منصّة ذكية لتشخيص سرطان الرئة بسرعة ودقّة

خوارزمياتها طُوِّرت لتتيح تحليلاً آلياً بالكامل للصور النسيجية للمرضى

المنصّة تميّز أنواع الأنسجة بألوان مختلفة (جامعة كولونيا)
المنصّة تميّز أنواع الأنسجة بألوان مختلفة (جامعة كولونيا)
TT
20

منصّة ذكية لتشخيص سرطان الرئة بسرعة ودقّة

المنصّة تميّز أنواع الأنسجة بألوان مختلفة (جامعة كولونيا)
المنصّة تميّز أنواع الأنسجة بألوان مختلفة (جامعة كولونيا)

طوّر باحثون في كلية الطب بجامعة كولونيا الألمانية منصّة رقمية متقدّمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ لتشخيص سرطان الرئة بسرعة ودقّة فائقتين.

وأوضحوا أنها تستخدم خوارزميات جديدة طُوِّرت لتتيح تحليلاً آلياً بالكامل للصور النسيجية لمرضى سرطان الرئة، وفق النتائج المنشورة، الجمعة، في دورية «Cell Reports Medicine».

ويُعد سرطان الرئة من أكثر الأورام انتشاراً بين البشر، ويؤدّي إلى معدّل وفيات مرتفع. ويعتمد تحديد العلاج المناسب للمرضى في الوقت الحالي على الفحص الباثولوجي الذي يحلل عيّنات من أنسجة الورم لتحديد نوعه ومدى انتشاره.

ويمكن للباثولوجيين أيضاً تحديد التغيرات الجينية المحدّدة على المستوى الجزيئي، مما يسمح بتقديم علاج مخصَّص لكل مريض.

وفي السنوات الأخيرة، شهد علم الباثولوجيا تحوّلاً رقمياً كبيراً، إذ لم تعد ثمة حاجة لاستخدام المجاهر التقليدية، بعدما تحوّلت عيّنات أنسجة الورم التقليدية إلى صيغ رقمية تُحلَّل عبر شاشة الكومبيوتر؛ وهذه الرقمنة ضرورية لتطبيق طرق تحليلية متقدّمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

خلال هذه العملية، تُحلَّل الصور النسيجية لمرضى سرطان الرئة، وهي صور مجهرية لعيّنات الأنسجة المأخوذة من الرئة، تُستخدم لتحليل خصائص الورم وتحديده، وتقييم مدى انتشاره ونوعه.

وباستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن استخراج معلومات إضافية عن السرطان من عيّنات الأنسجة الباثولوجية، وهي معلومات لم تكن ممكنة من دون هذه التكنولوجيا.

وتعتمد المنصّة الجديدة على خوارزمية متطوّرة لتقسيم الأنسجة بدقّة عالية، مما يسمح بتصنيف النمط الفرعي للسرطان وتحليله بطريقة تفوق الطرق التقليدية. وقد طُوِّر النموذج باستخدام مجموعة بيانات كبيرة ومتنوّعة من مؤسّسات عدّة.

وتمكّنت الخوارزمية من تحقيق دقّة غير مسبوقة في تحديد مناطق الورم، مع تحسين قدرات التشخيص والتنبؤ للباثولوجيين.

كما أظهرت التجارب قدرة الخوارزمية على تصنيف أنماط سرطان الرئة ذات الخلايا غير الصغيرة إلى أنماط فرعية، مثل الورم الغدي وسرطان الخلايا الحرشفية بكفاءة، مما يُسهم في تحسين قرارات العلاج.

وأظهرت المنصّة قدرتها على تحليل عوامل جديدة، مثل توزيع العقد اللمفاوية في الأنسجة، لاحتمال توفير توقعات دقيقة حول تقدُّم المرض وفرص المريض.

وقال الباحثون إنها تُعدّ مقدّمة لتطوير أدوات سريرية جديدة، لا تحسّن فقط من جودة التشخيص؛ بل توفر أيضاً أنواعاً جديدة من المعلومات حول المرض، مثل كيفية استجابة المريض للعلاج. وهذا التطوُّر يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في تحديد العلاج المناسب لكل مريض، مما يعزّز فرص النجاة وتحسين نوعية حياة المرضى.

ولإثبات جدوى التطبيق الواسع للمنصّة، سيُجري فريق البحث دراسة تحقّق بالتعاون مع 5 معاهد باثولوجية في ألمانيا والنمسا واليابان.


مقالات ذات صلة

8 عوامل تنقذ مرضى ضغط الدم من الوفاة المبكرة

صحتك ارتفاع ضغط الدم من أكثر المشكلات الصحية شيوعاً عالمياً (جامعة نبراسكا الأميركية)

8 عوامل تنقذ مرضى ضغط الدم من الوفاة المبكرة

رصدت دراسة صينية أهمية التحكم في 8 عوامل رئيسية، للحد من المخاطر الصحية المرتبطة بارتفاع ضغط الدم، وعلى رأسها خطر الوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك مركبات «الفثالات» تدخل في صناعة عبوات الطعام (جامعة كاليفورنيا)

مادة بلاستيكية مسؤولة عن وفاة 365 ألف شخص في العالم

كشفت دراسة أميركية عن أن التعرّض اليومي لمادة كيميائية تُستخدم على نطاق واسع في صناعة البلاستيك قد يكون مرتبطاً بأكثر من 365 ألف حالة وفاة ناجمة عن أمراض القلب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تكنولوجيا «شركات الريادة» تمثل نموذجاً جديداً في بيئة الأعمال يجمع بين الذكاء الاصطناعي والفرق البشرية لتحقيق كفاءة وابتكار غير مسبوقين (شاترستوك)

«مايكروسوفت» تكشف عن الجيل الجديد من المؤسسات الذكية في تقريرها لعام 2025

يطلق تقرير «مايكروسوفت» 2025 مصطلح «شركات الريادة» على الشركات التي توظف الذكاء الاصطناعي بذكاء لتعزيز الإنتاجية، وتعيد تشكيل الهياكل والمهارات في بيئة العمل.

نسيم رمضان (لندن)
صحتك تصوير شبكية العين يُساعد في اكتشاف المشاكل الصحية المُحتملة مُبكراً مما يُتيح اتخاذ إجراءات وقائية (أرشيفية - رويترز)

دراسة: عوامل وراثية لمرض الفصام ترتبط بانخفاض سمك شبكية العين

توصل فريق بحثي في سويسرا إلى أن مخاطر الإصابة بمرض انفصام الشخصية (شيزوفرينيا) بسبب عوامل وراثية ترتبط بانخفاض سمك شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تناول المضادات الحيوية في الصغر يزيد من مخاطر الإصابة بالربو بنسبة 24 % (رويترز)

الإفراط في المضادات الحيوية يزيد مخاطر الحساسية والربو لدى الأطفال

كشفت دراسة حديثة أن الإفراط في تناول المضادات الحيوية يزيد من مخاطر إصابة الأطفال بالحساسية والربو مع تقدمهم في العمر.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو )

القهوة تُحسّن القوة البدنية لدى المسنين

القهوة تقاوم خطر الهشاشة الجسدية لدى كبار السن (جامعة أكسفورد)
القهوة تقاوم خطر الهشاشة الجسدية لدى كبار السن (جامعة أكسفورد)
TT
20

القهوة تُحسّن القوة البدنية لدى المسنين

القهوة تقاوم خطر الهشاشة الجسدية لدى كبار السن (جامعة أكسفورد)
القهوة تقاوم خطر الهشاشة الجسدية لدى كبار السن (جامعة أكسفورد)

كشفت دراسة هولندية أن الاستهلاك المنتظم للقهوة بمعدل 4 إلى 6 فناجين يومياً (بحجم 125 مليلتراً لكل فنجان) قد يرتبط بتحسين القوة البدنية، وتقليل خطر الإصابة بالهشاشة الجسدية والوهن لدى كبار السن.

وأوضح الباحثون، من معهد أمستردام للصحة العامة في جامعة فيراي، أن دراستهم هي الأولى من نوعها التي تبحث العلاقة بين شرب القهوة والعوامل المسبِّبة للهشاشة الجسدية لدى المسنين، ونُشرت نتائجها، يوم الأربعاء، في دورية «European Journal of Nutrition».

والهشاشة الجسدية هي حالة صحية شائعة تصيب كبار السن، وتتمثل في انخفاض القدرة الجسدية والاحتياطي الوظيفي للجسم، ما يجعل الفرد أكثر عرضة للضعف البدني والمضاعفات الصحية عند التعرض لأي ضغط بسيط مثل العدوى أو السقوط. ومِن أعراضها فقدان الوزن غير المقصود، وضعف العضلات، وبطء الحركة، والشعور بالإرهاق المستمر، وانخفاض مستوى النشاط البدني.

والهشاشة ليست جزءاً طبيعياً من الشيخوخة، بل هي مؤشر على تدهور الحالة الصحية العامة، وقد تؤدي إلى فقدان الاستقلالية، وزيادة خطر دخول المستشفى أو الوفاة.

واعتمد الباحثون على تحليل بيانات من دراسة الشيخوخة الطولية في أمستردام، حيث جرت متابعة 1161 شخصاً يزيد عمرهم عن 55 عاماً لمدة 7 سنوات.

ودرس الفريق العلاقة بين استهلاك القهوة وظهور أو تطور حالة «الهشاشة الجسدية»، التي قُيِّمت وفقاً لمقياس مكوَّن من 5 عناصر تشمل: فقدان الوزن، والضعف، والإرهاق، وبطء المشي، وانخفاض النشاط البدني. وتُعدُّ الإصابة بثلاثة أعراض أو أكثر مؤشراً على الهشاشة.

وأظهرت النتائج أن الاستهلاك اليومي للقهوة يرتبط بانخفاض احتمالية الإصابة بالهشاشة الجسدية بشكل عام.

وأكد الباحثون أن تأثير القهوة الإيجابي قد يُعزى جزئياً إلى مضادات الأكسدة الموجودة فيها، التي تساعد في تقليل الالتهابات، والحد من فقدان الكتلة العضلية، ومنع تلف العضلات. كما أن القهوة قد تُحسن استجابة الجسم للإنسولين، وتنظيم امتصاص الغلوكوز، خصوصاً لدى كبار السن.

ولطالما ارتبط شرب القهوة بانخفاض خطر بعض أعراض الشيخوخة الطبيعية، مثل تحسين الوظائف الإدراكية، والحد من الأمراض المرتبطة بالالتهابات. وتُضيف هذه الدراسة إلى المعرفة المتنامية في فوائد استهلاك القهوة المنتظم على المدى الطويل، وفق الباحثين.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة في معهد أمستردام للصحة العامة بجامعة فريجي، الدكتورة مارغريت أولتوف: «إن شرب القهوة جزء أساسي من روتين كثير من الناس اليومي. ومع التقدم في العمر، يبحث الأفراد دائماً عن طرق للحفاظ على صحتهم».

وأضافت، عبر موقع الجامعة: «تشير نتائجنا إلى أن شرب القهوة يومياً قد يكون مرتبطاً بانخفاض خطر الهشاشة الجسدية، مما قد يعزز الشيخوخة الصحية».

لكنها أشارت إلى أنه من المهم أيضاً دراسة تدخلات غذائية أخرى لضمان تمتع كبار السن بحياة صحية ومستقلة.