البيت الأبيض منفتح على التلاعب بأشعة الشمس لمنع تغير المناخ

أشعة الشمس القوية تساعد في تسريع ظاهرة الاحتباس الحراري (أرشيف - رويترز)
أشعة الشمس القوية تساعد في تسريع ظاهرة الاحتباس الحراري (أرشيف - رويترز)
TT

البيت الأبيض منفتح على التلاعب بأشعة الشمس لمنع تغير المناخ

أشعة الشمس القوية تساعد في تسريع ظاهرة الاحتباس الحراري (أرشيف - رويترز)
أشعة الشمس القوية تساعد في تسريع ظاهرة الاحتباس الحراري (أرشيف - رويترز)

كشف تقرير بحثي نُشر على موقع البيت الأبيض أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، منفتحة لدراسة كيفية منع أشعة الشمس لإنقاذ الأرض من تغير المناخ.

ووفقاً لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية، فقد أظهر التقرير الذي أصدره مكتب سياسة العلوم والتكنولوجيا بالبيت الأبيض بتكليف من الكونغرس أن الفريق كان يبحث في طرق «الهندسة الجيولوجية» لمنع أشعة الشمس من تسريع ظاهرة الاحتباس الحراري.

ويعرّف العلماء «الهندسة الجيولوجية» بأنها «تدخل متعمد واسع النطاق في النظم الطبيعية للأرض لمواجهة تغير المناخ»، ووفقاً للتقرير، فإن أنواع أساليب الهندسة الجيولوجية التي تبحث إدارة بايدن استخدامها هي «حقن الهباء الجوي في طبقة الستراتوسفير وسطوح السحابة البحرية».

ويساعد حقن «الهباء الجوي» في «الستراتوسفير» بصنع عازل بين الشمس والأرض، فيما تعتمد طريقة سطوع السحابة البحرية على تكوين غيوم محيطية تعكس بعض ضوء الشمس إلى الفضاء قبل امتصاص حرارته في الغلاف الجوي بحيث لا يصل إلى الأرض.

أشعة الشمس تظهر وسط أشجار في غابة بسويسرا (رويترز)

وأشارت مقدمة التقرير إلى أن أساليب «الهندسة الجيولوجية» تتميز بأنها سهلة في التنفيذ، وتأتي بنتائج فعالة في وقت قصير.

ولفت المؤلفون إلى أن نظام «تعديل الإشعاع الشمسي» يتيح «إمكانية تبريد الكوكب بصورة فعالة في نطاق زمني يبلغ بضع سنوات».

وخلص التقرير إلى أن «البحث في الآثار العلمية والمجتمعية لتعديل الإشعاع الشمسي سيمكن من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن المخاطر والفوائد المحتملة لهذا التعديل على المناخ»، مشيراً إلى أنه يمكن أن يمهد الطريق لمشروعات حكومية في هذا المجال.

ولا توجد سياسة حكومية مرفقة بهذا التقرير حتى الآن لأنه مجرد تقرير بحثي.

وفي بيان منفصل، أكد البيت الأبيض أنه «لا توجد خطط جارية لتأسيس برنامج بحثي شامل يركز على تعديل الإشعاع الشمسي».


مقالات ذات صلة

فيضانات منطقة المتوسط... تغير المناخ بات هنا

بيئة سيارات متضررة جراء الأمطار الغزيرة التي تسببت في حدوث فيضانات على مشارف فالنسيا إسبانيا 31 أكتوبر 2024 (رويترز)

فيضانات منطقة المتوسط... تغير المناخ بات هنا

زادت ظاهرة التغيّر المناخي نسبة حدوث فيضانات في منطقة البحر المتوسط، حيث تلعب الجغرافيا والنمو السكاني دوراً في مفاقمة الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ عنصرا إطفاء يتابعان حريقاً في باليساديس بلوس أنجليس (رويترز)

اتّساع نطاق الحرائق في لوس أنجليس... وحصيلة القتلى ترتفع إلى 16

اتّسع نطاق الحرائق الكثيرة المستعرة في لوس أنجليس منذ 5 أيام، التي أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 16 قتيلاً، السبت، لتطول مناطق كانت بمنأى من النيران.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
الولايات المتحدة​ براندون رود يساعد زوجته على ارتداء قناع وجه خلال تفقُّدهم الدمار الذي لحق منزلهم جراء حرائق لوس أنجليس (رويترز)

الشرطة: أصدرنا أوامر إخلاء لنحو 153 ألف شخص جراء حرائق لوس أنجليس

قال قائد شرطة لوس أنجليس، اليوم الجمعة، إن أوامر إخلاء صدرت لنحو 153 ألف شخص جراء الحرائق، و166 ألفاً آخرين تلقوا إنذارات للاستعداد.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
علوم أشخاص يعملون في كهف تخزين في موقع يُدعى «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)

علماء يستخرجون نواة جليدية عمرها أكثر من مليون سنة

أعلن فريق دولي من العلماء أنهم نجحوا في حفر واحدة من أعمق الحفر الجليدية حتى الآن، بعمق ميلين (2.8 كيلومتر) للوصول لطبقة جليدية في القارة القطبية.

«الشرق الأوسط» (روما)
ظواهر جوية حادة أثّرت على مناطق السعودية خلال عام 2024 (الأرصاد)

15 ظاهرة تجسّد واقع التغيرات المناخية في السعودية

كشف المركز السعودي للأرصاد عن 15 ظاهرة جوية حادة أثّرت على مناطق المملكة خلال عام 2024 وتجسّد بوضوح تأثير التغيرات المناخية التي تشهدها البلاد.

«الشرق الأوسط» (جدة)

«متلازمة الفم الحارق»: الأسباب والعلاج

«متلازمة الفم الحارق»: الأسباب والعلاج
TT

«متلازمة الفم الحارق»: الأسباب والعلاج

«متلازمة الفم الحارق»: الأسباب والعلاج

تُعدّ متلازمة الفم الحارق من الحالات الطبية الغامضة والمعقدة التي تُسبب إحساساً بالحرقان والألم في الفم وتغييراً في طعم الفم وخدراً في اللسان، بالإضافة إلى جفاف الفم، وقد تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المصابين بها.

تُعرف هذه المتلازمة أيضاً بأسماء أخرى مثل «حرقة اللسان» أو «حرقة الشفاه»، وغالباً ما تكون الأسباب الدقيقة وراءها غير واضحة. وتشير أغلب الإحصائيات إلى أن معدل الإصابة بهذه المتلازمة يصل إلى ما بين 1 و15 في المائة بين السكان. كما تصيب هذه المتلازمة النساء أكثر من الرجال ويلعب العمر دوراً مهماً، حيث تكثر معدلات الإصابة بعد عمر الخمسين عاماً.

أسباب الفم الحارق

هناك أسباب محتملة عدة لمتلازمة الفم الحارق، التي يمكن تقسيمها إلى فئات رئيسية:

- الأسباب العصبية: قد تكون ناجمة عن تلف في الأعصاب التي تنقل الإحساس من الفم إلى الدماغ. ويُعتقد أن التغيرات في الجهاز العصبي المركزي والمحيطي تلعب دوراً كبيراً في ظهور الأعراض.

- الاضطرابات الهرمونية تشمل تغيرات هرمونية مثل انخفاض مستويات هرمون الاستروجين لدى النساء بعد انقطاع الطمث؛ ما يمكن أن يؤثر على صحة الفم.

- الالتهابات: يمكن لبعض الالتهابات الفطرية أو البكتيرية أن تُسبب أعراضاً مشابهة لمتلازمة الفم الحارق. وعلى سبيل المثال، فإن العدوى الفطرية مثل الكانديدا قد تكون سبباً محتملاً.

- العوامل النفسية: يلعب القلق والاكتئاب دوراً مهماً في زيادة شدة الأعراض، حيث يمكن أن تزيد هذه الحالات النفسية من التوتر العصبي وتفاقم الإحساس بالألم.

- نقص التغذية: يمكن أن يؤدي نقص فيتامين بي12 B12 أو الحديد إلى ظهور الأعراض. إذ إن الفيتامينات والمعادن (خصوصاً الزنك والحديد) ضرورية لصحة الأعصاب والأنسجة الفموية.

الأعراض والعلاج

تتميز متلازمة الفم الحارق بمجموعة من الأعراض التي قد تختلف في شدتها من شخص إلى آخر، وتشمل:

- الإحساس بالحرقان أو الوخز في اللسان أو الشفتين أو الحنك، الذي قد يكون مستمراً أو متقطعاً.

- جفاف الفم وزيادة العطش؛ مما يزيد من الإحساس بعدم الراحة.

- التغير في حاسة التذوق، مثل الطعم المعدني أو المر في الفم، الذي يمكن أن يؤثر على الشهية وتناول الطعام.

- الصعوبة في تناول الطعام أو التحدث بسبب الألم؛ مما يؤثر على الحياة اليومية والتفاعل الاجتماعي.

- الشعور بالخدر والتنميل في اللسان وقد تتغير أماكن الخدر من أسبوع إلى آخر.

أما العلاج، فيتطلب نهجاً متعدد الأوجه يشمل أساليب عدة:

- العلاج الدوائي: يشمل استخدام مسكنات الألم، مضادات الاكتئاب، أو أدوية أخرى تهدف إلى تخفيف الأعراض العصبية. يُمكن أن تُستخدم مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة أو مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورأدرينالين.

- العلاج السلوكي: يهدف إلى مساعدة المرضى في إدارة القلق أو الاكتئاب المرتبط بالأعراض، وذلك من خلال تقنيات مثل العلاج السلوكي المعرفي.

- التعديلات الغذائية: يُمكن أن تُساعد مكملات غذائية مثل فيتامين بي12 أو الحديد في تعويض النقص الغذائي وتحسين الأعراض. يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن وصحي. وقد أثبتت دراسة من معهد ايستمان لطب الأسنان نُشرت في عام 2023 في مجلة «طب الأسنان» البريطانية، أن تناول الزنك بصفته مكملاً غذائياً يومياً يمكن أن يخفف كثيراً من أعراض هذه المتلازمة.

- العلاجات البديلة: تشمل تقنيات مثل العلاج بالإبر الصينية أو العلاج بالروائح، التي يُمكن أن تُساهم في تخفيف الألم وتحسين حالة المريض العامة.

وتعدّ متلازمة الفم الحارق تحدياً طبياً للعديد من الأطباء والمرضى بسبب غموض أسبابها وتنوع أعراضها. لكن من خلال الفهم العميق للأسباب المحتملة واتباع نهج علاج متكامل يشمل العلاجات الدوائية والسلوكية والغذائية، يمكن تحسين جودة حياة المصابين بشكل كبير. علاوة على ذلك، يُظهر الذكاء الاصطناعي إمكانيات واعدة في تحسين دقة التشخيص وتطوير خطط علاج مخصصة؛ ما يمنح الأمل في تحقيق نتائج أفضل للمصابين بهذه المتلازمة الغامضة.