هل المحليات الصناعية أكثر صحيةً من السكر؟

أصبحت المحليات الصناعية وبدائل السكر الأخرى موجودة بكل مكان في الإمدادات الغذائية (أرشيفية - رويترز)
أصبحت المحليات الصناعية وبدائل السكر الأخرى موجودة بكل مكان في الإمدادات الغذائية (أرشيفية - رويترز)
TT

هل المحليات الصناعية أكثر صحيةً من السكر؟

أصبحت المحليات الصناعية وبدائل السكر الأخرى موجودة بكل مكان في الإمدادات الغذائية (أرشيفية - رويترز)
أصبحت المحليات الصناعية وبدائل السكر الأخرى موجودة بكل مكان في الإمدادات الغذائية (أرشيفية - رويترز)

عندما دخلت المحليات الصناعية سوق الولايات المتحدة في الخمسينات من القرن الماضي، قدم مصنعو المواد الغذائية ادعاءً كبيراً: أنهم يستطيعون إرضاء عشاق الحلويات الأميركيين دون الآثار الصحية السلبية - والسعرات الحرارية - للسكر.

ووفق تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، أصبحت المحليات الصناعية وبدائل السكر الأخرى موجودة في كل مكان في الإمدادات الغذائية، وتظهر في عدد كبير من المنتجات بما في ذلك المشروبات الغازية، وشرائح الخبز والزبادي منخفض السكر - ناهيك عن القهوة. لكن الأسئلة حول بدائل السكر ظلت تدور لعقود من الزمن، حيث أشار العلماء ومسؤولو الصحة العامة إلى أنها قد تنطوي على مخاطر صحية.

وبحسب الصحيفة فإن الأبحاث حول كيفية تأثير بدائل السكر على أجسامنا هي أبحاث أولية ومعقدة ومتناقضة في بعض الأحيان.

ما بدائل السكر؟

يشمل المصطلح مجموعة من المواد ذات المذاق الحلو، ولكنها تفتقر إلى السعرات الحرارية الموجودة في السكر. في بعض الأحيان تكون أحلى بمئات إلى عشرات الآلاف من المرات من السكر، لذا فإن القليل يفي. يتم استخدامها لتحلية كثير من الأطعمة والمشروبات «الخالية من السكر»، بما في ذلك مشروبات الطاقة والعلكة والحلويات والمخبوزات والحلويات المجمدة. ويباع كثير منها أيضاً بوصفها منتجات قائمة بذاتها، في شكل مسحوق أو سائل.

المحليات الصناعية هي إضافات غذائية اصطناعية تزيد حلاوتها بما يتراوح بين 200 إلى 20 ألف مرة عن سكر المائدة، وفقاً لإدارة الغذاء والدواء الأميركية. منذ السبعينات، وافقت الوكالة على ستة منها: الأسبارتام (يُباع تحت الأسماء التجارية NutraSweet وEqual)، والسكرالوز (Splenda)، والسكارين (Sweet'N Low)، وأسيسولفام البوتاسيوم (Sweet One، Sunett)، والنيوتام (Newtame) و«advantame».

تُصنع المُحليات النباتية والفاكهة من أوراق أو ثمار بعض النباتات، وهي أحلى 100 مرة على الأقل من السكر، وفقاً لإدارة الغذاء والدواء الأميركية. وهي تشمل مقتطفات من نبات ستيفيا (Truvia، Pure Via، Enliten) ومن فاكهة الراهب. وتعد إدارة الغذاء والدواء الأميركية هذه المحليات آمنة بشكل عام، لذلك يمكن للمصنعين إضافتها إلى الأطعمة والمشروبات.

كحوليات السكر، وهي ليست سكريات ولا كحوليات، هي نوع من الكربوهيدرات ذات المذاق الحلو، ولكنها تحتوي على سعرات حرارية (وكربوهيدرات) أقل من السكر. ولها أسماء مثل السوربيتول، والزيليتول، والمانيتول، والإريثريتول، وتوجد بشكل طبيعي في بعض الفواكه والخضراوات، مثل الأناناس والخوخ والفطر. النوع المستخدم في المنتجات المعبأة يتم إنتاجه صناعياً، ومصرح به من قِبل إدارة الغذاء والدواء لاستخدامها بدائل للسكر.

ما الفوائد والمخاطر المحتملة؟

هناك بعض الأدلة على أنه إذا كنت تشرب المشروبات المحلاة بالسكر بانتظام مثل المشروبات الغازية والشاي الحلو، فإن التحول إلى أنواع النظام الغذائي قد يساعدك على فقدان القليل من الوزن - ما دام أنك لا تستهلك مزيداً من السعرات الحرارية من مصادر أخرى، كما تقول مايا فاديفيلو، وهي خبيرة في التغذية. أستاذ مشارك في التغذية بجامعة رود آيلاند.

في مراجعة أجريت عام 2022 لـ12 تجربة سريرية عشوائية، استغرق معظمها ستة أشهر أو أقل، خلص الباحثون إلى أن استبدال المشروبات المحلاة من خلال السكر بمشروبات محلاة منخفضة أو خالية من السعرات الحرارية يمكن أن يؤدي إلى فقدان بعض الوزن - نحو 2 إلى 3 أرطال في المتوسط ​​ - في البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة والذين يعانون من مرض السكري (أو من يتعرضون لخطر الإصابة به).

قال الدكتور كارل نادولسكي، اختصاصي الغدد الصماء والأستاذ السريري المساعد في كلية الطب البشري بجامعة ولاية ميشيغان، إنه لاحظ هذا القدر من فقدان الوزن، وفي كثير من الأحيان أكثر، لدى كثير من مرضاه عندما يتحولون إلى المشروبات المنخفضة في السعرات الحرارية.

لكن الدراسات طويلة المدى حول بدائل السكر لم تجد أي فوائد لإنقاص الوزن، بل وحتى بعض الأضرار. ولهذا السبب، أوصت منظمة الصحة العالمية في عام 2023 بأن يتجنب الناس استخدام بدائل السكر للتحكم في الوزن أو تحسين الصحة، مستشهدة بأبحاث ربطتها بمخاطر أكبر تتعلق بمخاوف صحية، مثل مرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة والوفاة المبكرة.

كما ارتبطت كحوليات السكر الإريثريتول والزيليتول بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

من الصعب استخلاص استنتاجات قاطعة من الدراسات المتعلقة بالنظام الغذائي والصحة.

وقالت فاليسا إي هيدريك، الأستاذة المساعدة في التغذية في جامعة «فرجينيا للتكنولوجيا»، إن هذا النوع من الأبحاث يعتمد على الملاحظة، مما يعني أنه يمكن أن يربط بين استهلاك بدائل السكر وبعض التأثيرات الصحية، لكنه لا يستطيع إثبات السبب والنتيجة.

وقال الدكتور عيران إليناف، عالم المناعة والباحث في الميكروبيوم في معهد «وايزمان للعلوم»، والذي قام بدراسة هذه البدائل، إن هناك ما يكفي من الأبحاث لإثارة مخاوف بشأن بدائل السكر مما يستدعي إلقاء نظرة فاحصة. وأضاف: «لا تزال هيئة المحلفين غير متأكدة بشأن ما إذا كانت ضارة، أو ما إذا كانت بعض بدائل السكر أكثر أماناً من غيرها».

ولفت إليناف إلى أن تناول كثير من السكر ضار بالصحة من دون شك، حيث ربطته الأبحاث بمخاطر أكبر للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والسمنة. توصي جمعية القلب الأميركية بعدم استهلاك النساء أكثر من 25 غراماً من السكر يومياً، والرجال بما لا يزيد على 36 غراماً يومياً. تحتوي علبة كوكا كولا سعة 12 أونصة على 39 غراماً من السكر.

وقال الدكتور داريوش مظفريان، طبيب القلب ومدير معهد الغذاء هو الطب بجامعة «تافتس»، إنه نظرا لهذه الأضرار المعروفة، فمن الأفضل اختيار المشروبات المحلاة صناعياً، مثل المشروبات الغازية الخاصة بالحمية بدلاً من المشروبات العادية إذا كنت تشربها يومياً. لكنه أضاف أن الهدف هو تقليل استهلاكك لكليهما على المدى الطويل.

وافقت الدكتورة فاديفيلو على ذلك، واقترحت طرقاً لتقليل السكريات المضافة وبدائل السكر تدريجياً في نظامك الغذائي. للتقليل من تناول المشروبات الغازية العادية أو الخاصة بالحمية، يمكنك تجربة المياه الغازية المحلاة بكمية صغيرة من عصير الفاكهة. أو بدلاً من شراء الزبادي المحلى، حاول إضافة الفاكهة، والقليل من العسل إلى الزبادي العادي.


مقالات ذات صلة

مدير «الصحة العالمية» يدعو لتوفير 135 مليون دولار لمنع تفشي جدري القردة

العالم مدير «منظمة الصحة العالمية» تيدروس أدهانوم غيبريسوس (أ.ف.ب)

مدير «الصحة العالمية» يدعو لتوفير 135 مليون دولار لمنع تفشي جدري القردة

دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إلى اتخاذ إجراءات منسقة عالمياً للسيطرة على تفشٍ جديد لجدري القردة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
صحتك خمسة أسباب محتملة لرائحة القدمين الكريهة (أ.ف.ب)

5 أسباب لرائحة القدمين الكريهة... كيف نعالجها؟

يعاني نحو 15 في المائة من الناس من رائحة كريهة في القدمين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك اللقاح مصمم لعلاج سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة (رويترز)

سرطان الرئة: لقاح مبتكر قد يحسن معدلات النجاة

يختبر العلماء لقاحاً جديداً لمكافحة سرطان الرئة لأول مرة على المرضى في المملكة المتحدة، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أعراض «متلازمة القولون العصبي» تشمل الإمساك والإسهال والانتفاخ وتشنجات المعدة (أرشيفية)

6 أطعمة تجعل قولونك العصبي في حالة «أسوأ»

تُعد متلازمة القولون العصبي أمراً مؤلماً وصعباً، والأصعب أن كثيرين منا يجدون أنفسهم مصابين بها فجأة دون تعمد أو قصد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يمكن لممارسة قدر من النشاط البدني «الكافي» أن يبطئ عملية الشيخوخة البيولوجية (رويترز)

8 سلوكيات صحية للقلب تساعد في إبطاء «الشيخوخة البيولوجية»

وجدت دراسة جديدة أن بعض العادات المرتبطة بنمط الحياة مثل الحفاظ على نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني «الكافي» قد تبطئ عملية الشيخوخة البيولوجية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

3 ارتباطات رئيسية بين إبر إنقاص الوزن واضطرابات الجهاز الهضمي

3 ارتباطات رئيسية بين إبر إنقاص الوزن واضطرابات الجهاز الهضمي
TT

3 ارتباطات رئيسية بين إبر إنقاص الوزن واضطرابات الجهاز الهضمي

3 ارتباطات رئيسية بين إبر إنقاص الوزن واضطرابات الجهاز الهضمي

التبني السريع لأدوية فئة مستقبلات الببتيد الشبيهة بالغلوكاجون GLP - 1، لعلاج السمنة وتنشيط فقدان الوزن، ونتائجها الرائعة في تحريك ركود هذه المشكلة نحو الأمام الأفضل، أدت إلى اهتمام مماثل لدى الأوساط الطبية حول جوانب علاقتها بالجهاز الهضمي، أي آثارها الجانبية المحتملة، وفوائدها الإيجابية.

وضمن عدد 17 يوليو (تموز) من مجلة «NEJM Journal Watch Gastroenterology»، عُرضت جوانب من تلك العلاقة بالجهاز الهضمي، وذلك بعنوان «ما الآثار الجانبية على الجهاز الهضمي التي يجب أن يقلق بشأنها الأطباء الذين يصفون أدوية فئة GLP - 1؟».

تأتي أهمية هذا العرض من علوِّ كعب كاتبه في طب الجهاز الهضمي، وهو البروفسور ديفيد أ. جونسون، أستاذ الطب ورئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي في كلية طب شرق فيرجينيا في نورفولك والرئيس السابق للكلية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي، وأيضاً من أن مقالته العلمية كانت من النوعية المحايدة إكلينيكياً، والتي لخص الغاية منها بقوله: «فيما يلي ملخص لأحدث المعلومات حول هذا الموضوع، بالإضافة إلى أفضل إرشاداتي للأطباء حول دمجها في الرعاية الإكلينيكية لمرضاهم».

آلام والتهابات الجهاز الهضمي

وسيُستخدم في هذا العرض الطبي، المختصر باللغة الإنجليزية GLP - 1 للإشارة المباشرة إلى «فئة أدوية مستقبلات الببتيد الشبيهة بالغلوكاجون». وإليك الارتباطات الرئيسية الثلاثة التالية المطروحة لدى الأوساط الطبية:

1. الآثار الجانبية الضارة

أجرى باحثون من «مايو كلينيك» وجامعة «فلوريدا إيه آند إم» وجامعة ولاية داكوتا الشمالية، دراستهم المنشورة ضمن عدد 2 فبراير (شباط) الماضي من مجلة المستحضرات الصيدلانية Pharmaceuticals، بعنوان «الأحداث الضارة المرتبطة بالجهاز الهضمي لمستقبلات الببتيد - 1 الشبيهة بالغلوكاجون: تحليل مقطعي لمجموعة المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة». وخلالها أجروا تحليلاً رجعياً Retrospective Analysis لنتائج الاستخدام الجديد من أكثر من 10 آلاف شخص مصاب بمرض السكري-السمنة، لأدوية فئة GLP - 1.

وتَبين أن الأحداث الضارة الأكثر شيوعاً في الجهاز الهضمي في هذه المجموعة كانت آلام البطن (57.6 في المائة)، والإمساك (30.4 في المائة)، والإسهال (32.7 في المائة)، والغثيان والقيء (23.4 في المائة)، ونزيف الجهاز الهضمي (15.9 في المائة)، وشلل المعدة (5.1 في المائة)، والتهاب البنكرياس (3.4 في المائة).

وفي التفاصيل تبين أن الدولاجغوتيد Dulaglutide والليراغلوتيد Liraglutide كانت لديهما معدلات أعلى في التسبب بآلام البطن وشلل المعدة والإمساك والإسهال والغثيان والقيء، مقارنةً بالسيماغلوتيد Semaglutide والإكسيناتيد Exenatide. ولكن لم تكن هناك فروق كبيرة بين أنواع فئة أدوية GLP - 1 في خطر النزيف في الجهاز الهضمي أو التهاب البنكرياس.

ولاحظ تقرير صدر عام 2023 في مجلة JAMA أن خطر انسداد الأمعاء مرتفع أيضاً بين المرضى الذين يستخدمون أياً من أنواع فئة أدوية GLP - 1 لفقدان الوزن. والأسباب المحتملة لذلك غير معروفة حالياً على وجه الدقة.

ولذا هناك حاجة مُلحّة اليوم إلى مزيد من الدراسات، من أجل تحليل الاختلافات المحتملة في ملفات تعريف السلامة بين أنواع فئة أدوية GLP - 1. وذلك بغية توجيه اختيار الأطباء، وبطريقة رشيدة، من بين أنواع هذه الأدوية بشكل أفضل، خصوصاً في المرضى الذين يعانون من عوامل خطر في الجهاز الهضمي لحصول تلك الآثار الجانبية المحتملة. ومن ذلك المرضى الذين سبق لهم إجراء عمليات جراحية في أيٍّ من أجزاء الجهاز الهضمي، أو لديهم حالات مرضية نشطة أو مستقرة في أيٍّ من أجزاء الجهاز الهضمي، وغيره. علاوة على ذلك، يتطلب إثبات وجود علاقة سببية (السبب والنتيجة) بين أنواع فئة أدوية GLP - 1 وبين الأدوية المصاحبة الأخرى التي قد يكون الشخص يتناولها بالتزامن، مزيداً من التحقيق والدراسات الإكلينيكية.

تأثير جيد على الكبد الدهنية

2. عدم وجود مخاوف كبدية

أثبتت أنواع فئة أدوية GLP - 1 أن لها تأثيراً كبيراً على وزن الجسم وعلى التحكم في نسبة السكر في الدم، فضلاً عن التأثيرات المفيدة في العلامات الإكلينيكية والكيميائية الحيوية والنسيجية، لدى المرضى الذين يعانون من «مرض الكبد الدهنية المرتبط بالخلل الأيضي (MASLD)».

ويقول أطباء «مايوكلينك»: «أصبح مرض الكبد الدهنية غير الكحولي أكثر شيوعاً، خصوصاً في الشرق الأوسط والدول الغربية، حيث تزداد أعداد المصابين بالسمنة. وهو أكثر أشكال أمراض الكبد شيوعاً في العالم. وتتراوح شدة مرض الكبد الدهنية غير الكحولي ما بين التنكس الدهني الكبدي، المسمى الكبد الدهنية، وصولاً إلى شكل أكثر حدة من المرض يسمى التهاب الكبد الدهنية غير الكحولي. ويُسبب هذا الالتهاب الكبدي عند حصوله، تضخمَ الكبد وتلفه، وتندّب تشمّع الكبد، أو يؤدي حتى إلى سرطان الكبد.

ويفيد البروفسور ديفيد أ. جونسون بأن تلك التأثيرات المفيدة على العلامات الإكلينيكية والكيميائية الحيوية والنسيجية لدى المرضى الذين يعانون من «مرض الكبد الدهنية المرتبط بالخلل الأيضي»، تتجلى من خلال انخفاض علامات انحلال الكبد، أي معدلات أنزيمات الكبد (أسبارتات أمينوترانسفيراز AST وألانين أمينوترانسفيراز ALT). وقال: «قد توفر أنواع فئة أدوية GLP - 1 وظيفة وقائية من خلال تقليل تراكم الدهون الثلاثية في الكبد و(خفض) التعبير عن عديد من جينات الكولاجين. ويشير بعض البيانات الإكلينيكية إلى انخفاض خطر التطور إلى سرطان الخلايا الكبدية».

وواقعاً، يأتينا أحدث تقييم للحد من خطر تدهور مرض MASLD ضمن نتائج دراسة اسكندنافية نُشرت في عدد يونيو (حزيران) الماضي لمجلة أمراض الكبد Hepatology، أجراها باحثون من السويد والدنمارك والولايات المتحدة. وعند نظرهم إلى أكثر من 90 ألف مريض يستخدمون هذه الفئة من الأدوية، أظهر الباحثون أن هذا العلاج كان مرتبطاً بانخفاض كبير في حصول سرطان الخلايا الكبدية، بالإضافة إلى تليف الكبد.

ونظراً لهذه التأثيرات الكبدية الإيجابية المختلفة، فمن المرجح أن تكون بسبب عدد من العوامل. ولكن حتى اليوم، تجدر ملاحظة أن استخدام أي من أنواع فئة أدوية GLP - 1 غير معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية لهذه الغاية، أي خفض احتمالات تطور الكبد الدهنية نحو التليف أو نشوء السرطان فيه.

تحذير من «التهاب الرئة الشفطي»

3. مخاطر مناظير المعدة

يحتاط الأطباء كثيراً من حصول «التهاب الرئة الشفطي Aspiration Pneumonia»، وهو التهاب أنسجة الرئة بفعل دخول كميات من محتويات المعدة إلى القصبة الهوائية، ومنها عميقاً إلى داخل الرئة، خصوصاً خلال إجراء منظار الأجزاء العلوية من الجهاز الهضمي، أو التخدير الكلى للعمليات الجراحية، أو نتيجة لاستفراغ القيء غير المكتمل في إخراج مادة القيء عبر الفم ورجوعها بطريقة «الشفط» إلى داخل مجاري التنفس والرئة.

وكل أنواع فئة أدوية GLP - 1 تعمل على إبطاء خروج الطعام من المعدة إلى الأمعاء. وأثار هذا التأثير الأخير، كما يقول البروفسور ديفيد أ. جونسون، مخاوف لدى الأطباء من أن المرضى الذين يتناولون هذه الفئة من الأدوية، قد يكونون معرَّضين خلال عملية مناظير المعدة Endoscopy - Related Aspiration، أو التخدير للعمليات الجراحية، لخطر متزايد لحصول ما يُعرف بـ«التهاب الرئة الشفطي».

وكترجمة إكلينيكية لهذه المخاوف، أصدرت الجمعية الأميركية لأطباء التخدير (ASA) في يونيو 2023، توصيات تطلب من مقدمي الخدمات التفكير في حجب تلقي فئة أدوية GLP - 1 في المرضى الذين لديهم إجراءات اختيارية مجدولة. وكان التحديث الإكلينيكي السريع الذي أصدرته الجمعية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي في عام 2024 متسقاً مع تلك التوصية.

ولكن ثمة توجه طبي إلى عدم تضخيم هذا الاحتمال. وعلى سبيل المثال، قدمت دراستان حديثتان، عُرضتا ضمن «أسبوع أمراض الجهاز الهضمي Digestive Disease Week» هذا العام، طمأنينة إضافية بأن المخاوف بشأن الشفط بهذه الأدوية ربما كانت غير مبررة. وأظهرت الدراسة الأولى (التي نُشرت منذ ذلك الحين في المجلة الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي The American Journal of Gastroenterology) أن معدل بقاء بقايا الأجزاء الصلبة من الأطعمة في المعدة هو أعلى بين أولئك الذين يتناولون فئة أدوية GLP - 1 مقارنةً بغيرهم (14 في المائة مقابل 4 في المائة على التوالي). ولكن المرضى الذين صاموا لفترة طويلة وشربوا سوائل صافية كانت لديهم معدلات بقايا أقل في المعدة، ولم يتم تسجيل أي حوادث لمضاعفات إجرائية أو التهاب الرئة الشفطي. وأظهرت الدراسة الأخرى أن الذين يتناولون فئة أدوية GLP - 1 تحصل لديهم إطالة لمدة 36 دقيقة في إفراغ الطعام الصلب من المعدة، وعدم وجود تأخير في إفراغ السوائل منها. وخلص المؤلفون إلى أن التأخير الطفيف في إفراغ الطعام الصلب سيتم تعويضه بفترات صيام أطول نسبياً، قبل الإجراء، مما قد يعني عدم ضرورة التوقف عن تلقي تلك الأدوية قبل مناظير المعدة.

رصد نسب قليلة لحالات شلل المعدة والتهاب البنكرياس

كيف يجري التعامل مع الآثار الجانبية لإبر إنقاص الوزن على الجهاز الهضمي؟

من بين مراجعة للدكتور هوارد إي. لوين، رئيس تحرير مجلة «هارفارد هيلث» للنشر الطبي، بعنوان: «الآثار الجانبية لأدوية إنقاص الوزن ومرض السكري المرتبطة بهرمون GLP - 1: وجه أوزمبيك وأكثر»، نقتطف الجوانب التالية حول علاقة هذه الأدوية لإنقاص الوزن بالآثار السلبية على الجهاز الهضمي، وكيفية التعامل معها. ويقول: «الأعراض المعدية المعوية -الغثيان والقيء والإسهال والإمساك- هي الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً لأدوية GLP - 1.

- يمكن التحكم في الغثيان عن طريق تجنب الروائح القوية وتناول البسكويت أو النعناع أو الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على الزنجبيل، بعد نحو نصف ساعة من تناول أدوية GLP - 1.

- يمكن التحكم في القيء عن طريق البقاء رطباً جيداً بشرب الماء، وتناول وجبات متكررة بكميات أقل.

- يمكن التحكم في الإسهال عن طريق شرب كثير من الماء وتجنب منتجات الألبان والأطعمة الغنية بالألياف حتى تختفي الأعراض.

- يمكن التحكم في الإمساك عن طريق الحصول على ما يكفي من الألياف في نظامك الغذائي وشرب كثير من الماء.

وللمساعدة في تجنب الآثار الجانبية المعدية المعوية لأدوية GLP - 1:

- تناولْ الطعام ببطء وتوقفْ عند الشعور بالشبع.

- تناولْ أجزاء أصغر.

- تَجنَّب النشاط المفرط بعد الأكل مباشرةً.

وتشمل الآثار الجانبية الأقل شيوعاً والأكثر خطورة لأدوية GLP - 1 ما يلي:

- التهاب البنكرياس، وهو التهاب يصيب أنسجة البنكرياس ويسبب آلاماً في البطن.

- شلل المعدة، حيث تتباطأ حركة خروج الطعام من المعدة إلى الأمعاء، أو تتوقف كلياً.

- انسداد الأمعاء، وهو انسداد يمنع الطعام من المرور عبر الأمعاء.

- نوبات حصوات المرارة وانسداد القناة الصفراوية.

ويجب عليك طلب العناية الطبية على الفور إذا كان لديك:

- قيء وإسهال شديدان.

- ألم شديد في البطن، أو أن يسبب لمس منطقة السُّرة وما حولها ألماً.

- عدم القدرة على إخراج الغازات أو البراز.

- اليرقان (لون الجلد الأصفر)».