تقنية واعدة لتجديد الغضاريف في 3 أيام

الهدف إبطاء تقدُّم المرض أو تأجيل عملية استبدال المفصل

أنتجت خلايا الغضروف البشرية المعالجة مزيداً من الكولاجين الثاني (نورث وسترن)
أنتجت خلايا الغضروف البشرية المعالجة مزيداً من الكولاجين الثاني (نورث وسترن)
TT
20

تقنية واعدة لتجديد الغضاريف في 3 أيام

أنتجت خلايا الغضروف البشرية المعالجة مزيداً من الكولاجين الثاني (نورث وسترن)
أنتجت خلايا الغضروف البشرية المعالجة مزيداً من الكولاجين الثاني (نورث وسترن)

نجحت استراتيجية علاجية جديدة وضعها باحثون من جامعة نورث وسترن الأميركية، في تنشيط الجينات اللازمة لتجديد الغضاريف التالفة، في 3 أيام فقط.

قال صامويل آي ستوب، الذي قاد الدراسة المنشورة، الجمعة، في «مجلة الجمعية الكيميائية الأميركية»: «تهدف العلاجات الحالية إلى إبطاء تقدُّم المرض أو تأجيل عملية استبدال المفصل».

وأضاف خبير الطبّ النانوي التجديدي، وأستاذ الهندسة الطبية الحيوية في الجامعة: «لا خيارات تجديدية، لأنّ البشر لا يمتلكون القدرة على تجديد الغضروف في مرحلة البلوغ».

ووفق الدراسة، يمكن للمرضى الذين يعانون هشاشة العظام الشديدة، أن تتآكل الغضاريف لديهم لدرجة أن المفاصل تتحوّل بشكل أساسي إلى عظم فوق عظم؛ أي من دون وسادة بينهما. وليس هذا مؤلماً بشكل لا يُصدَّق فحسب، بل إنّ تلك المفاصل لا تكون قادرة على العمل بشكل صحيح. في هذه المرحلة، يصبح العلاج الفعال الوحيد هو جراحة استبدال المفصل، وهي عملية مُكلفة وتتطلّب تدخلاً جراحياً.

وتُعدّ هشاشة العظام «مرضاً تنكسياً» تتحلّل فيه الأنسجة في المفاصل بمرور الوقت، وهي مشكلة صحّية شائعة وسبب رئيسي للإعاقة. وبدءاً من عام 2019، كان نحو 530 مليون شخص حول العالم يعانون هشاشة العظام، وفقاً لـ«منظّمة الصحّة العالمية».

وكان باحثو جامعة نورث وسترن قد ابتكروا، في نوفمبر (تشرين الثاني)، 2021 علاجاً جديداً قابلاً للحقن، يستغل ما يُعرف بـ«الجزيئات الراقصة» سريعة الحركة لإصلاح الأنسجة وعكس الشلل، بعد إصابات شديدة في النخاع الشوكي.

والآن طبَّقت المجموعة البحثية نفسها الاستراتيجية العلاجية عينها على خلايا الغضروف البشرية التالفة. وفي الدراسة الجديدة، وجد الباحثون أنه مع زيادة الحركة الجزيئية، زادت فاعلية العلاج أيضاً. وبعبارة أخرى، كانت حركات «الرقص» للجزيئات حاسمة لتحفيز عملية نمو الغضروف.

وقال ستوب، في بيان عبر موقع الجامعة: «عندما لاحظنا للمرّة الأولى التأثيرات العلاجية للجزيئات الراقصة، لم نجد ما يمنع من تطبيقها على الحبل الشوكي فقط».

وأضاف: «لاحظنا التأثيرات نفسها في نوعين من الخلايا منفصلَين تماماً بعضهما عن بعض؛ خلايا الغضروف في مفاصلنا والخلايا العصبية في دماغنا وخلايا الحبل الشوكي. وهذا يجعلني أكثر ثقة في أننا ربما اكتشفنا ظاهرة علمية يمكن أن تنطبق على عدد من الأنسجة الأخرى».

وتتألّف الجزيئات الراقصة، المُبتكَرة سابقاً في مختبر ستوب، من عشرات إلى مئات الآلاف من الجزيئات التي تُشكّل معاً أليافاً نانوية صناعية تحمل إشارات قوية للخلايا. ومن خلال ضبط حركتها الجماعية وفق بنيتها الكيميائية، اكتشف ستوب أنه يمكنها العثور بسرعة على المستقبلات الخلوية بالجسم، والتفاعل معها بشكل صحيح. فبمجرّد دخولها إليه، تصبح قادرة على التواصل مع الخلايا الطبيعية.

وشدّد على أنه «بعد 3 أيام، أنتجت الخلايا البشرية الطبيعية المعرَّضة للتجمّعات الطويلة من الجزيئات الراقصة الأكثر حركة، كميات أكبر من مكوّنات البروتين اللازمة لتجديد الغضروف».

وأضاف: «بالنسبة إلى إنتاج أحد المكوّنات الأساسية في مصفوفة الغضروف، والمعروف باسم الكولاجين الثاني، كانت الجزيئات الراقصة أكثر فاعلية من البروتين الطبيعي الذي يؤدّي هذه الوظيفة».


مقالات ذات صلة

8 عوامل تنقذ مرضى ضغط الدم من الوفاة المبكرة

صحتك ارتفاع ضغط الدم من أكثر المشكلات الصحية شيوعاً عالمياً (جامعة نبراسكا الأميركية)

8 عوامل تنقذ مرضى ضغط الدم من الوفاة المبكرة

رصدت دراسة صينية أهمية التحكم في 8 عوامل رئيسية، للحد من المخاطر الصحية المرتبطة بارتفاع ضغط الدم، وعلى رأسها خطر الوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك مركبات «الفثالات» تدخل في صناعة عبوات الطعام (جامعة كاليفورنيا)

مادة بلاستيكية مسؤولة عن وفاة 365 ألف شخص في العالم

كشفت دراسة أميركية عن أن التعرّض اليومي لمادة كيميائية تُستخدم على نطاق واسع في صناعة البلاستيك قد يكون مرتبطاً بأكثر من 365 ألف حالة وفاة ناجمة عن أمراض القلب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تكنولوجيا «شركات الريادة» تمثل نموذجاً جديداً في بيئة الأعمال يجمع بين الذكاء الاصطناعي والفرق البشرية لتحقيق كفاءة وابتكار غير مسبوقين (شاترستوك)

«مايكروسوفت» تكشف عن الجيل الجديد من المؤسسات الذكية في تقريرها لعام 2025

يطلق تقرير «مايكروسوفت» 2025 مصطلح «شركات الريادة» على الشركات التي توظف الذكاء الاصطناعي بذكاء لتعزيز الإنتاجية، وتعيد تشكيل الهياكل والمهارات في بيئة العمل.

نسيم رمضان (لندن)
صحتك تصوير شبكية العين يُساعد في اكتشاف المشاكل الصحية المُحتملة مُبكراً مما يُتيح اتخاذ إجراءات وقائية (أرشيفية - رويترز)

دراسة: عوامل وراثية لمرض الفصام ترتبط بانخفاض سمك شبكية العين

توصل فريق بحثي في سويسرا إلى أن مخاطر الإصابة بمرض انفصام الشخصية (شيزوفرينيا) بسبب عوامل وراثية ترتبط بانخفاض سمك شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تناول المضادات الحيوية في الصغر يزيد من مخاطر الإصابة بالربو بنسبة 24 % (رويترز)

الإفراط في المضادات الحيوية يزيد مخاطر الحساسية والربو لدى الأطفال

كشفت دراسة حديثة أن الإفراط في تناول المضادات الحيوية يزيد من مخاطر إصابة الأطفال بالحساسية والربو مع تقدمهم في العمر.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو )

القهوة تُحسّن القوة البدنية لدى المسنين

القهوة تقاوم خطر الهشاشة الجسدية لدى كبار السن (جامعة أكسفورد)
القهوة تقاوم خطر الهشاشة الجسدية لدى كبار السن (جامعة أكسفورد)
TT
20

القهوة تُحسّن القوة البدنية لدى المسنين

القهوة تقاوم خطر الهشاشة الجسدية لدى كبار السن (جامعة أكسفورد)
القهوة تقاوم خطر الهشاشة الجسدية لدى كبار السن (جامعة أكسفورد)

كشفت دراسة هولندية أن الاستهلاك المنتظم للقهوة بمعدل 4 إلى 6 فناجين يومياً (بحجم 125 مليلتراً لكل فنجان) قد يرتبط بتحسين القوة البدنية، وتقليل خطر الإصابة بالهشاشة الجسدية والوهن لدى كبار السن.

وأوضح الباحثون، من معهد أمستردام للصحة العامة في جامعة فيراي، أن دراستهم هي الأولى من نوعها التي تبحث العلاقة بين شرب القهوة والعوامل المسبِّبة للهشاشة الجسدية لدى المسنين، ونُشرت نتائجها، يوم الأربعاء، في دورية «European Journal of Nutrition».

والهشاشة الجسدية هي حالة صحية شائعة تصيب كبار السن، وتتمثل في انخفاض القدرة الجسدية والاحتياطي الوظيفي للجسم، ما يجعل الفرد أكثر عرضة للضعف البدني والمضاعفات الصحية عند التعرض لأي ضغط بسيط مثل العدوى أو السقوط. ومِن أعراضها فقدان الوزن غير المقصود، وضعف العضلات، وبطء الحركة، والشعور بالإرهاق المستمر، وانخفاض مستوى النشاط البدني.

والهشاشة ليست جزءاً طبيعياً من الشيخوخة، بل هي مؤشر على تدهور الحالة الصحية العامة، وقد تؤدي إلى فقدان الاستقلالية، وزيادة خطر دخول المستشفى أو الوفاة.

واعتمد الباحثون على تحليل بيانات من دراسة الشيخوخة الطولية في أمستردام، حيث جرت متابعة 1161 شخصاً يزيد عمرهم عن 55 عاماً لمدة 7 سنوات.

ودرس الفريق العلاقة بين استهلاك القهوة وظهور أو تطور حالة «الهشاشة الجسدية»، التي قُيِّمت وفقاً لمقياس مكوَّن من 5 عناصر تشمل: فقدان الوزن، والضعف، والإرهاق، وبطء المشي، وانخفاض النشاط البدني. وتُعدُّ الإصابة بثلاثة أعراض أو أكثر مؤشراً على الهشاشة.

وأظهرت النتائج أن الاستهلاك اليومي للقهوة يرتبط بانخفاض احتمالية الإصابة بالهشاشة الجسدية بشكل عام.

وأكد الباحثون أن تأثير القهوة الإيجابي قد يُعزى جزئياً إلى مضادات الأكسدة الموجودة فيها، التي تساعد في تقليل الالتهابات، والحد من فقدان الكتلة العضلية، ومنع تلف العضلات. كما أن القهوة قد تُحسن استجابة الجسم للإنسولين، وتنظيم امتصاص الغلوكوز، خصوصاً لدى كبار السن.

ولطالما ارتبط شرب القهوة بانخفاض خطر بعض أعراض الشيخوخة الطبيعية، مثل تحسين الوظائف الإدراكية، والحد من الأمراض المرتبطة بالالتهابات. وتُضيف هذه الدراسة إلى المعرفة المتنامية في فوائد استهلاك القهوة المنتظم على المدى الطويل، وفق الباحثين.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة في معهد أمستردام للصحة العامة بجامعة فريجي، الدكتورة مارغريت أولتوف: «إن شرب القهوة جزء أساسي من روتين كثير من الناس اليومي. ومع التقدم في العمر، يبحث الأفراد دائماً عن طرق للحفاظ على صحتهم».

وأضافت، عبر موقع الجامعة: «تشير نتائجنا إلى أن شرب القهوة يومياً قد يكون مرتبطاً بانخفاض خطر الهشاشة الجسدية، مما قد يعزز الشيخوخة الصحية».

لكنها أشارت إلى أنه من المهم أيضاً دراسة تدخلات غذائية أخرى لضمان تمتع كبار السن بحياة صحية ومستقلة.