«نوفمبر»... شهر التوعية بسرطان الفم

الاكتشاف المبكر يمكن أن يزيد من فرص النجاة بنسبة 80 %

«نوفمبر»... شهر التوعية بسرطان الفم
TT

«نوفمبر»... شهر التوعية بسرطان الفم

«نوفمبر»... شهر التوعية بسرطان الفم

شهر نوفمبر (تشرين الثاني) هو شهر التوعية بسرطان الفم، وفرصة لرفع مستوى الوعي حول هذا المرض الخطير الذي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياة الأفراد.

مضغ القات أحد عوامل الإصابة بسرطان الفم

سرطانات الشفاه واللسان والخد

سرطان الفم يمكن أن يصيب الشفاه، واللسان، والخدين، وأرضية الفم، واللثة، وسقف الفم. وفيما يلي تفاصيل حول مضار سرطان الفم، ومعدلات الإصابة والوفيات، وأسبابه، ودور الذكاء الاصطناعي في التشخيص المبكر، وطرق العلاج المتاحة.

مضار سرطان الفم

سرطان الفم هو ثاني أخطر سرطان مميت بعد سرطان الثدي. ويمكن أن تكون له تأثيرات كبيرة على الصحة العامة وجودة الحياة، مثل:

- ألم مزمن: يمكن أن يسبب سرطان الفم ألماً مزمناً في المناطق المصابة.

- صعوبة في الأكل والشرب: يمكن أن يجعل تناول الطعام والشراب أمراً صعباً ومؤلماً.

- تغيرات في الكلام: يمكن أن يؤثر على القدرة على التحدث بوضوح.

- تأثيرات نفسية: يمكن أن يؤدي إلى شعور بالاكتئاب والقلق.

معدلات الإصابة والوفيات

تشير الإحصائيات إلى أن سرطان الفم يشكل تهديداً صحياً كبيراً.

- حالات جديدة: وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، هناك نحو 300 ألف حالة جديدة من سرطان الفم يتم تشخيصها سنوياً على مستوى العالم.

- إصابات عربية: وحسب آخر الدراسات من الجامعات العربية، فإن كل عام يصاب أكثر من 70 ألف عربي بسرطان الفم سنوياً. ويلاقي حتفه من هذا السرطان الخبيث أكثر من 30 ألف عربي في الخمس سنوات الأولى من الإصابة بهذا المرض.

- في العالم: تتجاوز معدلات الوفيات المرتبطة بسرطان الفم 145 ألف حالة سنوياً.

كما أن الاكتشاف المبكر يمكن أن يزيد من فرص النجاة، بنسبة تصل إلى 80 في المائة.

أسباب سرطان الفم

هناك كثير من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم، ومنها:

- التدخين: التدخين بكل أنواعه (سواء السجائر العادية أو الإلكترونية أو الشيشة، أو مضع التبغ والتنباك، أو الشمة) يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الفم.

- تعاطي الكحول: الاستهلاك المفرط للكحول يعد عاملاً مهماً في تطور سرطان الفم. وهنا لا بد من التأكيد على قيام وزارة الصحة البريطانية بتغيير النصيحة التي كانت مقدَّمة للأطباء في نصح مرضاهم بعدد الوحدات من الكحول التي يتمكن المرء من تناولها أسبوعياً بأمان، لتتغير في السنوات الثلاث الأخيرة إلى ما يلي: «لا يوجد حد آمن للكحول، فهو مضر بأي كمية كانت».

- العوامل البيئية: التعرض للمواد الكيميائية الضارة مثل الأسبستوس يمكن أن يزيد من المخاطر، وكذلك بعض أبخرة المواد الكيميائية لمن يعمل في بعض المصانع.

- العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي للمرض يمكن أن يزيد من خطر الإصابة، وهذا ما يستدعي الابتعاد عن كل مسببات هذا المرض.

- العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV): إذ يمكن لبعض أنواع الفيروس أن تسبب سرطانات الفم؛ خصوصاً عند انتقاله عبر الجنس الفموي؛ حيث يتكاثر هذا الفيروس في الجهاز الأنثوي الجنسي، بسبب العلاقات المحرَّمة جنسياً.

- مضغ القات: في اليمن وجنوب الخليج العربي، يلعب مضغ القات دوراً مهماً في أن تكون معدلات الإصابة بسرطان الفم في هذه المناطق عشرة أضعاف ما هي عليه في بقية مناطق الخليج؛ حسب وزارات الصحة فيها.

الذكاء الاصطناعي للتشخيص المبكر

يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تحسين التشخيص المبكر لسرطان الفم.

- تحليل الصور الطبية: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل الصور الطبية للكشف عن التغيرات الطفيفة التي قد تشير إلى وجود سرطان الفم، في كل من التقرحات والتورمات والبقع البيضاء أو الحمراء التي تصيب الفم.

- التنبؤ بالمخاطر: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الصحية للتنبؤ بالمخاطر الفردية، وتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، وتحذيرهم لتجنب بعض المسببات.

- تحليل البيانات الكبيرة: من خلال تحليل كميات كبيرة من البيانات، يمكن للذكاء الاصطناعي توفير رؤى جديدة تساعد في فهم أفضل لسرطان الفم، وكيفية علاجه بفعالية.

طرق العلاج

تتضمن طرق علاج سرطان الفم كثيراً من الخيارات، بناءً على مرحلة المرض وصحة المريض:

- الجراحة: إزالة الورم جراحياً هي الخيار الأول في كثير من الحالات.

- العلاج الإشعاعي: يستخدم لتدمير الخلايا السرطانية المتبقية بعد الجراحة، أو كعلاج مستقل.

- العلاج الكيميائي: تُستخدَم الأدوية لتدمير الخلايا السرطانية، وقد تُستخدَم بجانب العلاج الإشعاعي.

- العلاج بالليزر مع التوجيه الضوئي: وهي طريقة فعالة في علاج سرطان اللسان؛ حيث يتم حقن المريض بمواد تشع فوتونات عند التصاقها بالخلايا السرطانية، ما يوجه إشعاع الليزر لتدمير الخلايا السرطانية فقط، دون الضرر بالخلايا السليمة «Photodynamic Therapy».

- العلاجات المستهدفة: تُصمَّم لاستهداف بروتينات معينة في الخلايا السرطانية، ما يساعد في تقليل الأعراض الجانبية وزيادة فعالية العلاج.

- الروبوت الجراحي: وفي السنوات الأخيرة تم استعماله في إزالة الورم السرطاني بدقة متناهية، ومع أقل نزيف ممكن.

مراجعة الطبيب والفحص الذاتي

من الضروري مراجعة الطبيب في حال اكتشاف ورم في الفم لا يزول بعد أكثر من أسبوعين، أو في حال ظهور تقرح أو آفة أو بقع بيضاء أو حمراء لا تزول بعد أسبوعين من بدايتها. وتلعب الزيارات الدورية لطبيب الأسنان دوراً مهماً في الكشف المبكر عن سرطان الفم، مما يساعد في التشخيص المبكر وزيادة فرص العلاج الناجح.

كما أن الأطباء ينصحون بأن يقوم الشخص بالفحص الذاتي للفم والوجه والرقبة، بحثاً عن أي ورم أو تقرحات أو بقع بيضاء أو حمراء تستمر أكثر من أسبوعين، لتستدعي الزيارة الفورية للطبيب

إن التوعية بسرطان الفم خطوة حاسمة في مكافحة هذا المرض الخطير. ومن خلال الفهم الأفضل لعوامل الخطر، وأهمية التشخيص المبكر، ودور التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، يمكننا تحسين نتائج العلاج وزيادة فرص النجاة.


مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن شيخوخة الدماغ

صحتك تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تسهم في تعزيز فهم صحة الدماغ (جامعة جورجتاون)

الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن شيخوخة الدماغ

تمكن باحثون من معهد كارولينسكا في السويد من تطوير طريقة للكشف المبكر عن العوامل التي تسهم في تسارع شيخوخة الدماغ، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تكنولوجيا لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)

بسبب الاحتيال... إيطاليا تغرّم «تشات جي بي تي» 15 مليون يورو

أعلنت هيئة حماية البيانات الإيطالية أنها فرضت غرامة قدرها 15 مليون يورو على شركة «أوبن إيه آي» الأميركية بسبب الاحتيال.

«الشرق الأوسط» (روما)
خاص تتضمن الاتجاهات الرئيسة لعام 2025 الاستعداد الكمومي وممارسات الأمن السيبراني الخضراء والامتثال (شاترستوك)

خاص كيف يعيد الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية تشكيل الأمن السيبراني في 2025؟

«بالو ألتو نتوركس» تشرح لـ«الشرق الأوسط» تأثير المنصات الموحدة والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية على مستقبل الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا كيف أصبح «كلود» روبوت الدردشة المفضل لدى خبراء التكنولوجيا؟

كيف أصبح «كلود» روبوت الدردشة المفضل لدى خبراء التكنولوجيا؟

يقدم الاستجابات مثل إنسان ذكي ومنتبه

كيفن رُوز (سان فرانسيسكو)

استئصال اللوزتين قد يزيد فرص إصابتك بالاضطرابات العقلية

تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)
تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)
TT

استئصال اللوزتين قد يزيد فرص إصابتك بالاضطرابات العقلية

تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)
تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)

تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام، لتحسين التنفس أثناء النوم، أو تقليل العدوى المتكررة.

إلا أن هناك دراسة جديدة أجراها فريق دولي من الباحثين، كشفت أن هذا الإجراء الشائع نسبياً يمكن أن يزيد من خطر إصابة المريض باضطرابات عقلية في وقت لاحق من الحياة، حسب موقع «ساينس آليرت» العلمي.

وقام الباحثون التابعون لجامعة قوانغشي الطبية في الصين ومعهد كارولينسكا في السويد، بتحليل بيانات أكثر من مليون شخص مسجلين في سجل صحي سويدي، ووجدوا أن استئصال اللوزتين مرتبط بزيادة -بنسبة 43 في المائة- في خطر الإصابة بحالات مثل اضطراب ما بعد الصدمة، أو الاكتئاب، أو القلق.

وكانت نسبة الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة هي الأبرز من بين الاضطرابات الأخرى؛ حيث إن نسبة الإصابة به بين أولئك الذين خضعوا لاستئصال اللوزتين في وقت مبكر من حياتهم كانت أعلى 55 في المائة، مقارنة بأولئك الذين لم يخضعوا للإجراء.

وبما أن الدراسة قائمة على الملاحظة، فلم يتمكن الباحثون من تحديد سبب هذه النتيجة، إلا أن الخطر المتزايد كان موجوداً حتى بعد مراعاة جنس المشاركين، والعمر الذي خضعوا فيه لاستئصال اللوزتين، وأي تاريخ عائلي لاضطرابات مرتبطة بالتوتر، ومستوى تعليم الوالدين (والذي يعد مؤشراً على الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمشاركين).

وكتب الباحثون في الدراسة: «تشير هذه النتائج إلى دور محتمل لأمراض اللوزتين، أو الحالات الصحية المرتبطة بها، في تطور الاضطرابات العقلية».

وأضافوا: «لقد وجدنا أنه على الرغم من أن زيادة المخاطر كانت أعظم خلال السنوات الأولى بعد الجراحة، فإن زيادة خطر الاضطرابات العقلية المرتبطة بالتوتر كانت لا تزال ملحوظة بعد أكثر من 20 عاماً من الجراحة».

يذكر أن بعض الدراسات السابقة ربطت استئصال اللوزتين بزيادة في مشاكل صحية أخرى، بما في ذلك أمراض المناعة الذاتية والسرطان.