جهاز جديد للكشف عن فشل القلب باستخدام اللعاب

الجهاز الجديد يقيس المؤشرات الحيوية على فشل القلب من قطرة لعاب واحدة (الجمعية الكيميائية الأميركية)
الجهاز الجديد يقيس المؤشرات الحيوية على فشل القلب من قطرة لعاب واحدة (الجمعية الكيميائية الأميركية)
TT

جهاز جديد للكشف عن فشل القلب باستخدام اللعاب

الجهاز الجديد يقيس المؤشرات الحيوية على فشل القلب من قطرة لعاب واحدة (الجمعية الكيميائية الأميركية)
الجهاز الجديد يقيس المؤشرات الحيوية على فشل القلب من قطرة لعاب واحدة (الجمعية الكيميائية الأميركية)

يسعى باحثون في جامعة ولاية كولورادو الأميركية إلى توفير فحوصات في المنازل تكشف عن فشل القلب عبر تطوير جهاز استشعار حيوي كهروكيميائي يشبه الاختبار السريع لفحص فيروس «كورونا»، وله القدرة على قياس مستويين من المؤشرات الحيوية على صحة القلب من قطرة لعاب خلال 15 دقيقة فقط. ومن المقرر أن تُعرض نتائج الدراسة، التي أجراها علماء جامعة كولورادو، أمام مؤتمر «الجمعية الكيميائية الأميركية» الذي يُعقد بين 18 و22 أغسطس (آب) الحالي.

وتعدّ اختبارات الدم التي تجرى مرتين سنوياً لقياس مستويات بروتين «B-type» المعيارَ الذهبي للكشف عن فشل عضلة القلب وعدم قدرتها على ضخ كمية كافية من الدم المؤكسج في أنحاء الجسم، حيث تشير زيادة مستويات هذا البروتين إلى أن القلب يعمل بجهد أكبر من المعتاد. لذا؛ فإن التطورات الجديدة في الأجهزة المحمولة قد تسهم في جعل الرعاية الصحية متاحة للجميع عبر اختبارات بسيطة تُجرى في المنزل.

ويقول الباحثون في دراستهم إن مثل هذا الاختبار يمكن أن يجريه الأفراد لمراقبة حالتهم الصحية كل بضعة أسابيع بدلاً من الانتظار 6 أشهر بين كل فحص وآخر؛ حيث يتميز الجهاز، الذي يُطلق عليه اسم «eCaDI»، بتكلفته المنخفضة وسهولة تصنيعه، مما يجعله مناسباً للاستخدام في المناطق ذات الموارد المحدودة.

ويتكون الجهاز من 5 طبقات من البلاستيك الشفاف والمرن، توجد بها ثقوب صغيرة في الطبقة العلوية لتحميل عينة اللعاب، وتحتوي الطبقة الوسطى قنوات دقيقة تسحب اللعاب نحو وسادات تفاعلية تقيس مستويات بروتينَيْ «Galectin-3» و«S100A7» اللذين يشاركان في العمليات الالتهابية وتلف الأنسجة، وهما عاملان رئيسيان في تطور مرض فشل القلب. وأظهرت التجارب الأولية دقة الجهاز في الكشف عن مستويات هذين البروتينين في اللعاب، مما يمهد الطريق لتطوير أجهزة اختبار جديدة لأمراض أخرى. وقال الباحثون إن خطوتهم التالية هي اختبار الجهاز عبر تجارب سريرية تشمل أفراداً أصحاء وآخرين يعانون من فشل القلب.

يذكر أن الدراسات كشفت عن أن ارتفاع مستويات البروتينَين ربما يعكس وجود نشاط التهابي في الجسم، مما يجعلهما مؤشرَين محتمَلين على فشل القلب يُمكن استخدامهما في التشخيص المبكر أو متابعة تطور الحالة المرضية.


مقالات ذات صلة

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

وجدت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

السلوكيات التي يغلب عليها النشاط في أثناء ساعات العمل قد تكون أكثر صلة بقياسات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، مقارنةً بالنشاط البدني الترفيهي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة الذين يواجهون صعوبة في التحكُّم بمشاعرهم وسلوكهم عبر نوبات غضب، قد يظهرون أعراضاً أكبر لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)
هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)
TT

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)
هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)

تظهر الأرقام السنوية ارتفاعاً حاداً في السكتات الدماغية بين أولئك الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً أو أكثر، حيث يلقي الخبراء باللوم على السمنة المتزايدة وارتفاع نسبة الكوليسترول والسكري وسوء نمط الحياة.

إلا أن هناك سبباً آخر رئيسياً يلقي الخبراء باللوم عليه في هذه المشكلة الصحية، وهو التوتر.

وتحدث السكتة الدماغية عندما ينقطع إمداد الدم إلى جزء من المخ، إما بسبب انسداد وإما انفجار وعاء دموي، ما قد يتسبب في موت خلايا المخ. ودون علاج طارئ، يمكن أن تكون السكتة الدماغية قاتلة أو تسبب إعاقات طويلة الأمد مثل الشلل وفقدان الذاكرة ومشكلات التواصل.

لماذا يسبب التوتر السكتة الدماغية؟

يقول الدكتور جوزيف كوان، المتخصص في إعادة تأهيل مرضى السكتة الدماغية: «في حين أنه من الصعب إثبات أن السكتات الدماغية مرتبطة بالتوتر، إلا أن هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية».

ويضيف كوان، الذي يعمل أيضاً استشارياً أول في مركز السكتة الدماغية في مستشفى تشارينغ كروس، أحد أكثر مراكز السكتة الدماغية ازدحاماً في المملكة المتحدة «عندما تكون متوتراً، يكون لديك مستويات أعلى من الأدرينالين؛ ما يرفع ضغط الدم، ويزيد من الالتهاب في الجسم، وكلاهما يتلف الشرايين، ويعد من عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية».

ولفت كوان إلى أن الأشخاص المصابين بالتوتر غالباً ما يلجأون لسلوكيات تزيد أيضاً من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، في محاولة منهم لتقليل توترهم.

ومن بين هذه السلوكيات شرب الكحول والتدخين وتناول الوجبات السريعة غير الصحية ومشاهدة التلفزيون، ومن ثم كثرة الجلوس وقلة ممارسة الرياضة.

ويقول كوان: «قديماً، كان الناس يعودون إلى المنزل من العمل، ويتناولون العشاء، ويذهبون في نزهة، ويقابلون بعض الأصدقاء، ويخرجون للرقص - ولكن الآن يعودون إلى المنزل، ويسكبون لأنفسهم كأساً من النبيذ، ويأكلون ويشاهدون التلفزيون».

ويضيف: «لقد جعل توصيل الطعام الوضع أسوأ - لست مضطراً حتى إلى مغادرة المنزل لتناول الطعام غير الصحي».

ما العوامل الأخرى التي تلعب دوراً في الإصابة بالسكتات الدماغية؟

تشمل المشكلات الصحية التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية ارتفاع ضغط الدم، والرجفان الأذيني (نوع من عدم انتظام ضربات القلب)، وارتفاع نسبة الكوليسترول والسكري.

ويقول كوان إن قلة النوم هي عامل خطر رئيسي للإصابة بالسكتات الدماغية، وكذلك السمنة، ولكن التوتر يغذي كل هذه العوامل.

ويضيف: «عندما تكون متوتراً، لا تنام جيداً وتكون أقل عرضة لممارسة الرياضة والعناية بجسمك».

كيف يمكن أن نتصدى للسكتة الدماغية في منتصف العمر؟

وفقاً للدكتور كوان، يحتاج الأشخاص في منتصف العمر إلى البدء في تناول الطعام بشكل أفضل، وممارسة لمزيد من التمارين الرياضية - والتوقف عن التوتر الشديد ومعالجة ارتفاع ضغط الدم والكولسترول.

ويقول: «لقد عرفنا خلال السنوات العشر الماضية أن أعداد المصابين بالسكتة الدماغية في الفئة العمرية من 45 إلى 55 عاماً تزداد بشكل أسرع من الفئات العمرية الأكبر سناً. إنهم يأتون إلى قسمي بسكتات دماغية حادة جداً».

ويضيف: «إنهم يميلون إلى الإصابة بجميع عوامل الخطر التقليدية المرتبطة بهذه المشكلة الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والتدخين والتوتر، ومع ذلك فإن ما يذهلني في هذه الفئة العمرية هو الانخفاض الشديد في النشاط البدني».

وينصح كوان الأشخاص بمتابعة قياسات ضغط الدم والكولسترول الخاصة بهم باستمرار، وكذلك قياس أوزانهم والسعرات الحرارية التي يتناولونها وعدد الخطوات التي يمشونها يومياً.