لماذا لا تُعتبر هواتفنا أفضل منبّه للاستيقاظ من النوم؟

الشاشات تصدر ضوءاً أزرق يعطل إنتاج الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم (جامعة ستانفورد)
الشاشات تصدر ضوءاً أزرق يعطل إنتاج الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم (جامعة ستانفورد)
TT
20

لماذا لا تُعتبر هواتفنا أفضل منبّه للاستيقاظ من النوم؟

الشاشات تصدر ضوءاً أزرق يعطل إنتاج الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم (جامعة ستانفورد)
الشاشات تصدر ضوءاً أزرق يعطل إنتاج الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم (جامعة ستانفورد)

قالت شبكة «سي إن إن» الأميركية إن الهواتف الذكية حلت محل العديد من الأشياء، مثل أجهزة الكومبيوتر، والآلات الحاسبة، والكاميرات والخرائط، ولكنها نصحت بالعودة إلى استخدام المنبه التقليدي بدلاً من الهاتف للمساعدة على الاستيقاظ والذهاب في الصباح.

وقالت الدكتورة شاليني باروثي، الأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة سانت لويس: «من المرجَّح أن يؤدي الاحتفاظ بالهاتف في غرفة أخرى إلى تقليل فرصة تشتيت الانتباه عن النوم، كما يقلل من فرصة تأجيل وقت النوم».

وأضافت أن وجود هاتف بجوار سريرك قد يعني سهولة وصولك إليه وتصفح المواقع، وكذلك سهولة استخدام زر غفوة للحصول على المزيد من النوم في الصباح.

شخص يعاني قلة النوم (رويترز)
شخص يعاني قلة النوم (رويترز)

ونصحت: «إذا كنتَ تخطط للنوم بشكل أفضل أو الاستيقاظ مبكراً لقضاء أعمالك، فقد تكون الخطوة الصغيرة والمفيدة استبدال منبه تقليدي بهاتفك».

وقالت باروثي: «من الناحية المثالية، يجب أن يحصل الشخص على قسط كافٍ من النوم بحيث يكون مرتاحاً تماماً وجاهزاً للاستيقاظ بحلول الوقت الذي يرنّ فيه المنبه».

وأضافت أن الضغط على زر الغفوة مرة واحدة قد يساعدك نفسياً، من خلال السماح لك بالاستيقاظ بسهولة، لكن لا ينصح بالضغط على زر الغفوة أكثر من مرة لأنك لا تحصل على نوم جيد مع الدقائق الإضافية.

وقال الدكتور براندون بيترز ماثيوز، طبيب الأعصاب المتخصص في النوم، بمقال سابق في «سي إن إن»: «في نهاية ليلة النوم، يتعرض الناس إلى مرحلة تُسمّى بـ(نوم حركة العين السريعة)، وهذه المرحلة مهمة لمعالجة الذاكرة، ويمكن أن تؤثر على وظائف المخ، وبدلاً من ضبط المنبه قبل الوقت الذي تحتاج إليه والضغط على زر الغفوة، يوصي بالسماح بنوم عميق ومتواصل حتى تضطر إلى الاستيقاظ».

وقال الدكتور جوزيف دزيرزوسكي، نائب الرئيس الأول للأبحاث والشؤون العلمية في «مؤسسة النوم الوطنية»: «عندما لا تحصل على قسط كافٍ من النوم، فإن احتمالية أن يكون لنوم إضافي لمدة 5 إلى 10 دقائق تأثير مفيد منخفضة جداً. وعندما نستيقظ في الصباح ولا نشعر بالانتعاش، فمن الأفضل أن نستيقظ ونبدأ اليوم ونتعمد اتخاذ خطوات يمكن أن تهيئنا للنجاح في الليلة المقبلة».

مع وجود منبه الهاتف على طاولة السرير، من السهل الوصول إليه والضغط على زر الغفوة، لكن المنبهات المخصصة لديها العديد من الطرق لإيقاظك من السرير؛ حيث قالت باروثي: «تأتي المنبهات بمجموعة متنوعة من الميزات مثل الاهتزاز والأضواء والضوضاء والألغاز».

وذكرت أن هناك فائدة أخرى لعدم استخدام هاتفك كمنبه، وهي أنه يسهل عليك إزالته من غرفة نومك، وهو أمر مفيد للنوم، لأن وجود هاتف بجانب السرير يجعل من السهل الإمساك به وتصفح المواقع.

وقالت إن الضوء الساطع والمحتوى الموجود على هاتفك قد يجعلك أكثر يقظة بدلاً من النعاس، كما يمكن أن تؤدي الشاشات أيضاً إلى مقاومة النوم والحصول على أقل مما كنتَ تريده.

النوم الجيد يحسّن الحالة المزاجية ويقلل التوتر ويحافظ على صحة القلب (رويترز)
النوم الجيد يحسّن الحالة المزاجية ويقلل التوتر ويحافظ على صحة القلب (رويترز)

كيف تستيقظ مبكراً وتكون أكثر سعادة

قال دزيرزيفسكي إن الطريقة الوحيدة للاستيقاظ مبكراً أو بسهولة أكبر الحصول على نوم جيد.

ويجب أن يحصل معظم البالغين على 7 إلى 9 ساعات من النوم ليلاً، وفقاً لـ«مؤسسة النوم الوطنية» لكن الأبحاث أظهرت أن 60 في المائة من البالغين لا يلتزمون بذلك.

وقال دزيرزيفسكي: «الحصول على ساعات كثيرة من النوم أو قليلة يمكن أن يكون مشكلة، ويؤثر على أدائنا طوال اليوم».

تُعدُّ مشكلات النوم من بين الأسباب الأكثر شيوعاً التي يلجأ إليها المرضى للطبيب (بلوس)
تُعدُّ مشكلات النوم من بين الأسباب الأكثر شيوعاً التي يلجأ إليها المرضى للطبيب (بلوس)

وتوصي «مؤسسة النوم الوطنية» ببعض الخطوات الصغيرة الأخرى من أجل نوم أفضل؛ حيث يجب أن تحصل على ضوء ساطع في النهار، وممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل 5 أيام في الأسبوع، وتناول وجبات الطعام في أوقات ثابتة، وتجنب الوجبات الثقيلة والنيكوتين والكافيين قبل النوم، وكذلك استخدم روتيناً ثابتاً للاسترخاء بالنوم في مكان هادئ وبارد ومظلم؛ وضع الأجهزة الإلكترونية بعيداً قبل ساعة من النوم.

وإذا كنت تحصل على قسط كافٍ من النوم ليلاً بشكل منتظم، ولكنك لا تزال غير قادر على النوم، تنصح باروثي بالذهاب إلى طبيب لمعالجة اضطرابات النوم، مثل توقف التنفس أو الأرق.


مقالات ذات صلة

5 طرق علمية للسيطرة على الرغبة الشديدة في تناول الطعام

صحتك حبات من الليمون الذي يُحفّز إنتاج هرمون «جي-إل-بي-1» (أرشيفية - أ.ف.ب)

5 طرق علمية للسيطرة على الرغبة الشديدة في تناول الطعام

ينصح أطباء بعدة خطوات من شأنها أن تساعدك على الشعور بالشبع التام بعد الوجبات، والحد من الرغبة الشديدة في تناول الطعام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الباحثون أكدوا أن هناك زيادة في خطر الإصابة بالمشكلات الصحية والاكتئاب مع تزايد انخراط الفرد في التدخين (رويترز)

بين التدخين وشرب الكحول... علماء يكشفون العمر الذي تبدأ فيه عاداتك السيئة بتدمير جسمك

أظهرت دراسة جديدة أجرتها جامعة لوريا للعلوم التطبيقية في فنلندا أن الأشخاص الذين كانت لديهم عادات غير صحية انتهى بهم الأمر إلى مسار سريع لمشكلات الصحة العقلية.

«الشرق الأوسط» (هلسكني)
يوميات الشرق كم حملناها وأطلنا ولم ننتبه (غيتي)

احذروا حَمْل الإيصالات الورقية لـ10 ثوانٍ!

حذَّر باحثون صحيون من مادة كيميائية تُستخدم في الإيصالات الورقية، وهي مادة مثبطة للغدد الصماء، مؤكدين أنَّ الجلد يمتصّها بسرعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التنكس البقعي يصيب ملايين الأشخاص حول العالم (رويترز)

حقن الذهب في العين قد يكون مستقبل الحفاظ على البصر... ما القصة؟

قد يبدو غبار الذهب في العين علاجاً غير مألوف، لكن دراسة جديدة أُجريت على الفئران في الولايات المتحدة تُظهر أن هذا النهج قد يُعالج التنكس البقعي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك ما أفضل طرق الصيام؟ (بابليك دومين)

الصيام المتقطع لإنقاص الوزن... ما أفضل الطرق وكيف تختار ما يناسبك؟

يحظى الصيام بتأييد المشاهير والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي واختصاصيي التغذية، ولا يزال يكتسب شعبيةً واسعةً كنظام غذائي صحيّ.

«الشرق الأوسط» (لندن)

5 طرق علمية للسيطرة على الرغبة الشديدة في تناول الطعام

حبات من الليمون الذي يُحفّز إنتاج هرمون «جي-إل-بي-1» (أرشيفية - أ.ف.ب)
حبات من الليمون الذي يُحفّز إنتاج هرمون «جي-إل-بي-1» (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT
20

5 طرق علمية للسيطرة على الرغبة الشديدة في تناول الطعام

حبات من الليمون الذي يُحفّز إنتاج هرمون «جي-إل-بي-1» (أرشيفية - أ.ف.ب)
حبات من الليمون الذي يُحفّز إنتاج هرمون «جي-إل-بي-1» (أرشيفية - أ.ف.ب)

ينصح أطباء بعدة خطوات من شأنها أن تساعدك على الشعور بالشبع التام بعد الوجبات، والحد من الرغبة الشديدة في تناول الطعام، وموازنة طاقتك طوال اليوم.

والجزء الأساسي للشعور بالشبع هو من خلال تحفيز هرمون يُسمى «جي - إل - بي - 1» (اختصاراً للببتيد الشبيه بالغلوكاجون 1). يلعب دوراً حاسماً في كيفية تنظيم أجسامنا للشهية، وإرسال إشارات الشبع إلى الدماغ، وإدارة الغلوكوز بعد تناول الطعام. وعندما ترتفع مستويات «جي - إل - بي - 1»، نشعر بمزيد من الشبع، ونشهد استقراراً في مستويات السكر في الدم، وهو أمرٌ مُفيدٌ للطاقة، والمزاج، والصحة الأيضية على المدى الطويل.

في الوقت الحالي، تنتشر أدوية «جي - إل - بي - 1»، مثل أوزمبيك، وويجفوي، إذ تعمل هذه الأدوية على تعزيز أو محاكاة «جي - إل - بي - 1» بشكل مصطنع لتقليل الشهية، واستقرار مستوى السكر في الدم. ولكن رغم فعاليتها، فإنها تأتي أيضاً مع جوانب سلبية: آثار جانبية محتملة، مثل الغثيان، واضطرابات الجهاز الهضمي، وارتفاع تكلفتها، والاعتماد على الاستخدام طويل الأمد. وقد لا تؤدي هذه الأدوية إلى تغيير مستدام، إذ تُظهر الأبحاث أن ثلثي الوزن المفقود يُستعاد في غضون عام من التوقف عن تناول الدواء، وفق ما أفادت صحيفة «تلغراف» البريطانية.

ويُنتج «جي - إل - بي - 1» في أجسامنا بشكل طبيعي عدة مرات في اليوم، استجابةً للطعام. ففي الجسم السليم ترتفع مستويات «جي - إل - بي - 1» في كل مرة نأكل فيها، وتصل إلى ذروتها بعد نحو 45 - 60 دقيقة من تناول الوجبة، ثم تنخفض تدريجياً. تحدث هذه الدورة الطبيعية عدة مرات في اليوم. لكن الحياة العصرية، وطريقة تناولنا للطعام تمنعنا من الشعور بالشبع. فتناول الوجبات الخفيفة طوال اليوم، وتناول الكربوهيدرات بمفردها، هذه العادات لا تدعم أنظمة الشبع لدينا، بل تتغلب عليها.

في حين أنه من المستحيل زيادة مستوى «جي - إل - بي - 1» بشكل طبيعي كما تفعل الأدوية، إلا أن هناك طرقاً بسيطة ومستدامة ومثبتة علمياً لتحفيز أجسامنا على إنتاج كمية أكبر منه دون الحاجة إلى وصفات طبية.

وإليك خمس طرق علمية سهلة الاستخدام لمساعدة جسمك على تعزيز مستوى «جي - إل - بي - 1» بشكل طبيعي. قد تساعدك هذه الطرق على كبح الشهية، وتخفيف ارتفاعات الغلوكوز، ومساعدة جسمك على حرق المزيد من الدهون، ودعم صحتك الأيضية بشكل عام.

1. ابدأ وجبتك بالخضراوات الغنية بالألياف

عند تناول الطعام، من المهم ترتيب ما تتناوله. وينصح الخبراء أن تبدأ وجبتك بالخضراوات الغنية بالألياف، فهذا يمكن أن يُساعد في تحفيز إطلاق هرمون الشبع. يشمل ذلك أي شيء من الخضراوات الورقية، إلى الطماطم، والفجل.

فعندما يصل الطعام إلى أمعائك، وخاصة الألياف، والبروتين، والدهون، تُطلق هذه الخلايا هرمون الشبع في مجرى الدم. لا تُحفّز الألياف الموجودة في الخضراوات هذه الاستجابة فحسب، بل تُبطئ أيضاً امتصاص الكربوهيدرات (النشويات، أو السكريات) التي تليها، مما يؤدي إلى ارتفاع أكثر استقراراً، (وأقل) في سكر الدم.

حسب الصحيفة البريطانية، تُشير الدراسات إلى أنه عند تناول الخضراوات أولاً، ثم البروتين والدهون، ثم الكربوهيدرات أخيراً، ترتفع مستويات هرمون الشبع بنسبة تصل إلى 38 في المائة بعد الأكل مقارنةً بتناول نفس الأطعمة بترتيب مختلف.

٢. تناول كمية كافية من البروتين في كل وجبة

يُعد البروتين أحد أقوى المحفزات الطبيعية لهرمون «جي - إل - بي - 1»، فهو يُخبر جسمك: «لقد وصل عنصر غذائي أساسي. نحن بأمان. لا داعي للاستمرار في الأكل».

ومن الأفضل تناول نحو 30- 40 غراماً من البروتين في كل وجبة، مثل تناول البيض على الإفطار، والعدس على الغداء، والسمك المشوي أو الدجاج على العشاء. كما أن تناول كمية كافية من البروتين يُساعد في الحفاظ على كتلة العضلات، وقوتها، وهو أمر بالغ الأهمية مع تقدمنا ​​في السن.

ستحصل على المزيد من «جي - إل - بي - 1»، وشعور أكبر بالشبع، وتحكم أفضل في نسبة السكر في الدم، كل ذلك من خلال تناول قطعة سمك السلمون، أو البيض المخفوق.

٣. امضغ ببطء

من الطرق الأقل شيوعاً لزيادة «جي - إل - بي - 1» بشكل طبيعي هي المضغ. فمجرد مضغ الطعام بشكل صحيح لا يستجيب جهازك الهضمي لما تأكله فحسب، بل يستجيب أيضاً لكيفية تناوله. عندما تمضغ طعامك جيداً وتأكل ببطء، يُنتج جسمك المزيد من «جي - إل - بي - 1». في الواقع، تُظهر الدراسات أن الطعام الصلب الممضوغ يُنتج «جي - إل - بي - 1» بنسبة أعلى من الطعام السائل، أو المهروس.

لذا، تجنّب العصائر، والشوربات المخلوطة من حين لآخر، وركز على الأطعمة الكاملة القابلة للمضغ. وتمهل أثناء تناول وجباتك. دع أمعاءك تُكمل ما بدأته. هذا وحده كفيلٌ بمساعدتك على الشعور بالشبع بشكل أسرع.

٤. اشرب شاي الماتيه بدلاً من الكافيين

إذا لم تجرّب شاي الماتيه بعد، فقد حان الوقت. هذا الشاي العشبي من أميركا الجنوبية لا يمنحك شعوراً خفيفاً بالكافيين فحسب، بل يساعد أيضاً على تحفيز إفراز هرمون «جي - إل - بي - 1».

وأظهرت الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أن شاي الماتيه يزيد من إفراز «جي - إل - بي - 1»، مما يجعله منظماً طبيعياً للتحكم في للشهية. كما أنه يتمتع بخصائص مضادة للأكسدة، وقد يُحسّن التحكم في مستوى الغلوكوز.

٥. أضف عصرة ليمون إلى وجباتك

يحتوي الليمون على مضاد أكسدة قوي يُسمى الإريوسيترين. وهو الجزيء الذي يُعطي الليمون لونه الأصفر، وتُشير الدراسات إلى أنه يُحفّز إنتاج «جي - إل - بي - 1»، ولكنك ستحتاج إلى شرب أكثر من لتر من عصير الليمون النقي للحصول على جرعة فعّالة. ولحسن الحظ، هناك مُكمّلات غذائية تُعزز وتُركّز الإريوسيترين. في إحدى الدراسات، سجل المشاركون الذين تناولوا الإريوسيترين المُركز زيادة بنسبة 22 في المائة في مستويات «جي - إل - بي - 1» بعد ثلاثة أشهر. وصاحب ذلك أيضاً تحسن في مستويات الغلوكوز والإنسولين.

وتنصح جيسي إنشاوسبي، وهي عالمة كيمياء حيوية ومؤلفة كتاب «طريقة إلهة الغلوكوز» الأكثر مبيعاً على مستوى العالم: أضف عصرة سخية من الليمون إلى السلطات، واليخنات، والصلصات. لن يكون بنفس فعالية الإريوسيترين المُركز، لكن كل جرعة تُساعد.