أعلنت «مجموعة الفطيم» التزامها بتوسيع استثماراتها في المملكة العربية السعودية عبر ضخ 10 مليارات ريال خلال السنوات الثلاث المقبلة، في خطوة تعكس ثقة المجموعة الراسخة في الاقتصاد السعودي، وتأتي دعماً لمسيرة التنمية والتحول الوطني.
وأكد مروان شحادة، مدير مجموعة التطوير المؤسسي في «الفطيم»، أن هذا الاستثمار يمثل تأكيداً عملياً على إيمان المجموعة بمسار التحول الاقتصادي الذي تشهده المملكة وطموحها في بناء اقتصاد متنوع وقادر على المنافسة عالمياً.
وقال شحادة: «خطط المملكة ليست مجرد برامج إصلاحية، بل خريطة طريق لإعادة تعريف مفهوم النمو المستدام. واستثمارنا البالغ 10 مليارات ريال هو تعبير عن إيماننا بقدرات المملكة واستعدادنا لأن نكون شركاء فاعلين في تحقيق أهدافها التنموية».

وأضاف أن علاقة «الفطيم» بالسعودية تتجاوز حدود الاستثمار المالي لتجسد مفهوم الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد، مشيراً إلى أن الحفاظ على الزخم الاقتصادي يتطلب ما هو أبعد من تدفقات رأسمالية، بل يحتاج إلى خبرات تشغيلية حقيقية، والتزام بالتوطين، وفهم عميق لديناميكيات السوق المحلي.
وأوضح شحادة أن استثمارات «الفطيم» الجديدة ستركز على أربعة قطاعات رئيسية تتماشى مع أولويات التنمية الاقتصادية، وهي: التنقّل، والتجزئة، والخدمات المالية، والعقارات. ففي قطاع التنقّل، تعمل المجموعة على تسريع التحول نحو النقل الكهربائي والمستدام بالتعاون مع علامات رائدة مثل «بي واي دي» (BYD)، وإدخال تقنيات متقدمة للبنية التحتية الخاصة بالشحن والمركبات الكهربائية، بهدف رسم ملامح مستقبل جديد للتنقل في المملكة.
وفي قطاع التجزئة، أعلنت «الفطيم» شراكة استراتيجية مع «سينومي ريتيل» تضمنت الاستحواذ على 49.95 في المائة من الأسهم بقيمة تتجاوز 2.5 مليار ريال، إلى جانب تسهيلات تمويلية بنحو 3 مليارات ريال، في صفقة وصفها شحادة بأنها «تعاون تحويلي» يهدف إلى تقديم تجارب تسوق ذكية ومتعددة القنوات تعزز تجربة المستهلك السعودي.
أما في القطاع المالي، فتواصل شركة «أورينت للتأمين»، التابعة للمجموعة، دعمها لمنظومة الخدمات المالية في السعودية من خلال حلول تأمينية وتمويلية مبتكرة تسهم في تعزيز الشمول المالي وثقة العملاء. وفي القطاع العقاري، تسهم «الفطيم» في تطوير مجتمعات حضرية متكاملة ومستدامة تعزز جودة الحياة، بما يتماشى مع أولويات التنمية الحضرية في المملكة.
وأكد شحادة أن التوطين وتنمية الكفاءات السعودية يمثلان محوراً رئيسياً في استراتيجية المجموعة للنمو داخل السعودية، مشيراً إلى أن «الفطيم» تخطط لخلق أكثر من 1000 فرصة عمل جديدة خلال السنوات الثلاث المقبلة، إلى جانب استثمارات في برامج التدريب وتطوير القيادات الوطنية. وقال: «التوطين بالنسبة لنا ليس التزاماً تنظيمياً، بل هو عنصر أساسي في استدامة نجاحنا داخل المملكة».
وشدد شحادة على أن استثمار «الفطيم» الضخم في المملكة يعكس شراكة حقيقية بين القطاع الخاص وبرامج التنمية الوطنية، موضحاً أن الأثر الاقتصادي لهذه الخطوة يتجاوز حدود الربحية، ليشمل تمكين الابتكار ونقل المعرفة وخلق قيمة اقتصادية مستدامة.
واختتم شحادة تصريحه بالقول: «نجاح خطط التنمية الوطنية في المملكة لا يقوم فقط على طموحها الكبير، بل على جودة الشراكات التي تسهم في تنفيذها. ومع ما أرسته المملكة من قاعدة صلبة للتحول، فإن دور القطاع الخاص - وشركات مثل (الفطيم) - سيكون محورياً في دفع هذه المسيرة نحو مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة للمملكة وشعبها».

