طلاء بسيط يُحول غطاء المصباح إلى جهاز لتنقية الهواء

«محفز حراري» يزيل الملوثات المنزلية

طلاء بسيط يُحول غطاء المصباح  إلى جهاز لتنقية الهواء
TT

طلاء بسيط يُحول غطاء المصباح إلى جهاز لتنقية الهواء

طلاء بسيط يُحول غطاء المصباح  إلى جهاز لتنقية الهواء

يمكن أن يتلوث الهواء الطلق بسبب مرور السيارات أو نفث الملوثات من محطات الفحم أو دخان حرائق الغابات. لكن الهواء الداخلي مليء بالملوثات أيضاً، التي يمكن أن تأتي من الطهي والتنظيف ومواد البناء وحتى المواد من مثبطات اللهب الموجودة في الأريكة.

الآن ظهر لدى الباحثين حل مبتكر: طلاء يحول أغطية المصابيح العادية إلى أجهزة تنقية للهواء، بتوظيف الحرارة المنبعثة من المصابيح الكهربائية.

أجهزة تنقية الهواء

تستخدم أجهزة تنقية الهواء التقليدية أنظمة ترشيح لإزالة الملوثات من الهواء. لكن هذه الأنظمة تمتص الملوثات في المرشح ولا تزيلها تماماً، كما يوضح مينهايونغ لي في رسالة عبر البريد الإلكتروني إجابة عن أسئلة الصحافي كريستين توسان.

وقد عرض لي، وهو طالب دراسات عليا في جامعة «يونسي» بكوريا الجنوبية، حيث يتم إجراء البحث، هذه النتائج في اجتماع للجمعية الكيميائية الأميركية.

يستخدم بعض أجهزة تنقية الهواء الأخرى محفزاً لإحداث تفاعل كيميائي ضد الملوثات، مما يؤدي إلى تدميرها وإطلاق الهواء النقي مرة أخرى إلى الغرفة. لكن هذه الطريقة تتطلب ضوءاً قوياً للأشعة فوق البنفسجية، «وهو أمر خطير ومكلف»، كما يقول لي.

طلاء من «معجون محفز» لاصطياد الملوثات

وبدلاً من ذلك، وجد الباحثون في جامعة «يونسي» طريقة لاستخدام الحرارة المنبعثة من المصابيح الكهربائية كمحفز ضد تلك الملوثات. ومن خلال طلاء الجزء الداخلي من أغطية المصابيح بـ«معجون محفز» (مصنوع من ثاني أكسيد التيتانيوم وكمية صغيرة من البلاتين)، يسخن المصباح العجينة، مما يؤدي إلى تنشيط المحفز.

ثم يحول هذا التفاعل المركبات العضوية المتطايرة، والغازات التي يمكن أن تسبب تهيج الأنف والحلق، والصداع، وحتى تلف الكلى والكبد، إلى ثاني أكسيد الكربون والماء. ولاحظ الباحثون أن كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة غير ضارة.

يقول لي: «وجدنا أن المصابيح الهالوجينية أو المتوهجة شائعة الاستخدام، السائدة في المقاهي والديكورات المنزلية، تبعث مقداراً كبيراً من الطاقة الحرارية». يمكن أن تتراوح مقادير هذه الطاقة حسب درجات حرارة 100 درجة مئوية إلى 160 درجة مئوية، وهي ساخنة بدرجة كافية لتنشيط تفاعل كيميائي.

تصفية الملوثات المنزلية

بدلاً من مجرد تصفية الملوثات، فإن جهاز تنقية الهواء الموجود على غطاء المصباح قادر على تحويل المركبات العضوية المتطايرة إلى مركبات غير ضارة، وإزالتها تماماً من الهواء. هناك مجموعة متنوعة من المركبات العضوية المتطايرة التي يمكن أن تكون داخل منزلك: يمكن للأثاث أن ينبعث منه الفورمالديهايد، ويمكن أن تبعث الأصباغ الأسيتالديهيد، بينما يولّد قلي الطعام البنزين والتولوين والإيثيل بنزين والزيلين. ويقول لي إن أكبر مشكلة مع هذه المركبات العضوية المتطايرة هي أنها ليست ضارة بمفردها فحسب، بل إنها أيضاً سلائف لجسيمات دقيقة -جزيئات صغيرة يمكن استنشاقها ولها مجموعة من الآثار الصحية الخاصة بها.

يضيف لي: «المركبات العضوية المتطايرة الموجودة في الداخل هي تركيزات صغيرة جداً. ولكن إذا تم استنشاقها باستمرار، فإن التركيز سيزداد بشكل كبير داخل جسم الإنسان. وحتى كمية صغيرة من المركبات العضوية المتطايرة يمكن أن تسبب الكثير من الآثار السيئة، مثل الحساسية ومشكلات الجهاز التنفسي والصداع».

اختبارات ناجحة

تم اختبار أجهزة تنقية الهواء في غطاء المصباح في ظروف بتركيز أعلى من المركبات العضوية المتطايرة عمّا تجده عادةً في منزلك، 10 أجزاء في المليون (بينما في الداخل، تكون معظم التركيزات أقل من جزء واحد في المليون)، وتمكنت الأجهزة من إزالتها تماماً.

وبعد هذا النجاح يأمل الباحثون في صنع نظام التنقية نفسه باستخدام مصابيح «ليد» LED، التي لا تسخن مثل مصابيح الهالوجين والمصابيح المتوهجة. في الواقع. ويفكرون أيضاً في إضافة النحاس إلى الطلاء بدلاً من البلاتين، نظراً لأن المحفزات القائمة على النحاس قادرة على تحطيم المركبات العضوية المتطايرة، والنحاس نفسه مطهّر يمكن أن يقتل الكائنات الحية الدقيقة في الهواء. وأخيراً فقد وضعت النماذج الأولية لها قيد العمل الآن.

مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

تلوث الهواء يزيد مخاطر الإصابة بجلطات الدم

صحتك تبين من الدراسة أن التعرض لجزيئات الغبار الدقيقة التي تنبعث عن محطات الطاقة أو حرائق الغابات يزيد مخاطر الإصابة بالجلطات بنسبة 39 % (رويترز)

تلوث الهواء يزيد مخاطر الإصابة بجلطات الدم

كشفت دراسة أميركية أن التعرض لتلوث الهواء لفترات طويلة يزيد مخاطر الإصابة بجلطات الدم في الأوردة.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد رئيس وزراء منغوليا يتحدث إلى الحضور خلال «كوب 16» في الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس وزراء منغوليا من الرياض: مشاريع سعودية تستهدف الانتقال للطاقة النظيفة

أوضح رئيس وزراء منغوليا أويون إردين لوفسانامسراي أن مؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16» المنعقد حالياً في الرياض يتمحور حول مستقبل الأرض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى المناطق الخضراء في السعودية (الشرق الأوسط)

العبد القادر لـ«الشرق الأوسط»: «كوب 16» سيدعو إلى تبني استراتيجيات تكافح التصحر

أكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر السعودي، الدكتور خالد العبد القادر، أن مؤتمر «كوب 16» سيدعو إلى تبني استراتيجيات للتصحر.

آيات نور (الرياض)
يوميات الشرق الصورة المصاحبة لبوستر الفيلم الوثائقي (نتفليكس)

«اشترِ الآن!»... وثائقي «نتفليكس» الجديد يكشف دهاليز مؤامرة التسوق

تُغري عبارة «اشترِ الآن» ملايين المستهلكين من حول العالم، لتبضع الكثير من السلع الاستهلاكية التي غالباً لا يحتاجون إليها، خصوصاً في فترة نهاية العام.

إيمان الخطاف (الدمام)

الثقب الأسود الهائل في مجرّة درب التبانة ليس مدمّراً بقدر ما كان يُعتقد

مجرّة درب التبانة (د.ب.أ)
مجرّة درب التبانة (د.ب.أ)
TT

الثقب الأسود الهائل في مجرّة درب التبانة ليس مدمّراً بقدر ما كان يُعتقد

مجرّة درب التبانة (د.ب.أ)
مجرّة درب التبانة (د.ب.أ)

اكتشف فريق من الباحثين أقرب نجم ثنائي يُرصد على الإطلاق حول الثقب الأسود الهائل الموجود في مركز المجرّة التي ينتمي إليها كوكب الأرض؛ ما يشير إلى أن هذا الثقب ليس مدمّراً بقدر ما كان يُعتقد. وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأنظمة النجوم الثنائية المؤلفة من نجمين يدور أحدهما حول الآخر شائعة جداً في الكون وتشكل 50 في المائة من النجوم في مجرّة درب التبانة.

لكن في مركز مجرّة درب التبانة، حيث يقع الثقب الأسود الهائل «ساجيتاريوس إيه»، لا يتجاوز عدد هذه النجوم الثنائية عدد «أصابع اليد الواحدة»؛ إذ رُصدَت حتى الآن في هذا الموقع خمسة أنظمة مزدوجة فحسب، وفق ما شرحت عالمة الفيزياء الفلكية في جامعة كولونيا الألمانية إيما بوردييه التي شاركت في إعداد الدراسة المنشورة الثلاثاء في مجلة «نيتشر كوميونيكيشنز».

وأضافت الباحثة أن هذه المنطقة تُعَدّ «واحدة من أكثر المناطق تطرفاً» في درب التبّانة؛ إذ إن «تأثير الجاذبية الضخم للثقب الأسود الهائل يؤدي إلى مدارات نجمية شديدة الانحراف وعالية السرعة، بالإضافة إلى قوى مدّ وجزر من شأنها تعطيل الأنظمة الثنائية المحتمل وجودها وتدميرها».

ويُظهر اكتشاف النجم الثنائي أن الثقوب السوداء بهذا الحجم «ليست مدمرة بقدر» ما كان يُعتقَد، وفق ما نقله بيان للمرصد الجنوبي الأوروبي عن المُعدّ الرئيسي للدراسة فلوريان بيسكر (جامعة كولونيا).

ويقع هذا النظام المزدوج المسمى «دي 9» في مجموعة كثيفة من النجوم والأجسام الأخرى التي تدور حول «ساجيتاريوس ايه» وتسمى «الكتلة إس». وخلال أقرب مرور له، كان على بعد 0.12 سنة ضوئية فقط من الثقب الأسود.

وبالمقارنة، فإن «بروكسيما سنتوري»، أقرب نجم إلى الشمس، تفوق بأربعين مرة المسافة الفاصلة بين النجم «دي 9» و«ساجيتاريوس إيه».

وأشار المعدّ المشارك للدراسة الباحث في جامعة ماساريك (جمهورية التشيك) وجامعة كولونيا ميشال زاجاتشيك إلى أن نظام «دي 9» يُظهر «علامات واضحة على وجود الغاز والغبار بالقرب من النجوم (...)؛ ما يشير إلى أنه من الممكن أن يكون نظاماً نجمياً صغيراً جداً تشكّلَ بالقرب من الثقب الأسود الهائل».

ورجّح فرق الباحثين أن يكون عمر «دي 9» 2.7 مليون سنة فحسب، وأن تؤدي قوة جاذبية الثقب الأسود إلى اندماجه في نجم واحد خلال مليون سنة فقط.

والحداثة النسبية لعمر النجم تجعله فريداً من نوعه إلى حد ما، في حين أن الأنظمة المزدوجة الخمسة الأخرى المكتشفة حتى الآن هي نجوم ضخمة، بل ضخمة جداً، وأكثر تطوراً.

ويعتقد العلماء أن الظروف القاسية بالقرب من الثقب الأسود تمنع النجوم الجديدة من التشكل، وأن النجوم الموجودة هناك تشكلت في مناطق أكثر ملاءمة قبل أن تهاجر خلال حياتها إلى مركز المجرّة.

إلا أن اكتشاف نجم ثنائي حديث العمر «يُظهر مجدداً أن كل شيء ممكن حول ثقب أسود هائل»، بحسب بوردييه.