حملة ترمب... ودور لورا لومر مروّجة نظريات اليمين المتطرف؟

جانب من مدينة سبرينغفيلد بولاية أوهايو... مسرح الشائعات الموجهة للمهاجرين الهايتيين (يو إس آيه توداي)
جانب من مدينة سبرينغفيلد بولاية أوهايو... مسرح الشائعات الموجهة للمهاجرين الهايتيين (يو إس آيه توداي)
TT

حملة ترمب... ودور لورا لومر مروّجة نظريات اليمين المتطرف؟

جانب من مدينة سبرينغفيلد بولاية أوهايو... مسرح الشائعات الموجهة للمهاجرين الهايتيين (يو إس آيه توداي)
جانب من مدينة سبرينغفيلد بولاية أوهايو... مسرح الشائعات الموجهة للمهاجرين الهايتيين (يو إس آيه توداي)

إذا كان حضور المحامية ألينا حبّة في حملة ترمب الانتخابية، يهدف إلى تقديم رسالة إيجابية للأقليات، فإن وجود لورا لومر، المناصرة لـ«نظريات المؤامرة» اليمينية المتطرفة - المثيرة للجدل حتى لدى الجمهوريين - لا يسهم في هذا الهدف، بل يضفي الغموض على طبيعة علاقتها به.

لومر هي التي بثّت قبل يوم واحد فقط من مناظرة ترمب مع هاريس، الادعاء الذي أثار عديداً من الانتقادات، بأن المهاجرين غير الشرعيين من هايتي يأكلون الحيوانات الأليفة في مدينة سبرينغفيلد بولاية أوهايو. ورغم التوضيح الذي أصدره مسؤولو المدينة، فإنها كرّرت على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الادعاء أمام متابعيها البالغ عددهم 1.2 مليون عبر منصة «إكس».

لورا لومر (آ ب)

هذا، وتشتهر لومر، المولودة في أريزونا عام 1993، وتعمل صحافية استقصائية وناشطة ومعلقة، بخطابها المتطرف، ونشر «نظريات المؤامرة»، ومنها أن هجمات 11 سبتمبر (أيلول) كانت «عملاً داخلياً» نفّذته الحكومة الأميركية. وادعت في منشور آخر، أنها تعمل «بشكل مستقل» لمساعدة ترمب، الذي أشارت إليه بأنه «الأمل الأخير لأمتنا حقاً». وكتبت: «بالنسبة لعديد من المراسلين الذين يتّصلون بي ويطلبون مني بشكل مهووس التحدث إليهم، فإن الإجابة هي (لا)... أنا مشغولة جداً بالعمل على قصصي وتحقيقاتي، وليس لدي وقت لنظريات المؤامرة الخاصة بكم».

في عام 2020 ترشّحت لومر، بدعم من ترمب، لمجلس النواب الأميركي في فلوريدا، لكنها خسرت أمام الديمقراطية لويس فرنكل. وعام 2022، حاولت مرة أخرى لكنها فشلت في إزاحة النائب دانيال وبستر في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في منطقة مختلفة بفلوريدا. وهي الآن غدت معروفة بدعمها الصريح لترمب وترويجها لسلسلة طويلة من «نظريات المؤامرة»، بما فيها الزعم بأن المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس «ليست سوداء»، وأن نجل الملياردير جورج سوروس كان يرسل رسائل غامضة تدعو إلى اغتيال ترمب... وهو ما أدى إلى حظرها من عدد من المنصات، بما في ذلك «فيسبوك»، و«إنستغرام».

حالياً، تحضر لومر بشكل متكرّر الفعاليات الداعمة لترمب، وشوهدت مراراً في مقر إقامته بفلوريدا. وفي وقت سابق من هذا العام، سافرت على متن طائرته إلى ولاية آيوا، حيث وجه لها تحية على خشبة المسرح في إحدى الفعاليات. وخلال العام الماضي، ذكرت «نيويورك تايمز» أن ترمب أبدى اهتمامه بتوظيفها في حملته، لكنه تراجع بعدما أعرب كبار مساعديه عن قلقهم من أنها قد تلحق الضرر بحملته الانتخابية.


مقالات ذات صلة

إردوغان «قلق» من تعيينات إدارة ترمب الجديدة

شؤون إقليمية ترمب مستمعاً إلى مرشحه لوزارة الخارجية السيناتور ماركو روبيرو خلال حملته لانتخابات الرئاسة الأميركية (رويترز)

إردوغان «قلق» من تعيينات إدارة ترمب الجديدة

لم يُخفِ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قلق حكومته بشأن بعض الأسماء التي أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ضمها إلى إدارته.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد مارك روان يشارك في حلقة نقاشية في بيفرلي هيلز بكاليفورنيا (رويترز)

مارك روان مرشح جديد بارز لمنصب وزير الخزانة في إدارة ترمب

برز الملياردير مارك روان، صاحب رأس المال الخاص، كأحد أبرز المرشحين لمنصب وزير الخزانة في إدارة دونالد ترمب، وسيلتقي الرئيس المنتخب اليوم (الأربعاء).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

مدعون: يجب تعليق قضية شراء الصمت ضد ترمب

قال ممثلو ادعاء في نيويورك إن القضية التي أدين فيها دونالد ترمب باتهامات جنائية تتعلق بدفع أموال لممثلة أفلام إباحية مقابل شراء صمتها يجب أن تتوقف.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ مرشح الرئيس المنتخب لمنصب وزير الصحة روبرت كيندي يتحدث مع النائب الأميركي السابق مات غايتس الذي رشحه ترمب لمنصب وزير العدل وزوجته جينجر لوكي غايتس في حفل معهد أميركا أولاً للسياسة الذي أقيم بمارالاغو ببالم بيتش بفلوريدا (أ.ف.ب)

ترمب يضغط على مجلس الشيوخ لتمرير تعييناته... رغم الفضائح

دفع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب للمصادقة على مرشحيه للمناصب العليا في إدارته المقبلة وبينهم مرشحه لوزارة العدل مات غايتس الذي تلاحقه فضائح أخلاقية

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ القائم بأعمال مدير هيئة الهجرة والجمارك توماس هومان الذي رشحه الرئيس المنتخب دونالد ترمب ليعمل مثل «قيصر حدود» (أ.ب)

ترمب في يومه الأول ينشر الجيش لترحيل المهاجرين جماعياً

جدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب تعهده بأنه سيبدأ اليوم الأول من عهده بعمليات الترحيل الجماعي للمهاجرين غير المسجلين بإعلان حالة الطوارئ ونشر الجيش.

علي بردى (واشنطن)

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها
TT

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

خطفت بوتسوانا (بتشوانالاند سابقاً) أنظار العالم منذ أشهر باكتشاف ثاني أكبر ماسة في العالم، بيد أن أنظار المراقبين تخاطفت الإعجاب مبكراً بتلك الدولة الأفريقية الحبيسة، بفضل نموذجها الديمقراطي النادر في قارتها، وأدائها الاقتصادي الصاعد.

قد يكون هذا الإعجاب سجل خفوتاً في مؤشراته، خصوصاً مع موجة ركود وبطالة اجتاحت البلاد منذ سنوات قليلة، إلا أنه يبحث عن استعادة البريق مع رئيس جديد منتخب ديمقراطياً.

على عكس الكثير من دول «القارة السمراء»، لم تودّع بوتسوانا حقبة الاستعمار عام 1966 بمتوالية ديكتاتوريات وانقلابات عسكرية، بل اختارت صندوق الاقتراع ليفرز برلماناً تختار أغلبيته الرئيس. وأظهر أربعة من زعماء بوتسوانا التزاماً نادراً بالتنحي عن السلطة بمجرد استكمال مدّد ولايتهم المنصوص عليها دستورياً، بدءاً من كيتوميلي ماسيري، الذي خلف «السير» سيريتسي خاما عند وفاته في منصبه بصفته أول رئيس لبوتسوانا. وهذا التقليد الذي يصفه «مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية» بأنه «مثير للإعجاب»، جنت بوتسوانا ثماره أخيراً بانتقال سلمي للسلطة إلى الحقوقي والمحامي اليساري المعارض دوما بوكو.

انتصار بوكو جاء بعد معركة شرسة مع الرئيس السابق موكغويتسي ماسيسي ومن خلفه الحزب الديمقراطي... الذي حكم البلاد لمدة قاربت ستة عقود.

ويبدو أن تجربة تأسيس الحزب الديمقراطي من زعماء قبائل ونُخَب أوروبية كانت العلامة الأهم في رسم المسار الديمقراطي لبوتسوانا، عبر ما يعرف بـ«الإدماج الناعم» لهؤلاء الزعماء القبليين في بنية الدولة. لكن المفارقة كانت «الدور الإيجابي للاستعمار في هذا الشأن»، وفق كلام كايلو موليفي مُستشار الديمقراطية في مكتب رئيس بوتسوانا السابق للإذاعة السويسرية. وتكمن كلمة السر هنا في «كغوتلا»، فبحسب موليفي، اختار البريطانيون الحُكم غير المُباشر، عبر تَرك السلطة للقادة القبليين لتسيير شؤون شعبهم، من دون التدخل بهياكل الحكم التقليدية القائمة.

نظام «كغوتلا» يقوم على «مجلس اجتماعي»، ويحق بموجبه لكل فرد التعبير عن نفسه، بينما يناط إلى زعيم القبيلة مسؤولية التوصل إلى القرارات المُجتمعية بتوافق الآراء. ووفق هذا التقدير، قاد التحالف البلاد إلى استقرار سياسي، مع أنه تعيش في بوتسوانا 4 قبائل أكبرها «التسوانا» - التي تشكل 80 في المائة من السكان وهي التي أعطت البلاد اسمها -، بجانب «الكالانغا» و«الباسار» و«الهرو».

وإلى جانب البنية الديمقراطية ودور القبيلة، كان للنشأة الحديثة للجيش البوتسواني في حضن الديمقراطية دور مؤثر في قطع الطريق أمام شهوة السلطة ورغباتها الانقلابية، بفضل تأسيسه في عام 1977 وإفلاته من صراعات مع الجيران في جنوب أفريقيا وزيمبابوي وناميبيا.

على الصعيد الاقتصادي، كان الاستعمار البريطاني سخياً – على نحو غير مقصود – مع بوتسوانا في تجربة الحكم، إلا أنه تركها 1966 سابع أفقر دولة بناتج محلي ضئيل وبنية تحتية متهالكة، أو قل شبه معدومة في بعض القطاعات.

مع هذا، انعكس التأسيس الديمقراطي، وفق محللين، على تجربة رئيسها الأول «السير» سيريتسي خاما؛ إذ مضى عكس اتجاه الرياح الأفريقية، منتهجاً نظام «رأسمالية الدولة»، واقتصاد السوق، إلى جانب حرب شنَّها ضد الفساد الإداري.

على صعيد موازٍ، أنعشت التجربة البوتسوانية تصدير اللحوم، كما عزّز اكتشاف احتياطيات مهمة من المعادن - لا سيما النحاس والماس - الاقتصاد البوتسواني؛ إذ تحتضن بلدة أورابا أكبر منجم للماس في العالم.

ثم إنه، خلال العقدين الأخيرين، جنت بوتسوانا - التي تغطي صحرء كالاهاري 70 في المائة من أرضها - ثمار سياسات اقتصادية واعدة؛ إذ قفز متوسط الدخل السنوي للمواطن البوتسواني إلى 16 ألف دولار أميركي مقابل 20 دولاراً، بإجمالي ناتج محلي بلغ 19.3 مليار دولار، وفق أرقام البنك الدولي. كذلك حازت مراكز متقدمة في محاربة الفساد بشهادة «منظمة الشفافية العالمية». ومع أن الرئيس البوتسواني المنتخب تسلم مهام منصبه هذا الأسبوع في ظل مستويات بطالة مرتفعة، وانكماش النشاط الاقتصادي المدفوع بانخفاض الطلب الخارجي على الماس، إلا أن رهان المتابعين يبقى قائماً على استعادة الماسة البوتسوانية بريقها.