«الحرب النفسية» تنعكس توتّراً في لبنان

حوار على الواقف بين هوكشتين مع بري في بيروت (آ ف ب/غيتي)
حوار على الواقف بين هوكشتين مع بري في بيروت (آ ف ب/غيتي)
TT

«الحرب النفسية» تنعكس توتّراً في لبنان

حوار على الواقف بين هوكشتين مع بري في بيروت (آ ف ب/غيتي)
حوار على الواقف بين هوكشتين مع بري في بيروت (آ ف ب/غيتي)

> على الرغم من أن أهالي جنوب لبنان يعيشون حرباً حقيقية، فإن اللبنانيين بشكل عام، ومعهم القطاعات الاقتصادية على اختلاف أنواعها، يعيشون على وقع مستوى التهديدات التي ترتفع حيناً وتنخفض حيناً آخر.

في هذا الإطار، تتناول الدكتورة فاديا كيوان، الأستاذة في العلوم السياسية والمديرة العامّة لـ«منظّمة المرأة العربية»، مفهوم «الحرب النفسية»، فتشير في لقاء مع «الشرق الأوسط» إلى أنها «عادة ما تستخدم كأداة لتمهّد للحرب العسكريّة وتؤثّر سلباً على معنويات المجتمع والخصم أو العدو». وأردفت: «لا يمكن تجاهل أو الاستخفاف بالحرب النفسية. بل يجب أن نكون جاهزين فنؤمّن بنية تحتية وملاجئ للمواطنين لتأمين مقومات الصمود لهم لكي لا يتحوّل الناس «أكياس رمل» (متاريس)»، وزادت: «هناك تهديد حقيقي من إسرائيل... ولا يمكن معرفة ما إذا كانت ستنتهي إلى حرب عسكرية حقيقية وتنفيذ هذه التهديدات، وبالتالي علينا أن نكون حذرين وحاضرين لأي سيناريو مقبل».

وحقاً، أعلنت بعض الوزارات اللبنانية أنها أعدّت خطّة لمواجهة احتمال الحرب، أبرزها وزارتا الصحة والشؤون الاجتماعية، وتشمل إجراءات طوارئ صحية ومراكز لإيواء النازحين ومساعدات غذائية. كذلك اتخذت شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني، إجراءات احترازية، بينها ركن طائرات في الخارج نتيجة خفض قيمة التأمين على مخاطر الحرب من شركات التأمين.

وبالطبع، انعكس التوتر سلباً على القطاع السياحي، وفي حين قال مدير مطار بيروت، فادي الحسن، إنه يتوقع أن يكون موسم الصيف واعداً، أكد نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر لـ«الشرق الأوسط» أن السياح «غائبون عن لبنان منذ بدء الحرب، ومَن قرّر منهم زيارة لبنان عاد عن قراره إثر التحذيرات التي أطلقتها بعض السفارات مجددة دعوة مواطنيها لمغادرة لبنان».

ويميّز الأشقر بين عدد الطائرات التي تحطّ يومياً في لبنان محمّلة بالمغتربين وبين السياح، قائلاً: «القطاع السياحي، ولا سيما الفنادق، يعتمد على السياح الأجانب، لكن اليوم مع غياب هؤلاء بات القطاع يعتمد على السياحة الداخلية التي تعيش ليس فقط كل يوم بيومه... إنما كل ساعة بساعة، بحيث أن أي تهديد ينعكس سلباً على الحجوزات في المطاعم والأماكن السياحية التي يزورها المغتربون اللبنانيون خلال إجازاتهم في لبنان».


مقالات ذات صلة

تقرير: إسرائيل تطالب بإبعاد فرنسا عن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

المشرق العربي لبنانيون يشاهدون من جانب الطريق الدخان يتصاعد نتيجة قصف إسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)

تقرير: إسرائيل تطالب بإبعاد فرنسا عن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

نشرت القناة 12 الإسرائيلية تفاصيل عما وصفته بأنه «النقاط العالقة» بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني للوصول إلى وقف لإطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي خلال زيارته وزارة الدفاع (حسابه عبر منصة إكس)

ميقاتي: اللبنانيون مصرون رغم كل الظروف على إحياء ذكرى استقلالهم

أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن «اللبنانيين مصرون رغم كل الظروف على إحياء ذكرى استقلالهم لإيمانهم بما تحمل لهم من معاني الحرية والسيادة»

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والملك عبد الله الثاني بن الحسين ويظهر الشيخ عبد الله بن زايد وأيمن الصفدي وعدد من المسؤولين خلال اللقاء (وام)

تأكيد إماراتي أردني على أهمية تكثيف الجهود لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بحث مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، قضايا المنطقة والعلاقات الثنائية.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
المشرق العربي مسيّرة إسرائيليّة من نوع (هرمز 450)

«حزب الله» يعلن إسقاط مسيّرة إسرائيلية من طراز «هرمز 450» فوق الطيبة

أعلنت جماعة حزب الله اللبنانية، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، أنها أسقطت مسيرة إسرائيلية بصاروخ أرض-جو في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (هرمز 450)
المشرق العربي عناصر من خدمة الطوارئ الإسرائيلية في مكان سقوط مقذوف في حيفا أطلق من لبنان (رويترز)

الجيش الإسرائيلي: سقوط صواريخ أطلقها «حزب الله» على حيفا وتضرر كنيس

أعلن الجيش الإسرائيلي تضرر كنيس في «هجوم صاروخي كبير» شنه «حزب الله» اللبناني على مدينة حيفا (شمال غرب)؛ ما أسفر عن إصابة شخصين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

الفرص والتحديات وتوقّعات المستقبل من منظورَي الرياض وبكين

نيوم... مدينة المستقبل (الشرق الأوسط)
نيوم... مدينة المستقبل (الشرق الأوسط)
TT

الفرص والتحديات وتوقّعات المستقبل من منظورَي الرياض وبكين

نيوم... مدينة المستقبل (الشرق الأوسط)
نيوم... مدينة المستقبل (الشرق الأوسط)

تُعَدُّ الشراكة بين السعودية والصين فرصة كبيرة لتعزيز التعاون في مجالات حيوية عدة. إذ يوفر التعاون في الطاقة النظيفة والابتكار التكنولوجي فرصاً لدعم أهداف السعودية في تحقيق «رؤية 2030» وزيادة استخدام الطاقة المستدامة، كما أن الاستثمار في مشاريع كبرى مثل «نيوم» يفتح آفاقاً واسعة للتنمية المستدامة ويعزز من النمو المشترك.

في مجالات التكنولوجيا والابتكار، يعزّز التعاون في قطاعي الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية من قدرة السعودية على تحقيق أهدافها التكنولوجية، ويقوّي الروابط الاقتصادية بين البلدين، ومن جهة أخرى، يعزز التبادل الثقافي والتعليم من العلاقات الإنسانية ويزيد من التعاون بين الشعبين.

مع هذا، تواجه الشراكة تحدياتٍ قد تؤثر على العلاقات الثنائية، وتشمل هذه التحديات التوترات الجيوسياسية الدولية التي تتطلب مزيداً من الحكمة والروية من أجل درء تعارض المصالح، والتقلبات الاقتصادية العالمية التي قد تؤثر على حجم التبادل التجاري والاستثمارات. ولا شك أن الاختلافات الثقافية والسياسية تستوجب تعزيز الحوار والتفاهم، كما يتطلب تحقيق التنمية المستدامة التنسيق بين المشاريع المشتركة وضمان توافقها مع معايير البيئة.

مستقبلاً، يتوقع أن يزداد التعاون في الطاقة النظيفة - وتقف مشاريع مثل «نيوم» حافزاً كبيراً لتعزيز الاستثمارات الصينية في المملكة -، كذلك عبر تكثيف الفعاليات الثقافية والتبادلات التعليمية، يؤمل تمتين الروابط بين الشعبين، ويمكن أن يشمل التعاون المستقبلي المجالات الأمنية مثل مكافحة الإرهاب والأمن السيبراني لتعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي. وحقاً، من شأن دعم السعودية مبادرة «الحزام والطريق»، الإسهام في تعزيز البنية التحتية والنقل بين الصين والشرق الأوسط، مع الأخذ في الحسبان تكيّف الشراكة مع التحديات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية باعتماد استراتيجيات مرنة.

إن العلاقات السعودية الصينية اليوم نموذج للشراكة الاستراتيجية المتكاملة التي تستند إلى المصالح المشتركة والرؤية المستقبلية، ومع مواصلة تطوير هذه الشراكة يتوقع أن تشهد العلاقات بين البلدين مزيداً من النمو في مختلف المجالات؛ ما يخدم مكانتيهما على الساحة الدولية. وأخيراً، إن الشراكة بين السعودية والصين لا تقتصر على تعزيز العلاقات الثنائية فحسب، بل تمتد لتسهم في استقرار الاقتصاد العالمي وتنميته بشكل عام. إذ تجسّد هذه الشراكة نموذجاً ناجحاً للتعاون الدولي القائم على تحقيق مصالح مشتركة؛ مما يساهم في تعزيز السلم والاستقرار العالميين. وهنا تبرز خصوصاً الرؤية الاستراتيجية عند البلدين والتزامهما بالابتكار والتعاون ليفتحا أبواباً جديدة للتنمية والتفاهم والتعاون بين مختلف الشعوب والثقافات.