من زيارة شواطئ «كريمدون» التي تبعد مسافة نصف ساعة بالسيارة من وسط المدينة.
في الماضي كانت تلك الشواطئ وجهة مهمة للعائلات على مدى عدة قرون.
من أشهر الشواطئ «سيهام». وتقصد العائلات اليوم هذا الشاطئ للتمتع بأشعة الشمس (عندما تظهر) وبتناول الآيس كريم في محل يطلق عليه اسم «ليكيتي سبليت» بتصميمه الذي يعود إلى عام 1950، ويشتهر ببيع الفطائر والحلويات ومعدات السباحة.
وجهة محبي الكريكيت
تسوق دارم نفسها على أنها وجهة لمحبي رياضة الكريكيت، فقامت أخيراً بتوقيع شراكة مع «فيزيت كاونتي دارم» لتسويق المدينة على أنها من أهم الوجهات التي تهتم بموسم هذه الرياضة.