د. محمد صباح السالم... كفاءة ونزاهة لقيادة المسار الحكومي في الكويت

وسط تساؤلات عن الحاجة إلى برلمان جديد

لا يختلف اثنان على أن أولى مهام رئيس الوزراء الجديد ستكون معالجة ملف الفساد، الذي بلغ ذروته خلال السنوات الأخيرة
لا يختلف اثنان على أن أولى مهام رئيس الوزراء الجديد ستكون معالجة ملف الفساد، الذي بلغ ذروته خلال السنوات الأخيرة
TT

د. محمد صباح السالم... كفاءة ونزاهة لقيادة المسار الحكومي في الكويت

لا يختلف اثنان على أن أولى مهام رئيس الوزراء الجديد ستكون معالجة ملف الفساد، الذي بلغ ذروته خلال السنوات الأخيرة
لا يختلف اثنان على أن أولى مهام رئيس الوزراء الجديد ستكون معالجة ملف الفساد، الذي بلغ ذروته خلال السنوات الأخيرة

لم يلقَ رئيس للحكومة في الكويت استبشاراً وترحيباً من مختلف القوى والاتجاهات السياسية مثلما لقيه رئيس الوزراء الحالي الشيخ محمد صباح السالم الصباح، ثم إنه طوال 12 سنة من ابتعاده عن العمل الحكومي كانت الأصوات تتعالى مطالِبة بعودته لقيادة دفة الحكومة خصوصاً في الأوقات التي تشهد فيها البلاد أزمات وانسدادات سياسية. الشيخ الدكتور محمد صباح السالم المولود يوم 10 أكتوبر (تشرين الأول) 1955 هو الابن الرابع للشيخ صباح السالم الصباح أمير دولة الكويت الثاني عشر، والثاني من سلسلة الأمراء الذين حكموا البلاد بعد الاستقلال. أما والدته فهي الشيخة نورية أحمد الجابر الصباح ومن ثم فأمير البلاد الحالي الشيخ مشعل الأحمد كما الأمراء السابقون الشيخ جابر الأحمد والشيخ صباح الأحمد والشيخ نواف الأحمد هم أخواله. أما شقيقه الأكبر فهو الشيخ سالم صباح السالم الصباح وزير الدفاع والداخلية الأسبق.

اختار أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الصباح، في لقائه مع الحكومة الجديدة بعد أدائها اليمين الدستورية، برئاسة الشيخ محمد صباح السالم، أن يصف المرحلة الجديدة التي تُباشر فيها الحكومة الجديدة مهامّها، بأنها مرحلة جديدة (..) مرحلة عنوانها «الإصلاح والتطوير»، ركائزها «العمل والإشراف والرقابة والمحاسبة»، وإطارها «الواجبات والحقوق الوطنية».

كان الأمير الشيخ مشعل الأحمد في أول خطاب له بعد أدائه اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة «البرلمان»، يوم 20 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قد شنّ هجوماً شديداً على الحكومة و«مجلس الأمة»، متهماً إياهما بالتواطؤ في الإضرار بمصالح البلاد.

ومما قاله الشيخ مشعل الأحمد، الذي تَسلّم الحُكم خَلفاً لأخيه الأمير الراحل، الشيخ نواف الأحمد الصباح، في خطابه أمام البرلمان: «إن الحكومة والمجلس توافقا على الإضرار بمصالح الكويت، وما حصل في تعيينات المناصب القيادية دليل على عدم الإنصاف»، ومن ثم أشار إلى «ما حصل من تغيير للهوية الكويتية، وملف العفو وتداعياته، والتسابق لإقرار قانون رد الاعتبار، كأنها صفقة تبادل مصالح بينهما».

أيضاً أكد الشيخ مشعل أنه من الضروري مراجعة واقع الكويت الحالي، خصوصاً على صُعُد الأمن والاقتصاد والأحوال المعيشية، مضيفاً «لم نلمس تغييراً أو تصحيحاً للمسار»؛ في إشارة إلى الخطاب الأميري، يوم 22 يونيو (حزيران) 2022، الذي دعا فيه إلى «تصحيح المسار»، وجرى بعده حلّ «مجلس الأمة» في أغسطس (آب) 2022، وإجراء انتخابات جديدة. وكان أمير الكويت قد قال، في خطابه أمام البرلمان آنذاك: «أكدنا في خطاباتنا السابقة أن هناك استحقاقات وطنية ينبغي القيام بها من السلطتين التشريعية والتنفيذية لصالح الوطن والمواطنين. وبالتالي، لم نلمس أي تغيير أو تصحيح للمسار، بل وصل الأمر إلى أبعد من ذلك عندما تعاونت السلطتان التشريعية والتنفيذية، واجتمعت كلمتهما على الإضرار بمصالح البلاد والعباد».

تساؤلات... بالجملة

لذا برز السؤال: هل يستقيم المسار الجديد مع برلمان اتهمه الأمير بالتواطؤ مع الحكومة للإضرار بمصالح البلاد والعباد؟

أليس من المرجح أيضاً أن تتجه الحكومة الجديدة هي الأخرى لصدام مع المجلس يؤدي لحلّه وانتخاب مجلس جديد يشكل مع حكومة جديدة مسار العهد الجديد، وهو ما عبّر عنه الأمير مكرّراً بـ«تصحيح المسار»؟

وعليه، لعلّ السؤال الأبرز، اليوم، ليس هل ستصمد الحكومة، بل إلى متى ستصمد الحكومة الجديدة، وهل ستتمكن فعلاً من اغتنام التأييد الشعبي للعبور إلى مرحلة الإصلاح وتحقيق الاستقرار السياسي، أم ستخوض بعد انقشاع الغيم، في وحل المناكفات السياسية المعهودة.

ثم هل نتوقع أن تغضّ بعض مراكز القوى التي حُرمت من المشاركة في الحكومة، الطرْف فتفسح الطريق لرئيس الحكومة أن يمضي قُدماً، أم ستتمكّن من تحريك أدوات التأزيم... وصولاً إلى حشر الرئيس والحكومة في المآزق السياسية.

البارز هنا ردّ الأمانة العامة لـ«مجلس الأمة» على ما قيل عن قيام أعضاء في المجلس بإغراق الحكومة الجديدة بالأسئلة، حتى قبل أن تتشكل، محاولين إبطاء حركتها أو دفعها للمواجهة مبكراً. هذه المزاعم ردّت عليها الأمانة العامة للمجلس بتصريح نفَت فيه «الأخبار المتداولة في شأن توجيه أسئلة برلمانية إلى رئيس مجلس الوزراء المكلَّف الشيخ الدكتور محمد صباح السالم»، مشيرةً إلى أن «جميع الأسئلة التي قُدّمت كانت موجَّهة للحكومة المستقيلة».

الرئيس النزيه

غالباً ما يختلف الكويتيون بشأن القيادات التي تتولى زمام الحكومة، لكنّ الشيخ محمد صباح السالم يحظى بشعبية عارمة، إذ يسبغ الكويتيون عليه عدداً من الشمائل؛ أبرزها النزاهة ونظافة اليد.

الأمين العام لـ«مجلس التعاون الخليجي» السابق، والكاتب الكويتي الدكتور عبد الله بشارة، قال، عبر مقال له في «القبس»، معلقاً: «أشعر من معرفتي بالشيخ محمد الصباح أنه ورث من والده أجمل الصفات: التواضع، ونظافة الضمير، وحب الخير، والإنصاف في الرأي».

وهنا نذكر أنه أنهى عمله الحكومي معترضاً على ما قيل إنه قضية تتعلق بالفساد. وكان آخِر منصب تولّاه عندما عُيّن في 8 مايو (أيار) 2011 نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للخارجية، واستمر في المنصب إلى أكتوبر (تشرين الأول) 2011، حين قدَّم استقالته؛ احتجاجاً على ما يُعتقد أنه تقاعس الحكومة عن القيام بتحقيقات إزاء ما يزعم أنها قضية الإيداعات المليونية التي استفاد منها نواب في «مجلس الأمة» وآخرون خارج البلاد.

هذا الموقف أعطاه زخماً شعبياً، خصوصاً أن الحقبة التي أعقبت خروجه من الحكومة شهدت إثارة عدد من الملفات المتعلقة بالفساد. ولا يختلف اثنان على أن أولى مهام رئيس الوزراء الجديد ستكون معالجة ملف الفساد، الذي بلغ ذروته خلال السنوات الأخيرة، ووصل إلى حدّ التراشق بين أقطاب الحكومة - وهم أقطاب بارزون في الأسرة الحاكمة - كما حدث قبل سنوات قليلة بعدما اتهم وزير الدفاع الراحل الشيخ ناصر صباح الأحمد زميله في الحكومة وزير الداخلية (آنذاك) الشيخ خالد الجراح الصباح، بتجاوزات مالية. ويومذاك كشف عن وثائق تُظهر الاستيلاء على نحو 800 مليون دولار أميركي من صندوق لمساعدة العسكريين، عندما كان الجراح وزيراً للدفاع. ولقد أمكن، خلال الشهرين الأخيرين، إقفال ملف «صندوق الجيش»، بعد إدانة عدد من المسؤولين أبرزهم رئيس وزراء سابق، ووزير داخلية ودفاع سابق، وعدد من المسؤولين الآخرين.

من جهة ثانية، سبَق لمحكمة الوزراء أن قضت بحبس وزير الشؤون الاجتماعية السابق سبع سنوات مع الشغل والنفاذ، على أثر إدانته في قضية تنفيع من المال العام والإضرار به، عبر التواطؤ مع مالك شركة تعاونية، وإبرام عقد غير قانوني مع شركته بهدف تنفيعه.

قضية «الصندوق الماليزي»

يضاف إلى هذه القضايا ملفات فساد، مثل ملف أكبر قضية غسل أموال، المعروفة باسم «الصندوق الماليزي»، حين حكمت «محكمة الجنايات»، في 28 مارس (آذار) 2023، بحبس أحد أفراد الأسرة الحاكمة (شيخ) وشريكه ووافدين اثنين، 10 سنوات، وبحبس محام 7 سنوات، وإلزامهم بردّ مليار دولار، وتغريمهم متضامنين مبلغ 145 مليون دينار كويتي (ما يعادل نصف مليار دولار).

وتعود القضية الأصلية في ماليزيا، التي تضاف إلى سلسلة قضايا الفساد العالمية، إلى عام 2016، عندما رفع ممثلو الادعاء الأميركيون دعوى قضائية بهدف استعادة أصول بقيمة تتجاوز مليار دولار يقال إنها تتصل بمؤامرة دولية لغسل أموال مختلَسة من الصندوق السيادي الماليزي «1إم. دي. بي.» الذي يشرف عليه رئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب عبد الرزاق، واستُخدمت لتمويل فيلم سينمائي في هوليود، وشراء عقارات وأعمال فنية شهيرة.

القضية أُثيرت في الكويت خلال مايو 2020، بعدما قدّم مسؤولون أميركيون في وزارة الدفاع معلومات إلى وزير الدفاع الكويتي السابق (الراحل) الشيخ ناصر صباح الأحمد، توضح تورّط عدد من المسؤولين السابقين في تسهيل تمرير عمليات مالية مشبوهة لصالح شركات صينية وماليزية عبر مشاريع مشبوهة.

وفي الكويت أثبتت التحريات دخول ما يقارب مليار دولار إلى حساب شخصية كويتية نافذة، ثم جرى إعادة تحويلها إلى الخارج. وتربط التحقيقات بين خبير ماليزي متهم في هذه القضية، وبين نجل رئيس وزراء كويتي سابق هو الشيخ صباح جابر المبارك، نجل رئيس الوزراء السابق، الذي أُلقي القبض عليه وسُجن على خلفية قضية «الصندوق الماليزي»، كما أُلقي القبض على شريك له في هذه القضية.

مؤشرات الفساد و«الشفافية»

وقبيل بداية العام الحالي، أظهر تقرير حديث أصدرته «جمعية الشفافية الكويتية» تراجع الكويت 4 مراكز في مؤشر مدركات الفساد لعام 2022. وأعلنت الجمعية التقرير السنوي الذي تُعدّه «منظمة الشفافية الدولية»، حين جاءت الكويت في المركز السابع عربياً بعد دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر والمملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان والأردن والبحرين، وهو ترتيبها نفسه عربياً في التقرير السابق. وتراجعت الكويت في مؤشر مدركات الفساد درجة واحدة (من 43 إلى 42 من مائة)، مقارنة بمؤشر 2021، ما ترتب عليه تدني ترتيب الكويت 4 مراكز، إذ تراجعت من المركز 73 إلى 77 عالمياً.

مفرح المطيري، رئيس مجلس إدارة «جمعية الشفافية الكويتية» أوضح، من جهته، أن «منظمة الشفافية الدولية» أعلنت، نهاية ديسمبر الماضي، نتائج مؤشر مدركات 2022 تحت شعار «الفساد والنزاع والأمن»، الذي صنَّف 180 دولة حول العالم استناداً إلى مدى فساد القطاع العام بتلك البلدان، وذلك وفق إدراك الخبراء والمسؤولين التنفيذيين في قطاع الأعمال. ومما قاله المطيري: «لقد انخفض ترتيب دولة الكويت درجة واحدة في مؤشر مدركات الفساد العالمي لعام 2022 (من 43 إلى 42)، ما ترتب عليه تدني ترتيب الكويت عالمياً 4 مراكز (من المركز 73 إلى 77)، لكن لم يتغير ترتيب الكويت عربياً فظلت في المركزالـ7 في حين تدنّى ترتيبها خليجياً إلى المركز السادس لتقبع في ذيل ترتيب الدول الخليجية».

ومن ثم جاء خطاب أمير الكويت (يوم 17 يناير/ كانون الثاني 2024) أمام الحكومة الجديدة ليؤكد محاربة الفساد بوصفها أول أهداف العهد الجديد. وبعد أداء أعضاء الحكومة اليمين الدستورية أمامه، شدد الشيخ مشعل الأحمد الصباح على أعضاء الحكومة ضرورة العمل على «تطبيق القانون على الجميع دون استثناء وبلا تهاون، وترسيخ أمن الوطن وتوفير الأمان لمواطنيه وقاطنيه ومحاربة الفساد والمحسوبية».

«رجل الاقتصاد»

أيضاً قال الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، في خطابه للحكومة الجديدة التي يرأسها الشيخ محمد صباح السالم، الذي رسم فيه مسار المرحلة المقبلة: «إن ثمة ملفات عدة تنتظر منكم العمل والتخطيط، لعلّ أهمها: تعيين القياديين من ذوي الخبرة والكفاءة، والاهتمام بالشباب والمرأة، ومراعاة تكافؤ الفرص في التعيينات، والملف الاقتصادي الاستثماري، وتنويع مصادر الدخل والاستدامة المالية، وتعزيز دور القطاع الخاص، وحماية الأموال العامة، وتسريع وتيرة تنفيذ المشاريع الحيوية والتنموية، والتحول الرقمي تحقيقاً للشفافية والقضاء على الواسطة، وتعزيز السياسة الخارجية ودور دولة الكويت ومكانتها وثوابتها ومواقفها تجاه الدول الشقيقة والصديقة وقضاياها المشتركة». وشدد على أن تضع الحكومة «خطة عمل محددة الأهداف ملتزمة ببرنامج زمني».

في هذا الإطار، يتمتع الشيخ محمد الصباح السالم الصباح، بالفعل، بواحدة من أهم المميزات التي تجعله قيادياً للمرحلة المقبلة؛ ألا وهي الخبرة الاقتصادية، فالشيخ محمد، الذي تلقّى تعليمه العالي في الولايات المتحدة، حاصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من كلية كليرمونت ماكينا (إحدى كليات منظومة كليات كليرمونت الجامعية المرموقة في ولاية كاليفورنيا) عام 1978، ثم حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد ودراسات الشرق الأوسط من جامعة هارفارد؛ أعرق الجامعات الأميركية قاطبةً.

بعدها عمل الشيخ محمد في الحقل الأكاديمي، فشغل عدة وظائف؛ بينها وظيفة معيد عضو بعثة في قسم الاقتصاد بكلية التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة الكويت بين عاميْ 1979 و1985، ثم أستاذ في القسم عام 1985، وانتدب إلى «معهد الكويت للأبحاث العلمية» من عام 1987 إلى عام 1988.

ومن ثم فهذه الكفاءة مطلوبة تماماً، بينما تحتاج الكويت إلى إصلاحات اقتصادية جوهرية، وهو ما يستدعي التعاون بين الحكومة والبرلمان لإقرارها، وهو أمر تعذّر تحقيقه في السنوات السابقة، وهذا الملف أحد أبرز التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة ورئيسها.


مقالات ذات صلة

خادم الحرمين يتلقى دعوة أمير الكويت لحضور القمة الخليجية

الخليج الملك سلمان بن عبد العزيز

خادم الحرمين يتلقى دعوة أمير الكويت لحضور القمة الخليجية

تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رسالةً خطية من الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت تتضمن الدعوة لحضور القمة الخليجية الـ45.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية الاتفاقية مع الكويت تمتد لخمس سنوات قابلة للتجديد تلقائياً (كونا)

الكويت تجدد اتفاقية استضافة المجلس الأولمبي الآسيوي لـ5 أعوام

وقعت وزارة الخارجية الكويتية متمثلة بوزير الخارجية عبد الله اليحيا مع المجلس الأولمبي الآسيوي تجديد اتفاقية استضافة مقر المجلس الأولمبي الآسيوي في الكويت.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة عربية هايف المطيري (الاتحاد الكويتي)

الحكم ببراءة الرئيس السابق للاتحاد الكويتي لكرة القدم

قضت دائرة جنايات بالمحكمة الكلية في الكويت ببراءة الرئيس السابق لاتحاد كرة القدم هايف المطيري ونائبه أحمد عقلة والأمين العام صلاح القناعي من التهم المنسوبة لهم.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة عربية خوان أنطونيو بيتزي (منتخب الكويت)

بيتزي مدرب الكويت يختار 30 لاعباً استعداداً لـ«خليجي 26»

اختار الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي، مدرب الكويت، الأحد، قائمة من 30 لاعباً استعداداً لبطولة كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 26).

«الشرق الأوسط» (الكويت)
العالم العربي وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

تأكيدات مصرية خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

هواجس متفاوتة لدول «حوض المحيطين الهندي والهادئ» إزاء عودة ترمب

من لقاء الزعيمين الصيني شي جينبينغ والهندي ناريندرا مودي في مدينة قازان الروسية اخيراً (رويترز)
من لقاء الزعيمين الصيني شي جينبينغ والهندي ناريندرا مودي في مدينة قازان الروسية اخيراً (رويترز)
TT

هواجس متفاوتة لدول «حوض المحيطين الهندي والهادئ» إزاء عودة ترمب

من لقاء الزعيمين الصيني شي جينبينغ والهندي ناريندرا مودي في مدينة قازان الروسية اخيراً (رويترز)
من لقاء الزعيمين الصيني شي جينبينغ والهندي ناريندرا مودي في مدينة قازان الروسية اخيراً (رويترز)

يأتي فوز دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية وعودته الوشيكة إلى البيت الأبيض يوم يناير (كانون الثاني) 2025 نقطة تحوّل مهمة وسط اضطرابات غير عادية في النظام العالمي. وبديهي أن ولاية ترمب الثانية لا تشكّل أهمية كبرى في السياسة الداخلية الأميركية فحسب، بل ستؤثر إلى حد كبير أيضاً على الجغرافيا السياسية والاقتصاد في آسيا. وفي حين يتوقع المحللون أن يركز الرئيس السابق - العائد في البداية على معالجة القضايا الاقتصادية المحلية، فإن «إعادة ضبط» أجندة السياسة الخارجية لإدارته ستكون لها آثار وتداعيات في آسيا ومعظم مناطق العالم، وبالأخص في مجالات التجارة والبنية التحتية والأمن. وبالنسبة لكثيرين في آسيا، يظل السؤال المطروح هنا هو... هل سيعتمد في ولايته الجديدة إزاء كبرى قارات العالم، من حيث عدد السكان، تعاملاً مماثلاً لتعامله في ولايته الأولى... أم لا؟

توقَّع المحللون السياسيون منذ فترة أن تكون منطقة حوض المحيطين الهندي والهادئ في طليعة اهتمامات السياسة الخارجية عند إدارة الرئيس الأميركي السابق العائد دونالد ترمب. ومعلومٌ أن استراتيجية ترمب في فترة ولايته الأولى، إزاء حوض المحيطين الهندي والهادئ شددت على حماية المصالح الأميركية في الداخل. والمتوقع أن يظل هذا الأمر قائماً، ويرجح أن يؤثّر على نهج سياسته الخارجية تجاه المنطقة مع التركيز على دفع الازدهار الأميركي، والحفاظ على السلام من خلال القوة، وتعزيز نفوذ الولايات المتحدة.

منطقة حوض المحيطين الهندي والهادئ التي يقطن كياناتها نحو 65 في المائة من سكان العالم، تشكل راهناً نقطة محورية للاستراتيجية والتوترات الجيوسياسية، فهي موطن لثلاثة من أكبر الاقتصادات على مستوى العالم (الصين والهند واليابان) ولسبع من أكبر القوات العسكرية في العالم. ويضاف إلى ذلك أنها منطقة اقتصادية رئيسية تمثل 62 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وتسهم بنسبة 46 في المائة من تجارة السلع العالمية.

3 محاور

ويرجّح فيفيك ميشرا، خبير السياسة الأميركية في «مؤسسة أوبزرفر للأبحاث»، أنه «في ولاية ترمب الثانية، ستوجّه استراتيجية واشنطن لهذه المنطقة عبر التركيز على ثلاثة محاور تعمل على ربط المجالات القارية والبحرية في حيّزها. وستكون العلاقات الأميركية - الصينية في نقطة مركز هذه المقاربة، مع توقع أن تعمل التوترات التجارية على دفع الديناميكيات الثنائية... إذ لا يزال موقف ترمب من الصين حازماً، ويهدف إلى موازنة نفوذها المتنامي في المجالين الاقتصادي والأمني على حد سواء».

إضافة إلى ما سبق، يرى ميشرا أن «لدى سياسة ترمب في حوض المحيطين الهندي والهادئ توقعات كبيرة من حلفاء أميركا الرئيسيين وشركائها في المنطقة، بما في ذلك اضطلاع الهند بدور أنشط في المحيط الهندي مع التزامات عسكرية أكبر من الحلفاء مثل اليابان وأستراليا». ويرجّح الخبير الهندي، كذلك، «أن تتضمن رؤية ترمب لحوض المحيطين الهندي والهادئ الجهود الرامية إلى إرساء الاستقرار في الشرق الأوسط، لا سيما من خلال تعزيز التجارة والاتصال مع المنطقة، لتعزيز ارتباطها بالمجال البحري لحوض المحيطين الهندي والهادئ».

الحالة الهندية

هناك الكثير من الأسباب التي تسعد حكومة ناريندرا مودي اليمينية في الهند بفوز ترمب. إذ تقف الهند اليوم شريكاً حيوياً واستثنائياً بشكل خاص في الاستراتيجيتين الإقليمية والدولية للرئيس الأميركي العائد. وعلى الصعيد الشخصي، سلَّط ترمب إبان حملته الانتخابية الضوء على علاقته القوية بمودي، الذي هنأه على الفور بفوزه في الانتخابات.

وهنا يقول السفير الهندي السابق آرون كومار: «مع تأمين ترمب ولاية ثانية، تؤشر علاقته الوثيقة برئيس الوزراء مودي إلى مرحلة جديدة للعلاقات الهندية - الأميركية. ومع فوز مودي التاريخي بولاية ثالثة، ووعد ترمب بتعزيز العلاقات بين واشنطن ونيودلهي يُرتقب تكثّف الشراكة بينهما. وبالفعل، يتفّق موقف ترمب المتشدد من بكين مع الأهداف الاستراتيجية لنيودلهي؛ ولذا يُرجح أن يزيد الضغط على بكين وسط تراجع التصعيد على الحدود. ويضاف إلى ذلك، أن تدقيق ترمب في تصرفات باكستان بشأن الإرهاب قد يوسّع النفوذ الاستراتيجي الهندي في كشمير».

كومار يتوقع أيضاً «نمو التعاون في مجال الدفاع، لا سيما في أعقاب صفقة الطائرات المسيَّرة الضخمة التي بدأت خلال ولاية ترمب الأولى. ومع الأهداف المشتركة ضد العناصر المتطرّفة في كندا والولايات المتحدة، يمهّد تحالف مودي - ترمب المتجدّد الطريق للتقدم الاقتصادي والدفاعي والدبلوماسي... إذا منحت إدارة ترمب الأولوية للتعاون الدفاعي والتكنولوجي والفضائي مع الهند، وهي قطاعات أساسية تحتل مركزها في الطموحات الاستراتيجية لكلا البلدين». وما يُذكر أن ترمب أعرب عن نيته البناء على تاريخه السابق مع الهند، المتضمن بناء علاقات تجارية، وفتح المزيد من التكنولوجيا للشركات الهندية، وإتاحة المزيد من المعدات العسكرية الأميركية لقوات الدفاع الهندية. وبصفة خاصة، قد تتأكد العلاقات الدفاعية بين الهند والولايات المتحدة، في ظل قدر أعظم من العمل البيني المتبادل ودعم سلسلة الإمداد الدفاعية.

السياسة إزاء الصين

أما بالنسبة للصين، فيتوقع كثيرون استنساخ ترمب سياساته المتشددة السابقة، ويرى البعض أنه خلال ولايته الثانية يمتلك القدرة على قيادة مسار احتواء أوسع تجاه بكين. بدايةً، كما نتذكر، حمّل ترمب الحكومة الصينية مسؤولية جائحة «كوفيد - 19»، التي قتلت أكثر من مليون أميركي ودفعت الاقتصاد الأميركي إلى ركود عميق. وسواء عبر الإجراءات التجارية، أو العقوبات، أو المطالبة بالتعويضات، سيسعى الرئيس الأميركي العائد إلى «محاسبة» بكين على «الأضرار» المادية التي ألحقتها الجائحة بالولايات المتحدة والتي تقدَّر بنحو 18 تريليون دولار أميركي.

ووفقاً للمحلل الأمني الهندي سوشانت سارين، فإن دبلوماسية «الذئب المحارب» الصينية، ودعم بكين حرب موسكو في أوكرانيا، والقضايا المتزايدة ذات الصلة بالتجارة والتكنولوجيا وسلاسل التوريد، تشكل مصدر قلق كبيراً لحكومة ترمب الجديدة. ومن ثم، ستركز مقاربة الرئيس الأميركي تجاه الصين على الجانبين الاقتصادي والأمني، مع التأكيد على حاجة الولايات المتحدة إلى الحفاظ على قدرتها التنافسية في مجال التكنولوجيات الناشئة.

آسيا ... تنتظر مواقف ترمب بعد انتصاره الكبير (رويترز)

التجارة والاقتصاد

أما الخبير الاقتصادي سيدهارت باندي، فيرى أنه «يمكن القول إن التجارة هي القضية الأكثر أهمية في جدول أعمال السياسة الأميركية تجاه الصين... وقد تتصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين في ظل حكم ترمب».

وحقاً، في التقييم الصيني الحالي، يتوقع أن تشهد ولاية ترمب الثانية تشدداً أميركياً أكبر حيال بشأن العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية؛ ما يؤدي إلى مزيد من التنافر بين الاقتصادين. وللعلم، في وقت سابق من العام الحالي، وعد خطاب ترمب الانتخابي بتعرفات جمركية بنسبة 60 في المائة أو أعلى على جميع السلع الصينية، وتعرفات جمركية شاملة بنسبة 10 في المائة على السلع من جميع نقاط المنشأ. ومن ثم، يرجّح أيضاً أن تشجع هذه الاستراتيجية الشركات الأميركية على تنويع سلاسل التوريد الخاصة بها بعيداً عن الصين؛ ما قد يؤدي إلى تسريع الشراكات مع دول أخرى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ».

ما يستحق الإشارة هنا أن ترمب كان قد شن حرباً تجارية ضد الصين بدءاً من عام 2018، حين فرض رسوماً جمركية تصل إلى 25 في المائة على مجموعة من السلع الصينية. وبعدما كانت الصين عام 2016 الشريك التجاري الأول للولايات المتحدة، مع أكثر من 20 في المائة من الواردات الأميركية ونحو 16 في المائة من إجمالي التجارة الأميركية، فإنها تراجعت بحلول عام 2023 إلى المرتبة الثالثة، مع 13.9 في المائة من الواردات و11.3 في المائة من التجارة.

وبالتالي، من شأن هذا التحوّل منح مصداقية أكبر لتهديدات ترمب بإلغاء الوضع التجاري للدولة «الأكثر رعاية» المعطى للصين وفرض تعرفات جمركية واسعة النطاق. ومع أن هذه الإجراءات سترتب تكاليف اقتصادية للأميركيين، فإن نحو 80 في المائة من الأميركيين ينظرون إلى الصين نظرة سلبية.

يتوقع كثيرون استنساخ ترمب سياساته المتشددة السابقة إزاء الصين

الشق العسكري

من جهة ثانية، يتوقع أن يُنهي ترمب محاولات الشراكة الثنائية السابقة، بينما يعمل حلفاء الولايات المتحدة الآسيويون على تعزيز قدراتهم العسكرية والتعاون فيما بينهم. ومن شأن تحسين التحالفات والشراكات الإقليمية، بما في ذلك «ميثاق أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة»، وميثاق مجموعة «كواد» الرباعية (أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة)، وتحسين العلاقات بين اليابان وكوريا الجنوبية بشكل كبير، والتعاون المتزايد بين اليابان والفلبين، تعزيز موقف ترمب في وجه بكين.

شبه الجزيرة الكورية

فيما يخصّ الموضوع الكوري، يتكهن البعض بأن ترمب سيحاول إعادة التباحث مع كوريا الشمالية بشأن برامجها للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية. وفي حين سيكون إشراك بيونغ يانغ في هذه القضايا بلا شك، حذراً وحصيفاً، فمن غير المستبعد أن تجد إدارة ترمب الثانية تكرار التباحث أكثر تعقيداً هذه المرة.

الصحافي مانيش تشيبر علَّق على هذا الأمر قائلاً إن «إدارة ترمب الأولى كانت لها مزايا عندما اتبعت الضغط الأقصى الأولي تجاه بيونغ يانغ، لكن هذا لن يتكرّر مع إدارة ترمب القادمة، خصوصاً أنه في الماضي كانت روسيا والصين متعاونتين في زيادة الضغوط على نظام كوريا الشمالية». بل، وضعف النفوذ التفاوضي لواشنطن في الوقت الذي قوي موقف كوريا الشمالية. ومنذ غزو روسيا لأوكرانيا وبعد لقاء الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سبتمبر (أيلول) 2023، عمّقت موسكو وبيونغ يانغ التعاون في مجالات الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا.

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون (رويترز)

مكاسب حربية لكوريا الشمالية

أيضاً، تشير التقديرات إلى أن كوريا الشمالية كسبت على الأرجح 4.3 مليار دولار من شحنات المدفعية إلى روسيا خلال الحرب وحدها، وقد تكسب أكثر من 21 مليون دولار شهرياً من نشر قواتها في روسيا. وفي المقابل، تستفيد من روسيا في توفير الأسلحة والقوات والتكنولوجيا لمساعدة برامج الصواريخ الكورية الشمالية. وتبعاً لمستوى الدعم الذي ترغب الصين وروسيا في تقديمه لكوريا الشمالية، قد تواجه إدارة ترمب القادمة بيونغ يانغ تحت ضغط دبلوماسي واقتصادي متناقص وهي مستمرة في تحسين برامج الأسلحة وتطويرها.

أما عندما يتعلق الأمر بكوريا الجنوبية، فيلاحظ المحللون أن فصلاً جديداً مضطرباً قد يبدأ للتحالف الأميركي - الكوري الجنوبي مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض. ويحذر المحللون من أن سياسة «جعل أميركا عظيمة مجدداً» التي ينتهجها الحزب الجمهوري قد تشكل مرة أخرى اختباراً صعباً للتحالف بين سيول وواشنطن الذي دام عقوداً من الزمان، مذكرين بالاضطرابات التي شهدها أثناء فترة ولايته السابقة من عام 2017 إلى عام 2021. ففي ولايته السابقة، طالب ترمب بزيادة كبيرة في المساهمة المالية لسيول في دعم القوات الأميركية في شبه الجزيرة الكورية. وأثناء حملته الانتخابية الحالية، وصف كوريا الجنوبية بأنها «آلة للمال» بينما يناقش مسألة تقاسم تكاليف الدفاع، وذكر أن موقفه بشأن القضية لا يزال ثابتاً. وفي سياق متصل، قال الصحافي الكوري الجنوبي لي هيو جين في مقال نشرته صحيفة «كوريان تايمز» إنه «مع تركيز الولايات المتحدة حالياً على المخاوف الدولية الرئيسية كالحرب في أوكرانيا والصراع في الشرق الأوسط، يشير بعض المحللين إلى أن أي تحولات جذرية في السياسة تجاه شبه الجزيرة الكورية في ظل إدارة ترمب قد تؤجل. لكن مع ذلك؛ ونظراً لنهج ترمب الذي غالباً يصعب التنبؤ به تجاه السياسة الخارجية، يمكن عكس هذه التوقعات».

حقائق

أميركا والهند... و«اتفاقية التجارة الحرة»

في كي فيجاياكومار، الخبير الاستثماري الهندي، يتوقع أن يعيد الرئيس الأميركي العائد دونالد ترمب النظر مجدداً بشأن المفاوضات حول «اتفاقية التجارة الحرة»، وكانت قد عُرفت مفاوضات مكثفة في الفترة 2019 - 2020 قبل أن يفقد السلطة، والتي لم يبدِ الرئيس السابق جو بايدن أي اهتمام باستكمالها.وعوضاً عن الضغط على نيودلهي بشأن خفض انبعاثات الكربون، «من المرجح أن يشجع ترمب الهند على شراء النفط والغاز الطبيعي المسال الأميركي، على غرار مذكرة التفاهم الخاصة بمصنع النفط والغاز الطبيعي المسال في لويزيانا لعام 2019، والتي كانت ستجلب 2.5 مليار دولار من الاستثمارات من شركة (بترونيت إنديا) إلى الولايات المتحدة، لكنها تأجلت لعام لاحق».ثم يضيف: «بوجود شخصيات مؤثرة مثل إيلون ماسك، الذي يدعو إلى الابتكار في التكنولوجيا والطاقة النظيفة، ليكون له صوت مسموع في دائرة ترمب، فإن التعاون بين الولايات المتحدة والهند في مجال التكنولوجيا يمكن أن يشهد تقدماً ملحوظاً. ومن شأن هذا التعاون دفع عجلة التقدم في مجالات مثل استكشاف الفضاء، والأمن السيبراني، والطاقة النظيفة؛ ما يزيد من ترسيخ مكانة الهند باعتبارها ثقلاً موازناً للصين في حوض المحيطين الهندي والهادئ».في المقابل، لا يتوقع معلقون آخرون أن يكون كل شيء على ما يرام؛ إذ تواجه الهند بعض التحديات المباشرة على الأقل، بما في ذلك فرض رسوم جمركية أعلى وفرض قيود على التأشيرات، فضلاً عن احتمال المزيد من التقلبات في أسواق صرف العملات الأجنبية. وثمة مخاوف أيضاً بشأن ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة في أعقاب موقفها المالي والتخفيضات الأقل من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما قد يخلف تأثيراً غير مباشر على قرارات السياسة النقدية في بلدان أخرى بما في ذلك الهند.