ما نعرفه عن «الالتهاب الرئوي المتنقل»

عدوى تنفسية تنتشر في أميركا وخاصة بين الأطفال

لم يتم تحديد الميكوبلازما الرئوية كسبب رئيسي للالتهاب الرئوي لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-4 سنوات (رويترز)
لم يتم تحديد الميكوبلازما الرئوية كسبب رئيسي للالتهاب الرئوي لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-4 سنوات (رويترز)
TT

ما نعرفه عن «الالتهاب الرئوي المتنقل»

لم يتم تحديد الميكوبلازما الرئوية كسبب رئيسي للالتهاب الرئوي لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-4 سنوات (رويترز)
لم يتم تحديد الميكوبلازما الرئوية كسبب رئيسي للالتهاب الرئوي لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-4 سنوات (رويترز)

رصدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أميركا، ارتفاع حالات الإصابة بالميكوبلازما الرئوية، المعروفة أيضاً باسم «الالتهاب الرئوي المتحرك أو المتنقل»، خاصة بين الأطفال.

وكانت حالات المرض في ارتفاع عالمي منذ عام 2023 بعد انخفاضها إلى أدنى مستوى لها أثناء وباء كورونا المستجد، عندما كانت تدابير الوقاية من الأمراض مطبقة على نطاق واسع.

ووفقاً لتقرير صحيفة «هاف بوست» الأميركية، ارتفع عدد الأشخاص الذين عولجوا في غرف الطوارئ وخرجوا بتشخيص الإصابة بالميكوبلازما الرئوية في أميركا من 31 مارس (آذار) إلى 5 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي بين جميع الفئات العمرية، مع بلوغ التشخيصات ذروتها في أغسطس (آب) الماضي.

وكانت الزيادة أعلى بين الأطفال، حيث انتقلت من 1 في المائة إلى 7.2 في المائة بين سن 2 - 4، ومن 3.6 في المائة إلى 7.4 في المائة بين سن 5 - 17 في السابق، ولم يتم تحديد الميكوبلازما الرئوية كسبب رئيسي للالتهاب الرئوي لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 - 4 سنوات.

وبعد التعامل مع جائحة كوفيد - 19، قد ينزعج الآباء لسماع هذا الارتفاع في المرض الذي يظهر بين الأطفال.

ما الميكوبلازما الرئوية؟

كما يظهر من اسمها، فإن الميكوبلازما الرئوية هي بكتيريا يمكن أن تسبب التهابات في الجهاز التنفسي العلوي أو السفلي، بما في ذلك الالتهاب الرئوي.

والالتهاب الرئوي يمكن أن تكون له أسباب مختلفة أخرى مثل عدوى تصيب الرئتين.

وفي حين يبدو أننا نشهد حالياً ارتفاعاً في الحالات في أميركا، فإن البكتيريا نفسها ليست جديدة. على عكس كوفيد - 19، الذي كان جديداً ويؤثر على الأشخاص في العالم لأول مرة، فإن الميكوبلازما هي بكتيريا رآها الأطباء وعالجوها من قبل.

لماذا يطلق عليه اسم «الالتهاب الرئوي المتحرك»؟

يطلق على التهابات الجهاز التنفسي السفلي أو الرئة بالميكوبلازما الرئوية «الالتهاب الرئوي المتحرك». هذا لأنه «يميل إلى أن تكون له أعراض أخف مقارنة بالالتهاب الرئوي الناجم عن بكتيريا أخرى»، وفقاً لما قالته الدكتورة روث كانثولا، اختصاصية الأمراض المعدية للأطفال في ميدستار هيلث في واشنطن.

وقالت كانثولا: «معظم الأشخاص المصابين بالالتهاب الرئوي المتحرك لا يحتاجون إلى دخول المستشفى».

ويأتي الاسم من حقيقة أن المرضى لا يرقدون في السرير ولكن بدلاً من ذلك يتحركون وهما مصابون بالمرض.

ومن جانبها، قالت الدكتورة إليزابيث تالبوت، أستاذة الطب والأمراض المعدية والصحة الدولية في كلية جيزيل للطب في دارتموث، إن الميكوبلازما «غير عادية» لأنها تأتي بشكل تدريجي وقد تظهر أنواع أخرى من الالتهاب الرئوي بأعراض أكثر فجائية وشدة.

ما الأعراض؟ كما أوضحت تالبوت، قد تظهر الأعراض تدريجياً وقد تشبه أعراض العديد من التهابات الجهاز التنفسي الأخرى.

وقد تشمل هذه الأعراض: الصداع، التعب، التهاب الحلق (أكثر احتمالية في بداية الإصابة)، الحمى والسعال.

وتشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أميركا إلى أنه قد يكون من الصعب التمييز بين الأعراض لدى الأطفال دون سن الخامسة وبين نزلات البرد العادية، وقد تشمل الأعراض لديهم العطاس، احتقان الأنف أو سيلانه، التهاب الحلق، عيون دامعة، وصفير في الصدر، وكذلك ظهور عرضي للقيء والإسهال.

ويشير التقرير إلى أن مدة المرض هي التي تنبه الآباء عادة إلى أن شيئاً آخر غير نزلات البرد الشائعة قد يكون السبب، وتدفعهم إلى اصطحاب الأطفال إلى الطبيب. وأشارت تالبوت إلى أننا «نتوقع أن تختفي نزلات البرد الفيروسية المعتادة بعد بضعة أيام»، لكن هذا المرض يستمر عادة لفترة أطول.

وقالت: «إذا كان طفلك يعاني من الحمى والتعب والسعال والبلغم لأكثر من أسبوع، فقد حان الوقت لرؤية الطبيب».

وقد تدفع مدة هذا المرض طبيب طفلك إلى إجراء اختبار الميكوبلازما.

لماذا الأطفال معرضون للخطر بشكل خاص؟ في حين أن الارتفاع الحالي كان الأعلى بين الأطفال الأصغر سناً في أميركا، قالت كانثولا «إننا نعتقد عادةً أن الميكوبلازما تسبب المرض لدى الأطفال الأكبر سناً، مثل المراهقين والشباب».

وأكدت أن «الإصابات بالميكوبلازما لدى الأطفال الأصغر سناً قد تكون من دون أعراض أو خفيفة ويصعب التمييز بينها وبين الإصابات بفيروسات الشتاء».

في حين أن ارتفاع حالات الإصابة بالميكوبلازما كل بضع سنوات قد يكون أمراً طبيعياً، فقد يبدو الأمر وكأن الكثير من الأطفال يمرضون لأن معدل أمراض الجهاز التنفسي لدى الأطفال أعلى نسبياً مما كان عليه أثناء وباء كورونا، عندما أدى التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات إلى انخفاض عدد حالات الإنفلونزا والأمراض الأخرى إلى مستويات منخفضة قياسية.

ما العلاج المتاح؟ قالت تالبوت إن أحد الأشياء المهمة التي يجب معرفتها عن الميكوبلازما الرئوية هو «أنها قابلة للعلاج بسهولة».

وقالت: «هناك مضادات حيوية يمكنها علاج هذا»، ويمكن أن تكون «فعالة بشكل خاص في تقصير مسار المرض عند تلقيها في وقت مبكر».

لذلك ينصح بفحص طفلك من قبل الطبيب إذا كان يعاني من حمى أو أعراض برد أخرى تستمر لفترة أطول من المتوقع.


مقالات ذات صلة

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك دماغ (أ.ف.ب)

ما أفضل مكملات غذائية لدعم صحة الدماغ؟

أكد موقع «هيلث» على أهمية الحفاظ على عقل سليم لأنه يساعد على تعلُّم المعلومات والاحتفاظ بها واتخاذ القرارات وحل المشكلات والتركيز والتواصل عاطفياً مع الآخرين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)

تعريض جسمك للبرودة الشديدة قد يساعدك على النوم بشكل أفضل

كشفت دراسة جديدة عن أن تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك اكتساب الوزن سريعاً بعد خسارته من المشكلات التي تؤرّق الكثير من الأشخاص (د.ب.أ)

لماذا يكتسب الكثيرون الوزن سريعاً بعد فقدانه؟

بحثت دراسة جديدة في السبب المحتمل وراء اكتساب الوزن سريعاً بعد خسارته، ووجدت أنه قد يرجع إلى ما أطلقوا عليه «ذاكرة الخلايا الدهنية».

«الشرق الأوسط» (برن)

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي (دي إن إيه) يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.

وأجرى الباحثون تحليلاً للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أُجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.

وظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.

وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.

وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى مَن تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، ما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.

وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، ما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.

وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان: «من المعروف أن للحرب تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير».

وأشار بلوس أيضاً إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال: «قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم».

وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن «من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماماً تعقيدات الحرب» أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.