هل تُحلق الطائرات العاملة بـ«الهيدروجين» بعيداً؟

هل تُحلق الطائرات العاملة بـ«الهيدروجين» بعيداً؟
TT

هل تُحلق الطائرات العاملة بـ«الهيدروجين» بعيداً؟

هل تُحلق الطائرات العاملة بـ«الهيدروجين» بعيداً؟

رغم أنها لم تحلق سوى وقت قليل، نجحت طائرات معتمدة على وقود الهيدروجين، في تهدئة بعض الشكوك التي أحاطت بإمكانية اضطلاعها بدور في صناعة طيران أكثر استدامة.

ومع أن الطائرات المتاحة حالياً التي تشكل نماذج أولية، من غير المنتظر أن تنطلق في رحلات عابرة للمحيطات في الأفق المنظور، فإنها تبدو مؤهَّلة لتطويرها نحو طائرات أكبر وأكثر كفاءة خلال السنوات المقبلة.

وتطلق الطائرة العاملة بالهيدروجين، أقل من ثلث انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مدار فترة عملها، مقارنةً حتى بالطائرات المعتمدة على وقود «إي كيروسين»، ويقصد به وقود يقوم على مزيج من الماء وثاني أكسيد الكربون والكهرباء، حسب «المجلس الدولي للنقل النظيف».

وأجرت شركتان ناشئتان من كاليفورنيا في الفترة الأخيرة سلسلة من تجارب الطيران الناجحة لطائرات ابتكرتها الشركتان تعمل بتكنولوجيا وقود خلايا الهيدروجين. وعملت الشركتان، وفق (بوبيلار ساينس)، مطلع أغسطس (آب)، على تعديل المحركات المروحية التقليدية بالطائرات، بحيث تستوعب تكنولوجيا وقود الهيدروجين.

وخلال تجارب الطيران، نجح النموذج الأوّلي لطائرة الركاب «داش 8» التي تسع 40 راكباً، من إنتاج شركة «يونيفرسال هيدروجين»، في إنجاز 9 رحلات طيران حلَّقت خلالها على ارتفاع بلغ 10000 قدم بسرعة 170 عقدة (195 ميلاً في الساعة)، حسبما أعلن الرئيس التنفيذي للشركة، مارك كزين. في الوقت ذاته، نجحت طائرة «دورنير 228»، من إنتاج شركة «زيرو أفيا»، التي تسع 19 راكباً، في التحليق 10 مرات على ارتفاع 5000 قدم، في أثناء الطيران بسرعة 150 عقدة من دون أي مشكلات.

يُذكر أنه على امتداد سنوات، ساد اعتقاد بين غالبية الخبراء المعنيين بصناعة الطيران أن الطائرات العاملة بالهيدروجين لا تشكل خياراً عملياً قابلاً للتطبيق، من الجانب الاقتصادي أو اللوجيستي، بالنظر إلى المسائل المتعلقة بمتطلبات المساحة اللازمة لحاويات الهيدروجين ومجمل إنتاجها من الطاقة. إلا أنه بمرور الوقت، تخطط كل من «يونيفرسال هيدروجين» و«زيرو أفيا» للتحول إلى الهيدروجين السائل، الذي تتطلب حاوياته مساحة أقل. وبالنظر إلى المشهد التكنولوجي العام الراهن، يبقى من المحتمل أن تظل الاستعانة بالطائرات المعتمدة حصراً على الهيدروجين مقتصرة على الرحلات القصيرة. ومع ذلك، فإنه حتى في ظل هذه الأوضاع، بمقدور هذه الطائرات الحد بدرجة بالغة من انبعاثات صناعة الطيران المسببة للاحتباس الحراري.


مقالات ذات صلة

الصين تدافع عن «الإفراط في التصنيع»

الاقتصاد سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

الصين تدافع عن «الإفراط في التصنيع»

قال نائب وزير مالية الصين، إن القدرات الصناعية لبلاده تساعد العالم في مكافحة التغير المناخي، وفي جهود احتواء التضخم، في رد على انتقاد وزيرة الخزانة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
رياضة عالمية إستيبان أوكون (أ.ب)

«فورمولا 1»: أوكون سيقود فريق هاس الموسم المقبل

قال فريق هاس المنافس في بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» للسيارات، اليوم (الخميس)، إن الفرنسي استيبان أوكون سيقود له لعدة سنوات مقبلة، بداية من الموسم المقبل.

«الشرق الأوسط» (سبا فرانكورشان)
رياضة عالمية ماكس فيرستابن (أ.ب)

جائزة بلجيكا الكبرى: فيرستابن للعودة إلى سكة الانتصارات

يأمل الهولندي ماكس فيرستابن بطل العالم ثلاث مرات في وضع حد لإخفاقاته بالسباقات الثلاثة الماضية والعودة إلى سكة الانتصارات بمواجهة تهديد ماكلارين المتفوق.

«الشرق الأوسط» (سبا فرنكورشان)
الاقتصاد شركة «بي واي دي» الصينية للسيارات الكهربائية في تايلاند (رويترز)

«بي واي دي» تزيد هيمنتها على أسواق جنوب شرق آسيا

أظهرت بيانات حكومية أن شركة «بي واي دي» الصينية وسّعت الفارق في مبيعاتها عن «تسلا» في سنغافورة في النصف الأول من العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق السيارات لا تحتوي في الواقع على موازين حرارة مدمجة فيها (رويترز)

لماذا يجب عليك عدم الوثوق بميزان حرارة سيارتك؟

إذا كنت في سيارتك وتريد أن تعرف مدى سخونة الجو فلا تعتمد على دقة ميزان الحرارة في المركبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

سراويل وقمصان وقبعات أكثر استدامة

سراويل وقمصان وقبعات أكثر استدامة
TT

سراويل وقمصان وقبعات أكثر استدامة

سراويل وقمصان وقبعات أكثر استدامة

ليس من السهل العيش بشكل مستدام في المدينة؛ إذ إن الوتيرة السريعة للحياة الحضرية والراحة الفائقة تعني أنه من السهل جداً الاستسلام لإغراءات المنتجات ذات الاستخدام الوحيد الواحد.

«الخيوط الجيدة»

ونقلت كلير تشاو(*) عن هاني لي، الشريك المؤسس لشركة «أناك - Anak» السنغافورية: «أن من أكبر العوائق أمام الحياة المستدامة هي الغابة الحضرية نفسها».

وقد ابتكرت شركته، ومن خلال العمل مع مجموعة «مانداي وايلدلاف غروب» ملابس مصممة بشكل خاص لتشجيع الحياة المستدامة.

وكانت النتيجة هي تصميم «جود ثريدز - Good Threads» (الخيوط الجيدة) التي فازت بجائزة «فاست كومباني» لعام 2024 للابتكار حسب التصميم في فئة منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ملابس مستدامة

تضم مجموعة «جود ثريدز» 4 عناصر: «Tote-Shorts» وهو زوج من السراويل القصيرة، مع حقيبة قابلة للفصل؛ وقميص الوجبات الجاهزة، وهو عبارة عن «مخزن في قميص» يحتوي على جيوب لتخزين الحاويات القابلة لإعادة الاستخدام؛ وقبعة «Bucket-Bag Hat»، وهي قبعة ذات حزام حقيبة قابل للتحويل؛ و«Trashy Pants» التي تحتوي على جيوب تساعد في تنظيم عملية إعادة التدوير.

أقمشة يُعاد تدويرها

يواجه كل منتج تحدياً محدداً للحياة الحضرية، وهو مصنوع بنسبة 100 في المائة من الأقمشة المُعاد تدويرها والبلاستيك المعاد تدويره.

ووفقاً لهاني لي، فإن الإلهام جاء من مراقبة سلوك حراس الحديقة في محمية مانداي للحياة البرية. ويقول لي: «لقد خلقوا القدرة على حمل الملابس واستخدامها بطريقة مختلفة تماماً... لقد وجدنا أن استخدام الملابس التي يجري دفعها إلى أقصى الحدود أمر مثير للاهتمام حقاً».

ويتضمن الزي الرسمي لحارس حديقة الحيوان أكياساً مثبتة وإضافات مختلفة لاستيعاب جميع أنواع أساسيات تربية الحيوانات، بدءاً من علف الحيوانات وحتى أدوات الرعاية البيطرية وأكياس القمامة، حتى لا تتناثر النفايات في الحدائق الطبيعية.

ملابس الأداء «الطبيعية»

وتصمم «ملابس الأداء» هذه لمساعدة البشر على التكيف مع مجموعة من البيئات الطبيعية. وسعت شركة «أناك» إلى ترجمة هذه الفكرة إلى ما تسميه «الغابة الحضرية»، وهي تهدف إلى دفع فكرة الملابس المستدامة إلى ما هو أبعد من مجرد استخدام المواد المستدامة، والاستفادة من تصميمها لإثارة الحوار حول سلوك المستهلك، من خلال الموضة «الطبيعية»، وستخصص 100 في المائة من العائدات لدعم جهود الحفاظ على البيئة في جنوب شرق آسيا.

(*) مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».