لقاح يحمي الحوامل من الملاريا لعامين

خطوة مهمّة نحو حماية النساء والأجنّة

لقاح الملاريا يمكن أن يحمي الأم وطفلها في المناطق التي ينتشر فيها المرض (أ.ف.ب)
لقاح الملاريا يمكن أن يحمي الأم وطفلها في المناطق التي ينتشر فيها المرض (أ.ف.ب)
TT
20

لقاح يحمي الحوامل من الملاريا لعامين

لقاح الملاريا يمكن أن يحمي الأم وطفلها في المناطق التي ينتشر فيها المرض (أ.ف.ب)
لقاح الملاريا يمكن أن يحمي الأم وطفلها في المناطق التي ينتشر فيها المرض (أ.ف.ب)

أظهرت دراسة أُجريت في مالي أنّ لقاحاً أثبت فاعليته في حماية النساء من الملاريا قبل الحمل وفي أثنائه لمدّة تصل إلى عامين من دون الحاجة إلى جرعات معزّزة.

وأوضح الباحثون في جامعة «باماكو» أنّ لقاح «PfSPZ» أثبت فاعلية عالية في الوقاية من الملاريا، وفق النتائج المنشورة، الاثنين، في دورية «The Lancet Infectious Diseases».

والملاريا مرض طفيلي خطير يسبّبه نوع من الطفيليات يُعرف باسم «المتصوّرة المنجلية»، وينتقل إلى البشر عبر لدغات إناث بعوض الأنوفيلة المصابة. وعند دخول الطفيلي إلى الجسم، ينتقل إلى الكبد حيث يتكاثر، ثم يغزو خلايا الدم الحمراء، مما يسبّب أعراضاً مثل الحمى، والقشعريرة، والصداع، ويمكن أن يؤدّي إلى مضاعفات خطيرة مثل فقر الدم الحاد، وتلف الأعضاء، وأحياناً الموت إذا لم يُعالَج بسرعة.

وتمثّل عدوى الملاريا في أثناء الحمل مشكلة هائلة، إذ تتسبّب في وفاة ما يصل إلى 50 ألف أُمٍّ و200 ألف حالة ولادة جنين ميت في أفريقيا كل عام.

ويعتمد تطوير لقاح «PfSPZ» للوقاية من الملاريا على استخدام الطفيلي المسبّب للمرض، في شكله الكامل ولكن بشكل غير نشط.

ويهدف اللقاح إلى توفير حماية طويلة الأمد وفعّالة ضد الملاريا، خصوصاً في المناطق التي ينتشر فيها المرض بشكل كبير.

وخلال الدراسة، أُجريت التجارب السريرية في مالي على 300 امرأة يخطّطن للحمل وتلقيهن للقاح.

وأثبت اللقاح فاعلية عالية في الوقاية من الملاريا، إذ بلغت نسبة الحماية 86 في المائة خلال السنة الأولى في المجموعة ذات الجرعة العالية، و61 في المائة خلال السنة الثانية في المجموعة ذات الجرعة المنخفضة.

وجرت متابعة النساء طوال فترة الحمل وأطفالهن حتى بلوغ العام الأول، مما أكد أمان اللقاح وعدم وجود فروق ملحوظة في معدل أو شدّة الأحداث السلبية مقارنةً بالمجموعة التي تلقّت العلاج الوهمي.

وأظهر اللقاح فاعلية قوية خلال التجارب السريرية، حيث يوفر حماية ممتدّة للنساء الحوامل ضدّ الملاريا من دون الحاجة لجرعات معزّزة، مما يجعله خطوة واعدة في مكافحة هذا المرض القاتل.

وقال البروفيسور عبد الله دجيمدي، مدير مركز بحوث الملاريا في جامعة «باماكو»، والباحث الرئيسي للدراسة، إن «هذا التقدُّم يشكّل خطوة مهمّة نحو حماية النساء والأجنّة من الملاريا، التي تسبّب وفاة عشرات الآلاف من الأمهات في أفريقيا كل عام».

وأضاف عبر موقع «يوريك أليرت»: «اللقاح يُعدّ إنجازاً كبيراً في الوقاية من الملاريا قبل الحمل وفي أثنائه، مما يعزّز فرص الحمل الآمن والصحّي».


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: عادة بسيطة قد تنقذ حياتك من أمراض القلب

صحتك أشخاص يسيرون في أحد شوارع تورنتو بكندا يوم 8 سبتمبر 2022 (رويترز)

دراسة تكشف: عادة بسيطة قد تنقذ حياتك من أمراض القلب

كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة «هارت» الطبية أن زيادة سرعة المشي قد تقلل خطر الإصابة باضطرابات نظم القلب بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك النساء البالغات أكثر عرضة بأكثر من ضعف الرجال البالغين لتناول أدوية الاكتئاب (أرشيفية - أ.ب)

5 خطوات فعالة لعلاج الاكتئاب

قلة النوم وعدم ممارسة الرياضة واستخدام الأجهزة الإلكترونية لساعات متأخرة تفاقم أعراض الاكتئاب... فكيف يمكن الوقاية منه؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يسبب التهاب القولون التقرحي التهاباً وتقرحات بالأمعاء الغليظة والمستقيم (رويترز)

استئصال الزائدة الدودية قد يحدّ من انتكاسات التهاب القولون التقرحي

تشير دراسة جديدة إلى أن استئصال الزائدة الدودية قد يقلل خطر انتكاس التهاب القولون التقرحي لدى مرضى التهاب الأمعاء المزمن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مركبات الأنثوسيانين في التوت الأزرق لا تُعزز المناعة فحسب بل تُثبط نمو خلايا سرطان الكبد في المختبر وفق دراسات مخبرية (رويترز)

10 أطعمة تُنقّي كبدك وتبعد عنه شبح الأمراض

الكبد هو محطة الجسم الحيوية التي تُنظِّم التمثيل الغذائي. إليكم 10 أطعمة ومشروبات ذات تأثيرات وقائية وعلاجية مذهلة للكبد.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك د. شيويه تشن تشانغ والدكتورة آنا أنجيلوفا فولبوني (كلية كينغز لندن)

أسنان مزروعة في المختبر بديلة للحشوات

قفزة نوعية في مجال طب الأسنان تلوح في الأفق؛ إذ يمكن للسن المزروعة في المختبر، والمصنوعة من خلايا المريض نفسه، أن تندمج بسلاسة في الفك.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الذكاء الاصطناعي والمجهر الذري يرصدان سرطان الفم بدقة غير مسبوقة

الذكاء الاصطناعي والمجهر الذري يرصدان سرطان الفم بدقة غير مسبوقة
TT
20

الذكاء الاصطناعي والمجهر الذري يرصدان سرطان الفم بدقة غير مسبوقة

الذكاء الاصطناعي والمجهر الذري يرصدان سرطان الفم بدقة غير مسبوقة

في دراسة رائدة نُشرت بمجلة «ACS Nano»، في 14 أبريل (نيسان) 2025، أعلن باحثون من كلية طب الأسنان بجامعة أوتاجو في نيوزيلندا تطوير تقنية جديدة تعتمد على الجمع بين المجهر الذري القوي (AFM)، والذكاء الاصطناعي (AI)، للكشف المبكر والدقيق عن سرطان الفم.

رصد التغيرات النانوية في الخلايا

وأوضح بيتر مي، الأستاذ المشارك بالجامعة، المؤلف الرئيسي للدراسة، أن هذه الطريقة تمثل تقدماً كبيراً في تشخيص السرطان، حيث تمكنت من رصد تغيرات نانوية على سطح الخلايا السرطانية لا يمكن رؤيتها بالطرق التقليدية. وأشار إلى أن هذا الابتكار يعزز دقة وموثوقية التشخيص، ما يسهم في الكشف المبكر وتحسين نتائج العلاج.

ويمكن أن يجري الكشف عن سرطان الفم في أولى مراحل تحول الخلايا إلى خلايا سرطانية انشطارية، كما يمكن أن يجري الكشف عن السرطان بسنوات عما هو عليه في حالة التشخيص التقليدي.

أداة مطورة للتشخيص الطبي

من جانبه، أعرب الدكتور سايمون جوان، المؤلف المشارك في الدراسة، عن أمله في أن تُستخدم هذه التقنية على نطاق واسع في المستقبل، لتصبح أداة رئيسية في التشخيص الطبي؛ ليس لسرطان الفم فحسب، بل لأنواع أخرى من السرطان أيضاً. وأضاف أن النتائج قد تمهد الطريق لتطوير علاجات جديدة تستند إلى الخصائص النانوية الفيزيائية للخلايا السرطانية.

ويُعد الاكتشاف المبكر لسرطان الفم عاملاً مهماً في نجاة مريض سرطان الفم واستمتاعه بجودة مناسبة للحياة، والعكس صحيح؛ لأن الكشف المتأخر عنه يؤدي إلى نتائج مدمرة لمستوى جودة حياة المريض.

أبرز العوامل المسببة

وتُعدّ خطورة سرطان الفم من المسائل الصحية التي تتطلب اهتماماً واسعاً، إذ يصنَّف ضمن أكثر أنواع السرطان شيوعاً في منطقة الرأس والعنق. وتشير الإحصائيات العالمية إلى تسجيل ما يزيد عن 370 ألف حالة جديدة سنوياً، مع نسبة وفيات تُقارب 50 في المائة ببعض المناطق، نتيجة التشخيص المتأخر وصعوبة العلاج في المراحل المتقدمة.

ويُعدّ التدخين وتعاطي الكحول وإهمال صحة الفم من أبرز العوامل المسببة لهذا المرض، إلى جانب العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV).

تضاعف الإصابات في الوطن العربي

ووفق منظمة الصحة العالمية، فإن معدلات الإصابة بسرطان الفم في العالم العربي تضاعفت خلال السنوات العشر الأخيرة. ومن أسبابه التدخين وتناول القات واستنشاق التمباك أو «الشمة» التي تحتوي على مواد مُسرطنة، بالإضافة إلى ضعف التوعية الصحية، ونقص برامج الفحص المبكر. ويُعدّ الرجال من الفئات الأكثر عرضة للإصابة، وغالباً ما يجري تشخيص الحالات في مراحل متأخرة، ما ينعكس سلباً على فرص الشفاء وجودة الحياة بعد العلاج.

تجدر الإشارة إلى أن أساتذة جراحة الفم والوجه والفكين ينصحون الجميع بأن يقوموا بالفحص الذاتي للفم والرقبة، كل ثلاثة أشهر؛ للبحث عن أي قرحة أو آفة بيضاء أو حمراء أو ورم لا يُشفى في غضون أسبوعين، وأن يطلبوا استشارة الطبيب المختص.

حقائق

370 ألف

إصابة سرطان فم جديدة أو أكثر، سُجلت سنوياً مع نسبة وفيات تقارب 50 في المائة ببعض المناطق