دواء جديد يحد من تكلّس صمام القلب

الدواء الجديد يقلل الحاجة إلى جراحات صمام القلب (مايو كلينك)
الدواء الجديد يقلل الحاجة إلى جراحات صمام القلب (مايو كلينك)
TT
20

دواء جديد يحد من تكلّس صمام القلب

الدواء الجديد يقلل الحاجة إلى جراحات صمام القلب (مايو كلينك)
الدواء الجديد يقلل الحاجة إلى جراحات صمام القلب (مايو كلينك)

توصل باحثون أميركيون إلى دواء جديد يحمل اسم «أتاسيغوات» (Ataciguat) قد يحدّ من الحاجة إلى جراحات استبدال الصمام الأبهري، وهو أحد أكثر التدخلات الجراحية شيوعاً لعلاج تضيق الصمام الأبهري.

وأوضح الباحثون بمستشفى مايو كلينك أن هذا الدواء قد يُحدث تغييراً جوهرياً في طريقة التعامل مع أمراض صمامات القلب، ونُشرت النتائج، الاثنين، بدورية »Circulation«.

ويُعد تضيق الصمام الأبهري مشكلة صحية خطيرة تؤثر على أكثر من 1.5 مليون أميركي وملايين الأشخاص حول العالم، حيث ينجم عن تراكم ترسبات الكالسيوم على الصمام، مما يحدّ من تدفق الدم ويُرهق القلب، مؤدياً إلى أعراض خطيرة، مثل ضيق التنفس، والتعب، وألم الصدر.

حالياً يعتمد العلاج على المراقبة الدورية حتى يصل المريض إلى مرحلة متقدمة تستدعي استبدال الصمام، إما عبر الجراحة المفتوحة وإما القسطرة للمرضى غير القادرين على الجراحة التقليدية. ورغم فاعلية هذه العمليات، فقد يحتاج المرضى الأصغر سناً لاستبدالات متكررة بسبب تكلّس الصمام الجديد.

وعلى مدار العقد الماضي، كشف الفريق أن «أتاسيغوات» يعيد تنشيط مسار بيولوجي مهم يمنع تكلّس الصمام الأبهري. وفي الدراسات المخبرية، تباطأ تقدم المرض بشكل كبير، حتى عند بدء العلاج بعد ظهور التكلّس.

أما التجارب السريرية على المرضى الذين يعانون من تضيق الصمام الأبهري المعتدل، فقد أظهرت أن تناول جرعة يومية واحدة من «أتاسيغوات» كان آمناً وجيد التحمل، مع آثار جانبية طفيفة مقارنة بالعلاج الوهمي. وأوضحت أحدث نتائج المرحلة الثانية من التجربة، التي شملت 23 مريضاً، أن العقار أدى لتقليل معدل تقدم تكلّس الصمام بنسبة 69.8 في المائة خلال ستة أشهر مع تحسن ملحوظ في وظائف عضلة القلب.

وقال الباحث الرئيس للدراسة، الدكتور جوردان ميلر، مدير مختبر أمراض القلب والشيخوخة في مايو كلينك: «يمثل هذا البحث تطوراً مهماً في علاج تضيّق الصمام الأبهري».

وأضاف عبر موقع المستشفى أن «عقار أتاسيغوات لديه القدرة على تأخير أو حتى منع الحاجة إلى جراحة استبدال الصمام، مما قد يحسن حياة ملايين المرضى حول العالم».

نتائج واعدة

وأشار إلى أن التأثير المحتمل للعقار يتجاوز مجرد تأخير الجراحة، إذ قد يستفيد منه المرضى الأصغر سناً الذين يعانون من تطور سريع للمرض أو لديهم عيوب خلقية في الصمام. ففي الحالات التي تتطلب استبدال الصمام قبل سن 55 عاماً، هناك احتمال يتجاوز 50 في المائة بأن يحتاج المريض لعدة عمليات استبدال للصمام مدى الحياة بسبب إعادة تكلّس الصمام المزروع. ولكن مع تأثير «أتاسيغوات» في إبطاء تكلّس الصمام الطبيعي، قد يتمكن هؤلاء المرضى من الانتظار حتى سن 65 عاماً قبل الخضوع لعملية واحدة فقط، مما يقلل الحاجة إلى جراحات متكررة.

ويخطط الباحثون للمرحلة الثالثة من التجربة السريرية، التي ستكون حاسمة في تحديد مدى فاعلية وسلامة العلاج.


مقالات ذات صلة

غرسة دماغية تترجم الأفكار إلى كلام مسموع بشكل فوري

صحتك الغرسة الجديدة (أ.ب)

غرسة دماغية تترجم الأفكار إلى كلام مسموع بشكل فوري

أعلن باحثون أميركيون -أمس الاثنين- أن جهازاً معززاً بالذكاء الاصطناعي زُرع في دماغ امرأة مشلولة، مكَّنها من ترجمة أفكارها إلى كلام بصورة فورية تقريباً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق تغيير الوقت على ساعة الموقد في قصر باكنغهام في لندن (أ.ب)

لماذا قد يجعلك «تأخير الساعة» فظاً وسريع الانفعال؟

في الأولى فجر 30 مارس، جرى تقديم الساعة إلى الثانية صباحاً. وعلى ما يبدو، ستكون آثار ذلك أبعد من مجرد فقدان ساعة من النوم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زادت مبيعات الدمى خلال جائحة كورونا حيث اشترى الأشخاص البالغون 21 في المائة من هذه الدمى وفقاً لأبحاث السوق (متداولة)

خبراء يؤكدون: النوم معها مفيد للبالغين... الدمى المحشوة ليست للأطفال فقط!

الدمى المحشوة ليست حكراً على الأطفال. فالكثير من البالغين يجدون فيها عزاءً وراحة، حيث يمكن لهذه الدمى توفير دعم عاطفي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك بائع يعرض العنب للبيع (إ.ب.أ)

من التصدي للسرطان إلى تحسين الذاكرة وإبطاء الشيخوخة... فوائد مذهلة للعنب

نقلت صحيفة «نيويورك بوست» عن اختصاصي التغذية الأميركي أنتوني دي مارينو قوله إن هناك عدة فوائد صحية مذهلة لتناول العنب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يمكن أن يلحق فقدان الوظيفة ضرراً بالغاً بصحة الشخص البدنية والعقلية (رويترز)

كيف يؤثر فقدان الوظيفة على الصحة؟

يمكن أن يُلحق فقدان الوظيفة ضرراً بالغاً بصحة الشخص البدنية والعقلية، خاصةً عندما ينظر إلى الأمر على أنه كارثة لا نكسة مؤقتة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

غرسة دماغية تترجم الأفكار إلى كلام مسموع بشكل فوري

الغرسة الجديدة (أ.ب)
الغرسة الجديدة (أ.ب)
TT
20

غرسة دماغية تترجم الأفكار إلى كلام مسموع بشكل فوري

الغرسة الجديدة (أ.ب)
الغرسة الجديدة (أ.ب)

أعلن باحثون أميركيون -أمس الاثنين- أن جهازاً معززاً بالذكاء الاصطناعي زُرع في دماغ امرأة مشلولة، مكَّنها من ترجمة أفكارها إلى كلام بصورة فورية تقريباً.

وحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، يستخدم الجهاز الذي لا يزال تجريبياً غرسة تربط مناطق من الدماغ بأجهزة كومبيوتر، ويمكنه أن يتيح للأشخاص الذين فقدوا القدرة على التواصل استعادة صورة ما من صورة الكلام.

وسبق لفريق البحث الذي يقع مقره في كاليفورنيا أن استخدم نظاماً يربط مباشرة بين الدماغ والكومبيوتر لفك تشفير أفكار «آن»، وهي امرأة مصابة بشلل رباعي في السابعة والأربعين، قبل تحويلها إلى كلام.

لكن العملية كانت مشوبة بتأخير 8 ثوانٍ بين اللحظة التي تفكر فيها المريضة فيما تريد قوله، واللحظة التي تصدر فيها جملتها عن صوت اصطناعي يولِّده الكومبيوتر.

وكانت هذه المشكلة تقيِّد المحادثات التي تجريها آن، وهي معلمة رياضيات سابقة فقدت القدرة على الكلام، بعد إصابتها بنوبة قلبية قبل 18 عاماً.

إلا أن نظام الاتصال الجديد الذي ابتكره فريق الباحثين بين الدماغ والكومبيوتر، وأُعلن عنه عبر مجلة «نيتشر نوروساينس»، يقلِّص فارق الوقت بين الأفكار والكلام إلى 80 ملِّي ثانية.

وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، غوبالا أنومانشيبالي، من جامعة كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «إن طريقتنا الجديدة القائمة على البث المتواصل تُحوِّل إشارات الدماغ إلى صوت شخصي في الوقت الحقيقي، في خلال الثانية التي تلي نية الشخص التحدث».

وأشار إلى أن هدف المعلِّمة السابقة هو أن تصبح مستشارة إرشاد جامعي. وقال: «مع أننا لا نزال بعيدين من تحقيق هذا الهدف بالنسبة إلى آن، فإن من شأن هذه الخطوة في نهاية المطاف أن تُمكِّننا من أن نحسِّن بشكل كبير نوعية حياة الأفراد الذين يعانون شلل الصوت».

1024 كلمة فقط

وعُرضت على آن في إطار هذه الدراسة جُمَل على الشاشة، من بينها مثلاً: «ومن ثم أنت تحبني»، كانت تقولها بعد ذلك في ذهنها.

وكانت هذه الجمل تُحوَّل بعد ذلك إلى نسخة طبق الأصل من صوتها، أُنشئت باستخدام تسجيلات تعود إلى ما قبل وقوع الحادث. وأكد أنومانشيبالي أن المريضة «كانت سعيدة جداً لسماع صوتها».

وأوضح الباحث أن نظام الربط بين الدماغ والكومبيوتر يعترض إشارة الدماغ «بعد أن يقرر الشخص ما يريد قوله، وبعد أن يختار الكلمات التي سيستخدمها وكيفية تحريك عضلات المسالك الصوتية».

آن بعد زرع الغرسة في دماغها (أ.ب)
آن بعد زرع الغرسة في دماغها (أ.ب)

واستخدم النظام تقنية التعلم العميق للذكاء الاصطناعي، من خلال التدرُّب على آلاف الجمل التي فكَّرت فيها آن ذهنياً.

غير أن هذا النظام لا يخلو من الأخطاء؛ إذ يقوم على عدد محدود من المفردات يقتصر على 1024 كلمة فقط.

وقال أستاذ الأطراف الاصطناعية العصبية في جامعة نيوكاسل البريطانية، باتريك ديجينار، الذي لم يشارك في الدراسة، إن هذا البحث لا يزال في مرحلة «إثبات المبدأ» التي وصفها بـ«المبكرة جداً»، ولكنه مع ذلك وصفه بأنه «رائع».

ولاحظ أن الطريقة تستخدم مجموعة من الأقطاب الكهربائية التي لا تخترق الدماغ، على عكس النظام الذي ابتكرته شركة «نيورالينك» المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك.

وتعدُّ العملية الجراحية لوضع مثل هذه الحزمة من الأقطاب الكهربائية شائعة جداً في أقسام المستشفيات المتخصصة في تشخيص الصرع. ومن شأن ذلك أن يسهل اعتمادها للمرضى الذين يعانون اضطرابات النطق، وفق البروفسور ديجينار.

وأمل غوبالا أنومانشيبالي أن يتيح التمويل المخصص للأبحاث في هذا المجال تعميم تطبيق هذه التكنولوجيا خلال 5 إلى 10 أعوام.