اختياراتك الغذائية قد تصيبك بأنواع مختلفة من السرطان

النظام الغذائي الذي يتبعه الفرد قد يزيد خطر إصابته بالسرطان (رويترز)
النظام الغذائي الذي يتبعه الفرد قد يزيد خطر إصابته بالسرطان (رويترز)
TT

اختياراتك الغذائية قد تصيبك بأنواع مختلفة من السرطان

النظام الغذائي الذي يتبعه الفرد قد يزيد خطر إصابته بالسرطان (رويترز)
النظام الغذائي الذي يتبعه الفرد قد يزيد خطر إصابته بالسرطان (رويترز)

تقدم دراسة حديثة أجرتها الجمعية الأميركية للسرطان (ACS) رؤى جديدة حول العلاقة بين النظام الغذائي الذي يتبعه الفرد وخطر إصابته بالسرطان.

فقد أشارت الدراسة إلى أنه في حين أن عوامل الخطر المرتبطة بالنظام الغذائي تلعب دوراً ثانوياً في خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام -حيث ترتبط بنسبة 4.2 في المائة من جميع حالات السرطان و4.3 في المائة من جميع الوفيات بالسرطان- فإن تأثيرها على أنواع معينة من السرطان أكثر أهمية بكثير، حسبما نقلته مجلة «فوربس».

وتسلط الدراسة الضوء على تأثير تناول الفاكهة والخضراوات، واستهلاك اللحوم الحمراء والمصنعة، والألياف الغذائية، والكالسيوم على خطر الإصابة بالسرطان. وقد أشارت النتائج إلى أن السرطانات المرتبطة بالنظام الغذائي هي حقيقة يمكن الوقاية منها.

سرطان القولون والمستقيم

من بين جميع أنواع السرطان، يحظى سرطان القولون والمستقيم بأقوى ارتباط بالعوامل الغذائية. ووجدت الدراسة أن 54.2 في المائة من حالات سرطان القولون والمستقيم يمكن الوقاية منها من خلال تغييرات نمط الحياة؛ حيث يلعب النظام الغذائي الدور الأكثر أهمية.

ومن اللافت للنظر أن 35 في المائة من جميع حالات سرطان القولون والمستقيم مرتبطة بشكل مباشر بالاختيارات الغذائية.

وتتصدر اللحوم المصنعة قائمة عوامل الخطر الغذائية؛ حيث إنها مسؤولة عن 12.8 في المائة من جميع حالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

وفي حين أن انخفاض مستويات الألياف في النظام الغذائي لا يرتبط سوى بـ0.9 في المائة من جميع حالات السرطان لدى النساء، فإن عامل الخطر هذا مسؤول عن 11.8 في المائة من حالات سرطان القولون والمستقيم.

كما تلعب اللحوم الحمراء دوراً كبيراً في الإصابة بالمرض (بنسبة 7.3 في المائة) وتساهم قلة تناول الكالسيوم في هذه المشكلة بنسبة 4.2 في المائة.

يحتل سرطان القولون والمستقيم المرتبة الثالثة بين أكثر أنواع السرطان انتشاراً على مستوى العالم وثاني أكثرها فتكاً.

وسبق أن كشفت دراسة قديمة أن الرجال الذين تناولوا كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة كانوا أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من السرطان بنسبة 29 في المائة.

ويقول الباحثون إن اتباع نظام غذائي غني بالحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات والمأكولات البحرية والفاصوليا والمكسرات، يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بالسرطان.

رجل مريض بالسرطان (رويترز)

سرطانات الجهاز الهضمي العلوي

تعد قلة تناول الفواكه والخضراوات من أهم عوامل الخطر الغذائية المرتبطة بالإصابة والوفاة بجميع أنواع السرطان؛ حيث تمثل 1.4 في المائة من جميع حالات الإصابة بالسرطان، و2.2 في المائة من جميع حالات الوفاة.

وفي حالة سرطانات الجهاز الهضمي العلوي، يزداد تأثير عامل الخطر هذا على الإصابة بالسرطان والوفاة بسببه بشكل كبير.

فقد أكدت الدراسة أن قلة تناول الفواكه والخضراوات تساهم في 30.7 في المائة من حالات الإصابة بسرطان تجويف الفم والمريء والبلعوم والحنجرة، فضلاً عن 30.7 في المائة من جميع حالات الوفاة المرتبطة بهذه الأنواع من السرطان.

وأشارت النتائج إلى وجود مركبات وقائية خاصة في الفواكه والخضراوات تلعب دوراً حيوياً في تقليل خطر الإصابة بالسرطان.

ووجدت دراسة أخرى، أجراها باحثون من جامعة بريستول والوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) أن كل زيادة بنسبة 10 في المائة في استهلاك الفرد للأطعمة فائقة المعالجة، ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي العلوي، بنسبة 23 في المائة.

سرطان الثدي

في حين أن العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الثدي لم يتم تسليط الضوء عليها في دراسة الجمعية الأميركية للسرطان، فإن كمية كبيرة من الأبحاث تشير إلى تأثير العوامل الغذائية على خطر الإصابة بسرطان الثدي.

ووفقاً لورقة بحثية نُشرت في مجلة «علم الأورام المعاصر»، يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على تطور سرطان الثدي وتقدمه بعدة طرق.

على سبيل المثال، يمكن أن يسبب ارتفاع مستويات الحديد الإجهاد التأكسدي وتلف الحمض النووي، مما قد يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي.

كما ترتبط بعض الدهون -فضلاً عن انخفاض تناول حمض الفوليك- بارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي.

وكشفت دراسة نُشرت في مجلة «فرونتيرز Frontiers» أن كل زيادة بنسبة 10 في المائة في استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة مرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 5 في المائة.

وقد تبين أن تناول الفاكهة والخضراوات يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي؛ حيث انخفض خطر الإصابة بأنواع معينة من سرطان الثدي بنسبة 27 في المائة، بين أولئك الذين يتناولون كميات كبيرة من الخضراوات.


مقالات ذات صلة

سرطان الرئة: لقاح مبتكر قد يحسن معدلات النجاة

صحتك اللقاح مصمم لعلاج سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة (رويترز)

سرطان الرئة: لقاح مبتكر قد يحسن معدلات النجاة

يختبر العلماء لقاحاً جديداً لمكافحة سرطان الرئة لأول مرة على المرضى في المملكة المتحدة، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق هيمان بيكيلي «تايم»

مراهق صنع صابوناً للوقاية من سرطان الجلد يحظى بلقب «طفل العام»

مراهق أميركي ابتكر صابوناً يمكنه «تحويل علاج سرطان الجلد»، ليكون طفل العام 2024.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك نظام «كيتو» الغذائي يمكن أن يدفع خلايا سرطان البنكرياس لأن «تتضور جوعاً» (رويترز)

نظام غذائي قد يتصدى لسرطان البنكرياس... تعرف عليه

أشارت دراسة مبكرة إلى أن اتباع نظام «كيتو» الغذائي يمكن أن يدفع خلايا سرطان البنكرياس لأن «تتضور جوعاً» ويقضي عليها بشكل فعال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك رجل مريض بالسرطان (رويترز)

توقعات بارتفاع وفيات السرطان بين الرجال بنسبة 93 % بحلول عام 2050

توقعت دراسة جديدة ارتفاع إصابات ووفيات السرطان بين الرجال بحلول عام 2050، خاصة بين أولئك الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك يحث الخبراء الأفراد على العناية بأنفسهم باستخدام كريمات الوقاية من الشمس لحماية البشرة (أرشيفية - رويترز)

خبراء يحذرون من تريند على «تيك توك» قد يؤدي للإصابة بالسرطان

حذر خبراء في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية من أن اتجاهاً «خطيراً» على تطبيق «تيك توك» قد يزيد من فرص الإصابة بالسرطان

«الشرق الأوسط» (لندن)

هل شرب القهوة على معدة فارغة ضار حقاً؟

درجة تحميص حبوب القهوة تؤثر في حمضية المعدة (د.ب.أ)
درجة تحميص حبوب القهوة تؤثر في حمضية المعدة (د.ب.أ)
TT

هل شرب القهوة على معدة فارغة ضار حقاً؟

درجة تحميص حبوب القهوة تؤثر في حمضية المعدة (د.ب.أ)
درجة تحميص حبوب القهوة تؤثر في حمضية المعدة (د.ب.أ)

سواء لم يكن لديك الوقت الكافي أو لم تكن من النوع الذي يحب تناول وجبة الإفطار بانتظام، فمن الشائع شرب القهوة على معدة فارغة، وربما سمعت أن ذلك ضار بأمعائك. ولكن هل هذا صحيح حقاً؟

والخبر السار هو أن شرب القهوة على معدة فارغة ليس ضاراً لك بطبيعته، وعادةً ما تتكيف معدتك لحماية نفسها. ولكن قد يسبب ذلك بعض الانزعاج، وفي هذه الحالة قد ترغب في تغيير روتينك.

وتقول طبيبة الجهاز الهضمي الدكتورة سونانا سوهي، من لويزفيل بولاية كنتاكي: «هناك عديد من الفوائد المرتبطة بتناول القهوة عندما يتعلق الأمر بالجهاز الهضمي، ويتعرض المشروب للانتقاد الشديد بسبب الكافيين الذي يحتويه ولأنه مضاف إليه كثير من السكر رغم استخدامه منذ قرون»، حسبما ذكر موقع «هاف بوست».

ومع ذلك، أوضحت سوهي أن القهوة تتلاعب بمستويات حمض المعدة بطرق متعددة. ونتيجة لذلك، قد يعاني بعض الأشخاص مشكلات مثل عسر الهضم، التي يمكن حلها بسهولة عن طريق تجنب الكافيين أو ربما الاستمتاع بفنجان مع بعض الطعام.

وعلى وجه التحديد، القهوة مشروب حامضي، وتقول طبيبة الجهاز الهضمي الدكتورة سوبريا راو، من بوسطن، إن «الكافيين يحفز إنتاج هرمون الجاسترين، وهو المسؤول عن إنتاج حمض المعدة». وعلى الرغم من أن المركب الأخير يساعد على بدء عملية الهضم، فإنه يضيف أيضاً حموضة إلى المعدة.

وأخيراً، تسهم الفينولات، وهي مركبات موجودة في القهوة، أيضاً في مستوى حموضة الأمعاء.

ولكن ماذا يحدث بالضبط عندما تتعرض المعدة لتدفق الحمض؟

أشارت راو إلى أن «القهوة لها مستوى pH يبلغ نحو 5 بينما يبلغ حمض المعدة لدينا نحو 2، مما يجعلها أكثر حمضية». ونتيجة لذلك، يجب أن تكون معدتنا قادرة على التعامل مع الحمض الذي يسببه شرب القهوة.

ومع ذلك، فإن الأمر كله يعتمد على المريض، كما أوضحت سوهي، إذا شعرت بالانتفاخ أو كنت تعاني من آلام في الجزء العلوي من البطن والغثيان بعد شرب القهوة على معدة فارغة، فأنت تعاني من بعض المشكلات معها».

وأضافت: «ليس بالضرورة أن تكون الحموضة الزائدة مشكلة، لأن المعدة يمكنها التعامل مع ذلك، وهناك في الواقع كثير من مخاط المعدة الذي يحميها. الأمر يتعلق أكثر بعدم قدرة المريء على تحمل هذا النوع من الضرر الحمضي».

وقد أثبت بعض الدراسات صحة هذه النظرية، بما في ذلك دراسة نُشرت في مكتبة الطب. ووفقاً للدراسة قد تسهم القهوة في استرخاء العضلة العاصرة للمريء السفلية، «مما يسمح للطعام بالهروب إلى المريء والتسبب في حرقة المعدة».

فإن شرب القهوة على معدة فارغة يزيد من إنتاج حمض المعدة. ولا تسبب المستويات المرتفعة من السائل أي مشكلات لعديد من الأشخاص ولكنها قد تؤدي إلى الشعور بعدم الراحة لدى البعض الآخر. إذا كنت تنتمي إلى المجموعة الأخيرة من الأفراد ولكنك لا تستطيع التخلي عن المشروب المحتوي على الكافيين، فحاول الاستمتاع به مع بعض الطعام.

هل تسبب أنواع القهوة المختلفة نفس التأثير على المعدة؟

تحتوي القهوة منزوعة الكافيين بطبيعتها على كمية أقل من الكافيين، وبالتالي كمية أقل من السائل الحمضي، لذلك فتناول كوب من القهوة منزوعة الكافيين يؤدي إلى ظهور كميات أقل من السائل المعوي.

قالت راو إن اختيار حبة داكنة بدلاً من حبة فاتحة قد يساعد معدتك، حيث إن الأولى تتميز بحموضة أقل من الثانية. وأوضحت أن «عملية تحميص الحبوب الداكنة، طويلة، لذا تفقد كثيراً من الحمض».

ووجد الباحثون في جامعة «توماس جيفرسون» الأميركية في دراسة لهم أن القهوة الباردة أقل حمضية.

وتقول الدراسة: «كانت القهوة الباردة في جميع درجات حرارة التحميص الثلاث أقل حمضية من نظيراتها الساخنة، ومع زيادة درجة حرارة التحميص انخفضت الحموضة الكلية القابلة للقياس (TA) لجميع أنواع القهوة. مع زيادة درجة حرارة التحميص لوحظ أيضاً زيادة طفيفة في الاختلافات في الحموضة الكلية بين القهوة الباردة والساخنة، مما يشير إلى أن التحميص يؤثر في عمليات الاستخلاص».

أخيراً، قد يكون اختيار مشروب يحتوي على الكافيين مختلفاً تماماً، مثل الشاي، فهو الخيار الأفضل لك إذا كنت تعاني من عسر الهضم بعد شرب القهوة على معدة فارغة.

وتقول الطبيبة سوهي: «الشاي الأخضر والشاي الأسود لهما أيضاً العديد من الفوائد، فهما يحتويان على كمية أقل من الكافيين، ولكنهما أيضاً أقل حمضية، لذا إذا كانت معدتك تزعجك، ففكر في تناولهما بدلاً من القهوة».