وداعاً للتنظيف اليومي لغرفة الفندق

الجائحة غيرت كثيراً من مفاهيم الضيافة

بعض الفنادق توفر من خلال عدم الانتظام بتنظيف الغرف يوميا (شاتر ستوك)
بعض الفنادق توفر من خلال عدم الانتظام بتنظيف الغرف يوميا (شاتر ستوك)
TT

وداعاً للتنظيف اليومي لغرفة الفندق

بعض الفنادق توفر من خلال عدم الانتظام بتنظيف الغرف يوميا (شاتر ستوك)
بعض الفنادق توفر من خلال عدم الانتظام بتنظيف الغرف يوميا (شاتر ستوك)

عادت ستيفاني فاندرشي إلى غرفتها بالفندق في واوساو بولاية ويسكونسن، بعد يوم طويل من التزلج مع أطفالها الثلاثة الصغار، لتجد غرفتهم غير مرتبة.

كانت الملاءات على حالها، وصندوق النفايات مملوء عن آخره، ومناشفهم المبللة في أكوام متكدسة على أرضية الحمام الرطبة.

تصورت فاندرشي أنه مقابل 200 دولار في الليلة التي كانت تدفعها، سوف تحصل على الأقل على مناشف جديدة وتنظيف سريع للغرفة يوميا، من دون الاضطرار إلى تقديم طلب خاص خلال إقامتها لمدة ثلاث ليال.

قالت فاندرشي: "بدا الأمر وكأنه وسيلة لتوفير المال. لكن الشعور بالإجازة يزداد عندما يعتني بنا شخص آخر قليلا، بكل تأكيد".

في الأيام الأولى للجائحة، كان التنظيف اليومي لغرف الفنادق من بين العديد من الأعمال الروتينية المتعطلة. حتى الأشخاص الذين تجرأوا على السفر اعترضوا على فكرة دخول شخص غريب إلى غرفهم. لم تبدأ العديد من الفنادق بالتنظيف إلا بعد مغادرة الضيوف للفندق، حتى أنهم سمحوا لبعض الغرف بالبقاء خاوية لمدة يوم كامل.

يجد نزلاء الفنادق متوسطة المستوى التي تديرها شركات هيلتون، أو ماريوت، أو شيراتون، أو منتجعات والت ديزني العالمية، أو العلامات التجارية الرئيسية الأخرى، أنهم إذا كانوا يريدون خدمة تنظيف الغرف بصفة يومية مجانية، فلابد من طلب ذلك أو تنظيف غرفهم الخاصة بأنفسهم.

تنظيف الأسطح وتغيير ملاءات السرير خلال فترات الإقامة القصيرة هو من الأمور النادرة للغاية

تفوقت شركة ماريوت، التي تدير 30 علامة تجارية فندقية وأكثر من 8000 عقار في 139 دولة ومنطقة، بصورة كبيرة على مجريات الوضع الطبيعي الجديد خلال مكالمة مع المستثمرين في فبراير(شباط). وقالت إنها تعمل على إنشاء نظام شامل لإدارة الغرف يمكن فيه لمن يدفع أكثر أن يتوقع مستوى أعلى من الخدمة. وسوف تستمر عقاراتها الفاخرة (مثل ريتز كارلتون وسانت ريجيس، حيث ترتفع أسعار الغرف إلى 550 دولارا في الليلة) في توفير عمليات التنظيف اليومية المجانية. وعلى المستوى التالي (شيراتون، وميريديان)، سوف يحصل الضيوف على "ترتيب يومي" مجاني للغرف. أما الضيوف في ما تسميه علامات "الخدمة المختارة" (كورتيارد بإدارة ماريوت، وفور بوينتس بإدارة شيراتون، وألوفت وموكسي، من بين آخرين) فسوف يباشرون تنظيف غرفهم كل يومين.

في العلامات التجارية الخاصة بهيلتون، مثل كونراد، ودوبلتري، وإيمباسي سوتس، تختلف جداول ترتيب الغرف، لكن الغالبية في الولايات المتحدة الآن تقدم الخدمة اختياريا، مما يعني أن الضيوف يحتاجون إلى الاتصال بمكتب الاستقبال إذا كانوا يريدون تنظيف غرفة مجانا.

مكافآت لمن يتجاوز استخدام المناشف

التقليل من خدمة تنظيف الغرف ليس بالأمر الجديد. لسنوات، وجد النزلاء في جميع مستويات الفنادق ملاحظات في دورة المياه تنشر فكرة التخلي عن المناشف الجافة كخيار للاستدامة، وتقترح ترك المناشف المستعملة على الأرض فقط إذا كانوا بحاجة إلى غسلها. كما اعتادت الفنادق على تحفيز الضيوف على تخطي التنظيف اليومي للغرف من خلال تقديم نقاط ولاء إضافية أو اعتمادات للأطعمة والمشروبات.

لم يرد ماريوت وهيات وديزني، من بين شركات الفنادق الكبرى الأخرى، عند سؤالهم عن سبب مراجعتهم لسياسات تنظيف غرفة الضيوف.

قال هانسون إن متوسط تكلفة توفير خدمة تنظيف الغرف اليومية يشمل 30 دقيقة لمضيفات الغرف بالإضافة إلى تكلفة مواد التنظيف وغسل البياضات والمناشف. لكن المدخرات المحققة أقل مما كان متوقعا لأن أجور الساعة ارتفعت حسب الحاجة لجذب الموظفين والاحتفاظ بهم.

من جهة أخرى، فإن عددا متزايدا من الضيوف يفضلون هذه الأيام عدم الازعاج وعدم لمس متعلقاتهم الشخصية من قبل موظفي خدمة تنظيف الغرف، وفقا لما قاله هانسون.

نقابات خدمة تنظيف الغرف تعترض

قال تايلور، الرئيس الدولي لمنظمة "يونايتد هير" في لاس فيغاس: "أوقفت أغلب الفنادق مؤقتا خدمة التنظيف اليومي للغرف عندما بدأ وباء كورونا. لقد انتعش الطلب على الفنادق وأسعار الغرف الآن، لكن فنادق كثيرة تحاول العودة إلى الإسكان الكامل من دون استعادة الخدمات التي يتوقعها الضيوف ويحبونها".

مع ذلك، خسرت الفنادق حوالي 108 مليار دولار من عائدات السفر في مجال الأعمال عامي 2020 و2021، عندما أوقف الوباء رحلات السفر إلى حد كبير، وفقا لتقرير صدر عام 2022 عن الرابطة الأميركية للفنادق والإقامة ومختبرات كاليبري، وهي شركة تُقيّم أداء صناعة الفنادق وتتنبأ به. وفي استطلاع أجري في يونيو(حزيران) 2022، وشمل 500 عضو من أعضاء الرابطة، تبين أن 97 في المائة منهم يعانون من نقص في الموظفين. وقال أكثر من النصف أو 58 في المائة أن أخطر نقص في العاملين لديهم كان في موظفي خدمات تنظيف الغرف.

في هذه الأثناء، يعاني عمال خدمات تنظيف الغرف من فقدان الأجور والبقشيش، ومن مهام أكثر إرهاقا عندما يكونون في الخدمة الفعلية.

 

خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

سويسرا تفتتح أشد عربات التلفريك انحداراً في العالم

يوميات الشرق افتتاح تلفريك جديد في جبال الألب (إ.ب.أ)

سويسرا تفتتح أشد عربات التلفريك انحداراً في العالم

افتُتح تلفريك جديد مذهل في جبال الألب البرنية السويسرية. ينقل تلفريك «شيلثورن» الركاب إلى مطعم دوار على قمة الجبل اشتهر في فيلم جيمس بوند.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق سياح يتجولون في أحد شوارع طوكيو (إ.ب.أ)

33 مليون زائر هذا العام... وجهة شهيرة تحطم رقماً قياسياً في عدد السياح

يسافر الزوار من كل حدب وصوب إلى اليابان، مما أدى إلى تحطيم البلاد لرقم قياسي جديد في قطاع السياحة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
سفر وسياحة البترون وجبيل وزغرتا... تتألق وتلبس حلة الأعياد

البترون وجبيل وزغرتا... تتألق وتلبس حلة الأعياد

في مناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، تتنافس بلدات ومدن لبنانية على اجتذاب الزوّار. مدينتا جبيل والبترون كما زغرتا تشكّل وجهات سياحية داخلية محببة.

فيفيان حداد (بيروت)
سفر وسياحة أسواق العيد في فرانكفورت (غيتي)

أسواق العيد الخمسة الأكثر روعة في أوروبا

مع اقتراب عيد الميلاد، قد يكون من السهل الوقوع في أحلام اليقظة حول عطلة شتوية مستوحاة مباشرة من السينما: عطلة تتميز بالطقس الثلجي المثالي، والشوكولاته الساخنة

مادلين فيتزجيرالد (نيويورك)
سفر وسياحة فندق ذا لانغهام جاكارتا (الشرق الأوسط)

أفكار لإقامة تليق بأعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

اكتشفْ سحر موسم الأعياد في فندق إنيالا هاربور هاوس بمالطا

«الشرق الأوسط» (لندن)

نافورة تريفي في روما تستقبل زوارها بعد إعادة افتتاحها (صور)

رئيس بلدية روما روبرتو غوالتيري خلال حفل إعادة افتتاح النافورة الشهيرة (أ.ب)
رئيس بلدية روما روبرتو غوالتيري خلال حفل إعادة افتتاح النافورة الشهيرة (أ.ب)
TT

نافورة تريفي في روما تستقبل زوارها بعد إعادة افتتاحها (صور)

رئيس بلدية روما روبرتو غوالتيري خلال حفل إعادة افتتاح النافورة الشهيرة (أ.ب)
رئيس بلدية روما روبرتو غوالتيري خلال حفل إعادة افتتاح النافورة الشهيرة (أ.ب)

أُعيد افتتاح نافورة تريفي الشهيرة، رسمياً، بعد أعمال تنظيف استمرت أسابيع، وقررت البلدية الحد من عدد الزوار إلى 400 في آن واحد، وفق ما أعلن رئيس بلدية روما، روبرتو غوالتيري، أمس الأحد.

وقال غوالتيري، أمام هذا المَعلم الذي اشتُهر بفضل فيلم «لا دولتشه فيتا»: «يمكن أن يوجد هنا 400 شخص في وقت واحد (...) والهدف هو السماح للجميع بالاستفادة إلى أقصى حد من النافورة، دون حشود أو ارتباك»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

رئيس بلدية روما روبرتو غوالتيري خلال حفل إعادة افتتاح النافورة الشهيرة (أ.ب)

وأشار إلى إمكان تعديل هذا العدد، في نهاية مرحلة الاختبار التي لم تحدَّد مدتها.

ولفت رئيس بلدية العاصمة الإيطالية إلى أن البلدية ستدرس، في الأشهر المقبلة، إمكان فرض «تذكرة دخول بسيطة» لتمويل أعمال مختلفة؛ بينها صيانة النافورة.

قررت البلدية الحد من عدد الزوار إلى 400 في آن واحد (رويترز)

وقال كلاوديو باريسي بريسيتشي، المسؤول عن الأصول الثقافية في دار البلدية، لـ«وكالة السحافة الفرنسية»، إن العمل على معالم روما، بما في ذلك نافورة تريفي، جرى بطريقة «تعيد إلى المدينة غالبية الآثار في الوقت المناسب لبدء يوبيل الكنيسة الكاثوليكية» الذي يبدأ في 24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

سائح يلتقط صورة تذكارية بجانب النافورة (إ.ب.أ)

وأضاف: «استغرق العمل ثلاثة أشهر، بجهد إجمالي هائل سمح لنا بإغلاق المواقع، في وقت سابق (...) إنها عملية شاملة للتنظيف، وإزالة عناصر التدهور والأعشاب الضارة والترسبات الكلسية، وقد أثمرت نتائج استثنائية».

يزور النافورة سائحون يتراوح عددهم في الأوقات العادية بين عشرة آلاف واثني عشر ألف زائر يومياً (إ.ب.أ)

هذه التحفة الفنية الباروكية المبنية على واجهة أحد القصور تُعدّ من أكثر المواقع شعبية في روما، وقد اشتهرت من خلال فيلم «لا دولتشه فيتا» للمُخرج فيديريكو فيليني، والذي دعت فيه أنيتا إيكبيرغ شريكها في بطولة الفيلم مارتشيلو ماستروياني للانضمام إلى حوض النافورة.

وأُقيم الحفل، الأحد، تحت أمطار خفيفة، بحضور مئات السائحين، قلّد كثير منهم رئيس البلدية من خلال رمي عملات معدنية في النافورة.

تقليدياً، يعمد كثير من السياح الذين كان يتراوح عددهم في الأوقات العادية بين عشرة آلاف واثني عشر ألف زائر يومياً، إلى رمي العملات المعدنية في النافورة؛ لاعتقادهم أن ذلك يجلب لهم الحظ السعيد ويضمن عودتهم إلى روما.

التحفة الفنية الباروكية المبنية على واجهة أحد القصور من أكثر المواقع شعبية في روما (رويترز)

وفي العادة، تستردّ السلطات نحو 10 آلاف يورو أسبوعياً من هذه العملات المعدنية، تُدفع لمنظمة «كاريتاس» الخيرية لتمويل وجبات طعام للفقراء.