الشباب يعانون من الوحدة أكثر من كبار السن في بريطانيا

الشباب يعانون من الوحدة أكثر من كبار السن في بريطانيا
TT

الشباب يعانون من الوحدة أكثر من كبار السن في بريطانيا

الشباب يعانون من الوحدة أكثر من كبار السن في بريطانيا

تشير إحدى الدراسات إلى أن الشباب أكثر عرضة للشعور بالوحدة من كبار السن.

وأظهرت دراسة أجراها مركز العدالة الاجتماعية في بريطانيا أن 70 في المائة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً اعترفوا بأنهم يشعرون بالوحدة لبعض الوقت. ويقارن هذا بنسبة 32 في المائة فقط من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عاماً.

وأوضحت الورقة البحثية أن كبار السن هم الفئة العمرية الأقل شعوراً بالوحدة في بريطانيا، مضيفة أن ما يقرب من ستة أشخاص من كل 10 بالغين، يشعرون بالوحدة طول الوقت وهو ما يعادل 31.4 مليون شخص.

وأشارت الدراسة إلى أن أقل من 9 في المائة من المشاركين شعروا بالوحدة «معظم الوقت»، وأجاب 14 في المائة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً نفس الإجابة و6 في المائة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عاماً قالوا نفس الشيء، حسب ما ذكرت صحيفة تلغراف البريطانية.

وأوضح الباحثون أن كبار السن أقل عرضة للشعور بالوحدة جزئياً بسبب مشاركتهم في مجتمعاتهم، حيث سجل أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و 74 عاماً أعلى معدلات التطوع الشهرية في بريطانيا.

كما وجد استطلاع آخر أن كبار السن كانوا أكثر إقبالاً للدردشة مع جيرانهم، حيث قال 83 في المائة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً إنهم يفعلون ذلك مرة واحدة على الأقل في الشهر، مقارنة بـ72 في المائة في جميع الفئات العمرية.

وشارك أكثر من ألفي شخص في الاستطلاع الذي وجد أن ما يقرب من واحد من كل خمسة من كبار السن شاركوا في أعمال تطوعية غير مدفوعة الأجر، وقال 17 في المائة إنهم حضروا فعاليات تقام في الحي الذي يعيشون فيه بشكل شهري.

ومن جانبه قال آندي كوك، الرئيس التنفيذي لمركز العدالة الاجتماعية: «في هذا التقرير، يظهر أيضاً أنه على الرغم من التحديات الفريدة التي يواجهها كبار السن، فإنهم في المتوسط ​​أقل وحدة من الشباب»، مضيفاً أنه «من المرجح أن يجري كبار السن محادثات مع جيرانهم، ويرون أفراد أسرهم، ويحضرون حدثاً مجتمعياً، ويتطوعون ويجرون محادثات مع صديق أو فرد من العائلة مقارنة ببقية البالغين». وأكمل: «ولكن على الرغم من هذه الإيجابيات، لا تزال التحديات قائمة».

مخاوف قادمة

بحلول عام 2024، من المتوقع أن يبلغ عدد البالغين في بريطانيا أكثر من 17.4 مليون شخص، بزيادة قدرها 32 في المائة في حجم السكان الأكبر سناً من 13.2 مليون في عام 2023.

حذر العلماء من الآثار الصحية للوحدة، حيث وجد الباحثون في جامعة هارفارد مؤخراً أن أولئك الذين يشعرون بالوحدة المزمنة قد يكونون أكثر عرضة بنسبة 50 في المائة على الأقل للإصابة بسكتة دماغية.

وفقاً لتقرير مركز العدالة الاجتماعية، يمكن أن تكلف خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية للأشخاص الذين يشعرون بالوحدة الشديدة في كبار السن، بما يزيد عن ستة آلاف جنيه إسترليني للشخص الواحد.

وحدد الباحثون 20 توصية في التقرير الصادر عن الدراسة، لمعالجة الشعور بالوحدة لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، والتي تقدر أنها تؤثر على 5.8 مليون شخص في بريطانيا. وتشمل المقترحات دعم مقدمي الرعاية الأسرية، وجعل المنازل أكثر سهولة في الوصول إليها بالنسبة للمقيمين الأكبر سناً، وتقديم استراتيجية جديدة لمساعدة أولئك الذين يشعرون بالاستبعاد من العالم الرقمي.


مقالات ذات صلة

كيف يمكن لكلبك أن يلعب دور معالجك النفسي؟

صحتك فائدة وفعالية الكلاب في تخفيف عدد من المشكلات النفسية المرتبطة بالقلق أمر راسخ (رويترز)

كيف يمكن لكلبك أن يلعب دور معالجك النفسي؟

كشفت بعض الأبحاث الجديدة عن علاج غير تقليدي، فقد يكون أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها لتحسين صحتك العقلية والنفسية هو شراء كلب أليف لنفسك.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشخير قد يكون ناجماً عن اضطراب ليلي غير ضار أو يشير إلى حالة صحية كامنة (إكس)

7 علاجات للتخلص من الشخير

يحدث الشخير إذا لم يتمكن الهواء من المرور عبر الفم والأنف. عادة ما يسدّ شيء ما مجرى الهواء مما يمنع تدفق الهواء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مجموعة من كبار السن في الصين (أرشيفية - رويترز)

شيخوخة صحية وآمنة... 4 نصائح للعيش حتى مائة عام

تقرير قدمته شبكة «أيه بي سي» الأميركية عن العوامل التي تساهم على وجه التحديد في العيش حتى سن المائة في شيخوخة ناجحة آمنة

يوميات الشرق أفراد من «شعب تسيماني» (رويترز)

أصحاب «أصح القلوب في العالم»... ماذا نعرف عن «شعب تسيماني»؟

في أعماق غابات الأمازون المطيرة، على بُعد 600 كيلومتر شمال لاباز، أكبر مدينة في بوليفيا، يوجد «أصحاب أصح القلوب في العالم»، الذين يُعرَفون باسم «شعب تسيماني».

«الشرق الأوسط» (لاباز )
يوميات الشرق الاحتراق النفسي أكثر من مجرد حالة مزمنة (أرشيفية - موقع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أميركا)

3 إشارات من جسدك تحذّر من الاحتراق النفسي

قد يحذرك جسمك من أن الاحتراق النفسي على وشك الحدوث.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

دراسة تحذر: هذه الكمية من الكافيين تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

دراسة تحذر: هذه الكمية من الكافيين تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب
TT

دراسة تحذر: هذه الكمية من الكافيين تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

دراسة تحذر: هذه الكمية من الكافيين تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

ربطت دراسة جديدة بين تناول أكثر من 400 ملليغرام من الكافيين يومياً وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية حتى بالنسبة للأشخاص الأصحاء.

وعُرضت نتائج الدراسة، الخميس، في مؤتمر للكلية الأميركية لأمراض القلب في الهند.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة نينسي كاغاثارا، من كلية ومستشفى زيدوس في الهند إن «استهلاك الكافيين بانتظام يمكن أن يزعج الجهاز العصبي اللاإرادي؛ مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب»، وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست» الأميركية.

وأضافت أن «استهلاك الكافيين بانتظام يمكن أن يعرّض الأصحاء لخطر ارتفاع ضغط الدم وغيره من أمراض القلب والأوعية الدموية، وزيادة الوعي بهذه المخاطر أمر حيوي لتحسين صحة القلب للجميع».

وقام فريق كاغاثارا بقياس ضغط الدم ومعدل ضربات القلب لدى 92 من البالغين الأصحاء بعد إجراء اختبار يعتمد على المشي لمدة 3 دقائق، وكانت أعمارهم تتراوح بين 18 و45 عاماً، وكان ضغط دمهم طبيعياً في البداية.

وتناول نحو 20 في المائة من المشاركين أكثر من 400 ملم من الكافيين يومياً، وهو ما يعادل نحو 4 فناجين من القهوة، أو 10 علب من الصودا أو مشروبَي طاقة، ووُجد أن الاستهلاك اليومي الذي يزيد على 400 ملم رفع معدل ضربات القلب وضغط الدم مع مرور الوقت.

ووصف الدكتور بنجامين هيرش، مدير قسم أمراض القلب الوقائية في مستشفى جامعة نورث شور، نتائج الدراسة الجديدة بأنها «مقنعة».

وأضاف هيرش، الذي لم يشارك في الدراسة: «النتائج يجب أن تجعل الناس يدركون أن الإفراط في تناول القهوة يمكن أن يسبب خطراً على القلب مع مرور الوقت؛ مما يسبب ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب، وأن الإفراط في الاعتماد على الكافيين قد يساعد على الإنتاجية، ولكن الصحة يجب أن تكون دائماً في المقدمة».

ومن جانبها، قالت «إدارة الغذاء والدواء» الأميركية إن تناول 400 ملم من الكافيين يومياً «لا يرتبط بشكل عام بآثار سلبية خطيرة»، مع الاعتراف بأن بعض الأشخاص أكثر حساسية للكافيين.

يذكر أن الكافيين منبه يمكن أن يعزز إنتاج هرمونات تسبب التوتر مثل «النورأدرينالين»، و«الإبينفرين»؛ مما يزيد من معدل ضربات القلب ويرفع ضغط الدم عن طريق تضييق الأوعية الدموية، ولكن تبين أيضاً أنه يحسّن الحالة المزاجية، وربما يقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.

وينصح الخبراء بممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع نظام غذائي لخفض ضغط الدم.