مواجهة المشكلات بهدوء ومرونة تقلل خطر الوفاة للنصف

المرونة العقلية قد تكون السر لحياة أطول (رويترز)
المرونة العقلية قد تكون السر لحياة أطول (رويترز)
TT

مواجهة المشكلات بهدوء ومرونة تقلل خطر الوفاة للنصف

المرونة العقلية قد تكون السر لحياة أطول (رويترز)
المرونة العقلية قد تكون السر لحياة أطول (رويترز)

أكدت دراسة جديدة أن المرونة العقلية والقدرة على المثابرة في مواجهة الشدائد، والحفاظ على نظرة هادئة وفلسفية في الأوقات الصعبة، قد تكون السر لحياة أطول؛ حيث تقلل من خطر الوفاة بمقدار النصف.

وفي السابق، أثبتت الدراسات أن المرونة تمنع المرض، وتساعد في التعافي بعد الصدمة، ولكن لم يكن معروفاً ما إذا كانت قادرة على درء الموت.

وللتعرُّف على ذلك، قام باحثون في جامعة «سون يات سين» الصينية، بالنظر في السجلات الصحية لأكثر من 10 آلاف أميركي سجلوا في دراسة عن الصحة والتقاعد.

وكان جميع المشاركين فوق سن الخمسين، وأكملوا استبياناً حول صحتهم العقلية، وتم تقييمهم على أساس صفات تشمل المثابرة والمرونة والهدوء والشعور بالهدف والاعتماد على الذات والاعتراف بأن بعض التجارب يجب مواجهتها بمفردك.

وخلال العقد التالي لإجراء الاستبيان، توفي 3489 من المشاركين، ووجد الباحثون ارتباطاً وثيقاً بين المرونة العقلية وخطر الموت.

فقد وجد الباحثون أن أولئك الذين كان لديهم أقصى درجات المرونة في التعامل مع مشكلات وصعاب الحياة كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 53 في المائة من أولئك الذين كان لديهم أقل الدرجات.

وظل الارتباط قائماً حتى بعد تعديل الحالة الاجتماعية والجنس والعرق والوزن، وهي العوامل التي من المعروف أنها تؤثر على متوسط ​​العمر، لكنه انخفض إلى 46 في المائة بعد وضع نمط الحياة غير الصحي في الاعتبار.

وفي الدراسة التي نشرت في مجلة «بي إم جي منتال هيلث» العلمية، قال الباحثون: «المرونة العقلية هي قدرة الأفراد على التعامل بفاعلية مع الظروف والأحداث الحياتية الصعبة والتكيف معها».

وأضافوا: «أن التعرض للشدائد، مثل الفقر أو الأحداث المهمة في الحياة مثل فقدان الوظيفة أو الحزن، يؤدي غالباً إلى اضطرابات في الأداء النفسي. ومع ذلك، يختلف الأفراد في قدرتهم على التغلب على الشدائد والتكيف معها؛ إذ يظهر البعض المرونة في مواجهتها في حين يكافح آخرون في هذا الشأن».

وتابعوا: «هذه الدراسة فريدة من نوعها في إثبات وجود ارتباط إحصائي كبير بين المرونة العقلية والوفيات لأي سبب في عموم السكان، حتى بعد مراعاة العوامل المربكة الأخرى».

وأكد الفريق أن هذه النتائج تشير إلى أن التدخلات التي تهدف إلى تعزيز المرونة، من خلال الدعم الاجتماعي، يمكن أن يكون لها تأثيرات كبيرة على معدلات الوفيات بين المواطنين.


مقالات ذات صلة

كيف يؤثر هاتفك على صحة قلبك؟

صحتك سيدة تتحدث عبر الهاتف الجوال (رويترز)

كيف يؤثر هاتفك على صحة قلبك؟

تشير دراسة صينية حديثة إلى وجود صلة بين استخدام الهاتف الجوال وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، وخصوصاً بين المدخنين ومرضى السكر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التقنية الجديدة تستخدم الضوء الفلوري للكشف عن البكتيريا في الجروح (أ.ف.ب)

قد تسهم في منع العدوى... تقنية جراحية جديدة «تضيء» البكتيريا في الجروح

أظهرت الدراسات السابقة أن ما يصل إلى 5 في المائة من الأشخاص الذين يخضعون للجراحة يمكن أن يصابوا بعدوى بكتيرية، ما قد يطيل فترة الشفاء، ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك البعض يتناول الطعام سعياً لملء الفراغ وإيجاد بعض الإلهاء (أرشيفية- رويترز)

لماذا نأكل عندما نشعر بالملل؟ وكيف نتخلص من تلك العادة؟

لا يأكل الناس فقط عند شعورهم بالجوع؛ إذ أفاد تقرير بأن البعض يأكل بسبب الملل، فكيف يمكننا التخلص من هذه العادة؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك فتيات يستخدمن هواتفهن أثناء مشاركة نشطاء المناخ في احتجاج خلال قمة «كوب 27» بشرم الشيخ بمصر 17 نوفمبر 2022 (أرشيفية - رويترز)

«الصحة العالمية»: لا علاقة بين الهاتف المحمول وسرطان المخ

خلصت مراجعة جديدة أُجريت بتكليف من «الصحة العالمية» إلى عدم وجود صلة بين استخدام الهاتف المحمول وزيادة خطر الإصابة بسرطان المخ.

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك الخبراء يحذرون من أن الجرعات العالية من صودا الخبز قد تشكل مخاطر صحية كبيرة (موقع ميديكال نيوز توداي)

«ترند» صودا الخبز لإنقاص الوزن: هل هي فعالة وآمنة؟

تنتشر عبر تطبيق «تيك توك» فيديوهات تزعم أن إضافة ملعقة صغيرة من صودا الخبز إلى كوب من الماء  يمكن أن تقلل من ارتداد الحمض، وتحسن الطاقة وتمنع أمراض الكلى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

اكتشاف ثوري قد يقود إلى إنتاج خلايا دم بشرية

سيساعد الاكتشاف على تطوير علاجات شخصية لمجموعة من أمراض الدم (معهد مردوخ لأبحاث الأطفال)
سيساعد الاكتشاف على تطوير علاجات شخصية لمجموعة من أمراض الدم (معهد مردوخ لأبحاث الأطفال)
TT

اكتشاف ثوري قد يقود إلى إنتاج خلايا دم بشرية

سيساعد الاكتشاف على تطوير علاجات شخصية لمجموعة من أمراض الدم (معهد مردوخ لأبحاث الأطفال)
سيساعد الاكتشاف على تطوير علاجات شخصية لمجموعة من أمراض الدم (معهد مردوخ لأبحاث الأطفال)

حقق باحثون من معهد مردوخ لأبحاث الأطفال في أستراليا أول اختراق عالمي في مجال إنتاج خلايا جذعية دموية تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في جسم الإنسان. وقد يؤدي هذا الاكتشاف قريباً إلى إنتاج علاجات مخصصة للأطفال المصابين بسرطان الدم، واضطرابات فشل نخاع العظم.

ووفق الباحثين، فقد تغلب البحث المنشور، الاثنين، في دورية «نيتشر بيوتكنولوجي»، على عقبة كبيرة كانت تحول دون إنتاج خلايا جذعية دموية بشرية، مما مكّن من إنتاج خلايا دم حمراء وخلايا دم بيضاء وصفائح دموية، تتطابق بشكل وثيق مع تلك الموجودة في الجنين البشري.

وهو ما علقت عليه إليزابيث نج، الأستاذة المساعدة في معهد أبحاث الأطفال في مردوخ: «الفريق حقق اكتشافاً مهماً في تطوير خلايا جذعية دموية بشرية، مما يمهد الطريق لاستخدام هذه الخلايا المزروعة في المختبر في عمليات زرع خلايا جذعية دموية ونخاع عظمي».

وأضافت في بيان منشور، الثلاثاء، على موقع المعهد أن «القدرة على أخذ أي خلية من مريض وإعادة برمجتها إلى خلية جذعية ثم تحويلها إلى خلايا دموية مطابقة خصيصاً لعملية الزرع سيكون لها تأثير هائل على حياة هؤلاء المرضى المعرضين للخطر».

وأوضحت أنه «قبل هذه الدراسة، لم يكن من الممكن تطوير خلايا جذعية دموية بشرية في المختبر، بحيث تكون قابلة للزرع لفشل نخاع العظم في إنتاج خلايا دموية صحية. لقد طورنا سير عمل جديد أنشأ خلايا جذعية دموية قابلة للزرع تعكس عن كثب تلك الموجودة في الجنين البشري». وتابعت: «الأمر المهم هو أنه يمكن إنشاء هذه الخلايا البشرية بالحجم والنقاء المطلوبين للاستخدام السريري».

وقام باحثو الدراسة بحقن فئران تعاني من نقص المناعة بخلايا جذعية دموية بشرية معدلة في المختبر. ووجدوا أن هذه الخلايا أصبحت نخاع عظم يقوم بالوظيفة المطلوبة منه بمستويات مماثلة لتلك التي شوهدت في عمليات زرع خلايا دم الحبل السري، وهو معيار للنجاح جرى التثبت منه من قبل.

كما وجد الباحثون أن الخلايا الجذعية المزروعة في المختبر يمكن تجميدها قبل زرعها بنجاح في الفئران. وهذا ما يحاكي عملية الحفاظ على خلايا جذعية دم المتبرع قبل زرعها في المرضى من البشر.

وقال إيد ستانلي، أستاذ معهد أبحاث الخلايا الجذعية إن «خلايا الدم الحمراء ضرورية لنقل الأكسجين، كما أن خلايا الدم البيضاء هي دفاعنا المناعي ضد أي خطر موجه ضد الجسم، بينما تسبب الصفائح الدموية التجلط لوقف أي نزيف»، مشدداً على أن فهم كيفية تطور هذه الخلايا ووظيفتها يشبه فك شفرة لغز معقد.

وأوضح أنه «من خلال إتقان تطبيقات الخلايا الجذعية التي تحاكي تطور خلايا الدم الجذعية الطبيعية الموجودة في أجسامنا، يمكننا فهم وتطوير علاجات شخصية - تتوافق مع كل مريض على حدة - لمجموعة من أمراض الدم، بما في ذلك سرطان الدم وفشل نخاع العظم».

وهو ما أكد عليه أندرو إليفانتي، أستاذ معهد أبحاث الخلايا الجذعية بالمعهد: «في حين أن عملية زرع الخلايا الجذعية في الدم كانت غالباً جزءاً رئيسياً من العلاج المنقذ للحياة لاضطرابات الدم لدى الأطفال، إلا أن جميع الأطفال لم يجدوا متبرعاً متطابقاً بشكل مثالي».

وأوضح: «يمكن للخلايا المناعية غير المتطابقة من عملية الزرع أن تهاجم أنسجة المتلقي، مما يؤدي إلى مرض شديد أو الوفاة». وأضاف: «تطوير خلايا جذعية دموية مخصصة ومحددة للمريض سيمنع هذه المضاعفات، ويعالج نقص المتبرعين، جنباً إلى جنب مع تحرير الجينوم البشري، يساعد كل ذلك في تصحيح الأسباب الكامنة وراء أمراض الدم».

واختتم البروفسور إليفانتي بقوله إن «المرحلة التالية، التي من المرجح أن تتم بتمويل حكومي، ستكون إجراء تجربة سريرية لاختبار سلامة استخدام خلايا الدم المزروعة في المختبر لدى البشر».