زراعة الأسنان الرقمية: ثورة في عالم طب الأسنان والذكاء الاصطناعي

من المسح الضوئي الدقيق للفم إلى تصميم تركيباته وتصنيعها

زراعة الأسنان الرقمية: ثورة في عالم طب الأسنان والذكاء الاصطناعي
TT

زراعة الأسنان الرقمية: ثورة في عالم طب الأسنان والذكاء الاصطناعي

زراعة الأسنان الرقمية: ثورة في عالم طب الأسنان والذكاء الاصطناعي

يشهد مجال طب الأسنان تطورات مذهلة بفضل التكنولوجيا الحديثة التي تغيِّر وجه الرعاية الصحية للفم بشكل كبير. ومن بين هذه التطورات البارزة تكنولوجيا زراعة الأسنان الرقمية بمساعدة الذكاء الاصطناعي، التي تعد بمثابة ثورة في عالم طب الأسنان، حيث تقدم حلولاً مبتكرة وفوائد متعددة للمرضى والأطباء على حد سواء.

وأعلنت شركة سويسرية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي إطلاق أول زراعة أسنان رقمية نالت موافقة كلٍّ من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية والاتحاد الأوروبي.

فوائد زراعة الأسنان الرقمية

زراعة الأسنان الرقمية هي عملية استخدام التقنيات الرقمية مثل التصوير بالأشعة ثلاثية الأبعاد، أي أخذ الطبعات للفم بواسطة ماسحة ضوئية مربوطة بخوارزمية الذكاء الاصطناعي CBCT (التصوير المقطعي المحوسب بالأشعة المخروطية)، وكذلك «التصميم بمساعدة خوارزمية محددة في الحاسوب»، (CAD)، و«التصنيع باستخدام الحاسوب»، (CAM)، والطباعة ثلاثية الأبعاد لتخطيط وتنفيذ عمليات زراعة الأسنان بدقة عالية وكفاءة لا مثيل لها. تهدف هذه التكنولوجيا إلى تحسين دقة العمليات وتقليل زمن العلاج، مما يسهم في تحسين تجربة المرضى بشكل كبير.

وتتميز زراعة الأسنان الرقمية بكثير من الفوائد التي تجعلها خياراً مثالياً للمرضى والأطباء. من أبرز هذه الفوائد:

• الدقة العالية بفضل استخدام الأشعة ثلاثية الأبعاد وتقنيتي CAD وCAM، وبهذا يمكن للأطباء تخطيط ووضع الزرعات بدقة متناهية، ما يقلل من احتمالية حدوث أخطاء ويزيد من نجاح العملية.

• تقليل زمن العلاج، إذ تتيح زراعة الأسنان الرقمية إمكانية تنفيذ الكثير من الإجراءات في جلسة واحدة، مما يقلل من عدد الزيارات المطلوبة ويوفر الوقت للمرضى والأطباء.

• تحسين الراحة باستخدام التكنولوجيا الرقمية، إذ يمكن تصميم وتعديل الزرعات والأطراف الصناعية بشكل دقيق يتناسب مع احتياجات المريض، مما يسهم في تحسين الراحة والملاءمة.

• تقليل التدخل الجراحي: تعتمد زراعة الأسنان الرقمية على استخدام تقنيات حديثة تتيح إجراء العمليات بتدخل جراحي أقل، ما يقلل من الألم ويسرع من عملية الشفاء.

تكنولوجيا مطورة

تعتمد زراعة الأسنان الرقمية على مجموعة من التقنيات المتقدمة التي تعمل معاً لتحقيق النتائج المثلى. على سبيل المثال، تتيح تقنية «CBCT» للأطباء الحصول على صور ثلاثية الأبعاد دقيقة للفم والفك، ما يساعدهم على تحديد الموقع الأمثل للزرعات. بعد ذلك، يمكن استخدام برامج «CAD» لتصميم الزرعات والأطراف الصناعية بناءً على الصور الرقمية. وباستعمال خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وأخيراً يتم تصنيع الزرعات باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد بدقة عالية وجودة ممتازة.

ولا شك أن زراعة الأسنان الرقمية تمثل قفزة نوعية في مجال طب الأسنان، حيث تفتح آفاقاً جديدة لتحسين الرعاية الصحية الفموية. وتعد زراعة الأسنان الرقمية ثورة حقيقية في عالم طب الأسنان، حيث تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والرعاية الشخصية لتقديم أفضل النتائج الممكنة.


مقالات ذات صلة

«إعلان باريس» يدعو إلى ذكاء اصطناعي «مفتوح وأخلاقي»

يوميات الشرق صورة جماعية لقادة الدول والمؤسسات المشاركة في قمة باريس حول الذكاء الاصطناعي أمس (إ.ب.أ)

«إعلان باريس» يدعو إلى ذكاء اصطناعي «مفتوح وأخلاقي»

انتهت قمة باريس حول الذكاء الاصطناعي، أمس، بإصدار بيان يدعو إلى جعل هذه التقنية الجديدة «مفتوحة وأخلاقية».

ميشال أبونجم (باريس)
خاص تُعد «مجموعة stc» شريكاً رئيسياً في رحلة التحول الرقمي للمملكة مقدمة حلولاً تدعم الاقتصاد الرقمي (الشرق الأوسط) play-circle

خاص «مجموعة stc» في «ليب 2025»... قيادة التحول الرقمي عبر حلول مبتكرة للمستقبل

«الشرق الأوسط» تتعرّف إلى أبرز التقنيات في جناح «مجموعة stc» بمعرض «ليب 2025»

نسيم رمضان (الرياض)
تكنولوجيا الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» سام ألتمان (يسار) والملياردير إيلون ماسك (أ.ف.ب)

بعد عرض ماسك... «أوبن إيه آي» تؤكد أن الشركة «ليست للبيع»

أكد مسؤول تنفيذي في «أوبن إيه آي»، الثلاثاء، في باريس أن الشركة الأميركية المطورة لبرنامج الدردشة الآلي «تشات جي بي تي»، «ليست للبيع».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا صورة للجلسة الختامية الأخيرة لقمة الذكاء الاصطناعي في «القصر الكبير» في باريس الثلاثاء (أ.ب)

نائب الرئيس الأميركي من باريس: لنا الريادة في الذكاء الاصطناعي واحذروا التعامل مع الصين

نائب الرئيس الأميركي ينبه من باريس: لنا الريادة في الذكاء الاصطناعي واحذروا التعامل مع الصين، والولايات المتحدة وبريطانيا ترفضان التوقيع على الإعلان النهائي.

ميشال أبونجم (باريس)
الاقتصاد محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء ورئيس مؤسسة «القمة العالمية للحكومات» خلال الجلسة (وام)

«قمة الحكومات»: العالم يدخل العصر الذكي ومستقبله يتحدد اليوم

أكد محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء ورئيس مؤسسة «القمة العالمية للحكومات» أن العالم يمر بمرحلة مفصلية غير مسبوقة بعد 25 عاماً من التحولات الكبرى

«الشرق الأوسط» (دبي)

نجاح «ديب سيك» يتحدث عن قدرة الصين على رعاية المواهب

نجاح «ديب سيك» يتحدث عن قدرة الصين على رعاية المواهب
TT

نجاح «ديب سيك» يتحدث عن قدرة الصين على رعاية المواهب

نجاح «ديب سيك» يتحدث عن قدرة الصين على رعاية المواهب

بالنسبة للعديد من الصينيين، فإن نجاح «ديب سيك» DeepSeek هو انتصار لنظام التعليم في الصين، ودليل على أنه يساوي نظام الولايات المتحدة أو حتى يتفوق عليه.

وتنتج الصين عدداً كبيراً من خريجي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، لكنها لم تكن معروفة بالابتكار. قد تساعد العوامل الثقافية والسياسية في تفسير السبب.

خريجو الجامعات الصينية يتصدرون الأبحاث

ووفقاً لمؤسس الشركة الناشئة الصينية التي هزت عالم الذكاء الاصطناعي، فإن الفريق الأساسي من المطورين والعلماء وراء «ديب سيك»، التحقوا جميعاً بالجامعة في الصين. وهذا يتناقض مع العديد من شركات التكنولوجيا الصينية، التي غالباً ما سعت إلى استقطاب المواهب المتعلمة في الخارج.

في حين كان المعلقون الصينيون على الإنترنت يتلذذون بردود الفعل الأميركية الصادمة، أشار البعض إلى العدد المرتفع من حاملي الدكتوراه في العلوم الذين تنتجهم الصين سنويا... «يثبت نجاح ديب سيك أن تعليمنا رائع»، هذا ما جاء في عنوان إحدى المدونات.

وتدفقت الإشادات أيضا من الخارج، إذ قال بافيل دوروف، مؤسس منصة الرسائل «تلغرام»، الشهر الماضي إن المنافسة الشرسة في المدارس الصينية غذت نجاحات البلاد في مجال الذكاء الاصطناعي. وكتب على الإنترنت: «إذا لم تقم الولايات المتحدة بإصلاح نظامها التعليمي، فإنها تخاطر بالتنازل عن قيادة التكنولوجيا للصين».

تعقيدات الواقع الصيني

الواقع أكثر تعقيدا. نعم، استثمرت الصين بكثافة في التعليم، وخاصة في العلوم والتكنولوجيا، ما ساعد في رعاية مجموعة كبيرة من المواهب، وهو أمر أساسي لطموحها في أن تصبح رائدة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2025.

ولكن خارج الفصول الدراسية، يجب على هؤلاء الخريجين أيضا أن يواجهوا عقبات تشمل ثقافة الشركات الطاحنة والأهواء السياسية للحزب الشيوعي الحاكم... الذي يؤكد على السيطرة، بدلاً من النمو الاقتصادي، وهو على استعداد لاتخاذ إجراءات صارمة ضد شركات التكنولوجيا التي يعتبرها مؤثرة للغاية.

الاستكشاف الفكري بدلاً من الأرباح

تمكنت شركة «ديب سيك» من التهرب من العديد من هذه الضغوط، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنها حافظت على مستوى منخفض وأعلن مؤسسها التزامه بالاستكشاف الفكري، بدلاً من الأرباح السريعة. ومع ذلك، يبقى أن نرى إلى متى يمكنها الاستمرار في القيام بذلك.

قال ييران تشين، أستاذ الهندسة الكهربائية والحاسوبية في جامعة ديوك: «هناك العديد من الباحثين والمهندسين الشباب الحيويين والموهوبين داخل الصين. لا أعتقد أن هناك فجوة كبيرة من حيث التعليم بين الصين والولايات المتحدة من هذا المنظور، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي. لكن القيد يأتي حقاً من أجزاء أخرى».

قوة النظام التعليمي

بالنسبة للعديد من الناس في الصين، ترتبط قوة نظامها التعليمي ارتباطاً وثيقاً بالمكانة العالمية للبلاد. لقد استثمرت الحكومة بكثافة في التعليم العالي، ونما عدد خريجي الجامعات كل عام، الذي كان ضئيلاً في السابق، بأكثر من 14 ضعفاً في العقدين الماضيين. والآن، تحتل العديد من الجامعات الصينية مرتبة بين الأفضل في العالم. ومع ذلك، على مدى عقود من الزمان، ذهب أفضل وألمع طلاب الصين إلى الخارج، وبقي الكثير منهم هناك. وبحسب بعض المقاييس، بدأ هذا يتغير.

وقد خرجت الصين أكثر من أربعة أضعاف عدد طلاب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في عام 2020 مقارنة بالولايات المتحدة. وتحديداً في مجال الذكاء الاصطناعي، أضافت أكثر من 2300 برنامج جامعي منذ عام 2018، وفقاً لبحث أجرته شركة «ماكرو بولو»، وهي مجموعة بحثية مقرها شيكاغو تدرس الصين.

ووجدت شركة «ماكرو بولو» أنه بحلول عام 2022، جاء ما يقرب من نصف أفضل الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم من مؤسسات جامعية صينية، مقابل حوالي 18 في المائة من المؤسسات الأمريكية. وبينما لا يزال أغلب هؤلاء الباحثين البارزين يعملون في الولايات المتحدة، فإن عددا متزايدا منهم يعمل في الصين.

وقال داميان ما، مؤسس شركة «ماكرو بولو»: «لقد أنتجت كل هذه المواهب على مدى السنوات القليلة الماضية. يجب أن يذهبوا إلى مكان ما». كما جعلت واشنطن من الصعب على الطلاب الصينيين في مجالات معينة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، الحصول على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة، مستشهدة بمخاوف الأمن القومي.

وقال ما: «إذا لم يذهبوا إلى الخارج، فسوف يبدأون بعض الشركات» أو يعملون لصالح شركة صينية.

تعاون المؤسسات الأكاديمية مع الشركات

وقالت مارينا تشانج، أستاذة في جامعة سيدني للتكنولوجيا والتي تدرس الابتكار الصيني، إن الحكومة الصينية ساعدت أيضاً في تعزيز العلاقات الأكثر قوة بين الأوساط الأكاديمية والشركات مقارنة بالغرب. لقد ضخت الأموال في مشاريع البحث وشجعت الأكاديميين على المساهمة في مبادرات الذكاء الاصطناعي الوطنية.

ومع ذلك، فإن مشاركة الحكومة هي أيضاً من أكبر التهديدات المحتملة للابتكار الصيني.

وتبارك بكين قطاع الذكاء الاصطناعي -في الوقت الحالي. ولكن في عام 2020، بعد أن قررت أنها لا تملك سيطرة كبيرة على الشركات الكبرى مثل «علي بابا»، أطلقت حملة صارمة استمرت لسنوات على صناعة التكنولوجيا الصينية. وهنا تحول مؤسس «ديب سيك»، ليانغ وينفينغ، إلى الذكاء الاصطناعي.

الشباب يقودون الذكاء الاصطناعي

قال يانبو وانغ، الأستاذ في جامعة هونغ كونغ والذي يدرس ريادة الأعمال التكنولوجية في الصين، إن الذكاء الاصطناعي كان محمياً إلى حد ما من هجرة الأدمغة حتى الآن، ويرجع ذلك جزئياً إلى بصمته السياسية. وأضاف أنه يتوقع ظهور المزيد من الشركات الناشئة الصينية الناجحة في مجال الذكاء الاصطناعي قريباً، بقيادة الشباب. لكنه أضاف أن من المستحيل أن نقول كيف كان سيبدو مشهد الذكاء الاصطناعي في الصين لو كانت بكين أكثر تسامحاً تجاه شركات التكنولوجيا الكبرى في السنوات الأخيرة. ويتابع: «إن القدرة التنافسية لا تعتمد فقط على نظام التعليم في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بل تعتمد أيضاً على تعاملها مع المستثمرين من القطاع الخاص ورجال الأعمال والشركات الهادفة إلى الربح».

توظيف العلوم الإنسانية مع علوم الكومبيوتر

قد يعتمد نجاح «ديب سيك» على كيفية اختلافها عن شركات التكنولوجيا الصينية الأخرى بقدر ما يعتمد على كيفية مشاركتها لقوتها. إذ تم تمويلها من الأرباح من صندوق التحوط الأصلي. ولقد وصف ليانغ توظيف خريجي العلوم الإنسانية بالإضافة إلى علماء الكومبيوتر، بروح تعزيز أجواء فكرية حرة.

ومنذ النجاح الباهر الذي حققته شركة «ديب سيك»، حثت بعض الأصوات المزيد من الشركات الصينية على محاكاة نموذجها. وأعلن تعليق عبر الإنترنت من لجنة الحزب الشيوعي في مقاطعة تشجيانغ، حيث يقع مقر شركة «ديب سيك»، عن الحاجة إلى «الثقة في المواهب الشابة» ومنح الشركات الرائدة «سيطرة أكبر على موارد الابتكار».

الابتكار يتفتح من دون تدخل

ولكن أفضل طريقة للصين للاستفادة من قوتها العاملة الطموحة والمتعلمة جيداً في مجال الذكاء الاصطناعي قد تكون أن تتنحى الحكومة جانباً (عن التدخل).

وقال ليانغ في مقابلة أخرى: «يتطلب الابتكار أقل قدر ممكن من التدخل والإدارة. وغالباً ما يأتي الابتكار من تلقاء نفسه، وليس كشيء مخطط له عمداً، ناهيك عن تدريسه».

* خدمة «نيويورك تايمز»

حقائق

50 %

من أفضل الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم تخرجوا في مؤسسات جامعية صينية، مقابل حوالي 18 % في المؤسسات الأميركية