علاج مبتكر لجروح مرضى السكري

العلاج يعتمد على حشوات حبيبية قابلة للحقن على الجلد (دورية ACS Nano)
العلاج يعتمد على حشوات حبيبية قابلة للحقن على الجلد (دورية ACS Nano)
TT
20

علاج مبتكر لجروح مرضى السكري

العلاج يعتمد على حشوات حبيبية قابلة للحقن على الجلد (دورية ACS Nano)
العلاج يعتمد على حشوات حبيبية قابلة للحقن على الجلد (دورية ACS Nano)

توصّل باحثون بمعهد تيراساكي للابتكار الطبي الحيوي في الولايات المتحدة إلى علاج مبتكر لجروح مرضى السكري يعتمد على حشوات حبيبية قابلة للحقن على الجلد.

وأوضح الباحثون أن هذا العلاج يمكن أن يُحدث ثورة في طريقة التئام الجروح لدى مرضى السكري؛ مما قد يحسّن من نتائج المرضى. ونُشرت نتائج الدراسة، الخميس، في دورية «ACS Nano». وتُعدّ الجروح، خصوصاً قُرح الساق والقدم، من المضاعفات الشائعة والخطيرة لمرضى السكري، وتمثل تحدياً كبيراً، حيث يعاني كثير من المرضى صعوبة في الشفاء، نتيجة ارتفاع مستويات السكر بالدم، مما يؤدي إلى تلف الأعصاب والأوعية الدموية الدقيقة، ويضعف قدرة الجسم على الشفاء من الجروح.

بالإضافة إلى ذلك، يزيد مرض السكري خطر الإصابة بالعدوى، مما يجعل الجروح أكثر صعوبة في التئامها، وقد تتطور إلى تقرحات عميقة تتطلب رعاية طبية متخصصة. وقد تؤدي هذه التقرحات، في النهاية، إلى بتر الأطراف إذا لم يجرِ علاجها بشكل مناسب. لذلك فإن الحاجة إلى علاجات فعالة وسريعة أمر مُلح، حيث يمكن أن تحسِّن من نوعية حياة المرضى وتقلل العبء الصحي عليهم.

ووفق الدراسة، يعتمد العلاج الجديد على حشوات جلدية مسامّية، وهي مواد نانوية مبتكرة مصنوعة من مواد متوافقة حيوياً، مثل حمض بولي (لاكتك-كوجليكوليك) والجيلاتين، وهي مواد قابلة للتحلل البيولوجي، ومعتمَدة من إدارة الدواء والغذاء الأميركية «FDA»، وتُستخدم على نطاق واسع في المستحضرات الصيدلانية ومواد الهندسة الطبية؛ لعدم سُمّيتها ومرونتها الجيدة.

وتتميز هذه الحشوات بهيكل مسامّي يسمح بتدفق السوائل والمواد الغذائية؛ مما يعزز عملية الشفاء. وتُحقن الحشوات بسهولة في مواقع الجروح، مما يجعل العلاج أقل تدخلاً، مقارنةً بالأساليب التقليدية.

وأظهرت الدراسة تقدماً مهماً في عملية التئام الجروح لدى مرضى السكري، حيث أثبتت الحشوات الجلدية الجديدة بفضل هياكلها المسامّية قدرتها على تعزيز هجرة الخلايا، وتكوين أنسجة حبيبية، وتوليد أوعية دموية جديدة، وهي عوامل أساسية لالتئام الجروح بشكل فعّال. كما أظهرت الحشوات قوة معزَّزة وحافظت على شكلها أثناء عملية الحقن البسيطة.

وأشار الباحثون إلى أن أهمية نتائج الدراسة تكمن في تقديم حل مبتكر وغير جراحي لعلاج جروح مرضى السكري المزمنة، مثل تقرحات القدم، والتي تُعد من أكثر المضاعفات تحدياً لمرضى السكري.

وأضافوا أن هذه النتائج تُبشر بإمكانية تحسين جودة حياة المرضى، وتقليل الحاجة إلى التدخلات الجراحية المكلِّفة والمعقدة. إلى جانب ذلك، قد يُسهم هذا النهج في تقليل معدلات العدوى والمضاعفات المرتبطة بالجروح المزمنة لدى مرضى السكري؛ مما يسهم في تحسين الرعاية الصحية، ويعزز فرص العلاج الناجح لهؤلاء المرضى.


مقالات ذات صلة

علاقة غير متوقعة بين سرطان الرئة والنظام الغذائي

علوم أطباء يفحصون حالة سرطان الرئة (أرشيفية- جامعة فلوريدا)

علاقة غير متوقعة بين سرطان الرئة والنظام الغذائي

اكتشف باحثون صلة مثيرة للاهتمام بين مرض سرطان الرئة ونوعية أنظمتنا الغذائية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خاتم زواج (أرشيفية - رويترز)

الأشخاص غير المتزوجين أقل عرضة للإصابة بالخرف

أشارت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة ولاية فلوريدا إلى أن الأشخاص غير المتزوجين أقل عرضة للإصابة بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك خسارة الوزن قد تؤدِّي إلى تحسينات كبيرة في الصحة (جامعة ساوثهامبتون البريطانية)

علاج فعَّال للسمنة يستمرُّ 3 سنوات

دواء «تيرزيباتيد» يمكن أن يُسهم في تحقيق خسارة وزن كبيرة ومستدامة مدَّة تصل إلى 3 سنوات على الأقل، لدى البالغين الذين يعانون زيادة الوزن أو السمنة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق العزلة تُضعف جودة النظام الغذائي لدى كبار السنّ (جامعة كاليفورنيا)

العزلة الاجتماعية تُفسد شهية كبار السنّ

النساء المُسنّات اللواتي يعانين عزلة اجتماعية مستمرّة أكثر عرضة لانخفاض استهلاكهن للفاكهة والخضراوات؛ ما يؤدّي إلى تراجع عام في شهيتهن وجودة نظامهن الغذائي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

دراسة: 3 ملايين طفل تُوفوا بسبب «مقاومة المضادات الحيوية»

دعوة إلى تطوير استراتيجيات فعالة للحدّ من سوء استخدام المضادات الحيوية (جامعة منيسوتا)
دعوة إلى تطوير استراتيجيات فعالة للحدّ من سوء استخدام المضادات الحيوية (جامعة منيسوتا)
TT
20

دراسة: 3 ملايين طفل تُوفوا بسبب «مقاومة المضادات الحيوية»

دعوة إلى تطوير استراتيجيات فعالة للحدّ من سوء استخدام المضادات الحيوية (جامعة منيسوتا)
دعوة إلى تطوير استراتيجيات فعالة للحدّ من سوء استخدام المضادات الحيوية (جامعة منيسوتا)

أظهرت دراسة أجراها خبيران في مجال صحة الطفل أن أكثر من 3 ملايين طفل حول العالم لقوا حتفهم في عام 2022 نتيجة للعدوى المقاومة للمضادات الحيوية. وبيّنت أن الأطفال في أفريقيا وجنوب شرقي آسيا هم الأكثر عرضة للخطر.

تتطور مقاومة المضادات الحيوية عندما تتطور الميكروبات المسببة للعدوى بطريقة تجعل المضادات الحيوية لا تعمل. وقد تم تحديدها كواحدة من أكبر التهديدات الصحية العامة التي تواجه سكان العالم، وفقاً لموقع «بي بي سي».

واستند مُعدّا الدراسة على بيانات من مصادر متعددة، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية (WHO) والبنك الدولي، وخلصا إلى أن هناك أكثر من 3 ملايين حالة وفاة بين الأطفال في عام 2022 مرتبطة بالعدوى المقاومة للأدوية. وقد يكون الرقم تفاقم بسبب تأثير جائحة «كوفيد - 19».

زيادة استخدام المضادات الحيوية

تستخدم المضادات الحيوية لعلاج أو الوقاية من مجموعة كبيرة من العدوى البكتيرية، من التهابات الجلد إلى الالتهاب الرئوي.

وتُعطى المضادات الحيوية أحياناً كإجراء احترازي للوقاية من العدوى بدلاً من علاجها، على سبيل المثال إذا كان الشخص يخضع لعملية جراحية أو يتلقى علاجاً كيميائياً للسرطان.

والمضادات الحيوية ليس لها أي تأثير على العدوى الفيروسية، مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا أو «كوفيد».

لكن بعض البكتيريا طورت الآن مقاومة لبعض الأدوية، بسبب الإفراط في استخدام المضادات الحيوية أو استخدامها بشكل غير مناسب، في حين تباطأ الوصول إلى مضادات حيوية جديدة بشكل كبير، لأنها عملية طويلة ومكلفة.

يشير المؤلفان الرئيسيان للتقرير، الطبيبة يانهونغ جيسيكا من «معهد مردوخ لأبحاث الأطفال» في أستراليا، والبروفسور هيرب هارويل من «مبادرة كلينتون للوصول إلى الصحة»، إلى زيادة كبيرة في استخدام المضادات الحيوية التي من المفترض أن يتم استخدامها فقط في حالات العدوى الأكثر خطورة.

وبين عامي 2019 و2021، زاد استخدام «المضادات الحيوية الاحتياطية»، وهي أدوية ذات مخاطر عالية للمقاومة، بنسبة 160 في المائة في جنوب شرقي آسيا، و126 في المائة في أفريقيا.

وخلال الفترة نفسها، ارتفع استخدام «المضادات الحيوية الاحتياطية»، وهي العلاجات التي تستخدم ضد العدوى الشديدة المقاومة للأدوية المتعددة، بنسبة 45 في المائة في جنوب شرقي آسيا، و125 في المائة في أفريقيا.

تضاؤل الخيارات

ويحذر مؤلِّفا الدراسة من أنه إذا طورت البكتيريا مقاومة لهذه المضادات الحيوية، فلن يكون هناك سوى القليل من البدائل، إن وجدت، لعلاج الالتهابات المقاومة للأدوية المتعددة.

وقدم هارويل النتائج في مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية في فيينا، هذا الشهر.

ويقول: «مقاومة مضادات الحيوية مشكلة عالمية؛ فهي تؤثر في الجميع. لقد قمنا بهذا العمل للتركيز على الطريقة غير المتناسبة التي تؤثر بها مقاومة مضادات الميكروبات على الأطفال».

وتابع: «نحن نقدر عدد وفيات الأطفال في جميع أنحاء العالم بثلاثة ملايين حالة وفاة مرتبطة بمقاومة مضادات الميكروبات».

هل هناك حل لمقاومة مضادات الميكروبات؟

تصف «منظمة الصحة العالمية» مقاومة مضادات الميكروبات بأنها واحدة من أخطر التهديدات الصحية العالمية التي نواجهها، لكن البروفسور هارويل متحدثاً من فيينا، حذر من عدم وجود إجابات سهلة.

وقال إنها «مشكلة متعددة الأوجه تمتد إلى جميع جوانب الطب، بل وحياة الإنسان في الواقع».

وأضاف أن «المضادات الحيوية منتشرة في كل مكان حولنا، وينتهي بها المطاف في طعامنا وبيئتنا. وبالتالي فإن التوصل إلى حل واحد ليس بالأمر السهل».

ويضيف أن أفضل طريقة لتجنب العدوى المقاومة للمضادات الحيوية هي تجنب العدوى تماماً، مما يعني الحاجة إلى مستويات أعلى من المناعة والصرف الصحي والنظافة.

وتابع: «سيكون هناك المزيد من استخدام المضادات الحيوية، لأن هناك المزيد من الأشخاص الذين يحتاجون إليها، ولكننا بحاجة إلى التأكد من استخدامها بشكل مناسب واستخدام الأدوية الصحيحة».

وقالت الدكتورة ليندسي إدواردز، المحاضرة البارزة في علم الأحياء الدقيقة في كلية «كينغز كوليدج» بلندن، إن الدراسة الجديدة «تمثل زيادة كبيرة ومقلقة مقارنة بالبيانات السابقة».

واختتمت: «يجب أن تكون هذه النتائج بمثابة جرس إنذار لقادة الصحة العالمية. فمن دون اتخاذ إجراءات حاسمة، يمكن لمقاومة مضادات الميكروبات أن تقوّض عقوداً من التقدم في مجال صحة الطفل، لا سيما في المناطق الأكثر ضعفاً في العالم».