تجارب علمية: لاحاجة للكلور في تنقية المياه!

تجارب علمية: لاحاجة للكلور في تنقية المياه!
TT

تجارب علمية: لاحاجة للكلور في تنقية المياه!

تجارب علمية: لاحاجة للكلور في تنقية المياه!

الكلور (Chlorine) عنصر نشط لافلزي يقع في الجدول الدوري بمجموعة الهالوجينات؛ إذ يندرج في المجموعة السابعة والمرتبة الثالثة. يوجد في الطبيعة بوفرة على شكل ملح بمياه البحر والصخور الملحية؛ وهو ثالث أكثر العناصر وفرة في المحيطات؛ حيث يحتل المرتبة 21 من حيث الوفرة في القشرة الأرضية. ليس هذا فحسب بل يوجد الكلور بجسم الإنسان أيضا ولكن على شكل أيون الكلوريد.

وتتعدد استخدامات الكلور بدءا من تعقيم مياه الشرب وبرك السباحة ووصولا الى تبييض الورق والقماش. كما يدخل أيضا بمعالجة النفايات الصناعية ومياه الصرف الصحي وفي صناعة المبيدات الحشرية والمطّاط والمذيبات وكذلك الأدوية والدهانات والبلاستيك وغيرها.

وقد أفاد الكثير من الدراسات بأن التعرض للكلور على المدى الطويل يُمكن أن يُسبب العديد من الأضرار بينها تهيج الجهاز التنفسي ووذمة الرئة وصعوبة التنفس وغيرها.

وفي تجارب جديدة أجراها علماء بجامعة لوند السويدية استطاعوا من خلالها دحض الحاجة إلى استخدام الكلور بتنقية المياه.

وأشارت مجلة «Npj Clean Water» العلمية إلى أنه عند عدم استخدامه بتنقية المياه ازداد في عينات الماء الخالية من الكلور عدد البكتريا التي تمتص معظم الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في الماء، ولكنها غير ضارة ولا تشكل أي خطورة على صحة الإنسان.

ومن المعروف ان عملية تنقية المياه تتضمن عدة مراحل باستخدام مرشحات مختلفة والأشعة فوق البنفسجية وبعد ذلك يضاف الكلور.

وفي هذا الاطار، ارتأت مدينة فيربيرغ منذ عام 2020 التوقف عن إضافة الكلور إلى الماء بعد تركيب مرشحات (فلاتر) جديدة تمنع فعليا مرور الكائنات الحية الدقيقة الضارة من البحيرات والمياه الجوفية.

فقد أخذ فريق البحث خلال ستة أشهر عينات من الماء قبل وبعد التوقف عن استخدام الكلور. فيما تم تحديد الميكروبيوم المحلي بأكمله بناء على الحمض النووي للبكتيريا. وبعد عام، حلل الباحثون عينات جديدة لتحديد التغيرات الحاصلة في الميكروبيوم. وقد أظهرت النتائج أنه في الشهر الثالث من دون الكلور انخفض عدد بعض أنواع البكتيريا بصورة حادة، لكن مقابل ذلك ازداد عدد بكتيريا مفترسة من نوع «Bdellovibrio» غير الضارة للإنسان، لكنها تقضي على بقية الكائنات الحية الدقيقة الأخرى. وربما كانت هذه البكتيريا تختبئ سابقا في غشاء بيولوجي.

واستنادا لهذه النتائج، توصل الخبراء إلى استنتاج مفاده أنه من الممكن الحصول على مياه شرب آمنة ونظيفة من دون استخدام الكلور. غير ان التوصل لنتائج نهائية يحتاج الى مزيد من التجارب والبحوث.


مقالات ذات صلة

دراسة: الذكاء الاصطناعي قادر على الخداع ورفض تغيير وجهة النظر

تكنولوجيا أصبحت نماذج الذكاء الاصطناعي أقوى وأكثر انتشاراً (رويترز)

دراسة: الذكاء الاصطناعي قادر على الخداع ورفض تغيير وجهة النظر

أظهرت دراسة لشركة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأميركية «أنثروبيك» أن نماذج الذكاء الاصطناعي تستطيع خداع المطورين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق عندما نشعر بالجوع يتّخذ الدماغ مجموعة خطوات لبدء تناول الطعام (جامعة طوكيو)

الكشف عن دوائر الدماغ المنظِّمة للجوع والشبع

أدّى هذا الاكتشاف إلى تطوير أدوية تتفاعل مع السيروتونين أو مستقبلاته لتنظيم عملية استهلاك الطعام وعلاج مرض السمنة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الزحمة تفقدنا عادةً الصبر (مختبر سيسا ميديا ​​لاب)

3 سيناريوهات لفقدان القدرة على الصبر

حدّدت دراسة أميركية جديدة 3 سيناريوهات يمكن أن تخلق لدينا «عاصفة مثالية» من فقدان قدرتنا على الصبر أو ما اعتدنا على التعبير عنه بأن «صبرنا نفد تجاه أمر ما».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق اضطراب طيف التوحّد يؤثّر في التواصل والتفاعلات الاجتماعية (جامعة بول ستايت)

62 مليون شخص أُصيبوا بالتوحّد عام 2021

أوصت الدراسة بتخصيص مزيد من الموارد لبرامج الكشف المبكر وتحسين الأدوات التشخيصية، لا سيما للبالغين ولأولئك المقيمين في البلدان ذات الدخلَيْن المنخفض والمتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق العلاج بالموسيقى يعتمد على الغناء والعزف أو الاستماع للنغمات (جامعة ملبورن)

الموسيقى تُهدئ مرضى الخرف... «تماماً كما يوصَف الدواء»

كشفت دراسة بريطانية للمرّة الأولى كيفية تأثير الموسيقى في تقليل القلق والاضطراب لدى الأشخاص المصابين بالخرف المتقدِّم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«البيانات الاصطناعية» الوقود السري الذي يقود ثورة الذكاء الاصطناعي

«البيانات الاصطناعية» الوقود السري الذي يقود ثورة الذكاء الاصطناعي
TT

«البيانات الاصطناعية» الوقود السري الذي يقود ثورة الذكاء الاصطناعي

«البيانات الاصطناعية» الوقود السري الذي يقود ثورة الذكاء الاصطناعي

يؤمن جون مايرز، المؤسس المشارك والمدير التقني لشركة «كريتيل» Gretel، بأن البيانات «المركّبة صناعياً» أو «البيانات الاصطناعية» ستصبح مثل البترول «الاصطناعي» لتطوير وعمل نظم الذكاء الاصطناعي. ويعدّها الوقود السري الذي يسرع الثورة في هذا الميدان.

«البترول الجديد»

عام 2006، قال عالم الرياضيات كلايف همبي، لأول مرة، إن «البيانات هي البترول الجديد. إنها قيّمة، ولكنها غير صالحة للاستخدام إذا لم يتم تكريرها». ومثل البترول، كما يعلق جون مايرز في حديث لمجلة «كوارتز»، فإن البيانات لها أيضاً نظير اصطناعي سيدعم مستقبل الذكاء الاصطناعي.

وتوفر «كريتيل» بيانات اصطناعية للمؤسسات لتحسين نماذج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. وتمهد البيانات وضع الأساس لتطوير الأنظمة وتدريب النماذج لجعل الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاءً وفاعلية مع كل استخدام.

وتعليقاً له على تشبيه البيانات الاصطناعية كثيراً بالبترول الصناعي، يقول مايرز: «كل من يقود سيارة اليوم يستخدم بترولاً صناعياً. إنهم يعرفون فقط أنه يشبه البترول الحقيقي، لكنه مُصنَّع وله صفات مضمونة تضمن تشغيل المحرك بسلاسة».

طرق إنشاء البيانات الاصطناعية

تعمل البيانات الاصطناعية بنفس الطريقة تقريباً. وهناك طريقتان لإنشاء بيانات اصطناعية: الأولى هي أخذ البيانات الموجودة وجعلها آمنة للاستخدام، وتقليل الحجم، وجعلها «محمولة»، والقضاء على مخاطر التدخل في الخصوصية، كما أوضح مايرز. والأخرى هي صنعها «من الصفر»، ما يؤدي إلى توليد بيانات غير موجودة لحل المشكلات وبناء منتجات جديدة.

سوق توليد البيانات الاصطناعية

وكانت شركة الاستشارات «غارتنر» قدّرت أن 60% من البيانات المستخدمة في الذكاء الاصطناعي والتحليلات سيتم إنشاؤها بشكل مصطنع بنهاية عام 2024. ووفقاً لشركة BCC Research فمن المتوقع أن ينمو سوق توليد البيانات الاصطناعية إلى 2.1 مليار دولار في عام 2028، بعد أن سجل 381.3 مليون دولار في عام 2022.

خالية من البيانات الشخصية الحساسة

وانعدام التدخل في الخصوصية يعدّ واحدة من أكبر نقاط التسويق الرابحة للبيانات الاصطناعية، وخاصة في القطاعات الخاضعة للتنظيم الشديد، مثل الخدمات المالية والرعاية الصحية التي تتعامل مع كثير من المعلومات الشخصية الحساسة. كما يمكن أن تساعد البيانات الاصطناعية أيضاً في سد الفجوات، حيث تفتقر البيانات في العالم الحقيقي، وتكمل البيانات المنتجة عضوياً والتي عفا عليها الزمن أو رديئة الجودة.

ولا يرى مايرز أن البيانات الاصطناعية تحل محل البيانات الخام. بدلاً من ذلك، فإنها ستعمل بوصفها مكملاً للبيانات والسجلات الحقيقية. ويعتقد أنه «سيتم إنشاء تطبيقاتك على مستوى المؤسسة، لاستخدام البيانات الخام لتحسينها وتحويلها إلى بيانات اصطناعية».

حقائق

2.1

مليار دولار... من المتوقع أن تنمو سوق توليد البيانات الاصطناعية عام 2028