يتفق المؤثرون والمتخصصون الطبيون على تطبيق «تيك توك» على أن تناول مرق العظام مفيد للجسم. ويقولون إن شربه يمكن أن يخفف من آلام المفاصل، ويهدئ الانزعاجات الهضمية وينعم البشرة، من بين فوائد أخرى.
ووفق تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، هناك القليل من الأدلة العلمية التي تثبت هذه الادعاءات.
ما هو مرق العظام؟
قالت راشيل مامان، مؤلفة كتاب الطبخ «Mastering Stocks and Broths»، إن «مرق العظام يُصنع عن طريق طهي العظام اللحمية على نار هادئة لساعات عدة».
غالبًا ما يستخدم الطهاة عظاماً من لحم البقر أو لحم الخنزير أو الدجاج، خاصة تلك التي تحتوي على مفاصل وأنسجة ضامة لا تزال متصلة بها. ويعتبر مرق العظام مشابهاً لأنواع أخرى من المرق من حيث المكونات والطعم، ويمكن أن يكون أي منها قاعدة للحساء أو اليخنة. لكن مرق العظام يتميز عادةً باستخدامه لعظام المفاصل اللحمية ووقت الطهي الأطول والفوائد الصحية المنسوبة إليه.
قالت مامان إن ساعات الطهي تساعد في استخراج المزيد من البروتين من العظام والأنسجة الضامة أكثر مما يوجد عادة في المرقات الأخرى.
قال كيث بار، أستاذ فيزيولوجيا التمرين الجزيئية في جامعة كاليفورنيا، إن معظم البروتين في مرق العظام يأتي من الكولاجين، مما يجعل أنسجة الحيوانات أقوى وأكثر مرونة، مشيراً إلى أنه مع غلي المرق، يذوب الكولاجين من العظام والأنسجة. وأضاف: «تشكل البروتينات من الكولاجين الجيلاتين عند تبريده، مما يعطي المرق قوامه المميز».
هل يقوي مرق العظام المفاصل؟
أحد الادعاءات الشائعة هو أن الأحماض الأمينية في مرق العظام يمكن أن تساعد أوتارنا وأربطتنا وغضاريفنا في تصنيع الكولاجين الخاص بها، مما يفيد صحة المفاصل. من الناحية النظرية، هذا منطقي، يقول الدكتور بار.
ويضيف: «أشارت بعض الدراسات الصغيرة المحدودة إلى أن مكملات الكولاجين والجيلاتين قد تعمل على تقوية العضلات والأوتار، وتساعد الرياضيين على التعافي وتقليل الألم لدى الأشخاص المصابين بهشاشة العظام في الركبة».
ولكن لم يتم اختبار ذلك مع مرق العظام. وتشير بعض الأدلة إلى أن كميات الأحماض الأمينية في مرق العظام المطبوخ في المنزل والمشترى من المتجر يمكن أن تختلف على نطاق واسع وتكون أقل بكثير مما يوجد في مكملات الكولاجين. لذا حتى لو كانت مكملات الكولاجين مفيدة للمفاصل لا يمكن الافتراض أن مرق العظام سيكون كذلك أيضاً، كما قالت لويز بيرك، أستاذة التغذية الرياضية في الجامعة الكاثوليكية الأسترالية في ملبورن.
هل يقلل مرق العظام من التهاب الأمعاء؟
يحتوي مرق العظام على نسبة عالية نسبياً من حمض الجلوتامين الأميني، وقد أشارت بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات والبشر على نطاق صغير إلى أن مكملات الجلوتامين قد تقلل من التهاب الأمعاء و«تسرب» بطانة الأمعاء، كما قال الدكتور مايكل كاميليري، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي في «مايو كلينيك» في روتشستر بولاية مينيسوتا. في إحدى الدراسات المنشورة في عام 2021، أفاد الباحثون بأنه عندما شرب عدد صغير من الفئران مرق العظام لمدة 10 أيام، كانوا أقل عرضة لتلف الأمعاء والالتهابات من تلك التي شربت الماء. ولكن لم يتم فحص ما إذا كان مرق العظام يمكن أن يكون له تأثير مماثل على البشر.
هل يمكن أن يزيد تناول مرق العظام من نضارة البشرة؟
قالت الدكتورة راجاني كاتا، طبيبة الأمراض الجلدية في كلية بايلور للطب في هيوستن، إن الكولاجين في بشرتك مسؤول جزئياً عن تماسكها ومرونتها. وتشير بعض الدراسات إلى أن تناول مكملات الكولاجين قد يفيد صحة الجلد. تعتبر الدكتورة كاتا أن الأدلة على مكملات الكولاجين أولية وغير مقنعة، ولم تكن على علم بأي دراسات حول تأثير مرق العظام على بشرتنا.
هل يجب تناول المرق أم لا؟
كما هي الحال مع الكثير من المرق والحساء التي يتم شراؤها من المتاجر، يمكن أن تحتوي مرق العظام على نسبة عالية من الصوديوم، كما قالت اختصاصية التغذية إيمي براغانيني. وتضيف أن مرق العظام مصدر جيد للبروتين، وهو «خفيف وسهل على المعدة»، لذلك يمكن أن يساعدك على البقاء مغذياً ورطباً عندما تكون مريضاً أو ليس لديك شهية. فقط اعلم أنه قد لا يكون العلاج الشافي كما يدعي بعض المؤثرين.