في ليلة احتفالية جمعت بين الأناقة والابتكار، اختتمت هيئة الأزياء السعودية مساء الثاني والعشرين من شهر مايو (أيار) الجاري النسخة الثانية من جوائز الأزياء السعودية في الرياض، لتحتفي بالإبداع الإقليمي والعالمي في مجال الأزياء والجمال.
الحفل الذي أقيم برعاية وزارة الثقافة، وتحديداً في مركز الملك عبد الله المالي، جاء ليكرّس مكانة المملكة المتصاعدة على خريطة الموضة العالمية، وسط حضور واسع من رموز صناعة الأزياء في المنطقة وشخصيات عالمية مرموقة.
وشكّلت الأمسية – التي نُظمت بالتعاون مع مجموعة «دبليو دبليو دي - WWD» العالمية محطة بارزة في رحلة السعودية نحو ترسيخ دورها كوجهة عالمية لصناعة الأزياء. وتخلل الحفل عروض فنية حية وبرنامج مسرحي متكامل، فيما ازدانت السجادة الحمراء بأبرز نجوم الموضة والإعلام، ما عكس الروح الإبداعية السعودية والنفوذ المتزايد للمملكة في هذا القطاع الحيوي.
حضور دولي
تميزت نسخة هذا العام بتوسيع قاعدة المشاركين في لجنة التحكيم الدولية، التي ضمت أسماء لامعة في عالم الأزياء، من بينهم: لو روتش، وبوراك شكمك، وكزافييه روماتي، وأماندا سميث، ومي بدر، ومحمد الدباغ.
وأشار بوراك شكمك، الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء، إلى التحولات الكبيرة التي يشهدها القطاع في المملكة، وقال: «لقد تطورت صناعة الأزياء في المملكة بسرعة استثنائية، وانتقلت من مرحلة الوعد إلى الحضور الفعلي على السجاد الأحمر وعروض الأزياء وواجهات المتاجر العالمية. جوائز الأزياء السعودية تكرّم جيلاً جديداً من الرواد الذين لا يعيدون تعريف الموضة في المنطقة فحسب، بل يعيدون تعريف ما تمثله».
وقالت مي بدر، رئيسة تحرير مجلة «هي»: «تمكين المبدعين من التعبير عن قصصهم هو جزء من رؤية مجلة (هي)، وعنصر أساسي في (رؤية السعودية 2030). عندما نمنح الثقة للمواهب السعودية لرواية قصة المملكة، فإننا نبني صوتاً ثقافياً شاملاً، أصيلاً، يصل صداه إلى العالم».
أما كزافييه روماتي، عميد معهد الموضة الفرنسي (IFM)، فقد أشار إلى الحماسة التي أثارتها مشاركته، قائلاً: «التعرّف على مواهب الغد هو تحدٍّ مشوّق، خاصةً في بلد يملك كل المقومات لاحتضان جيل جديد من المصممين».
تكريم الفائزين
في ختام الأمسية التي ازدانت بالأناقة والابتكار، تم الإعلان عن أسماء الفائزين بجوائز الأزياء السعودية 2025. وفاز بجائزة منسق الأزياء للعام روان كتوعة، فيما حصد ريان نواوي جائزة مصور الأزياء للعام. أما جائزة علامة المجوهرات للعام فذهبت إلى «شارمالينا»، في حين فازت «أباديا» بجائزة علامة الأزياء النسائية للعام. وفاز كيه إم إل بجائزة علامة الأزياء الرجالية للعام، بينما نالت تليدة تامر الجائزة الشرفية عن فئة عارضة العام، لتتوج هذه المواهب مجهودها بإبداع استثنائي لفت الأنظار.
وفي الفئات الدولية التي قدمتها WWD، فاز أليساندرو سارتوري بلقب مصمم العام العالمي، فيما حصد باتريك تا جائزة مبتكر الجمال العالمي للعام. أما جائزة علامة الجمال العالمية للعام، فذهبت إلى «جلو ريسيبي»، وتوجت «تودز» بلقب العلامة التجارية العالمية للعام، ليكتمل مشهد التكريم وسط تصفيق الحاضرين وإشادة واسعة من خبراء الأزياء حول العالم.
منصة للتأثير الثقافي والاقتصادي
واصلت جوائز الأزياء السعودية 2025 دورها الرائد في دعم وتمكين الموهبة الإبداعية في المملكة، معززةً حضور السعودية كلاعب رئيسي ومؤثر في الحراك الثقافي والاقتصادي العالمي من بوابة الموضة. وفيما سلط الحدث الضوء على قصص النجاح المحلية، فقد أكد أيضاً على التزام المملكة بمواصلة الاستثمار في المواهب الشابة، وتوفير منصات عالمية لرواية قصصها وإبراز قدراتها.
ليلة الرياض الاحتفالية لم تكن مجرد مناسبة لتوزيع الجوائز، بل كانت انعكاساً لرؤية ثقافية طموحة، تضع الإبداع في صلب التنمية، وتفتح آفاقاً جديدة لصناعة الأزياء السعودية نحو المستقبل.