جامعات مُدعّمة بالذكاء الاصطناعي

رؤية «أوبن إيه آي» لخلق بيئة تعليمية تُدمج فيها الأدوات الذكية بسلاسة في جميع جوانب العمليات الجامعية

جامعات مُدعّمة بالذكاء الاصطناعي
TT

جامعات مُدعّمة بالذكاء الاصطناعي

جامعات مُدعّمة بالذكاء الاصطناعي

تكشف «أوبن إيه آي»، الشركة المطورة لتطبيق «تشات جي بي تي» (ChatGPT)، عن خطة تحويلية لدمج الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب التعليم الجامعي، مقترحةً أن يصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من الحياة الجامعية.

من خلال مبادرتها المسماة «الجامعات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي» (A.I.-native universities)، تتصور الشركة بيئة تعليمية تُدمج فيها أدوات الذكاء الاصطناعي بسلاسة في جميع جوانب العمليات الجامعية. وتهدف الشركة إلى تعزيز تجارب التعلم والجامعات للطلاب وأعضاء هيئة التدريس من خلال تقديم حلول ذكاء اصطناعي شخصية وتفاعلية للغاية.

حلول ذكاء اصطناعي شخصية وتفاعلية للطلاب والمدرسين

* للطلاب. تتمحور هذه الاستراتيجية حول فكرة تزويد كل طالب جامعي بحساب ذكاء اصطناعي شخصي، يُشبه بريده الإلكتروني الجامعي. سيكون هذا الحساب بمثابة مساعد شامل يُرشد الطلاب طوال مسيرتهم الأكاديمية، من التوجيه الأولي وحتى سنة التخرج. وستتولى المساعدة الذكية هذه أدواراً متنوعة، بما في ذلك التدريس للطلاب، وإعداد مواد دراسية مُصممة بصورة خاصة لهم، وتوفير فرص تعلم تفاعلية.

علاوة على ذلك، يمكن للطلاب الجامعيين الذين يستعدون للامتحانات استخدام روبوتات الدردشة الصوتية، مستفيدين من جلسات الاختبارات التي تحاكي سيناريوهات طرح الأسئلة في الوقت الفعلي.

* للمدرسين. بالنسبة إلى أعضاء هيئة التدريس، ستساعد أدوات «أوبن إيه آي» الأساتذة على إنشاء روبوتات مخصصة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لكل فصل دراسي، ما يُتيح تفاعلات شخصية لطلابهم.

* سيرة ذاتية ومقابلات العمل. كما ستشهد خدمات التوظيف نقلة نوعية، حيث ستُستخدم روبوتات الدردشة الخاصة بالتوظيف لمساعدة الطلاب على التدرب على مقابلات العمل، وتحسين سيرهم الذاتية، واستكشاف مساراتهم المهنية.

وتعكس هذه الابتكارات طموح «أوبن إيه آي» لإحداث ثورة في التعليم العالي من خلال جعل الذكاء الاصطناعي حضوراً عملياً ومثرياً، ولا غنى عنه في جميع أنحاء الجامعات.

سد فجوات التعليم التقليدي

وأعربت نائبة رئيس التعليم في «أوبن إيه آي»، ليا بيلسكي، عن التزام الشركة بدمج الذكاء الاصطناعي في البنية التحتية للجامعات. وترى أن هذا التطور خطوة طبيعية، مشيرةً إلى أن توفير حسابات ذكاء اصطناعي مخصصة لكل طالب قد يصبح قريباً معياراً أساسياً مثل حسابات البريد الإلكتروني المؤسسية. ومن شأن هذا النهج أن يعزّز إمكانية الوصول إلى الأدوات التكنولوجية المتقدمة، ما يضمن لكل طالب جني فوائد التعليم المتطور. ولتعزيز رؤيتها تعمل«أوبن إيه آي» بنشاط على تسويق خدمات الذكاء الاصطناعي المتميزة للجامعات، سواءً لأعضاء هيئة التدريس أو الطلاب.

الترويج لتطبيق «تشات جي بي تي»

وتهدف هذه الخدمات إلى سد الفجوة بين نماذج التعليم التقليدية والمنهجيات المتقدمة القائمة على الذكاء الاصطناعي. واستكمالاً لاستراتيجية المبيعات الخاصة بها، تُطلق «أوبن إيه آي» حملات مُوجهة لتعريف الطلاب الذين لم يسبق لهم التفاعل مع أدوات الذكاء الاصطناعي بإمكانيات «تشات جي بي تي».

وجسّدت حملة إعلانية حديثة في شيكاغو هذا التوجه، حيث صُممت إعلانات خاصة لطلاب الجامعات خلال موسم الامتحانات النهائية. وسعت الحملة إلى تسليط الضوء على كيفية استخدام «تشات جي بي تي» مورداً قيّماً خلال فترات الضغط الأكاديمي، مُبرزةً قدرته على تقديم الدعم في التخطيط الدراسي وحل المشكلات وغيرها.

جدل حول الآثار الأخلاقية والغش

وتأتي مبادرة الشركة الطموحة في وقت تُعيد فيه أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل «تشات جي بي تي»، تشكيل التعليم. وبينما تُثير تطبيقاته جدلاً حول الآثار الأخلاقية، مثل الغش بمساعدة روبوتات الدردشة، تُؤكد «أوبن إيه آي» الدور البنّاء الذي يُمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي في تحسين النتائج التعليمية.

460 ألف طالب في جامعة ولاية كاليفورنيا

في خطوتها الرئيسية الأولى، تستهدف «أوبن إيه آي» نظام جامعة ولاية كاليفورنيا، الذي يخدم 460 ألف طالب. ويؤكد هذا التنفيذ واسع النطاق تركيز الشركة على التأثير واسع النطاق وإمكانية الوصول. يمكن لمبادرة «أوبن إيه آي»، في حال اعتمادها على نطاق واسع، أن تُعيد تعريف الممارسات التعليمية التقليدية، مُشكّلةً سابقةً لتتبعها المؤسسات الأخرى.

تعليم متخصص ومتكيف ومتفاعل

تُجسّد فكرة «الجامعات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي» رؤيةً للتعليم الذي تُحوّله التكنولوجيا، حيث يصبح التعلم أكثر تخصيصاً وقابلية للتكيف وتفاعلاً. ومع ذلك، سيعتمد نجاح هذه المبادرة على قبول المعلمين والمؤسسات والطلاب لها، بالإضافة إلى معالجة الجوانب الأخلاقية والعملية المتعلقة بدمج الذكاء الاصطناعي.

باختصار، تُشير خطة «أوبن إيه آي» لدمج الذكاء الاصطناعي في الجامعات إلى حقبة جديدة للتعليم العالي. فمن خلال أدوات مصممة لتلبية الاحتياجات الفريدة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، تهدف الشركة إلى جعل الذكاء الاصطناعي جزءاً لا غنى عنه من الحياة الجامعية، ما يعزّز الابتكار في التدريس والتعلم والاستعداد المهني.

* باختصار: خدمة «نيويورك تايمز»

حقائق

460

ألف طالب في جامعة ولاية كاليفورنيا ترغب شركة «أوبن إيه آي» في تزويدهم بأدوات ذكية شخصية تفاعلية


مقالات ذات صلة

في القيادة الذاتية... من يتحمّل القرار الأخلاقي عند اللحظة الحاسمة؟

تكنولوجيا مع انتشار السيارات ذاتية القيادة تبرز الحاجة إلى أنظمة قادرة على اتخاذ قرارات أخلاقية في مواقف مصيرية على الطريق (غيتي)

في القيادة الذاتية... من يتحمّل القرار الأخلاقي عند اللحظة الحاسمة؟

مع اقتراب انتشار السيارات الذاتية القيادة، تبرز تساؤلات أخلاقية حول قدرتها على اتخاذ قرارات مصيرية، ومن يتحمّل المسؤولية عند وقوع الحوادث.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يتيح النظام للمستخدمين إنشاء مقاطع مدتها حتى 21 ثانية بخيارات حركة تلقائية أو مخصصة وبتكلفة منخفضة نسبياً (شاترستوك)

«ميدجورني» تدخل عالم الفيديو... صور متحركة يولّدها الذكاء الاصطناعي

أطلقت «ميدجورني» نموذجها الأول للفيديو «V1» الذي يتيح تحريك الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي بسهولة وتكلفة منخفضة وسط إشادة المستخدمين ومخاوف قانونية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا «غارتنر»: نجاح تطبيق الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرار يعتمد على وجود حوكمة قوية وبُنية بيانات متماسكة (غيتي)

«غارتنر»: الذكاء الاصطناعي سيتخذ نصف قرارات الأعمال بحلول 2027

بحلول 2027، سيتولى الذكاء الاصطناعي نصف قرارات الأعمال، ما يعني أن نجاح المؤسسات سيتوقف على الحوكمة وجودة البيانات ووعي القادة بقدرات التقنية وحدودها.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد منظر عام لمحطة الحاويات والميناء في كييلونغ (رويترز)

طلبات التصدير التايوانية ترتفع في مايو مدعومة بالذكاء الاصطناعي

ارتفعت طلبات التصدير التايوانية في مايو بفضل الطلب القوي على منتجات الذكاء الاصطناعي، في ظل ترقب المخاطر الجيوسياسية المتصاعدة.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
تكنولوجيا ميزة «Search Live» تتيح للمستخدمين إجراء محادثات صوتية فورية مع محرك البحث... ما يقدّم تجربة بحث أكثر ذكاءً وتفاعلاً وواقعية (غوغل)

«غوغل» تطلق تجربة بحث صوتية مدعومة بالذكاء الاصطناعي

ميزة «Search Live» تتيح للمستخدمين إجراء محادثات صوتية فورية مع محرك البحث؛ ما يقدّم تجربة بحث أكثر ذكاءً وتفاعلاً وواقعية.

نسيم رمضان (لندن)

أي نموذج ذكاء اصطناعي الأفضل لك؟

أي نموذج ذكاء اصطناعي الأفضل لك؟
TT

أي نموذج ذكاء اصطناعي الأفضل لك؟

أي نموذج ذكاء اصطناعي الأفضل لك؟

إذا كنتَ تشعر بالإرهاق من كثرة أدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة في السوق، فإليك ما يجب معرفته، كما كتبت إليزابيث دانزيغر(*).

الكتابة الاصطناعية والبشرية

بفضل قدرات الذكاء الاصطناعي الفائقة على إنتاج الأعمال المكتوبة بشكل أسرع من فترة كتابة جملتك الأولى، فمن المغري الاعتقاد بأن أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على استبدال عملية الكتابة بأكملها... لمنشورات المدونات، رسائل البريد الإلكتروني، والنشرات الإخبارية.

إلا أن الثقة ونبرة الحديث والوضوح في الكتابة والمراسلات التجارية أمور مهمة، وغالباً ما يفشل الذكاء الاصطناعي فيها؛ فهو قد يقدم فقرة جيدة، لكن القراء لديهم حاسة سادسة للأصالة. سواء كان الأمر يتعلق بعبارات آلية، أو صفات مبالغ فيها، أو جمل غامضة، فإن المحتوى المُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي غالباً ما يفشل في اختبار حاسة التذوق... إنه ببساطة يبدو غريباً.

هذا لا يعني أنه يجب عليك تجنُّب الذكاء الاصطناعي. إذا استخدم بحكمة، فيُمكنه توفير ساعات من العمل؛ خصوصاً مع تراجع مهارات الكتابة. وبالتالي، يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون مساعداً قيّماً، ولكن لا ينبغي أبداً أن يكون الكاتب.

أي النماذج أفضل للأعمال الكتابية؟

ابدأ باختيار الأداة المناسبة للوظيفة. إليك بعض أدوات الذكاء الاصطناعي التي يجب معرفتها:

* «تشات جي بي تي» ChatGPT (أوبن إيه آي OpenAI)

- الأفضل لصياغة رسائل البريد الإلكتروني، وتبادل الأفكار، وتعديل أسلوب الكتابة.

- نقاط القوة: مرن، سهل الاستخدام، يتكامل مع «سلاك (Slack)» و«مايكروسوفت وورد».

- ملاحظة: يميل إلى الإسهاب في الكلمات إلا إذا طُلب منه الإيجاز.

* «غرامرلي بيزنيس (Grammarly Business)» و«غرامرلي غو (GrammarlyGO)»

- الأفضل لصقل القواعد النحوية وأسلوب الكتابة فوراً.

- نقاط القوة: مُدمج في أدوات مثل «غوغل دوكس» «Google Docs» و«جيميل» لإجراء تصحيحات سلسة.

- ملاحظة: رائع للتحرير، ولكنه ليس لإنشاء محتوى أصلي أو لوضع إطار وهيكل لحجج معقدة.

* «جاسبار إيه آي (Jasper AI)»

- الأفضل لنص تسويقي متوافق مع أسلوب علامتك التجارية.

- نقاط القوة: قوالب لإنتاج الإعلانات والمدونات ودعوات العمل؛ سهل في التعاون.

- ملاحظة: قد يؤدي الأفراط في استخدام القوالب إلى محتوى عام سبق لجمهورك الاطلاع عليه.

* «كلود (Claude)» و«أنثروبيك (Anthropic)» الأفضل لكتابة أعمال مطولة ودقيقة.

- نقاط القوة: يحافظ على السياق وأسلوب الكتابة في المستندات المعقدة.

- تحذير: قد يكون مُفرطاً في التفكير أو الإسهاب.

* أدوات أخرى، مثل «جيمناي (Gemini.ai)» و«وكوبايلوت (Microsoft CoPilot)» و«رايتر. كوم (Writer.com)»، مفيدة أيضاً.

عيوب الذكاء الاصطناعي

أكبر عيوب الذكاء الاصطناعي أنه ليس بشرياً؛ فهو يفتقر إلى الخبرة العملية، والقصد الاستراتيجي، ودقة العلامة التجارية. يستطيع الذكاء الاصطناعي مراجعة كتابتك، لكنه لا يستطيع تحديد ما إذا كانت كتابتك تتوافق مع هدفك أو توقُّعات جمهورك.

ثم هناك مخاطر: تُشكل هلوسات الذكاء الاصطناعي (عندما يُنتج النموذج بثقة معلومات خاطئة أو لا معنى لها) مصدر قلق كبيراً، كما هو الحال في قضية ماتا ضد أفيانكا؛ حيث تعرّض محامٍ لعقوبة لتقديمه سوابق قضائية مزيفة من إنتاج الذكاء الاصطناعي. كما يجب معالجة المناطق الرمادية القانونية حول الأصالة والمخاوف الأخلاقية المتعلقة بتمرير محتوى مُولّد آلياً على أنه ملك لك.

* مجلة «إنك» - خدمات «تريبيون ميديا»