الخبير ديفيد بولغار لـ«الشرق الأوسط»: الذكاء الاصطناعي ليس سحراً ولا يمتلك رغبات خاصة

TT

الخبير ديفيد بولغار لـ«الشرق الأوسط»: الذكاء الاصطناعي ليس سحراً ولا يمتلك رغبات خاصة

يرى بولغار أن المبالغات في التخوف من الذكاء الاصطناعي سببها أننا نميل بشكل طبيعي إلى النظر إليه كبشر (أدوبي ستوك)
يرى بولغار أن المبالغات في التخوف من الذكاء الاصطناعي سببها أننا نميل بشكل طبيعي إلى النظر إليه كبشر (أدوبي ستوك)

في مقابلة أجرتها معه «الشرق الأوسط»، تحدث ديفيد راين بولغار، خبير أخلاقيات الذكاء الاصطناعي ومؤسس شركة «كل التكنولوجيا بشرية» All tech is human وعضو المجلس الاستشاري للمحتوى في «تيك توك»، عن نظم الذكاء الاصطناعي وعن تطوراتها، والشكوك المحيطة باستخداماتها.

>شكراً لوجودك معنا، نسمع كثيراً عن الذكاء الاصطناعي وعن انتشاره في الولايات المتحدة وحول العالم، بالتزامن مع تحذيرات بأنه يشكل خطراً على المجتمع، ما رأيك في هذا؟

- كل التكنولوجيا يمكن أن تكون لديها استعمالات جيدة وأخرى سيئة. الذكاء الاصطناعي كغيره من أنواع التكنولوجيا هو عرضة للانتهاكات من اللاعبين السيئين. وما يجب علينا أن نفكر به من خلال تصميم وتطوير ونشر هذه التقنيات هو كيف نقوم بكل هذا بطريقة مدروسة. نريد أن نتطرق إليها من منظارين: منظار الابتكار، ومنظار التأثير.

ديفيد راين بولغار (غيتي)

هناك أحاديث كثيرة حول الذكاء الاصطناعي خاصة عندما نتحدث عن تقنية مثل برنامج المحادثة الذكي (تشات جي بي تي)، وهذه الأحاديث انتشرت على المواقع الإخبارية بعد رسالة «التحذير» للخبراء التي حصلت على الكثير من الاهتمام الإعلامي. لكن إذا ما نظرنا إلى هذه الرسالة بعمق نرى تركيزاً كبيراً على جانب الابتكار: هل نحن بحاجة لإبطاء ما يحصل في الابتكار للنظر فيما خلقناه؟ هل سيؤثر هذا على مستقبل الديمقراطية والإنسانية؟

نعلم أن تقنيات كالذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها تؤثر على الأسلوب الذي نعيش فيه ونتعلم من خلاله ونحب ونموت، صحيح؟ إنها تؤثر على طريقة رؤيتنا للعالم. نحن بتنا ندرك أننا لا نؤثر على تصميم التكنولوجيا فحسب، بل إن التكنولوجيا تؤثر على رؤيتنا للعالم وتصرفاتنا وتواصلنا مع بعضنا البعض.

> لماذا هذه التحذيرات من الذكاء الاصطناعي؟ ما هي مخاطره الفعلية؟

- يجب أن ننظر لهذه التحذيرات من زاوية تشكيكية: عندما يتحدث أحدهم عن مخاطر الذكاء الاصطناعي ما هي دوافعه الشخصية؟ المستغرب هنا هو أن الأشخاص الذين يصممون هذه التقنيات هم نفسهم من يحذرون من تهديدها الوجودي. وأعتقد أن هناك اختلافات كبيرة في مجتمع «الأخلاقيات» المرتبط بالذكاء الاصطناعي حول مخاطره. فهناك معسكران: الأول يركز على التأثير القصير الأمد ويقول إن هناك تمييزا في الذكاء الاصطناعي مشابها لذلك الذي نراه في المجتمع. ومن دون قيود لتأمين سلامته سيكون هناك انتشار للعنصرية مثلاً وغيرها من القضايا.

أما المعسكر الثاني فهو الذي ينتمي إليه إيلون ماسك، الذي يركز على التأثير الطويل الأمد. وسمعنا من أشخاص كإيلون ماسك وستيفين هوكينز أن الذكاء الاصطناعي قد يدمر العالم.

إذن، الفارق بين المعسكرين هو أن الأشخاص في الفئة «الطويلة الأمد» يركزون على نقطة «ماذا يفعل الذكاء الاصطناعي للسيطرة على العالم؟» أما المعسكر الذي يركز على الأخلاقيات فيقول إن تكنولوجيا من هذا النوع لا تسقط علينا من السماء وليس لديها عقل مستقل. إنها ليست شخصاً. بل صممها أشخاص مثلنا وهم منحازون وغير كاملين. إذن نحتاج إلى بيانات أفضل ونحتاج إلى المزيد من الرقابة على هذا الذكاء الاصطناعي.

يجب أن ننظر للتحذيرات من الذكاء الاصطناعي من زاوية تشكيكية... فالمستغرب هنا هو أن الأشخاص الذين يصممون هذه التقنيات هم أنفسهم من يحذرون من تهديدها الوجودي

ديفيد راين بولغار، الخبير في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي

> الى أي معسكر تنتمي؟

- أنا أنتمي إلى المعسكر «القصير الأمد» لهذا فإن مؤسستي التي أديرها تحمل اسم: «كل التكنولوجيا بشرية». السبب الذي أدى إلى إطلاق هذا الاسم عليها هو أننا أحياناً نميل إلى التفكير في الذكاء الاصطناعي بتعابير سحرية. إنه ليس سحراً. ليست لديه رغباته الخاصة. لسوء الحظ نستعمل بعض التعابير للحديث عن الذكاء الاصطناعي مثل الـ«هلوسة» مثلاً أو «التعب». ليست هناك هلوسة. الأشخاص يهلوسون. الذكاء الاصطناعي لا يهلوس لأنه ليس إنساناً. نميل بشكل طبيعي إلى النظر إليه من عيون بشرية لأننا بشر ونريد أن نرى الأشياء كبشر. لهذا عندما ننظر إلى حيواناتنا الأليفة مثلاً نراها كشخصيات إنسانية. لهذا عندما ترى الثلج، تبني «رجل ثلج»، قد تقوم بالأمر نفسه مع شجرة مثلاً، صحيح؟ لهذا أنا أنظر إلى مشاكل الذكاء الاصطناعي على أنها تعود إلينا كأشخاص، فيجب أن نضع أطراً للحماية وأن ننوع من طبيعة الأشخاص الذين يشرفون عليها للحرص على أنها مصممة بشكل صحيح يتلاءم مع المصلحة العامة في المستقبل.

> ننتقل هنا إلى مسألة الضوابط. هناك دعوات كثيرة لفرض ضوابط من قبل الكونغرس. هل تعتقد أن هناك حاجة لتدخل الكونغرس في هذه القضية؟

- أعود دوماً لمبدأ الابتكار، إذن الجواب هو نعم. في الكثير من الأوقات ولسوء الحظ ننظر إلى أمر كالذكاء الاصطناعي ونتحدث عنه من منطلق طبيعة العمل أو القدرة الاصطناعية ودور الحكومة ودور الأفراد. إذن عندما تكون هناك مشكلة في (تشات جي بي تي) مثلاً نتحدث عما إذا يمكن للطلاب استعماله لكتابة امتحان مثلاً. هذا أمر متعلق بالشخص لكن هناك أيضاً ما تقوم به شركة «أوبن إيه أي - (Open AI) المنتجة له، ومسؤوليتها كلاعب في هذا المجال، ثم هناك دور الحكومة كالبيت الأبيض مثلاً، ورؤيتها لمستقبل الذكاء الاصطناعي.

إذن هناك ضرورة للنظر إلى الحكومة وضوابطها ومسؤولية الشركات والأفراد في تعرفهم على قوة التكنولوجيا، واتخاذ كل هذه المحاور على محمل الجد والعمل سويا. فهذا ما نفعله في كل أمر في الحياة. عندما أستقل سيارة، أضع حزام أمان لأنها مسؤوليتي الفردية. لكن صانع السيارة لديه مسؤولية تأمين سلامتها وإذا لم يلتزم بهذا ستتم محاسبته. ثم هناك الضوابط التي تضعها الحكومة لمعرفة ما هي معايير السلامة المطلوبة، كما أن الحكومة لديها مسؤولية تأمين سلامة الطرقات.

إذن الأمر مشابه في الذكاء الاصطناعي. وعندما نتساءل: هل هناك حاجة للضوابط، الجواب هو بالطبع هناك حاجة لضوابط ذكية تفهم طبيعة القضايا المطروحة هنا، للحرص على أننا لن ننجر في سياسة التخويف، لأنه من السهل جداً أن ننظر إلى الذكاء الاصطناعي وكأنه «الروبوت المدمرterminator» وهذا أمر بعيد كل البعد عن الذكاء الاصطناعي. أنا لست قلقاً من الروبوتات أنا قلق من التمييز في الذكاء الاصطناعي. وهذه قضية أهم بكثير، لكن لسوء الحظ من الصعب أن يشعر المرء بالحماس فيها لأنك تستطيع أن تتخيل أرنولد شوارزنيغر كالروبوت المدمر. لكنك لا تستطيع أن تتخيل طبيعة التمييز وكيف يمكنه أن يعمق من المشاكل الاجتماعية -كالتوظيف مثلاً- وغيرها من قضايا يؤثر فيها الذكاء الاصطناعي.

يرى بولغار أن المبالغات في التخوف من الذكاء الاصطناعي سببها أننا نميل بشكل طبيعي إلى النظر إليه كبشر (أدوبي ستوك)

> بالحديث عن الروبوتات، أريد أن أسالك عن المنافسة مع الصين في مجال الذكاء الاصطناعي أيضاً. هل يمكنك أن تشرح لنا طبيعة هذه المنافسة؟

- إحدى المسائل هنا هي أن الولايات المتحدة كلاعب أساسي عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي، تواجه نزاعاً بين الحاجة لأن تكون ذكية من حيث الضوابط المفروضة على الذكاء الاصطناعي، وبين المنافسة، على غرار تلك التي وجدت مع الاتحاد السوفياتي السابق. لهذا أعتقد أن هناك حاجة للتعاون، وضرورة وجود تعاون عالمي متعدد بين اللاعبين الأساسيين. ودور الأمم المتحدة مهم في هذا السيناريو. يجب أن نحرص على ألا نشعر بضغط يؤدي إلى إزالة كل الضوابط التي يجب أن تفرض.

بمعنى آخر السعي كي نكون في المقدمة يجب ألا يؤدي إلى خلق شيء غير جاهز للنشر… فيما يتعلق بالولايات المتحدة مقابل الصين، من الواضح أن هناك وضعا جيوسياسيا مضطربا للغاية. يجب ألا تتوقف أميركا عن الابتكار، فهذا ما جعلها ناجحة على مر العقود. أعتقد أن التوتر يكمن في السرعة من دون أن ننسى تأثير هذا على الأشخاص وأن نهمل القيود المطلوبة. إذا ما ركزنا على الابتكار الذي يميز أميركا سوف نتخطى المنافسة مع الصين.

> ذكرت في بداية إجاباتك أن هناك معسكرين، المعسكر الذي يقوده إيلون ماسك والذي يحظى بالكثير من الاهتمام، ويتضمن الكثير من التخويف، لماذا تعارضه الرأي؟

- لأن التخويف هو السيناريو الكلاسيكي للعرقلة، وهو فعال. والدليل الاهتمام الإعلامي به اليوم. لكن ما يفعله هو أنه يرسل رسالة إلى الأفراد العاديين ويقول لهم: «أنتم لا تفهمون هذه التكنولوجيا. إنها معقدة. وحدي أنا أستطيع أن أفهمها ولهذا يجب أن أكون مسؤولاً عن تصميمها». إذن عندما يتم التحذير من أن الذكاء الاصطناعي سوف يسيطر على العالم ويدمر البشرية هذا يجعل الشخص الذي يسمع هذا التحذير أو يرى التغريدة يقول: «لا يمكنني المشاركة في هذا الحوار لأنه يتخطى معرفتي»...

أقول لكل من يضع هذه الهالة حول الذكاء الاصطناعي، هل نواياكم جيدة؟ جوابي هو لا، هم يقومون بهذا لمساعدة موقفهم. لأن ما يقولونه فعلياً هو: «هذا سوف يدمر العالم لهذا يجب أن أسيطر عليه. وهذا أسلوب للقول لكل شخص يشاهد في المنزل ألا يكون جزءاً من الحوار. وأنا أرفض هذه المقاربة كلياً».

> هل تعتقد إذن بناء على ما تقوله بأن الإنسان سيتحكم دوماً بالذكاء الاصطناعي؟

- يجب أن ننظر إلى هذه المسألة بعين المنتقد، إذا كان الذكاء الاصطناعي فعلاً سيدمر العالم إذن لا يجب أن يكون الأشخاص الذين يروجون لذلك هم الأشخاص أنفسهم الذين يبيعونه للأفراد. هذا نوع من فرض للسلطة على هذا المجال. يجب أن نعود دوماً لنقطة أن الذكاء الاصطناعي لم يسقط علينا من السماء، إنه ليس سحرياً. كل التكنولوجيا بشرية. كل التقنيات أتت من عيوبنا الخاصة، إن الأشخاص الذين يصممونه هم الأشخاص الذين يخلقون الحماية من عدمها. من المهم أن نعلم أن كل التقنيات تخضع لنا نحن البشر، ولا يجب أن نقلق من أن الذكاء الاصطناعي سيحولنا إلى حيواناته الأليفة.

أنا أقلق أكثر من ألا يتمكن الشعب من المشاركة في هذا الحوار، وأقلق من ألا يتم دمج قيم الشعب في أنظمة التقنيات هذه. أعتقد أنني أقلق من واقع أن تكون هناك مجموعة صغيرة من المجتمع هي المسؤولة عن تصميم وتطوير ونشر التقنيات التي تؤثر على مجموعة كبيرة من الأشخاص. وألا يكون لهؤلاء الأشخاص رأي في كيفية خلق هذه التقنيات. لا يجب لأي تطبيق أن يكون من دون تمثيل، إن كان الأمر متعلقا بنا يجب أن يشملنا. وإذا كان الذكاء الاصطناعي يؤثر عليك، إذن لديك الحق في التأثير على صنعه. لأنني أرى أن مستقبل الذكاء الاصطناعي والتقنيات المستقبلية مرتبط بمستقبل الديمقراطية ووضع الإنسان. إذن يجب أن نكون كلنا معنيين بمساره.


مقالات ذات صلة

كيف يساعد الذكاء الاصطناعي المهلوس على تحقيق اختراقات علمية كبيرة؟

علوم تصميمات لأشكال انتشار البروتين المولدة بالذكاء الاصطناعي

كيف يساعد الذكاء الاصطناعي المهلوس على تحقيق اختراقات علمية كبيرة؟

الانفجارات الإبداعية متجذرة في الحقائق الصارمة للطبيعة والعلم وليس في ضبابية الإنترنت المعروفة بتحيزاتها وأكاذيبها.

ويليام جيه برود (نيويورك)
تكنولوجيا بدائل متنوعة لـ«تشات جي بي تي»

بدائل متنوعة لـ«تشات جي بي تي»

روبوتات دردشة أخرى لها مواطن قوة ونقاط ضعف قد تلبي احتياجاتك بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أداة «ميتا» هي برنامج للدردشة الآلية يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي (رويترز)

«الذكاء الاصطناعي» في مرمى انتقادات بعد «أخطاء دينية»

ارتكبت أداة الذكاء الاصطناعي «ميتا آي» (Meta AI) خطأً فادحاً بعد اختبارات في نصوص دينية.

محمد السيد علي (القاهرة)
الاقتصاد شعار «أبل» على متجرها  في «مارشي سان جيرمان» في باريس (رويترز)

«أبل» على أعتاب إنجاز تاريخي... قيمة سوقية بـ4 تريليونات دولار

تقترب شركة «أبل» من تحقيق تقييم تاريخي غير مسبوق بقيمة 4 تريليونات دولار في سوق الأسهم، مدعومةً بالتفاعل الإيجابي من المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
خاص غسان سلامة (الشرق الأوسط) play-circle 04:47

خاص غسان سلامة لـ«الشرق الأوسط»: العالم إلى حروب أوسع

في حوار موسَّع تحدث غسان سلامة عن الفرص المنظورة لـ20 دولة قد تتحول إلى قوى نووية، ودور الذكاء الاصطناعي في حرب المسيرات ومستقبل سوريا مع ما هو قائم الآن.

ميشال أبونجم (باريس)

كيف أرضى السوريون ذائقة المصريين... وأثاروا قلقهم

عدد كبير من المصريين يفضل المأكولات السورية (الشرق الأوسط)
عدد كبير من المصريين يفضل المأكولات السورية (الشرق الأوسط)
TT

كيف أرضى السوريون ذائقة المصريين... وأثاروا قلقهم

عدد كبير من المصريين يفضل المأكولات السورية (الشرق الأوسط)
عدد كبير من المصريين يفضل المأكولات السورية (الشرق الأوسط)

فيما كانت الستينية كاميليا محمود تعبر بسيارتها أحد شوارع مدينة نصر بالقاهرة، لفتتها مطاعم كثيرة تزدحم واجهاتها بمواطنين اصطفوا لشراء «ساندويتش شاورما»، ما أثار لديها تساؤلات حول انتشار المطاعم السورية «بهذا الشكل المبالغ فيه»، على حساب نظيراتها المصرية، مبدية مخاوفها من «هيمنة اقتصادية سورية قد يكون لها تبعات أكبر في المستقبل».

كاميليا، التي كانت تعمل موظفة بإحدى شركات القطاع الخاص قبل بلوغها سن التقاعد، رصدت خلال السنوات العشر الأخيرة انتشاراً كبيراً للمطاعم السورية في مختلف الأحياء والمدن المصرية لا سيما مدينة 6 أكتوبر (غرب القاهرة) حيث تقطن. لم تستغرب الأمر في البداية، بل على العكس كان حدثاً جاذباً، ولو بدافع استكشاف ما تقدمه تلك المطاعم من نكهات جديدة وغير معتادة في المطبخ المصري، من الشاورما إلى الدجاج المسحب والكبة وغيرها.

صبغة شامية

خلال أكثر من عقد من الزمان، منذ تكثف التوافد السوري على مصر، زاد عدد المطاعم التي تقدم مأكولات سورية، لدرجة صبغت أحياءً بكاملها بملامح شامية، لا تُخطئها العين، ليس فقط بسبب أسياخ الشاورما المعلقة على واجهاتها، ولا الطربوش أو الصدرية المزركشة التي تميز ملابس بعض العاملين فيها، بل بلافتات تكرس هوية أصحابها وتؤكد ارتباطهم بوطنهم الأم، فعادة ما تنتهي أسماء المطاعم بكلمات من قبيل «السوري»، «الشام»، «الدمشقي»، «الحلبي».

طوابير أمام أحد المطاعم السورية (الشرق الأوسط)

محاولات تكريس الهوية تلك «أقلقت» كاميليا وغيرها من المصريين ممن باتوا يشعرون بـ«الغربة» في أحياء مثل «6 أكتوبر»، أو «الرحاب (شرق القاهرة)» التي باتت وكأنها «أحياء سورية وسط القاهرة». وتتساءل كاميليا في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «ألا يقتطع وجود السوريين من حصة المصريين في سوق العمل؟ ألا يشكل وجودهم خطراً سياسياً لا سيما مع هيمنة اقتصادية في قطاعات عدة؟».

بين «العشق» و«القلق»

رغم مشاعر القلق والغربة، فإن السيدة لا تخفي «عشقها» للمأكولات السورية. فهي تحرص بين الحين والآخر على الذهاب مع أسرتها لأحد تلك المطاعم، مستمتعة بنكهات متنوعة من أطباق «الشاورما والفتوش والكبة وغيرها». فـ«الطعام السوري لذيذ ومتنوع وخفيف على المعدة، وله نكهة مميزة»، وبات بالنسبة لها ولغيرها «عنصراً مضافاً على المائدة حتى داخل المنزل». وبالطبع لا يمكن لكاميليا إغفال «جودة الضيافة»، لا سيما مع كلمات ترحيبية مثل «تكرم عينك» التي تدخل كثيراً من البهجة على نفسها كما تقول.

حال كاميليا لا يختلف عن حال كثير من المصريين، الذين غيرت المطاعم السورية ذائقتهم الغذائية، وأدخلت النكهات الشامية إلى موائدهم عبر وصفات نشرتها وسائل إعلام محلية، لكنهم في نفس الوقت يخشون تنامي الوجود السوري وتأثيره على اقتصاد بلادهم، الأمر الذي بات يُعكر مزاجهم ويحول دون استمتاعهم بالمأكولات الشامية.

ومع موافقة مجلس النواب المصري، الثلاثاء الماضي، على مشروع قانون لتنظيم أوضاع اللاجئين، تزايدت حدة الجدل بشأن وجود الأجانب في مصر، لا سيما السوريون، وسط مخاوف عبر عنها البعض من أن يكون القانون «مقدمة لتوطينهم»، ما يعني زيادة الأعباء الاقتصادية على البلاد، وربما التأثير على حصة المواطن المصري في سوق العمل وفق متابعين مصريين.

مجلس النواب المصري وافق على مشروع قانون لتنظيم أوضاع اللاجئين (الشرق الأوسط)

تزايد عدد السوريين في مصر خلال العقد الأخير عكسته بيانات «المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين» حيث ارتفع عدد السوريين المسجلين في مصر لدى المفوضية من 12800 في نهاية عام 2012 إلى أكثر من 153 ألفاً في نهاية عام 2023، ليحتلوا المرتبة الثانية بعد السودانيين ضمن نحو 670 ألف لاجئ وطالب لجوء مسجلين لدى المفوضية من 62 جنسية مختلفة.

جاءت هذه الزيادة مدفوعة بالحرب السورية، ودفعت مواطنيها إلى دول عدة، بينها مصر، لتبدأ المفوضية في تلقي طلبات اللجوء منذ عام 2012، مؤكدة دعمها «الفارين من أتون الحرب».

ومع ذلك، لا تعكس البيانات التي تقدمها مفوضية اللاجئين العدد الحقيقي للسوريين في مصر، والذي تقدره المنظمة الدولية للهجرة، بنحو 1.5 مليون سوري من بين نحو 9 ملايين مهاجر موجودين في البلاد.

لكن التقدير الأخير لا يُقره الرئيس السابق لرابطة الجالية السورية في مصر، راسم الأتاسي، الذي يشير إلى أن «عدد السوريين في مصر لا يتجاوز 700 ألف، ولم يصل أبداً لمليون ونصف المليون، حيث كان أعلى تقدير لعددهم هو 800 ألف، انخفض إلى 500 ألف في فترة من الفترات، قبل أن يعود ويرتفع مؤخراً مع تطورات الوضع في السودان». وكان السودان عموماً والخرطوم خصوصاً وجهة لكثير من السوريين عقب 2011 حيث كانوا معفيين من التأشيرات وسمح لهم بالإقامة والعمل حتى 2020.

دعوات مقاطعة

تسبب الوجود السوري المتنامي في مصر في انطلاق حملات على مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر تنتقد السوريين، من بينها الدعوة لمقاطعة أحد المطاعم بسبب إعلان عن ساندويتش شاورما بحجم كبير، قال فيه مخاطباً الزبائن: «تعالى كل يا فقير»، مثيراً غضب مصريين عدوا تلك الجملة «إهانة».

حملات الهجوم على السوريين، وإن كانت تكررت على مدار العقد الماضي لأسباب كثيرة، لكنها تزايدت أخيراً تزامناً مع معاناة المصريين من أوضاع اقتصادية صعبة، دفعت إلى مهاجمة اللاجئين عموماً باعتبارهم «يشكلون ضغطاً على موارد البلاد»، وهو ما عززته منابر إعلامية، فخرجت الإعلامية المصرية قصواء الخلالي في معرض حديثها عن «تأثير زيادة عدد اللاجئين في مصر»، لتتساءل عن سبب بقاء السوريين كل هذه السنوات في بلادها، لا سيما أن «سوريا لم يعد بها حرب»، على حد تعبيرها.

وعزز تلك الحملات مخاوف من التمييز ضد المصريين في فرص العمل مع إعلان البعض عن وظائف للسوريين واللبنانيين والسودانيين فقط.

وانتقد رواد مواقع التواصل الاجتماعي المطاعم السورية باعتبارها «ليست استثماراً».

في حين طالب البعض بـ«إغلاق المطاعم السورية والحصول على حق الدولة من الضرائب»، متهماً إياهم بـ«منافسة المصريين بهدف إفلاسهم»، لدرجة وصلت إلى حد المطالبة بمقاطعة المطاعم السورية بدعوى «سرقتها رزق المصريين».

الهجوم على السوريين في مصر لا ينبع فقط من مخاوف الهيمنة الاقتصادية أو منافسة المصريين في فرص العمل، بل يمتد أيضاً لانتقاد شراء الأثرياء منهم عقارات فاخرة وإقامتهم حفلات كبيرة، وسط اتهامات لهم بأنهم «يتمتعون بثروات المصريين». وهو الأمر الذي يعتبره رئيس تجمع رجال الأعمال السوريين في مصر المهندس خلدون الموقع «ميزة تضاف للسوريين ولا تخصم منهم، فهم يستثمرون أموالهم ويربحون في مصر، وينفقون أيضاً في مصر بدلاً من إخراجها خارج البلاد»، بحسب حديثه لـ«الشرق الأوسط».

زحام لافت على مطعم سوري بشارع فيصل بالجيزة (الشرق الأوسط)

ووسط سيل الهجوم على المطاعم السورية تجد من يدافع عنهم، ويتلذذ بمأكولاتهم، باعتبارها «أعطت تنوعاً للمطبخ المصري».

كما دافع بعض الإعلاميين عن الوجود السوري، حيث أشار الإعلامي المصري خالد أبو بكر إلى «الحقوق القانونية للسوريين المقيمين في مصر»، وقال إن «أهل سوريا والشام أحسن ناس تتعلم منهم التجارة».

ترحيب مشروط

كان الطعام أحد الملامح الواضحة للتأثير السوري في مصر، ليس فقط عبر محال في أحياء كبرى، بل أيضاً في الشوارع، فكثيراً ما يستوقفك شاب أو طفل سوري في إشارات المرور أو أمام بوابات محال تجارية، بجملة «عمو تشتري حلوى سورية؟».

ويعكس الواقع المعيش صورة مغايرة عن دعوات الهجوم والمقاطعة المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي، عبر طوابير وتجمعات بشرية لشباب وأطفال وأسر تقف على بوابات المحال السورية لا يثنيها زحام أو حر أو مطر، عن رغبتها في تناول ساندويتش شاورما، «لرخص ثمنه، ومذاقه الجيد»، بحسب مالك مصطفى، شاب في السابعة عشرة من عمره، التقته «الشرق الأوسط» وهو يحاول اختراق أحد طوابير «عشاق الشاورما» التي تجمهرت أمام مطعم في حي الزمالك.

مصريون طالبوا بمقاطعة المطاعم السورية (الشرق الأوسط)

أما مدير فرع مطعم «الأغا» في حي الزمالك وسط القاهرة أيمن أحمد، فلم يبد «تخوفاً أو قلقاً» من تأثير حملات المقاطعة على المطاعم السورية، لا سيما مع «الإقبال الكبير والمتنامي على وجبات معينة مثل الشاورما والدجاج المسحب»، والذي أرجعه خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى «النكهة المختلفة للمطبخ السوري التي أضافت طعاماً شعبياً جديداً أرضى ذائقة المصريين».

وكان إعجاب المصريين بالمطبخ السوري هو ما دفع مؤسس مطعم الأغا، رائد الأغا، الذي يمتلك سلسلة مطاعم في دول عربية أخرى، إلى الاستثمار في مصر ليفتح أول فروعه في الدقي (شمال الجيزة) عام 2021، ثم يقدم على افتتاح فرعين آخرين في الزمالك ثم مصر الجديدة، بمعدل فرع كل عام.

على النقيض، تُغضب حملات الهجوم المتكررة رئيس تجمع رجال الأعمال السوريين بمصر، الذي يرفض الاتهامات الموجهة للسوريين بـ«أخذ رزق المصري والحصول على مكانه في الوظائف والاستثمار»، لا سيما أن «السوري استثمر وفتح مطعماً أو مصنعاً ووفر فرص عمل أيضاً ولم يأخذ محل أو مطعم مصريين».

استثمارات متنوعة

يتحدث الأتاسي بفخر عن الاستثمارات السورية في مصر، ووجودها في قطاعات اقتصادية عدة، منها أكثر من 7 آلاف مصنع سوري في مجالات مختلفة، في مدن العاشر من رمضان والعبور وغيرهما، لكن المواطن المصري ربما لا يرى من الاقتصاد السوري في بلاده سوى المطاعم «كونها أكثر اتصالاً بحياته اليومية».

ويبدي الأتاسي اندهاشه من كثرة الحملات على المطاعم السورية، رغم أن «أغلبها وخاصة الكبيرة فيها شركاء وممولون مصريون، وبعضها مصري بالكامل وبه عامل سوري واحد».

ليست الصورة كلها قاتمة، فإعلامياً، يجد السوريون في مصر ترحيباً، وإن كان مشروطا بـ«تحذير» من عدم الإضرار بـ«أمن البلاد»، وهو ما أكده الإعلامي المصري نشأت الديهي في رسالة وجهها قبل عدة أشهر إلى السوريين في مصر رداً على الحملات المناهضة لهم.

وهو ترحيب عكسته وسائل إعلام سورية في تقارير عدة أشارت إلى أن مصر «حاضنة للسوريين».

وهو أمر أكد عليه موقع الجالية بتأكيد الحديث عن تسهيلات قدمت لرجال أعمال سوريين وأصحاب مطاعم، من بينها مطاعم في حي التجمع الراقي بالقاهرة.

و«مدينة الرحاب» تعد واحدة من التجمعات الأساسية للسوريين، ما إن تدخل بعض أسواقها حتى تشعر بأنك انتقلت إلى دمشق، تطرب أذنك نغمات الموسيقى السورية الشعبية، وتجذبك رائحة المشاوي الحلبية، وأنت تتجول بين محال «باب الحارة»، و«أبو مازن السوري»، و«ابن الشام» وغيرها، وتستقطبك عبارات ترحيب من بائعين سوريين، «أهلين»، و«على راسي» و«تكرم عيونك».

«حملات موجهة»

انتشار السوريين في سوق التجارة لا سيما الغذاء فسره مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق رخا أحمد حسن، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، بأن «بلاد الشام بشكل عام قائمة على المبادرة الفردية، فجاء السوري برأسمال بسيط وبدأ مشروعاً عائلياً وباع ما أنتجه في إشارات المرور، قبل أن يتوسع ويحول مشروعه إلى مطعم».

رصد حسن بنفسه تنامي الإقبال على المطاعم السورية في حي الشيخ زايد الذي يقطنه، لا سيما أنهم «ينافسون المنتج المصري في الجودة والسعر»، معتبراً الحملات ضدهم «تحريضية تنطوي على قدر من المبالغة نتيجة عدم القدرة على منافسة ثقافة بيع أكثر بسعر أقل».

وتثير حملات الهجوم المتكررة مخاوف في نفس الكاتب والمحلل السياسي السوري المقيم في مصر عبد الرحمن ربوع، وإن كانت «موجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا وجود لها في الشارع المصري»، حيث يشير في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «على مدار السنوات الماضية لم تتغير المعاملة لا من الشعب المصري أو الجهات الرسمية في الدولة».

السوريون في مقدمة مؤسسي الشركات الاستثمارية في مصر (الشرق الأوسط)

وبالفعل، أثرت المطاعم السورية إيجابياً في سوق الأكل المصري، ورفعت من سويته، بحسب ربوع، رغم أنها لا تشكل سوى جزء صغير من استثمارات السوريين في مصر التي يتركز معظمها في صناعة الملابس، وربما كان تأثيرها دافعاً لأن تشكل الجزء الأكبر من الاستهداف للسوريين في حملات يراها ربوع «سطحية وموجهة وفاشلة»، فلا «تزال المطاعم السورية تشهد إقبالاً كثيفاً من المصريين».

ولا تجد تلك «الحملات الموجهة» صدى سياسياً، ففي فبراير (شباط) من العام الماضي وخلال زيارة لوزير الخارجية المصري السابق سامح شكري إلى دمشق، وجه الرئيس السوري بشار الأسد الشكر لمصر على «استضافة اللاجئين السوريين على أراضيها وحسن معاملتهم كأشقاء»، بحسب إفادة رسمية آنذاك للمتحدث باسم الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد، أشار فيها إلى تأكيد شكري أن «السوريين يعيشون بين أشقائهم في مصر كمصريين».

لكن يبدو أن هناك تطوراً أخيراً «أثار قلقاً كبيراً لدى السوريين وهو قرار إلغاء الإقامات السياحية»، فبحسب ربوع، معظم الأجانب في مصر وبينهم السوريون كانوا يقيمون في البلاد بموجب إقامات سياحية طويلة، لا سيما الطلاب وكثير ممن ليس لديهم عمل ثابت ويأتي قرار إلغاء تجديدها مقلقاً لأنه سيجبر كثيرين على الخروج من البلاد والعودة مرة أخرى كل فترة، وهو القرار الذي يرغب الأتاسي في أن يشهد إعادة نظر من جانب السلطات المصرية خلال الفترة المقبلة كونه «يفرض أعباءً جديدة على السوريين لا سيما الطلاب منهم».

«استثمارات متنامية»

ويشكل السوريون نحو 17 في المائة من المهاجرين في مصر، وهم «من بين الجنسيات التي تشارك بإيجابية في سوق العمل والاقتصاد المصري، وتتركز مشاركتهم في الصناعات الغذائية والنسيج والحرف التقليدية والعقارات»، وبحسب تقرير لـ«منظمة الهجرة الدولية» صدر في يوليو (تموز) 2022، أوضح أن «حجم التمويل الاستثماري من جانب نحو 30 ألف مستثمر سوري مسجلين في مصر، قُدر بمليار دولار في عام 2022».

وفي عام 2012 جاء السوريون في مقدمة مؤسسي الشركات الاستثمارية، عبر تأسيس 365 شركة من بين 939 شركة تم تأسيسها خلال الفترة من ما بين يناير (كانون الثاني) وأكتوبر (تشرين الأول)، بحسب بيانات «الهيئة العامة للاستثمار» في مصر.

ولا توجد إحصائية رسمية عن حجم الاستثمارات السورية في مصر الآن، لكن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أشار، في تقرير نشره عام 2017، إلى أن «اللاجئين السوريين استثمروا في مصر 800 مليون دولار». وهو نفس الرقم الذي تبنته هيئة الاستثمار المصرية في تصريحات تداولتها وسائل إعلام محلية.

لكنه رقم يقول رئيس تجمع رجال الأعمال السوريين إنه «لا يعدو كونه الرقم التأسيسي الذي بدأ به السوريون مشروعاتهم في مصر، ثم تنامى مع الوقت»، إضافة إلى أن «هناك الكثير من الأنشطة الاقتصادية غير مسجلة في هيئة الاستثمار المصرية».

مطعم سوري في وسط البلد (الشرق الأوسط)

حملات الهجوم المتكررة على السوريين لن تمنعهم من الاستثمار في مصر، فهي من وجهة نظر الموقع «ناتجة عن نقص المعلومات وعدم إدراك لطبيعة وحجم مساهمة السوريين في الاقتصاد»، إضافة إلى أن «المتضرر الأكبر من تلك الحملات هما الاقتصاد والصناعة المصريان»، لا سيما أنها «تتناقض مع سياسة الحكومة الرامية إلى تشجيع الاستثمار».

فقد جاء المستثمر السوري بأمواله لمصر واستثمر فيها، و«أنفق أرباحه فيها أيضاً»، فهو بذلك قادر على «العمل... ولم يأت ليجلس في المقاهي».

بالفعل «لا يحصل السوريون على إعانات من الدولة، بل يعملون بأموالهم ويدفعون ضرائب، ومثل هذا الحملات تقلل من دور مصر التاريخيّ أنها ملجأ لكل من يضار في وطنه أو يتعرض للخطر»، بحسب مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، الذي اعتبر الهجوم المتكرر عليهم «محاولة لإظهار السوريين بأنهم سبّب مشكلات البلاد، وهو غير صحيح».

وفي الوقت الذي يعول فيه الموقع على الإعلام لـ«نشر الوعي بأهمية وجود السوريين في مصر»، لا تزال الستينية كاميليا محمود حائرة بين «عشقها» للمأكولات السورية، و«مخاوفها» من التأثير على اقتصاد بلادها، ما يتنقص من متعتها ويعكر مزاجها وهي تقضم «ساندويتش شاورما الدجاج» المفضل لديها.