هل يؤثر الذكاء الاصطناعي على فرص نجاح «التلقيح الصناعي»؟

يلجأ كثير من الأزواج إلى التلقيح الصناعي عند تأخر الحمل (رويترز)
يلجأ كثير من الأزواج إلى التلقيح الصناعي عند تأخر الحمل (رويترز)
TT

هل يؤثر الذكاء الاصطناعي على فرص نجاح «التلقيح الصناعي»؟

يلجأ كثير من الأزواج إلى التلقيح الصناعي عند تأخر الحمل (رويترز)
يلجأ كثير من الأزواج إلى التلقيح الصناعي عند تأخر الحمل (رويترز)

أكدت مجموعة من الأطباء أن تقنية الذكاء الاصطناعي أثبتت نجاحها في تعزيز فرص الحمل عن طريق «التلقيح الصناعي».

ويعاني واحد من كل 6 متزوجين من العقم، مع لجوء عشرات الآلاف من الأشخاص للتلقيح الصناعي سنوياً.

إلا أن نتائج هذا التلقيح ليست دائماً مضمونة، وقد لا ينجح الأمر إلا بعد عدة محاولات، وهو الأمر الذي يكلف الآباء المحتملين أموالاً طائلة، ويؤثر سلباً على نفسيتهم.

لكن، الآن، هناك أمل في تحسين احتمالات نجاح التلقيح الصناعي؛ وذلك بفضل العدد الصغير ولكن المتزايد من العيادات في جميع أنحاء العالم التي تستخدم الذكاء الاصطناعي (AI) في هذه العملية، حسب ما نقلته شبكة «سكاي نيوز» البريطانية.

ومن بين هذه العيادات، عيادة «أفينيو» التي تقع بالقرب من محطة يوستون في شمال لندن.

وتقول المديرة الطبية للعيادة، الدكتورة جوتي تانيجا، إن الذكاء الاصطناعي يمكنه تحديد الحيوانات المنوية والبويضات والأجنة الأكثر صحة، ليتم اختيارها للتخصيب والزرع.

وأكدت تانيجا أن هذا يمكن أن يوفر على فريقها ساعات من العمل، وسيؤدي إلى «نتائج أكثر نجاحاً، لزيادة فرص الحمل، وتقليل الإجهاض وتشوهات الأجنة».

وبعد نقل أجنتها إلى عيادة «أفينيو» من عيادة أخرى، قالت لورا فاريل، وهي أم حامل، إنهم استخدموا برنامج الذكاء الاصطناعي لاختيار الأجنة التي سيتم استخدامها. وهي الآن في الأسبوع التاسع والنصف من الحمل.

ووصفت فاريل التقنية بأنها «مذهلة»، مضيفة: «يمكنك الحصول على نتائج من المرة الأولى، وهذا يقلل من التكلفة المادية والنفسية بشكل كبير».

حقائق

1 من كل 6 متزوجين

يعاني من العقم

وتعد معدلات النجاح الحالية للتلقيح الصناعي منخفضة إلى حد بعيد، وتختلف بشكل كبير حسب السن. في عام 2022، نجح ثلث النساء فقط في سن 34 عاماً أو أقل، في الحمل عن طريق التلقيح الصناعي. وانخفضت هذه النسبة إلى 5 في المائة فقط للنساء في الفئة السنية بين 43 و44 عاماً.

لكن مستشار عيادة «أفينيو»، علي الشامي، يؤكد أن وظيفة الذكاء الاصطناعي هي تسهيل عملية التلقيح الصناعي ومساعدة الأطباء، دون الاستيلاء على دورهم واتخاذ القرارات الطبية بدلاً منهم.

وأوضح قائلاً: «أنظر إلى الذكاء الاصطناعي بشكل عام باعتباره داعماً لاتخاذ القرار؛ لأنه في نهاية المطاف القرار هو قرار الأطباء وعلماء الأجنة، في الاختيار النهائي للجنين».

وأضاف: «ولكن عندما ندمج الذكاء الاصطناعي مع تاريخ المريض والعلاجات، فإنه يحسن الأمور بالتأكيد».

ومن جهته، يعتقد الدكتور علي عبَّارة (وهو استشاري رائد في مركز «إمبريال كوليدج» للرعاية الصحية) أن الذكاء الاصطناعي لديه إمكانات هائلة: «لإحداث طفرة» في مجال التلقيح الاصطناعي، من خلال جعله أرخص وأكثر كفاءة.

لكنه يحث على ضرورة الحذر من الاعتماد كلياً على هذه التقنية «التي ما زالت في أيامها الأولى».


مقالات ذات صلة

تحليل إخباري تضع اللوائح حداً أقصى لعدد رقائق الذكاء الاصطناعي التي يمكن لواشنطن تصديرها (رويترز)

تحليل إخباري لوائح أميركية للسيطرة على الذكاء الاصطناعي عالمياً... ماذا نعرف عنها؟

أعلنت واشنطن، الاثنين، أنها ستصدر لوائح جديدة تهدف إلى التحكم في وصول الدول الأخرى في جميع أنحاء العالم إلى رقائق وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المصممة في أميركا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الإدارة الأميركية تعتزم فرض قيود على تصدير التكنولوجيا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي (رويترز)

أميركا تفرض قيوداً جديدة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بادين، الاثنين، عزمها فرض مزيد من القيود على تكنولوجيا رقائق الذكاء الاصطناعي وتقنياتها.

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد شرائح أشباه الموصلات على لوحة دائرة كهربائية لجهاز كمبيوتر (رويترز)

أميركا تفرض قيوداً جديدة على صادرات الرقائق والذكاء الاصطناعي

أعلنت الحكومة الأميركية يوم الاثنين أنها ستفرض قيوداً إضافية على صادرات الرقائق وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بهدف تقسيم العالم للحفاظ على قوة الحوسبة المتقدمة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
أوروبا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يلقي كلمة في لندن (أرشيفية - أ.ب)

ستارمر بصدد الكشف عن خطة لجعل بريطانيا رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي

يلقي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر كلمة في لندن عن أهمية الذكاء الاصطناعي. من المقرر أن يقول خلال كلمته إنه يرغب في أن تصبح المملكة المتحدة رائدة في هذا…

«الشرق الأوسط» (لندن)

التعدد اللغوي يعزز المهارات الإدراكية لأطفال التوحد

التعدد اللغوي يعزز المهارات الإدراكية لأطفال التوحد
TT

التعدد اللغوي يعزز المهارات الإدراكية لأطفال التوحد

التعدد اللغوي يعزز المهارات الإدراكية لأطفال التوحد

من المعروف أن الأطفال المنتمين لأسر تتحدث عدة لغات Multilingualism في المنزل نفسه، لديهم مهارات معرفية وإدراكية أكثر من أقرانهم. وحسب أحدث دراسة مشتركة بين جامعتَي كاليفورنيا UCLA وميامي University of Miami في الولايات المتحدة فإن هذه المهارات الإدراكية تنعكس على الأطفال المصابين بالتوحد، وتقلل أيضاً من السلوك التكراري وأعراض المرض بشكل عام.

مهارات إدراك أفضل

وجدت الدراسة التي نُشرت في نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، في مجلة أبحاث التوحد Autism Research أن آباء الأطفال المصابين بالتوحد وغير المصابين بالتوحد أيضاً في أسر متعددة اللغات، رصدوا قدرة أطفالهم على تنفيذ المهام البسيطة بكفاءة. كما تحسنت قدرتهم على التركيز وفهم وجهات نظر الآخرين بشكل صحيح أيضاً. وبشكل عام كانوا قادرين على التواصل بشكل أفضل، فضلاً عن تراجع السلوك التكراري في أطفال التوحد (العرض الرئيسي للمرض) مقارنة بالأطفال المنتمين لأسر تتحدث لغة واحدة فقط.

تقييم تنفيذ المهام

قام الباحثون بإجراء الدراسة على أكثر من 100 طفل؛ من المصابين بالتوحد وغير المصابين به، تتراوح أعمارهم بين 7 و12 عاماً، من أُسر تتحدث لغة واحدة (سواء الإنجليزية أو الإسبانية)، وأيضاً من أسر تتحدث لغات عدة داخل المنزل (لغة الأسرة الأساسية مثل المهاجرين من أصول لاتينية أو أوروبية، بجانب الإنجليزية) وطُلب من الآباء تقييم قدرة أطفالهم على تنفيذ مهام معينة executive function skills (في الأغلب، هذه المهارة من أكثر المهارات التي تتأثر سلباً باضطراب طيف التوحد).

وشملت المهارات التي تم تقييمها:

* التثبيط: (القدرة على كبح الرغبة في عمل أشياء غير ذات صلة بالمهمة المطلوبة، ما يعني التركيز وعدم التشتت).

* الذاكرة العاملة: (القدرة على تذكر معلومة بسيطة معينة واستدعائها، مثل رقم هاتف).

* التغيير بسهولة Shifting: (القدرة على التنقل من مهمة لأخرى بعدها task-switching من دون ارتباك ولا خلل، مثل اللعب بالألعاب، والتنظيف بعد ذلك).

دراسة التوحد

كما طُلب من الآباء تسجيل بعض القدرات الأساسية المتأثرة بالتوحد، مثل القدرة على فهم وجهات نظر مختلفة، والتواصل الاجتماعي، والسلوكيات المتكررة. وأظهرت النتائج أن وجود أكثر من لغة في المنزل نفسه ارتبط بقدرات أفضل في معظم المهارات التي تم تقييمها، مثل التثبيط وسرعة التغيير وفهم وجهة النظر؛ سواء في الأطفال المصابين بالتوحد أو الأصحاء.

وأوضح الباحثون أن السبب في ذلك ربما يكون راجعاً لمحاولة الطفل التوفيق بين اللغتين؛ حيث يقوم العقل تلقائياً بعمل تثبيط للُغة منهما واستخدام اللغة الأخرى بشكل أفضل، ما يساعد على التحكم في الأفعال بشكل عام، وزيادة نسبة التركيز.

وأوضح الباحثون أنهم يتفهمون تماماً خوف آباء الأطفال المصابين بالتوحد من فكرة أن التحدث بلغات مختلفة ربما يساهم في تأخير نمو أطفالهم الإدراكي ومهارتهم اللغوية، ولكن تبعاً للأدلة العلمية حتى الآن، لا توجد أية تأثيرات سلبية للتعدد اللغوي؛ بل على النقيض هناك كثير من الفوائد فيما يتعلق بالمستوى الفكري والمهارة اللغوية، وأيضاً التحكم في بعض السلوكيات القهرية التكرارية.

تعلُّم اللغات عملية معرفية

أكدت الدراسة أن وجود لغتين أو أكثر في المنزل نفسه ينعكس بالإيجاب على الأطفال، سواء كانوا متوحدين أو أصحاء، نظراً لطبيعة تعلم اللغة بشكل عام؛ لأنها تتضمن عمليات معرفية معقدة، منها الذاكرة العاملة بشكل أساسي؛ خصوصاً في لغة الأهالي؛ لأنها لا تكون مستخدمة إلا في المنزل فقط، كما تُحسِّن من القدرات الإدراكية؛ لأن الطفل يدرك وجود عدة طرق لتوصيل المعنى نفسه في وقت مبكر من الحياة. كما أن وجود التعبيرات المجازية أيضاً في كل لغة يوسع من القدرات المعرفية وينمي الخيال.