هل ينفع العلاج الصوتي في حالات التوتر؟

يحقق الصفاء والاسترخاء

هل ينفع العلاج الصوتي في حالات التوتر؟
TT

هل ينفع العلاج الصوتي في حالات التوتر؟

هل ينفع العلاج الصوتي في حالات التوتر؟

يحتاج تخفيف التوتّر إلى الهدوء والسكينة معاً. ولكن إذا أردتم تغيير حالكم من القلق إلى الاسترخاء، فقد يكون العلاج بالصوت حلاً أفضل وأسرع لكم من الجلوس في ظروف الصمت.

أصوات علاجية

وقد كشف تقريرٌ أخير نشره موقع «بلومبرغ» أنّ أصوات «الضجيج الأبيض» white noise (أصوات معتادة تغطي على الأصوات المزعجة) والمدوّنات التي تبث الأصوات المحيطة بالإنسان، تُستهلك بمعدّل ثلاثة ملايين ساعة في اليوم من قبل مستخدمي منصّة «سبوتيفاي»، ما يشير إلى تصاعد هذا الاتجاه.

يشرح كريغ غولدبيرغ، الشريك المؤسس لـ«إن هارموني» inHarmony، وهي مؤسسة مزوّدة العلاج بالصوت والذبذبات الصوتية، أنّ «العلاج بالصوت يشهد زخماً كبيراً اليوم. وقد استخدمت هذا العلاج لقرون ثقافات كسكان أستراليا الأصليين وكهنة التبت لإعادة ضبط الجسم والعقل والروح، وتحفيز الاسترخاء والشفاء والعافية».

يقول غولدبيرغ إنّ «الأميركيين عامّةً يواجهون صعوبة في الاسترخاء، وعدم القدرة على التخلّص من حالة (المجابهة أو الهروب)، والدخول في وضع الهدوء. يجب إمضاء الجزء الأكبر من وقتنا في التركيز على استجابة الجهاز العصبي اللاودّي الذي يُطلق شعور الاسترخاء، ولكنّ هذا الأمر صعب على معظم النّاس».

العلاج بالذبذبات الصوتية

بدأتُ مشوار العلاج بتجربة «إن هارموني» للذبذبات الصوتية التي تستخدم ترددات الصوت بمساعدة تطبيق إلكتروني ووسادة للتأمّل. تستطيع الأذن البشرية سماع الأصوات التي يتراوح تردّدها بين 20 هرتز و20 ألف هرتز، بينما يركّز العلاج بالذبذبات الصوتية على الحافّة الدنيا من الطّيف والتي يمكن استشعارها عبر مستقبلات الجسد الميكانيكية الموجودة في الجلد. يشبّه غولدبيرغ هذا النوع من العلاج بالوجود في حفلٍ موسيقي والشعور بنقرات الباس.

ويضيف أن «العلاج بالذبذبات الصوتية يجمع الصوت مع الذبذبات ليسمع الخاضعون له التردّد نفسه الذي يشعرون به. كما أنّه يحقّق هذه التجربة الصوتية الغامرة والثلاثية الأبعاد التي تُشعر الشخص أنّه داخل الموسيقى. يساعد هذا العلاج الجهاز العصبي على الهدوء والاسترخاء، وبالتّالي، يقدّم هذا الشعور لاستجابة الجهاز العصبي اللاودّي».

استرخاء وصفاء وإلهام

أدخلني نظام «إي هارموني» في حالة من الاسترخاء بسرعةٍ ملحوظة. يقدّم النظام قِطعاً موسيقية عدّة، ولكلّ واحدة هدفها، كالانعكاس والصفاء والشفاء والإلهام».

يمنحكم استخدام الوسادة التي تهتزّ تجربة لكامل الجسم، لتشعروا بالاسترخاء فيما تبقّى من يومكم. في أوّل مرّة جرّبتُ فيها الوسادة، نمتُ لـ90 دقيقة بعد الظهر، وهو أمرٌ غير اعتيادي بالنّسبة لي، فضلاً عن أنّني أنام بشكلٍ أفضل ليلاً في الأيّام التي أخضع فيها لعلاج الذبذبات الصوتية.

يقول غولدبيرغ إنّ الالتزام بالممارسة المنتظمة يُدرّب الجسم على إطلاق التفاعلات الكيميائية المتتالية المرتبطة بالشعور بالهدوء والاسترخاء، لافتاً إلى أنّه «بدل محاولة تغيير العالم الخارجي، يجب أن ندرّب جهازنا العصبي على الحفاظ على هدوئه واسترخائه».

لستُم بحاجة لاستعمال الوسادة للحصول على الفوائد لأنّكم تستطيعون تشغيل الموسيقى وحدها باستخدام السمّاعات، أو الهاتف، أو مكبّر صوتي، أو نظام صوتي. ويؤكّد غولدبيرغ أنّ «إقفال العينين والاستماع لموسيقى التأمّل باستخدام أيّ واحدٍ من هذه الوسائط سيمنحكم التأثير المطلوب».

العلاج بالموسيقى

وجرّبتُ أيضاً العلاج بالموسيقى. تعد الموسيقى أداةً جيّدة لاحتياجات الصحّة النفسية حيث إنّها تعالج الاضطرابات المزاجية، والقلق العصبي، والتوتّر، والاكتئاب، بحسب جايمي بابست، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لتطبيق «سبيريتيون» للموسيقى العلاجية.

وتقول جايمي: «في خضم استجابة الكرّ والفرّ، يتسارع التنفّس ويرتفع نبض القلب. بعدها، يبدأ الدماغ بالتشوّش ويعجز عن التركيز. عند تشغيل الموسيقى، يتلقّى الدماغ الإشارة الموسيقية وينتج أنواعاً مختلفة من الهورمونات كالأوكسيتوسين (هورمون السرور)، ويُنذر الجسد للبدء بالهدوء».

يقدّم تطبيق «سبيريتيون» قطعاً موسيقية تلتقي معكم في الحالة التي تعيشونها. يبدأ التطبيق بسؤالكم: «كيف تشعرون في الوقت الحالي؟»، ويمكنكم اختيار أكثر من إجابة. على سبيل المثال، إذا نقرتُم على «قلق»، يجرّ عليكم هذا الخيار إجابات أخرى كـ«محبط»، و«مهموم»»، «غاضب»، و«متوتر». بعدها، يسأل التطبيق: «كيف تريدون أن تشعروا؟» إذا نقرتُم على «هادئ»، يطرح عليكم أيضاً عدّة أحاسيس أخرى كـ«مسترخٍ»، و«مسالم»، و«راضٍ»، و«مسرور». وأخيراً، يطلب منكم التطبيق اختيار فئة لتصنيف الفعل الذي تقومون به كالاستيقاظ، أو النوم، أو العمل، أو الاستراحة.

وتقول بابست: «بناءً على هذه الإجابات الثلاثة، يختار التطبيق القطعة الموسيقية المناسبة التي تألّفت أصلاً بناء على المعلومات التي بنيناها بمساعدة شركائنا من علماء الأعصاب والمعالجين الموسيقيين لملاقاة المستخدم في الحالة التي يعيشها ومن ثمّ نقله إلى الحالة التي يريد بلوغها».

استخدمتُ «سبيريتيون» لعلاج القلق. في البداية، كان عليّ الاعتياد على الانتقال، وشعرتُ بتأثير عكسي من الاستماع إلى موسيقى مُقلقة، إلّا أنّها تعمل بهدوء على نقلقكم إلى الحالة التي تريدونها. لم توصلني الموسيقى إلى الاسترخاء بسرعة العلاج بالذبذبات الصوتية، ولكنّ الاحتفاظ بهذا التطبيق على الهاتف مفيد جداً. يمكنكم مثلاً استخدامه عندما تعانون من صعوبة في النوم، أو عند الاستيقاظ في منتصف الليل والعجز عن العودة إلى النوم.

تتنوّع استخدامات «سبيريتيون» أيضاً لتشمل دعم الوظائف التنفيذية كمساعدتكم على التركيز وزيادة الإنتاجية، بالإضافة إلى رفع مستويات الطاقة. تلفت بابست إلى أنّ «الموسيقى تستميل الشبكات الدماغية الكامنة خلف التوتر، والتحفيز، والمكافأة، مشدّدةً على أنّ «هذه القدرة وحدها تمنح الموسيقى تأثيراً كبيراً على الصحة النفسية».

القوّة الشافية للصوت

يعتبر غولدبيرغ أنّه لا بأس بالشعور بحالةٍ من «المجابهة أو الهروب» النفسي لبضع ساعاتٍ في اليوم بسبب موضوعٍ ما يحتاج إلى اهتمامكم، ولكنّ «المشكلة الحقيقية تظهر عندما تعيشون هذه الحالة من لحظة استيقاظكم وحتّى خلودكم للنوم؛ إذ يعزّز التوتر مستويات الكورتيزول والأدرينالين في مجرى الدم، ما يزيد يقظتكم وحضوركم. وينزع التوتر أيضاً الطاقة من أنشطة الجسم الحيوية كالنظام المناعي، والجهاز الهضمي، والجهاز التناسلي، بالإضافة إلى تأثيره على قدرتكم على التفكير المنطقي».

وأخيراً، ننصحكم بالاحتفاظ بالأدوات الضرورية بجعبتكم لأنّها قادرة على مساعدتكم في الانتقال من الجهاز العصبي اللاودّي إلى الجهاز العصبي الودّي، وكلّ ما عليكم فعله هو العثور على ما يناسب حالتكم منها.

* مجلّة «فاست كومباني»

- خدمات «تريبيون ميديا» تطبيقات إلكترونية ووسائد للتأمل

تؤمن الاسترخاء والهدوء وموسيقى لتحسين المزاج



الأطعمة فائقة المعالجة قد تتسبب في ظهور أسنان بارزة لدى الأطفال

الأطعمة فائقة المعالجة قد تتسبب في ظهور أسنان بارزة لدى الأطفال
TT

الأطعمة فائقة المعالجة قد تتسبب في ظهور أسنان بارزة لدى الأطفال

الأطعمة فائقة المعالجة قد تتسبب في ظهور أسنان بارزة لدى الأطفال

كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة فالنسيا الكاثوليكية ونُشرت في مجلة Journal of Pediatric Dentistry and Oral Health، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، عن أن استهلاك الأطفال المفرط للأطعمة فائقة المعالجة (Ultra - Processed Foods) قد يكون له تأثير خطير على صحة الفم وتطور الفك لديهم.

عيوب في الأسنان

وأفادت نتائج الدراسة بزيادة احتمالية ظهور الأسنان البارزة أو ما يُعرف بـ«buck teeth»، أو أسنان الأرنب، نتيجة تناول هذه الأطعمة. وهذا النوع من العيوب في ابتسامة الطفل قد يعرضه للتنمر من قبل أقرانه، ويؤثر على حالته النفسية. كما أنه يحتاج كذلك لعلاج تقويم الأسنان الذي قد يستمر لسنوات.

وأكدت البروفسورة ماريا غارسيا، المشرفة على الدراسة، أن «اعتماد الأطفال على الأطعمة فائقة المعالجة لا يهدد صحتهم العامة فقط، لكنه يضع مستقبل صحة أسنانهم في خطر أيضاً». وأوصت الآباء بتقديم أطعمة طبيعية تتطلب المضغ، مثل الخضراوات والفواكه الطازجة، لتعزيز تطور عظام الفك، وتقليل مخاطر مشاكل الأسنان.

ضعف نمو الفك

أجريت الدراسة على 200 طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاماً، وتم تقييم عاداتهم الغذائية إلى جانب تحليل تطور أسنانهم وأشكال فكوكهم. ووجد الباحثون أن الأطفال الذين يعتمدون بشكل كبير على الأطعمة فائقة المعالجة، مثل رقائق البطاطا، والبسكويت، والمشروبات الغازية، والمعجنات، والوجبات الجاهزة، يعانون من ضعف في نمو عظام الفك وتكدس الأسنان، مقارنةً بأقرانهم الذين يتناولون أطعمة طبيعية غنية بالألياف.

قوام هش لا يتطلب المضغ

وأوضحت الدراسة أن السبب الرئيسي يعود إلى قوام الأطعمة فائقة المعالجة، الذي لا يتطلب مضغاً كافياً لتحفيز نمو عظام الفك. كما أن عدم تناول أغذية يحتاج إلى استعمال كل عضلات المضغ يؤدي إلى أن عضلات اللسان القوية تتغلب على عضلات الشفتين، مما يؤدي إلى بروز الأسنان الأمامية لتدفعها نحو الشفة

تعادل العضلات يخلق نسق الأسنان الجميل

ويؤدي تعادل قوة عضلات اللسان إلى تعادل قوة عضلات الشفتين، وهذا التعادل هو ما يخلق نسقاً جميلاً للأسنان، شريطة أن يكون الطعام صحياً. كما أن هذه الأطعمة تفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية الضرورية لتطور العظام بشكل صحي.

تأثيرات على صحة الأسنان

كيف تؤثر هذه الأطعمة على صحة الأسنان؟

- ضعف نمو الفك: قلة المضغ تعوق تحفيز العظام اللازمة لنمو الفك بشكل صحيح.

- تكدس الأسنان وبروزها: يؤدي ضعف الفك إلى عدم اتساعه بشكل كافٍ لاستيعاب الأسنان، ما يجعل بعضها بارزاً أو مزدحماً.

- زيادة خطر التسوس: ارتفاع نسبة السكريات في الأطعمة المعالجة يساهم في تفاقم مشاكل التسوس، خاصة لدى الأطفال الذين لا يعتنون بنظافة الفم بشكل كافٍ.

- احتواء أغلب الأكلات السريعة على مواد حمضية قد يؤدي إلى فقدان مينا الأسنان مما يضعفها.

التغذية الطبيعية بوصفها بديلاً صحياً

أظهرت الدراسة أن الأطفال الذين يتناولون نظاماً غذائياً متوازناً غنياً بالخضراوات والفواكه والبروتينات الطبيعية، يتمتعون بصحة أسنان وفك أفضل. فالأطعمة الصلبة والغنية بالألياف تساعد في تحفيز نمو الفك بشكل طبيعي، ما يقلل من الحاجة لاحقاً لتدخلات تقويم الأسنان.

وتأتي هذه الدراسة ضمن سلسلة من الأبحاث التي تحذر من الأضرار الصحية الناتجة عن الأطعمة فائقة المعالجة. فإلى جانب التأثير على صحة الأسنان، ترتبط هذه الأطعمة بالسمنة والسكري ومختلف أنواع السرطانات وأمراض القلب.