جمجمة تكشف محاولة المصريين القدماء علاج مرض السرطان

صورة تعبيرية لجمجمة من بيكسباي/pixabay
صورة تعبيرية لجمجمة من بيكسباي/pixabay
TT

جمجمة تكشف محاولة المصريين القدماء علاج مرض السرطان

صورة تعبيرية لجمجمة من بيكسباي/pixabay
صورة تعبيرية لجمجمة من بيكسباي/pixabay

كشف فريق من العلماء من بريطانيا وإسبانيا وألمانيا، عن جمجمة مصرية، عمرها نحو 4000 سنة، تظهر عليها علامات تشير إلى خضوعها لمحاولات علاج مرض السرطان، في دراسة جديدة نشرتها مجلة «فرونتيير إن ميدسين» Frontiers in Medicine.

وقال علماء إن العلامات التي تم اكتشافها على الجمجمة من شأنها أن تكون مؤشراً على أن المصريين القدماء حاولوا إجراء عمليات جراحية على نمو الأنسجة المفرط، وبالتالي فهي إشارة على محاولتهم علاج السرطان.

 

وكانت الدراسات القديمة تقول بالأدلة في النصوص القديمة إن المصريين القدماء كانوا بارعين في الطب في عصرهم، إذ كان بإمكانهم علاج وتحديد الأمراض والإصابات وحتى تركيب حشوات الأسنان، لكنهم لم يفلحوا في علاج الأمراض المزمنة على غرار السرطان. وفي المقابل، أشارت الدراسة الجديدة إلى أن المصريين القدماء حاولوا ذلك.

وقام فريق دولي من العلماء بفحص جمجمتين بشريتين، يبلغ عمرهما آلاف السنين، موجودتين في مجموعة داكوورث بجامعة كامبريدج البريطانية.

وتعود الجمجمة الأولى رقم 236، التي يرجع تاريخها إلى ما بين 2687 و2345 قبل الميلاد، إلى رجل يتراوح عمره بين 30 و35 ربيعاً، فيما تعود الجمجمة الثانية «إي 270» التي يعود تاريخها بين 343 و663 إلى امرأة يزيد سنها على 50 عاماً.

وأظهر الكشف المجهري وجود ورم أساسي كبير، إضافة إلى أكثر من 30 ورماً ثانوياً أصغر حجماً منتشرة في جميع أنحاء الجمجمة، محاطة بعلامات قطع، يعتقد الباحثون أنه تم خلقها بواسطة أداة معدنية، ما يشير إلى محاولة المصريين القدماء إجراء عملية جراحية لعلاج المريض.

وقالت الألمانية تاتيانا توندينيا الباحثة في جامعة «توبينغين» Tübingen وهي واحدة من العلماء الذين أجروا الدراسة الجديدة، إنه «من خلال محاولتنا التعرف على مدى انتشار مرض السرطان في العصور القديمة، وكيف تعاملت المجتمعات القديمة معه، لاحظنا العلامات على الجمجمة تحت المجهر لأول مرة، ولم نصدق ذلك».

من جهته، أضاف المعد الرئيسي للدراسة البروفسور إدغارد كاماروس، من جامعة «سانتياغو دي كومبوستيلا» بإسبانيا: «هذا الاكتشاف يعتبر دليلاً قاطعاً على تجارب الطب المصري القديم في التعامل مع مرض السرطان أو استكشافه منذ أكثر من 4000 عام».

كما صرح المعد المشارك في الدراسة البروفسور ألبرت إيسيدرو، جراح الأورام في مستشفى جامعة «ساغرات كور» بإسبانيا، بأن «المصريين القدماء أجروا نوعاً من التدخل الجراحي المتعلق بوجود الخلايا السرطانية، ما يؤكد أن الطب المصري القديم كان يجري محاولات تجريبية لعلاج المصابين».

وقال فريق الدراسة الحديثة إن جمجمة المرأة تظهر عليها أورام سرطانية تسببت في تدمير العظام.

كما عثر الثلاثي على جروح ملتئمة جراء إصابات رضحية في الجمجمة، ما يدل على أن المرأة تلقت نوعاً من العلاج.

وخلصت الدراسة الجديدة إلى أن السرطان كان مرضاً شائعاً في الحقبات المنصرمة، علماً بأن الحياة اليوم وتقدم الناس في العمر وتعرضهم لمواد مسببة للسرطان في البيئة تزيد من خطر الإصابة بمرض العصر عند جميع الفئات العمرية.

 

 


مقالات ذات صلة

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

صحتك الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

أظهرت دراسة ألمانية أن برنامجاً يركز على التدريبات البدنية يمكن أن يحسن جودة الحياة لدى مرضى سرطان الثدي النقيلي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الدكتور وونغ - كي كيم الباحث الرئيسي في الدراسة (جامعة تولين)

دواء جديد يقضي على الإيدز في خلايا الدماغ

توصلت دراسة أميركية إلى أن دواء تجريبياً قد يساعد في التخلص من فيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز» (HIV) من الخلايا المصابة في الدماغ.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق ما هو التفكير المُفرط

«كفأرٍ يركض على عجلة»... 15 عادة تؤدي للإفراط في التفكير

هل شعرت يوماً أن عقلك عبارة عن فأر يركض على عجلة، ولا يتوقف أبداً للراحة؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شرب الكحول مرة أو مرتين في اليوم يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان (أ. ف. ب)

دراسة جديدة تحذر… شرب الكحول مضر بالصحة

تُشير دراسة جديدة إلى أن الفكرة السائدة بأن الفرنسيين يتمتعون بمعدلات منخفضة نسبياً لأمراض القلب لأنهم يشربون النبيذ الأحمر هي فكرة خاطئة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك دراسة جديدة تُحذر: الدهون في البطن قد تزيد من خطر الإصابة بمرض «ألزهايمر»

دراسة جديدة تُحذر: الدهون في البطن قد تزيد من خطر الإصابة بمرض «ألزهايمر»

يجب أن نركز على توزيع الدهون والعضلات حول أجسامنا والعلاقة بين الاثنين، وفقاً لأحدث الأبحاث.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

روبوت «ناسا» يأخذ عيّنة من صخرة مريخية قد تدل على وجود جراثيم قديمة

صخرة تسمَّى «شلالات تشيافا» في فوهة جيزيرو على سطح المريخ (أ.ف.ب)
صخرة تسمَّى «شلالات تشيافا» في فوهة جيزيرو على سطح المريخ (أ.ف.ب)
TT

روبوت «ناسا» يأخذ عيّنة من صخرة مريخية قد تدل على وجود جراثيم قديمة

صخرة تسمَّى «شلالات تشيافا» في فوهة جيزيرو على سطح المريخ (أ.ف.ب)
صخرة تسمَّى «شلالات تشيافا» في فوهة جيزيرو على سطح المريخ (أ.ف.ب)

حقق الروبوت الجوال «برسفيرنس» التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) إنجازاً مهماً بأَخْذِه عيّنات من صخرة مريخية قد تكون محتوية على جراثيم متحجرة، وهي خطوة كبيرة جديدة في مهمته المتمثلة بالبحث عن آثار حياة جرثومية قديمة على الكوكب الأحمر، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأخذ هذا الروبوت المستكشف في 21 يوليو (تموز) من على سطح المريخ عيّنة من صخرة تُسمى «شلالات تشيافا» (Cheyava Falls) على شكل رأس سهم، قد تحتوي على ميكروبات متحجرة يعود تاريخها إلى مليارات السنوات، عندما كان الماء موجوداً على الكوكب.

وكان الكوكب الأحمر القاحل جداً راهناً يضم قبل مليارات السنوات أنهاراً وبحيرات وفيرة، تبخرت ولم تعد موجودة.

وعُثِر على هذه الصخرة الغامضة في وادي نيريتفا الذي كان في السابق موطناً لنهر، وسرعان ما أثارت اهتماماً واسعاً من العلماء.

ويعود هذا الاهتمام إلى رصد ثلاثة أدلة على احتمال وجود حياة جرثومية قديمة على هذه الصخرة. فمن جهة أولى، تمتد الأوردة البيضاء التي شكّلتها كبريتات الكالسيوم على طول الصخرة بأكملها، بحسب ما شرحت «ناسا»، وهي علامة على أن الماء كان يمر عبر الصخرة في مرحلة ما.

كذلك توجد بين هذه الأوردة منطقة مركزية مائلة إلى الاحمرار مليئة بالمركّبات العضوية، وفق ما تبيّن بواسطة أداة «شرلوك» التي تحملها المركبة الجوّالة والمستخدمة لتحديد التوقيعات الحيوية على الصخور.

أما المؤشر الثالث، فهو أن بقعاً ضوئية صغيرة محاطة باللون الأسود، كتلك الموجودة على جلد نمر، لوحظت على الصخرة. وهذه البقع تشبه تلك المرتبطة بوجود الميكروبات المتحجرة، بحسب التحليلات التي أجراها جهاز «بيكسل» الذي يدرس التركيب الكيميائي.

وأوضح عالِم الأحياء الفلكية عضو فريق «برسفيرنس» العلمي ديفيد فلانيري أن «هذا النوع من السمات الموجودة على الصخور، غالباً ما يرتبط على كوكب الأرض بآثار متحجرة لميكروبات كانت تعيش تحت التربة».

وللتأكد من أنها تشكل دليلاً على حياة جرثومية قديمة، ينبغي تحليل هذه العيّنات في مختبر على كوكب الأرض. وتعتزم «ناسا» نقلها بواسطة مركبة أخرى من المقرر إرسالها في ثلاثينات القرن الجاري.