كيف نحمي أجسامنا من الإجهاد الحراري؟... أطباء ينصحون

شخص يبرد جسمه بالماء في مقدونيا الشمالية (أرشيفية - رويترز)
شخص يبرد جسمه بالماء في مقدونيا الشمالية (أرشيفية - رويترز)
TT

كيف نحمي أجسامنا من الإجهاد الحراري؟... أطباء ينصحون

شخص يبرد جسمه بالماء في مقدونيا الشمالية (أرشيفية - رويترز)
شخص يبرد جسمه بالماء في مقدونيا الشمالية (أرشيفية - رويترز)

يتوقع خبراء الطقس درجات حرارة أعلى من المعتاد هذا الصيف. ويشعر بعضنا بأعراض الإجهاد الحراري، خاصة من يقضون وقتا في الخارج، فماذا نعرف عنه؟ وكيفية العلاج منه؟

يحدث الإنهاك الحراري نتيجة التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة، وخاصة عندما تصحب ذلك نسبة الرطوبة والنشاط البدني الحاد.

أبرز الأعراض

ويقع الإجهاد الحراري عندما يفقد الجسم كميات زائدة من الماء والملح، عادة بسبب التعرق الشديد، ومن أعراض الإجهاد الحراري أيضاً الشعور بالضعف العام، وارتفاع ضربات القلب، والغثيان والقيء، وربما يصل الأمر إلى الإغماء.

وتتراوح الأمراض المرتبطة بالإجهاد الحراري من طفيفة إلى مهددة للحياة، وتشمل أمراض الحرارة الخفيفة الطفح الحراري، أو التورم في اليدين والقدمين، أو تشنجات العضلات، أو إغماء الحرارة، أو نوبة الإغماء بعد الوقوف لفترة طويلة.

وفي هذا السياق يقول محمد المنيسي، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد في القصر العيني بالقاهرة، إن السبب الرئيسي في الدخول في حالة الإجهاد الحراري هو التعرض بشكل كثيف للحرارة والافتقار للرطوبة، مضيفاً أن جسم الإنسان يتأقلم على درجة الحرارة التي يعيش فيها، إذ إن سكان البلاد الحارة لديهم قدرة على التأقلم مع الحرارة أكثر من سكان البلاد الباردة.

ويضيف المنيسي لـ«الشرق الأوسط» أن الإجهاد الحراري قد يحدث في حالة عدم التعرض لأشعة الشمس، ولكن في حالة زيادة درجة الحرارة وزيادة الرطوبة، مردفاً أن أهم أعراض الإجهاد الحراري هي الإغماء وارتفاع درجات الحرارة، وقد تصل أحيانا إلى الفشل الكلوي، وربما النزيف.

فئات خطرة

ويحذر أطباء من تعرض الأطفال للإجهاد الحراري، إذ إن أجسامهم تفتقر إلى آليات التعويض، فهم يتعرقون أقل وقد لا يرطبون أجسامهم بدرجة كافية، كما تشير التوصيات الطبية إلى ضرورة تجنيب كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، مثل السكري وأمراض الكلى والقلب، وضغط الدم، وبعض أمراض الاكتئاب أشعة الشمس، بحسب المنيسي، إذ إنهم الفئات الأكثر عرضة للإجهاد الحراري.

شرب المياه وتبريد الجسم

ومع زيادة الإجهاد الحراري ينصح الأطباء بأخذ حمام بارد، وتناول السوائل لتعويض الجسم بما فقده من مياه وأملاح. وقد يحتاج الجسم إلى الدخول في بيئة باردة، وسرعة ترطيب الجسم بسرعة، مثل ركوب السيارة أو تشغيل مبرد الهواء، وشرب بعض السوائل الباردة.

وفي هذا الإطار، ينصح أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بشرب المياه والغمس في الماء؛ إذ إن جسم الإنسان يتخلص من السخونة من خلال التبخير وامتصاص الحرارة، محذراً في الوقت ذاته من تناول أي خوافض للحرارة دون الرجوع إلى طبيب في حالة الشعور بالإجهاد الحراري.

كما ينصح بأنه إذا حاول الشخص تبريد جسمه وشرب السوائل، لكن الأعراض لم تتحسن خلال نصف ساعة أو أنها تزداد سوءاً، بضرورة التوجه إلى المستشفى.

حماية الجلد

ويطالب أطباء بتجنب ممارسة الرياضة في الجو الحار، وارتداء ملابس فضفاضة ذات ألوان فاتحة تمتص حرارة أقل وتساعد في الحفاظ على برودة جسمك. وفي هذا السياق، تنصح اختصاصية الأمراض الجلدية نورا سعيد بتجنب أشعة الشمس من الصباح، واستخدام واقي الشمس، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أن استخدم واقي الشمس الأمثل يكون كل من 3 إلى 4 ساعات حتى في الظل؛ تجنباً لأضرار الأشعة التي تخرج حتى من الإضاءة داخلياً.

كما تنصح الاختصاصية بشرب المياه، مع تزايد حرارة فصل الصيف، بمعدل لا يقل عن 4 لترات يومياً، بخلاف العصائر، إضافة إلى تناول الخضراوات والفاكهة التي تساعد في تبريد الجسم مثل الخضراوات، وتردف أنه من المهم تجنب المأكولات الحريفة مثل الشطة.


مقالات ذات صلة

«اليونيسيف» تحذر من أن مستقبل الأطفال «في خطر»

العالم طفل فلسطيني أثناء فرز القمامة في مكب نفايات بقطاع غزة (أ.ب)

«اليونيسيف» تحذر من أن مستقبل الأطفال «في خطر»

حذّرت منظمة «اليونيسيف» من التحول الديموغرافي والتداعيات المتزايدة لظاهرة الاحترار وتهديد التكنولوجيا المتصلة، وكلها «توجهات كبرى» ترسم مستقبلاً قاتماً للأطفال.

«الشرق الأوسط» (الأمم المتحدة (أميركا))
بيئة رجل يسكب الماء على رأسه أثناء موجة حر في هيوستن بولاية تكساس بالولايات المتحدة - 25 أغسطس 2023 (رويترز)

دراسة: ارتفاع درجات الحرارة يزيد خطر الإصابة بالرجفان الأذيني

تشير دراسة جديدة إلى أن موجات الحر قد تزيد خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، وهو اضطراب في ضربات القلب، إلى ضعفين أو 3 أضعاف، لا سيما إذا لم يكن القلب بصحة جيدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة متوسط درجات الحرارة كان مرتفعاً للغاية منذ يناير حتى أكتوبر (أ.ب)

علماء: عام 2024 سيكون الأكثر حرارة على الإطلاق

كشفت خدمة «كوبرنيكوس» لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي اليوم (الخميس) عن أن عام 2024 سيتخطى 2023 ليصبح العام الأعلى حرارة منذ بدء التسجيلات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق تغير المناخ يرفع درجات الحرارة إلى مستويات جديدة خطيرة (أ.ف.ب)

تقرير: مستويات قياسية من الوفيات المرتبطة بالحرارة في عام 2023

حذّر تقرير جديد أعدّه مجموعة من الأطباء وخبراء الصحة من أن تغير المناخ يرفع درجات الحرارة إلى مستويات جديدة خطيرة، كما يفاقم مشكلة الجفاف والأمن الغذائي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة تظهر صورة القمر الاصطناعي العاصفة الاستوائية «ميلتون» وهي تشتد وتتجه للتحول إلى إعصار قبل وصولها إلى فلوريدا في خليج المكسيك في 6 أكتوبر 2024 (رويترز)

لماذا يجعل الاحتباس الحراري الأعاصير أكثر قوة؟

يؤدي الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات حرارة مياه المحيطات؛ مما يجعل الأعاصير أكثر قوة. ومع ذلك، هذا لا يعني بالضرورة أنه سيكون هناك المزيد من الأعاصير.

«الشرق الأوسط» (باريس)

تغيير وقت الذهاب إلى الفراش كل ليلة يؤثر على صحتك

يشكل النوم أهمية مركزية للصحة العامة ومستوى رفاهية الإنسان (جامعة ولاية أوريغون)
يشكل النوم أهمية مركزية للصحة العامة ومستوى رفاهية الإنسان (جامعة ولاية أوريغون)
TT

تغيير وقت الذهاب إلى الفراش كل ليلة يؤثر على صحتك

يشكل النوم أهمية مركزية للصحة العامة ومستوى رفاهية الإنسان (جامعة ولاية أوريغون)
يشكل النوم أهمية مركزية للصحة العامة ومستوى رفاهية الإنسان (جامعة ولاية أوريغون)

من المتعارف عليه أن النوم كل ليلة في ساعات غير منتظمة ليس جيداً للصحة العامة، ولكن دراسة جديدة تشير إلى أنه قد يكون مميتاً.

وتشير الأبحاث الجديدة إلى أن اتباع روتين نوم غير منتظم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية، حتى لو كنت تحصل على 7 أو 9 ساعات من النوم الموصي بها في الليلة.

وركزت الدراسات السابقة في الغالب على النتائج الصحية لمدى النوم بدلاً من تأثير وجود دورة نوم واستيقاظ مستقرة، لذا فإن هذه النتائج مهمة، وفقاً لما ذكرته صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية في تقرير لها.

قال فريق البحث في الدراسة: «تشير نتائجنا إلى أن انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية في تعديل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الرئيسية».

وفي الدراسة، ارتدى 72 ألفاً و269 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 40 و79 عاماً جهازاً لتتبع النشاط لمدة أسبوع لتقييم أنماط نومهم. ولم يكن لدى أي من المشاركين تاريخ من أمراض القلب أو السكتة الدماغية.

وتم بعد ذلك جمع البيانات لحساب درجة مؤشر انتظام النوم لكل مشارك. وعُدّ أولئك الذين حصلوا على درجة أعلى من 87 أن لديهم نمط نوم منتظماً، وتم تحديد أولئك الذين حصلوا على درجات أقل من 72 أن لديهم نمط نوم غير منتظم. تم تصنيف أولئك الذين كانوا في المنتصف على أنهم «منتظمون إلى حد ما».

ثم جمع فريق البحث البيانات حول حوادث السكتة الدماغية، وفشل القلب، والنوبات القلبية على مدى السنوات الثماني التالية، ووجد أن الأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم كانوا أكثر عرضة بنسبة 26 في المائة لتجربة حدث قلبي وعائي رئيسي من أولئك الذين ذهبوا إلى الفراش في الوقت نفسه تقريباً كل ليلة.

كان المشاركون الذين كان جدول نومهم منتظماً إلى حد ما أقل عرضة بنسبة 8 في المائة للإصابة بهذا النوع من الأعراض المهددة للحياة.

وأظهرت الدراسة أيضاً أن الأشخاص الذين لديهم جدول نوم منتظم كانوا أكثر عرضة لتحقيق ساعات النوم الموصى بها في الليلة، التي تعد من 7 إلى 8 ساعات لمن تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ومن 7 إلى 9 ساعات لمن تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاماً.

وعلاوة على ذلك، وجدوا أن محاولة تعويض النوم المفقود لم تعوض عن مخاطر القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم.

نُشرت هذه النتائج، الثلاثاء، في مجلة «علم الأوبئة والصحة المجتمعية».

ويشير هذا البحث الجديد إلى وجود صلة قوية بين عدم الذهاب إلى الفراش في الوقت نفسه كل ليلة وخطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.

وقال مؤلفو الدراسة: «تشير النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة إلى ضرورة إيلاء المزيد من الاهتمام لانتظام النوم في إرشادات الصحة العامة والممارسة السريرية بسبب دوره المحتمل في صحة القلب والأوعية الدموية».