علاج فوري للصداع النصفي يثبت فعاليته

الصداع النصفي هو اضطراب عصبي شائع يتميز بنوبات متكررة من الصداع الشديد (جامعة كاليفورنيا)
الصداع النصفي هو اضطراب عصبي شائع يتميز بنوبات متكررة من الصداع الشديد (جامعة كاليفورنيا)
TT

علاج فوري للصداع النصفي يثبت فعاليته

الصداع النصفي هو اضطراب عصبي شائع يتميز بنوبات متكررة من الصداع الشديد (جامعة كاليفورنيا)
الصداع النصفي هو اضطراب عصبي شائع يتميز بنوبات متكررة من الصداع الشديد (جامعة كاليفورنيا)

أكدت دراسة أميركية أن دواءً معتمداً للوقاية من الصداع النصفي يمكن أن يبدأ مفعوله فور تناوله. وأوضح الباحثون من كلية ألبرت أينشتاين للطب في نيويورك، أن الدواء يوفر نتائج سريعة مقارنة بالأدوية التقليدية، وفق الدراسة المنشورة، الاثنين، في دورية (Neurology) التابعة للأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب.

والصداع النصفي هو اضطراب عصبي شائع يتميز بنوبات متكررة من الصداع الشديد، غالباً ما تكون على جانب واحد من الرأس، وترافقه أعراض مثل: الغثيان، والقيء، والحساسية الشديدة للضوء أو الصوت. وتختلف شدة النوبات ومدتها من شخص لآخر؛ حيث يعاني البعض من نوبات عرضية تدوم ساعات، بينما قد تستمر نوبات أخرى أياماً.

ويصيب الصداع النصفي النساء أكثر من الرجال، ويُعد أحد الأسباب الرئيسة للإعاقة، بسبب تأثيره السلبي على الحياة اليومية والأنشطة الاجتماعية والمهنية.

واستندت الدراسة إلى بيانات من 3 تجارب سريرية شارك فيها 629 شخصاً، لفحص سلامة وفعالية عقار «أتوجيبانت» (Atogepant) الذي وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأميركية مؤخراً للوقاية من الصداع النصفي.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تناولوا «أتوجيبانت» كانوا أقل عرضة للإصابة بنوبة صداع نصفي في اليوم الأول من العلاج، مقارنة بمن تناولوا دواءً وهمياً. كما سجلوا انخفاضاً ملحوظاً في عدد أيام الصداع النصفي أسبوعياً، خلال الأسابيع الأربعة الأولى، واستمر هذا التحسن خلال فترة الدراسة التي امتدت 12 أسبوعاً.

بالإضافة إلى ذلك، أظهر المشاركون الذين تناولوا الدواء تحسناً ملحوظاً في التقييمات المتعلقة بتأثير الصداع النصفي على أنشطتهم اليومية وجودة حياتهم، مقارنة بالمجموعة الوهمية.

وقال الدكتور ريتشارد ليبتون، الباحث الرئيسي للدراسة، من كلية ألبرت أينشتاين للطب، إن «الأدوية التقليدية للوقاية من الصداع النصفي غالباً ما تحتاج إلى أسابيع أو حتى شهور لتحقيق فعاليتها الكاملة، مما يدفع بعض المرضى إلى التوقف عن تناولها قبل الوصول إلى الجرعة المناسبة».

وأضاف عبر موقع الجامعة أن «تطوير دواء فعّال وسريع المفعول يُعد أمراً ضرورياً، ولا سيما أن الصداع النصفي يُعد السبب الثاني للإعاقة عالمياً والأول بين النساء الشابات؛ حيث يؤثر سلباً على العلاقات الاجتماعية والمهنية والوضع المالي».

ووفق الباحثين، تُمثل نتائج هذه الدراسة خطوة مهمة نحو تحسين جودة حياة مرضى الصداع النصفي، من خلال زيادة الالتزام بالعلاج، وتقليل الآثار السلبية للنوبات على الأنشطة اليومية؛ مما يسهم في تحسين جودة الحياة بشكل عام.


مقالات ذات صلة

المواد البلاستيكية الدقيقة منتشرة بقوة في التربة الزراعية الفرنسية

بيئة حقل قمح في أوساس سوهير بجنوب غربي فرنسا (أ.ف.ب)

المواد البلاستيكية الدقيقة منتشرة بقوة في التربة الزراعية الفرنسية

كشفت دراسة نشرت نتائجها «الوكالة الفرنسية للتحول البيئي» الخميس عن وجود شبه منهجي للمواد البلاستيكية الدقيقة في التربة الزراعية في فرنسا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك دعوة إلى تطوير استراتيجيات فعالة للحدّ من سوء استخدام المضادات الحيوية (جامعة منيسوتا)

دول نامية تُسرف في استخدام المضادات الحيوية للأطفال... وتحذير

كشفت دراسة عن زيادة مقلقة في استخدام المضادات الحيوية للأطفال دون سنّ الخامسة عند الإصابة بالحمى أو السعال في البلدان النامية، خصوصاً في الكونغو ومصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق اليوغا تعزّز التوازن بين الجسم والعقل (جامعة ميريلاند)

اليوغا تُحسِّن صحة العين

وجدت دراسة هندية أن ممارسة اليوغا قد تلعب دوراً مهماً في تحسين صحة العين وعلاج بعض الحالات البصرية، مثل المياه الزرقاء، وقصر النظر، وارتفاع ضغط العين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تشهد التقنيات الطبية القابلة للارتداء تطوراً كبيراً (جامعة جنوب أستراليا)

سماعة طبية جديدة قد تحدث ثورة في علاج أمراض القلب

كشف باحثون من جامعة «سيتي هونغ كونغ» في الصين، عن سماعة طبية تعد الأحدث ضمن «أجهزة استشعار صوت القلب القابلة للارتداء».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق وجد الباحثان أن عدد الإخوة والأخوات الذين يكبر الشخص معهم يؤثر أيضاً على شخصيته (جامعة بروك)

الطفل الأوسط أكثر صدقاً وتعاوناً

توصّل اثنان من علماء النفس إلى أدلة تشير إلى أن الطفل الأوسط الذي يكبر مع أشقاء متعددين يميل إلى أن يكون أكثر صدقاً وتعاوناً من الأطفال الذين يكبرون دون أشقاء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

هل تهدي نفسك هذه الهدية في العام الجديد؟

البيئة المحيطة بك يمكنها أن تساعدك في الحفاظ على علاقة أكثر صحة مع الطعام (رويترز)
البيئة المحيطة بك يمكنها أن تساعدك في الحفاظ على علاقة أكثر صحة مع الطعام (رويترز)
TT

هل تهدي نفسك هذه الهدية في العام الجديد؟

البيئة المحيطة بك يمكنها أن تساعدك في الحفاظ على علاقة أكثر صحة مع الطعام (رويترز)
البيئة المحيطة بك يمكنها أن تساعدك في الحفاظ على علاقة أكثر صحة مع الطعام (رويترز)

«في العام الماضي، تعلمت أن آكل ما أريد من الخبز بلا خجل. هذا العام، عاهدت نفسي على أن أتجاهل الوصمة المرتبطة بحب الطعام وشكل الجسم».

في مذكراتها عن علاقتها بالطعام، تقول مراسلة «سي إن إن» مادلين هولكومب: «لقد كان تحقيق السلام مع ما أتناوله من طعام على رأس قائمة أولوياتي لفترة طويلة من الوقت. ولطبيعة عملي في مجال الصحة، اطلعت على الدراسات التي تُظهر كيف أن الحميات الغذائية التقييدية غير فعالة. تحدثت مع خبراء حول مدى ضرر وعدم جدوى الشعور بالخجل من الطعام والتقييد الغذائي، كما كتبت عن كيف أن معايير الجمال غير واقعية». تقول مادلين: «استغرق الأمر الكثير من العمل لإسكات الصوت الناقد القديم الموروث الذي كان يثور بداخلي في حين كنت أحدق في طبق من الطعام المحظور، أو حتى في نفسي في المرآة، ولكن بمجرد أن فهمت كيف أردت أن أفكر في جسدي وطريقة أكلي، أدركت أن العالم من حولي يمكنه أن يعيدني إلى العقلية التي كافحت للهروب منها».

في عام 2024، ركزت مادلين على أن تحيط نفسها ببيئة يمكنها أن تساعدها في الحفاظ على علاقة أكثر صحة وسعادة مع الطعام وجسدها، قائلة: «أهديت نفسي السلام». وإليكم كيف فعلت ذلك:

الصدق

تقول مادلين: «يزدهر اضطراب الأكل في سرية وخجل، نُطبع على الاستهزاء بمدى سوء ما نفعله بتناول قطعة من البسكويت، ونقول أشياء سيئة عن أجسامنا في غرفة القياس، ونتبادل النصائح حول كيفية إطعام أنفسنا بكميات أقل. وإذا لم يناقش أحد كيف يؤثر هذا الحديث عليهم، فيمكننا جميعاً الاستمرار كما لو لم يحدث شيء سيئ».

وتضيف مادلين أنه على الرغم من صعوبة الأمر، كانت خطوتها الأولى هي أن تقول بصوت عالٍ مدى معاناتها، وطلبت من أحبائها أن يساعدوها.

قالت لأصدقائها وعائلتها إنها لاحظت أنها قاسية للغاية مع نفسها بشأن شكل جسدها وطعامها، وأوضحت: «لم أكن أحب نفسي»، وأكدت لهم أنه من المهم جداً أن يعرفوا ما يجري معها.

ردود جاهزة

تشير مادلين إلى أن قليلين في حياتها كانوا يُدلون بتعليقات مباشرة أو قاسية عن قصد بشأن أكلها. لكن عبارات مثل «هذا الفستان يجعلك تبدين نحيفة للغاية»، أو «هذا يبدو لذيذاً للغاية، لكنه سيتحول إلى انتفاخ في البطن»، لم تكن تهدف إلى جعل أي شخص يشعر بالسوء، لكن هذه الملاحظات زادت من حدة الصوت النقدي في رأسها.

حتى التعليقات التي يُقصد بها المجاملة حوّلت الانتباه إلى أشياء كانت تحاول التركيز عليها بشكل أقل. لكنها استخدمت نصيحة من خبراء تحدثت إليهم، ووضعت عبارات جاهزة ومفيدة لمساعدتها. تقول: «كنت أذكّرهم بلطف بأننا لا نمارس الرياضة لكسب أي شيء، وأن التوازن صحي، وأنه لا ينبغي أن نفسد وقتاً ممتعاً بالقلق بشأن شكلنا».

لدى الجميع همومهم

في بعض الأحيان، لا ينجح التذكير اللطيف أو تغيير الموضوع بعيداً عن الأجسام والحميات الغذائية. يستمر شخص ما في الحديث عن السعرات الحرارية أو الدهون أو حتى شكل الجسم: «كان ذلك يشعرني بالحرج، كنت أشعر بأنه نقد لشخصي. لكنني أدركتُ بعد ذلك أن هذه التعليقات، كمعظم الأشياء، لم تكن تتعلق بي حقاً... لستُ الوحيدة التي لديها (وحش) في دماغها يخبرها بأن جسدها ليس جيداً بما فيه الكفاية، أو أنه خطأ لا يغتفر إذا أكلت شيئاً غنياً بالسعرات الحرارية... الكثيرون يعانون أيضاً وبدأت أشعر بالتعاطف معهم».

وأخيراً، تقول الكاتبة: «لا أعرف ما إذا كان من الممكن ألا نتأثر تماماً بثقافة الحميات الغذائية، أو أن نطرد الصوت الداخلي المزعج، لكنني أصبحتُ أفضل في أن أكون المتحكمة في حياتي، وكبح ذلك الصوت عندما يصبح مرتفعاً للغاية... إنها هدية آمل أن تهديها لنفسك أيضاً».