خفض الوزن طريقة أكثر فاعلية للوقاية من «السكري»

شخص يخضع لفحص لقياس نسبة السكر في الدم (جامعة أكسفورد)
شخص يخضع لفحص لقياس نسبة السكر في الدم (جامعة أكسفورد)
TT

خفض الوزن طريقة أكثر فاعلية للوقاية من «السكري»

شخص يخضع لفحص لقياس نسبة السكر في الدم (جامعة أكسفورد)
شخص يخضع لفحص لقياس نسبة السكر في الدم (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة حديثة إلى طريقة أكثر فاعلية للوقاية من مرض السكري من النوع الثاني.

وأوضح الفريق القائم على الدراسة بمعهد أبحاث السكري في جامعة توبنغن الألمانية، بالتعاون مع باحثين في الولايات المتحدة، أن الأشخاص يمكنهم تحقيق أفضل حماية من السكري عندما يخفضون وزنهم، وفي الوقت نفسه ينظمون نسبة السكر في الدم لمستويات طبيعية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «Diabetology».

والسكري من النوع الثاني حالة مرضية تتميز بارتفاع مستويات السكر في الدم نتيجة لمقاومة خلايا الجسم للإنسولين أو نقص إنتاجه، ويعد الوزن الزائد عامل خطر رئيسي في الإصابة بالمرض.

وعادةً ما يُنصح من يعانون من السكري من النوع الثاني بتقليل وزنهم للمساعدة في تقليل مضاعفات المرض التي تهدد الحياة مثل السكتة الدماغية، والنوبات القلبية، والفشل الكلوي.

ومن أجل منع تطور المرض، تعد العلاجات المبكرة أمراً مهماً في مرحلة ما قبل السكري، التي تُشير إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم عن المعدل الطبيعي، لكنها لا تصل إلى مستوى داء السكري من النوع الثاني.

ولمنع تحول مقدمات السكري إلى مرض السكري، يُنصح المرضى بتقليل وزنهم، حيث توصي المبادئ التوجيهية الصادرة عن «الجمعية الأميركية للسكري» بتخفيض وزن الجسم بنسبة 7 في المائة على الأقل.

وأجرى الفريق دراسته لاكتشاف ما إذا كان فقدان الوزن بمفرده كافياً، أم من الأفضل الوقاية من مرض السكري عن طريق خفض مستويات السكر في الدم أيضاً.

خفض الوزن يساعد في الوقاية من السكري (جامعة واشنطن)

وحلل الباحثون بيانات من 480 شخصاً مصاباً بمقدمات مرض السكري في الولايات المتحدة. ووجدوا أن المشاركين الذين نجحوا في فقدان ما لا يقل عن 7 في المائة من وزنهم استطاعوا تحسين أعراض مقدمات السكري بشكل ملحوظ خلال عام، حيث عادت نسبة السكر في الدم أثناء الصيام إلى مستوياتها الطبيعية.

لكن غالبية المشاركين نجحوا في الوقاية من السكري بشكل أفضل عندما تزامن فقدان الوزن مع تنظيم نسبة السكر في الدم لتحسين النتائج الصحية.

وتبين أيضاً أن التعافي من مقدمات السكري قد يقلل من خطر الإصابة بهذا المرض فيما بعد بنسبة 76 في المائة مقارنة بأولئك الذين لم يحققوا تنظيماً جيداً لنسبة السكر في الدم.

ويمكن تنظيم نسبة السكر في الدم من خلال اتباع نظام غذائي صحي يشمل كميات مناسبة من الكربوهيدرات، والبروتين، والدهون، مع التركيز على الألياف الغذائية، وممارسة الرياضة بانتظام، ومراقبة مستويات السكر في الدم باستمرار، بالإضافة إلى الالتزام بالعلاج الدوائي الذي يصفه الطبيب لضبط مستويات السكر في الدم.

وقال الباحثون إن ضبط مستويات السكر في الدم في مرحلة ما قبل السكري يجب إدراجه كهدف علاجي في المبادئ التوجيهية من أجل تحسين الوقاية من السكري من النوع الثاني.


مقالات ذات صلة

باحثون يرجّحون مشاركة شعب الأنجلوسكسون في حروب بشمال سوريا

يوميات الشرق صورة أرشيفية لاكتشاف سابق عن عظام هيكل عظمي بشري اكتشفت بمقبرة أنجلوسكسونية لم تكن معروفة من قبل في نورفولك... الصورة في مكاتب متحف لندن للآثار بنورثامبتون وسط إنجلترا يوم 16 نوفمبر 2016 (رويترز)

باحثون يرجّحون مشاركة شعب الأنجلوسكسون في حروب بشمال سوريا

اقترح باحثون أن رجالاً من شعوب الأنجلوسكسون في القرن السادس الميلادي ربما سافروا من بريطانيا إلى شرق البحر المتوسط ​​وشمال سوريا للقتال في الحروب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق يتمتع كل من مدخني السجائر وغير المدخنين بملفات شخصية مميزة (جامعة فلوريدا أتلانتيك)

التدخين قد يؤثر على سماتنا الشخصية

«أخبرني ما الذي تدخنه، وسأخبرك من أنت» ربما توجز هذه العبارة القصيرة النتيجة الرئيسية لدراسة حديثة توصلت إلى أن المدخنين قد يكونون في المتوسط شخصيات انبساطية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق أشرك باحثو الدراسة في التجارب عشرين مريضة بسرطان الثدي (مؤسسة كيسلر)

التمارين الرياضية تساعد على مواجهة الأورام

أفادت دراسة فنلندية بأن جلسة تمرين لمدة 30 دقيقة يمكن أن تزيد نسبة خلايا الدم البيضاء التي تقتل الأورام السرطانية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تعاطي التبغ يظل السببَ الرئيسي للوفاة والأمراض التي يُمكن الوقاية منها (جامعة بنسلفانيا)

الشعور بالامتنان يقلل الرغبة في التدخين

أفادت دراسة أميركية بأن تعزيز الشعور بالامتنان يمكن أن يقلل من الرغبة في التدخين ويساعد على الانضمام إلى برامج الإقلاع عن التدخين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
علوم ألبرتو كارفاليو المشرف على مدارس لوس أنجليس يتحدث عن نظام الذكاء الاصطناعي «إد»

برنامج الدردشة الذكي «الصديق» لطلاب المدارس العامة... يسقط

الخبراء ينصحون المدارس باتباع نهج «الانتظار والترقب» لشراء التكنولوجيا الجديدة.

دانا غولدستاين (نيويورك)

المسح المبكر للأطفال المعرضين للإصابة بالسرطان يقلل ظهور أورام جديدة

المسح المبكر للأطفال المعرضين للإصابة بالسرطان يقلل ظهور أورام جديدة
TT

المسح المبكر للأطفال المعرضين للإصابة بالسرطان يقلل ظهور أورام جديدة

المسح المبكر للأطفال المعرضين للإصابة بالسرطان يقلل ظهور أورام جديدة

على الرغم من الدور الكبير الذي يلعبه العامل الجيني في زيادة فرص الإصابة بالأورام المختلفة، فإنه لم يكن من الواضح لدى الخبراء متى يجب بدء متابعة هذه الأورام وتشخيصها وعلاجها. وحسب الإحصاءات الطبية، فإن هناك نسبة تبلغ من 5 إلى 15 في المائة من الأطفال المصابين بالسرطان لديهم استعداد وراثي، لذلك يجب رصد هؤلاء الأطفال المعرضين لخطورة الإصابة مبكراً.

الاستعداد الوراثي للسرطان

من المعروف أن الاستعداد الوراثي (genetic predisposition) لا يزيد فقط من خطر الإصابة بالأورام المختلفة، ولكن يزيد من احتمالية عودة الإصابة سواء بالورم نفسه أو أورام أخرى جديدة بعد العلاج. وقد وجد العلماء في مستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال (St. Jude Children’s Research Hospital) في ممفيس بولاية تنيسي الأميركية، أن المسح المبكر للأطفال يمكنهم من اكتشاف سرطانات جديدة لهؤلاء الأطفال في المراحل القابلة للعلاج.

وأوضحت الدراسة التي نُشرت في نهاية شهر يونيو (حزيران) من العام الحالي، في مجلة الرابطة الطبية الأميركية لعلم الأورام (JAMA Oncology)، أن بدء المتابعة عن طريق المسح الدوري بعد وقت قصير من التعرف على الاستعداد الجيني - سواء كان الطفل مصاباً بالفعل بنوع معين من السرطانات أو غير مصاب - يؤدي في الأغلب إلى اكتشاف ورم أو أكثر من دون أعراض.

ويمكن إزالة ما يقرب من نصف هذه الأورام بالكامل عن طريق الجراحة وحدها، وتجنب الحاجة إلى العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، وبالتالي تجنب الأعراض الجانبية المتعددة المتعلقة بهذه الأنواع من العلاج.

وقال الباحثون إن اتباع بروتوكولات التشخيص في المتابعة الموحدة لكل المرضى المعرضين للخطورة، يوفر طريقة فعالة للغاية لاكتشاف الأورام الجديدة في مراحلها الأولى، ويؤثر بشكل كبير على الرعاية السريرية لهم حتى لو لم تظهر أعراض مرتبطة بالورم عليهم.

وفحص الباحثون 274 طفلاً ومراهقاً من أعمار مختلفة في مستشفى سانت جود (كان متوسط العمر 8 سنوات تقريباً) يعانون جميعاً من 35 عاملاً مختلفاً من مسببات السرطان على مدى 3 سنوات. وأظهرت النتيجة وجود أورام من دون أعراض في 27 طفلاً، وظهرت أورام أخرى بأعراض في 5 من المشاركين، وكانت هذه الأورام في معظم أجهزة الجسم؛ وبشكل خاص في الجهاز العصبي المركزي.

وفي الأغلب في الطريقة المعتادة للتعامل مع الطفل، تبدأ الإجراءات العلاجية بعد عدة أشهر وتطول في بعض الأحيان إلى عدة سنوات (خصوصاً إذا كان الطفل قد أُصيب بالفعل بورم معين أولي).

ولكن تبعاً للطريقة الجديدة في الدراسة فإنه يجب البدء بالفحوصات قبل الانتهاء من العلاج، والمتابعة عن طريق الفحوصات لمسح جميع أجزاء الجسم مباشرة بعد اكتشاف الاستعداد الوراثي والتعامل معها.

وقد تم التعرف على واحد من كل 3 أورام في أول متابعة بعد وقت قصير من التشخيص. وأيضاً تم التعرف على اثنين من كل 3 أورام في غضون عامين فقط من أول متابعة. والمثير للدهشة أن هذه الطريقة أسهمت في تشخيص أورام جديدة في مجموعة صغيرة من الأطفال يعالجون بالفعل من ورم مختلف.

رصد الأورام بسرعة

حذرت الدراسة من خطورة الانتظار حتى ينتهي الطفل المصاب بأورام بالفعل من علاج السرطان الأول قبل البدء في فحص الأورام، لأنه في كثير من الأحيان يمكن أن يغفل الأطباء وجود الورم الجديد. وعلى سبيل المثال في الدراسة الحالية، تم اكتشاف ورم جديد في نحو 17 في المائة من الأطفال الذين كانوا لا يزالون يخضعون للعلاج من سرطان سابق، لذلك يجب على المستشفيات التي تعالج الأورام إدراك أهمية البدء بالمتابعة في الوقت نفسه الذي يثبت فيه وجود العامل الوراثي في الطفل المصاب.

وتبعاً للدراسة نجحت الجراحة المبكرة في التخلص بشكل شبه كامل من الأورام التي تم اكتشافها، وفي 70 في المائة من الحالات لم يكن هناك أي أثر مجهري للورم عند فحص الخلايا بعد الاستئصال. وقلت احتمالية العلاج بالإشعاع بعد الجراحة إلى حد كبير. وفي حالات كثيرة لم يكن هناك أي ضرورة لعلاج آخر.

والجدير بالذكر أن المتابعة المبكرة لعبت دوراً مهماً لأن معظم هذه الأورام التي تمت إزالتها بالفعل كانت من دون أعراض على الإطلاق، وإذا لم يتم المسح فإن معظم هؤلاء الأطفال سوف يصابون بالورم لاحقاً.

الاستعداد الوراثي يزيد من احتمالية عودة الإصابة بأورام جديدة حتى بعد العلاج

واستخدم العلماء كثيراً من الطرق للبحث عن الأورام المختلفة تبعاً لطبيعة كل ورم سواء تحاليل أو أشعة. وعلى سبيل المثال لتشخيص الأورام الصلبة قاموا بعمل رنين مغناطيسي كامل لجميع أجزاء الجسم، وأيضاً قاموا بعمل تحاليل لدلالات الأورام الخاصة بكل مرض. وعلى الرغم من وجود نتائج إيجابية كاذبة (false positive) ونتائج سلبية كاذبة (false negative) فإنها كانت قليلة جداً وبنسب لا تذكر (0.4 في المائة). وكانت معظم النتائج دقيقة وذات أهمية كبيرة في التشخيص، لأن ذلك يعني عدم الاحتياج إلى عمل إجراءات طبية غير ضرورية مكلفة أو مؤلمة أو إغفال أي أورام أساسية.

وقال الباحثون إن عمل مسح ومتابعة مستمرين للأطفال المهيئين جينياً للإصابة بالأورام على الرغم من كلفته المادية المرتفعة نتيجة للفحوصات المختلفة، فإنه يمكن أن يكون نوعاً من الإنقاذ لهؤلاء الأطفال. لذلك يجب على الحكومات المختلفة والمراكز المتخصصة في تشخيص وعلاج الأورام أن تقوم بهذا الدور بشكل تلقائي ومجاني لأي طفل تحمل جيناته احتمالية الإصابة، لأن كثيراً من الأطباء في الأغلب لا يطلبون إجراءات إضافية بعد علاج الورم الأولي لعلمهم بالتكلفة الكبيرة للفحوصات، خصوصاً في البلدان ذات الدخل المنخفض.

• استشاري طب الأطفال