علاج مبتكر لجروح مرضى السكري

العلاج يعتمد على حشوات حبيبية قابلة للحقن على الجلد (دورية ACS Nano)
العلاج يعتمد على حشوات حبيبية قابلة للحقن على الجلد (دورية ACS Nano)
TT

علاج مبتكر لجروح مرضى السكري

العلاج يعتمد على حشوات حبيبية قابلة للحقن على الجلد (دورية ACS Nano)
العلاج يعتمد على حشوات حبيبية قابلة للحقن على الجلد (دورية ACS Nano)

توصّل باحثون بمعهد تيراساكي للابتكار الطبي الحيوي في الولايات المتحدة إلى علاج مبتكر لجروح مرضى السكري يعتمد على حشوات حبيبية قابلة للحقن على الجلد.

وأوضح الباحثون أن هذا العلاج يمكن أن يُحدث ثورة في طريقة التئام الجروح لدى مرضى السكري؛ مما قد يحسّن من نتائج المرضى. ونُشرت نتائج الدراسة، الخميس، في دورية «ACS Nano». وتُعدّ الجروح، خصوصاً قُرح الساق والقدم، من المضاعفات الشائعة والخطيرة لمرضى السكري، وتمثل تحدياً كبيراً، حيث يعاني كثير من المرضى صعوبة في الشفاء، نتيجة ارتفاع مستويات السكر بالدم، مما يؤدي إلى تلف الأعصاب والأوعية الدموية الدقيقة، ويضعف قدرة الجسم على الشفاء من الجروح.

بالإضافة إلى ذلك، يزيد مرض السكري خطر الإصابة بالعدوى، مما يجعل الجروح أكثر صعوبة في التئامها، وقد تتطور إلى تقرحات عميقة تتطلب رعاية طبية متخصصة. وقد تؤدي هذه التقرحات، في النهاية، إلى بتر الأطراف إذا لم يجرِ علاجها بشكل مناسب. لذلك فإن الحاجة إلى علاجات فعالة وسريعة أمر مُلح، حيث يمكن أن تحسِّن من نوعية حياة المرضى وتقلل العبء الصحي عليهم.

ووفق الدراسة، يعتمد العلاج الجديد على حشوات جلدية مسامّية، وهي مواد نانوية مبتكرة مصنوعة من مواد متوافقة حيوياً، مثل حمض بولي (لاكتك-كوجليكوليك) والجيلاتين، وهي مواد قابلة للتحلل البيولوجي، ومعتمَدة من إدارة الدواء والغذاء الأميركية «FDA»، وتُستخدم على نطاق واسع في المستحضرات الصيدلانية ومواد الهندسة الطبية؛ لعدم سُمّيتها ومرونتها الجيدة.

وتتميز هذه الحشوات بهيكل مسامّي يسمح بتدفق السوائل والمواد الغذائية؛ مما يعزز عملية الشفاء. وتُحقن الحشوات بسهولة في مواقع الجروح، مما يجعل العلاج أقل تدخلاً، مقارنةً بالأساليب التقليدية.

وأظهرت الدراسة تقدماً مهماً في عملية التئام الجروح لدى مرضى السكري، حيث أثبتت الحشوات الجلدية الجديدة بفضل هياكلها المسامّية قدرتها على تعزيز هجرة الخلايا، وتكوين أنسجة حبيبية، وتوليد أوعية دموية جديدة، وهي عوامل أساسية لالتئام الجروح بشكل فعّال. كما أظهرت الحشوات قوة معزَّزة وحافظت على شكلها أثناء عملية الحقن البسيطة.

وأشار الباحثون إلى أن أهمية نتائج الدراسة تكمن في تقديم حل مبتكر وغير جراحي لعلاج جروح مرضى السكري المزمنة، مثل تقرحات القدم، والتي تُعد من أكثر المضاعفات تحدياً لمرضى السكري.

وأضافوا أن هذه النتائج تُبشر بإمكانية تحسين جودة حياة المرضى، وتقليل الحاجة إلى التدخلات الجراحية المكلِّفة والمعقدة. إلى جانب ذلك، قد يُسهم هذا النهج في تقليل معدلات العدوى والمضاعفات المرتبطة بالجروح المزمنة لدى مرضى السكري؛ مما يسهم في تحسين الرعاية الصحية، ويعزز فرص العلاج الناجح لهؤلاء المرضى.


مقالات ذات صلة

العيش في الأحياء الفقيرة يؤثر على القدرات العقلية

صحتك العيش في أحياء محرومة يرتبط بارتفاع ضغط الدم وتدني القدرات العقلية (رويترز)

العيش في الأحياء الفقيرة يؤثر على القدرات العقلية

توصلت دراسة أميركية إلى أن العيش في أحياء محرومة يرتبط بارتفاع ضغط الدم وتدني القدرات العقلية، حتى بين الأفراد الذين لا يعانون ضعفاً إدراكياً خفيفاً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق صعود 110 درجات سلَّم يومياً على الأقل يُحسِّن أداء القلب (دورية الأمراض القلبية الوعائية)

صعود السلالم يومياً يقلل من خطر السكتة الدماغية

هل ترغب في تجنُّب السكتة الدماغية؟ دراسة تكشف تغييراً بسيطاً يمكن أن يقلل الخطر بنحو الثلث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الشوكولاته تحتوي على مستويات عالية من الفلافانولات (جامعة كنغستون)

الشوكولاته الداكنة تقي من السكري

أظهرت دراسة أميركية طويلة المدى أن تناول خمس حصص من الشوكولاته الداكنة أسبوعياً يرتبط بتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك القلب لديه نظامه العصبي المعقد الذي يُعد أمراً بالغ الأهمية للتحكم في إيقاعه (معهد كارولينسكا)

القلب له دماغه الخاص

أظهرت دراسة جديدة أجراها فريق بحثي من معهد كارولينسكا في السويد بالتعاون مع باحثين من جامعة كولومبيا الأميركية، أن القلب لديه دماغ صغير عبارة عن نظام عصبي خاص.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

أظهرت دراسة أميركية حديثة أن تعرض الأم والأب لملوثات الهواء الشائعة قد يزيد من خطر العقم لأنه قد يكون ضاراً بتطور البويضات والحيوانات المنوية والأجنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة تحذر: حمى التيفوئيد أصبحت أكثر مقاومة للمضادات الحيوية

الدراسة وجدت ارتفاعاً في بكتيريا التيفوئيد المقاومة للأدوية على نطاق واسع (رويترز)
الدراسة وجدت ارتفاعاً في بكتيريا التيفوئيد المقاومة للأدوية على نطاق واسع (رويترز)
TT

دراسة تحذر: حمى التيفوئيد أصبحت أكثر مقاومة للمضادات الحيوية

الدراسة وجدت ارتفاعاً في بكتيريا التيفوئيد المقاومة للأدوية على نطاق واسع (رويترز)
الدراسة وجدت ارتفاعاً في بكتيريا التيفوئيد المقاومة للأدوية على نطاق واسع (رويترز)

حذرت دراسة جديدة من أن حمى التيفوئيد الموجودة منذ آلاف السنين أصبحت أكثر مقاومة للمضادات الحيوية، الأمر الذي قد تنتج عنه كارثة صحية مع مرور الوقت.

وحالياً، تعد المضادات الحيوية هي الطريقة الوحيدة لعلاج التيفوئيد بشكل فعال، الذي تسببه بكتيريا السالمونيلا المعوية المصلية التيفية (S Typhi). ومع ذلك، فعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، كانت مقاومة هذه البكتيريا للمضادات الحيوية الفموية تنمو وتنتشر، بحسب ما أكدته الدراسة الجديدة التي نقلها موقع «ساينس آليرت» العلمي.

وقام فريق الدراسة بفحص تسلسل جينومات 3489 سلالة من بكتيريا التيفوئيد التي تم التقاطها من عام 2014 إلى عام 2019 في نيبال وبنغلاديش وباكستان والهند، ووجدوا ارتفاعاً في بكتيريا التيفوئيد المقاومة للأدوية على نطاق واسع.

وقال الفريق إن سلالة التيفوئيد المقاومة للمضادات الحيوية ليست فقط مقاومة للمضادات الحيوية القديمة، مثل الأمبيسلين، والكلورامفينيكول، والتريميثوبريم - السلفاميثوكسازول، بل إنها أصبحت أيضاً مقاومة للمضادات الحيوية الأحدث، مثل الفلوروكينولونات والجيل الثالث من السيفالوسبورينات.

والأسوأ في الأمر أن هذه السلالات تنتشر عالمياً بمعدل سريع، بحسب الدراسة.

وفي حين أن معظم حالات التيفوئيد المقاوم للأدوية تنبع من جنوب آسيا، فقد عثر الباحثون على حالات أيضاً في شرق وجنوب أفريقيا وفي المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا.

وقال جيسون أندروز، اختصاصي الأمراض المعدية من جامعة ستانفورد، الذي شارك في إعداد الدراسة، إن «السرعة التي ظهرت وانتشرت بها سلالات من بكتيريا التيفوئيد شديدة المقاومة للأدوية في السنوات الأخيرة هي سبب حقيقي للقلق، وتسلط الضوء على الحاجة إلى توسيع تدابير الوقاية بشكل عاجل، وخاصة في البلدان الأكثر عرضة للخطر».

وإذا لم يتم علاجها، يمكن أن تكون ما يصل إلى 20 في المائة من حالات التيفوئيد قاتلة، واليوم، هناك 11 مليون حالة إصابة بالتيفوئيد سنوياً.

من جهة أخرى، تعد مقاومة المضادات الحيوية أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم، حيث تتسبب في وفيات أكثر من تلك التي يسببها فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) أو الملاريا.