فحص للرئة يقي المدخنين خطر السرطان

فحص الرئة بالأشعة يكشف عن أي نمو غير طبيعي بالرئتين قد يكون مؤشراً على السرطان (رويترز)
فحص الرئة بالأشعة يكشف عن أي نمو غير طبيعي بالرئتين قد يكون مؤشراً على السرطان (رويترز)
TT

فحص للرئة يقي المدخنين خطر السرطان

فحص الرئة بالأشعة يكشف عن أي نمو غير طبيعي بالرئتين قد يكون مؤشراً على السرطان (رويترز)
فحص الرئة بالأشعة يكشف عن أي نمو غير طبيعي بالرئتين قد يكون مؤشراً على السرطان (رويترز)

أفادت دراسة أميركية بأن المدخنين الحاليين أو السابقين الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً، ويخضعون لفحص بسيط لسرطان الرئة أقل عرضة للوفاة لأي سبب، خصوصاً الوفاة نتيجة السرطان.

وأوضح الباحثون بجامعة ميشيغان الأميركية، أن الفحص أدى لتشخيص سرطان الرئة في وقت مبكر وتحسين فرص البقاء على قيد الحياة، وفق النتائج التي نشرت، الاثنين، في دورية «كانسر».

ويعتبر سرطان الرئة السبب الرئيسي للوفيات بسبب السرطان بين الرجال والنساء في جميع أنحاء العالم، حيث تسبب فيما يقدر بنحو 1.8 مليون حالة وفاة في عام 2020، وفق منظمة الصحة العالمية.

وأضافت المنظمة أن التدخين هو السبب الرئيسي لسرطان الرئة، ومسؤول عن نحو 85 في المائة من جميع حالات الإصابة بالمرض، وغالباً ما يتم تشخيصه في مراحل متقدمة، لذا فإن الكشف المبكر يمكن أن ينقذ الأرواح.

وتشمل توصيات الفحص الحالية إجراء فحص سنوي للرئتين بالأشعة السينية للكشف عن أي نمو غير طبيعي في الرئتين قد يكون مؤشراً على السرطان.

ويجرى الفحص للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و80 عاماً ولديهم تاريخ تدخين لا يقل عن 20 عاماً ويدخنون حالياً أو أقلعوا عن التدخين خلال الـ15 عاماً الماضية.

وتشير الدراسات إلى أن الفحص السنوي يمكن أن يساعد في الكشف المبكر عن سرطان الرئة، مما يزيد من فرص العلاج الناجح.

وخلال الدراسة، قام الباحثون بتقييم تأثير الفحص بين المرضى في نظام الرعاية الصحية التابع لإدارة صحة المحاربين القدامى الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الرئة في الفترة من 2011 إلى 2018.

ومن بين 57 ألفاً و919 فرداً تم تشخيص إصابتهم بسرطان الرئة، خضع 2167 (3.9 في المائة) للفحص قبل تشخيص إصابتهم بالسرطان.

ووجد الباحثون أن المجموعة التي خضعت للفحص قبل التشخيص كانت أكثر عرضة لتشخيص المرض في مرحلة مبكرة، وكان لديها معدل شفاء أعلى من المجموعة الأخرى التي لم يتم فحصها.

وكان لدى المرضى الذين خضعوا للفحص معدلات أعلى للتشخيص المبكر (المرحلة الأولى) بنسبة 52 في المائة، مقارنة بـ27 في المائة لدى المجموعة الأخرى، وانخفضت لديهم معدلات الوفاة لأي سبب بنسبة 49.8 في المائة، مقابل 72.1 في المائة لدى المجموعة الأخرى.

كما انخفضت الوفيات بسبب السرطان بنسبة 41 في المائة لدى مجموعة الفحص، مقابل 70.3 في المائة لدى من لم يخضعوا للفحص على مدى 5 سنوات.

وقال الباحثون إن نتائج الدراسة تبرز الأهمية الكبيرة لإجراء فحص سرطان الرئة، في تحسين نتائج العلاج والحد من مضاعفات المرض.


مقالات ذات صلة

ما علاقة مرض السكري بالضوء الساطع ليلاً؟

صحتك صورة تعبيرية من بيكسباي

ما علاقة مرض السكري بالضوء الساطع ليلاً؟

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة فلندرز الأسترالية، أن التعرض للضوء الساطع عقب حلول الظلام من شأنه أن يزيد احتمالات الإصابة بالسكري من النوع  الثاني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أشارت الأبحاث الجديدة إلى أن الصحة القلبية الوعائية أصبحت بشكل متزايد عامل خطر رئيسياً للإصابة بالخرف (رويترز)

دراسات: الصحة القلبية الوعائية باتت أكبر عامل خطر للإصابة بالخرف

تشير الأبحاث الجديدة إلى أن الصحة القلبية الوعائية أصبحت بشكل متزايد عامل خطر رئيسياً للإصابة بالخرف، في حين تراجعت عوامل الخطر الأخرى المعروفة مثل التدخين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق يمكن للطفيليات أن تكون مؤذية جداً للحيوانات الأليفة (رويترز)

الحيوانات الأليفة باتت عرضة للطفيليات طوال السنة بفعل التغير المناخي

تطول تبِعات تغير المناخ الكلاب والقطط الأليفة أيضاً إذ باتت عرضة على مدار السنة للبراغيث والقراد والطفيليات الماصة للدم التي يمكن أن تنقل إليها أمراضاً قاتلة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك قد يفقد المصابون بالتصلب المتعدد القدرة على المشي وحدهم أو المشي عموماً (جامعة واين ستيت)

المشي إلى الخلف يختبر الإصابة بمرض خطير

طوّر باحثون من جامعة «واين ستيت» الأميركية، منهجية جديدة لقياس قدرة الأفراد على زيادة سرعتهم في المشي للخلف.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الاستغناء عن الأملاح قد يجدد نشاط الكلى

تحتوي الكلى على خلايا البقعة الكثيفة (الأخضر - الأصفر) التي تنظم عملية تجديدها وإصلاحها (جامعة جنوب كاليفورنيا)
تحتوي الكلى على خلايا البقعة الكثيفة (الأخضر - الأصفر) التي تنظم عملية تجديدها وإصلاحها (جامعة جنوب كاليفورنيا)
TT

الاستغناء عن الأملاح قد يجدد نشاط الكلى

تحتوي الكلى على خلايا البقعة الكثيفة (الأخضر - الأصفر) التي تنظم عملية تجديدها وإصلاحها (جامعة جنوب كاليفورنيا)
تحتوي الكلى على خلايا البقعة الكثيفة (الأخضر - الأصفر) التي تنظم عملية تجديدها وإصلاحها (جامعة جنوب كاليفورنيا)

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا الأميركية أنه يمكن أن يؤدي الاستغناء عن الأملاح والتخلص من السوائل الزائدة بالجسم إلى تحفيز عمليات تجديد الكلى وإصلاحها.

وأظهرت نتائج الدراسة المنشورة في «جورنال أوف كلينيكال إنفيستيجيشين» (Journal of Clinical Investigation) أن هذه الاستجابة الفطرية تعتمد على مجموعة صغيرة من خلايا الكلى توجد في منطقة تعرف باسم «البقعة الكثيفة» (MD)، يمكنها استشعار مستويات الأملاح والتحكُّم في عمليات ترشيحها، وفي إفراز الهرمونات، والوظائف الرئيسية الأخرى لهذا العضو الحيوي.

قال بيتي بيتردي، أستاذ علم وظائف الأعضاء وعلم الأعصاب في كلية كيك للطب بجامعة جنوب كاليفورنيا: «لا يوجد علاج حالياً لهذا المرض الصامت. وبحلول الوقت الذي يتم فيه تشخيصه، تكون الكلى قد تعرضت لأضرار لا رجعة فيها، لتحتاج في النهاية إلى علاجات بديلة، مثل غسل أو زرع الكلى».

وأضاف بيتردي الذي قاد الدراسة، لموقع الجامعة، (الجمعة): «نسعى إلى إيجاد علاج لمرض الكلى، فهو وباء عالمي متزايد يؤثر على واحد من كل 7 بالغين، وهو ما يعني 850 مليون مريض في جميع أنحاء العالم».

ولمعالجة هذا الوباء المتنامي، اتبع بيتي بيتردي والباحثة الأولى للدراسة الدكتورة جورجينا جيارماتي وزملاؤهما نهجاً غير تقليدي، وبدلاً من دراسة كيفية فشل الكلى المريضة في التجدد، ركز العلماء على كيفية تطور الكلى السليمة.

قال بيتردي: «طورت الطيور والثدييات خلايا البقعة الكثيفة التي تُعد البنية الكلوية الأكبر والأكثر كفاءة، للحفاظ على نفسها والتكيف مع الظروف البيئية، ولضمان البقاء على قيد الحياة، وهذه هي الآليات التي نستهدفها ونحاول محاكاتها في منهجنا البحثي الجديد».

ومع أخذ هذا التاريخ التطوري في الاعتبار، قام فريق البحث بإطعام الفئران بالمختبر نظاماً غذائياً منخفض الملح جداً، إلى جانب إعطائها دواءً شائعاً يسمى علمياً بـ«مثبط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين» والذي أدى إلى انخفاض مستويات الملح بالجسم.

اتبعت الفئران هذا النظام لمدة تصل إلى أسبوعين فقط، لأن الأنظمة الغذائية منخفضة الملح للغاية يمكن أن تسبب مشاكل صحية خطيرة إذا استمرت على المدى الطويل.

لاحظ الباحثون نشاطاً متجدداً في منطقة البقعة الكثيفة، يمكنهم منعه والتحكم فيه عن طريق إعطاء أدوية تتداخل مع الإشارات المرسلة منها، وهو ما يؤكد الدور الرئيسي الذي تلعبه تلك المنطقة في تنظيم عملية التجديد بالكلى.

كما حددوا كلاً من الخصائص الجينية والهيكلية لتلك المنطقة، التي كانت مشابهة بشكل مدهش للخلايا العصبية، ما عدّوه «اكتشافاً مثيراً للاهتمام، لأن الخلايا العصبية تلعب دوراً رئيسياً مشابهاً في تنظيم عملية تجديد الأعضاء الأخرى، مثل الجلد».

واستطاع باحثو الدراسة أيضاً رصد إشارات محددة من جينات معينة تلعب دوراً حيوياً في تجديد خلايا الكلى، ووجدوا أنه يمكن تعزيز هذه الإشارات عن طريق اتباع نظام غذائي قليل الملح لتجديد بنية الكلى ووظيفتها.

ولاختبار الإمكانات العلاجية لهذه الاكتشافات، قام العلماء بعلاج الفئران المصابة بنوع معين من مرض الكلى المزمن، بخلايا البقعة الكثيفة المزروعة مع مستويات منخفضة الملح، حيث أدى العلاج إلى تحقيق تحسُّن كبير في بنية الكلى ووظيفتها.

وهو ما علَّق عليه بيتي بيتردي، بقوله: «إننا نشعر بقوة بأهمية هذا الأسلوب البحثي الجديد في التفكير بإصلاح الكلى وتجديدها»، مشدداً على أنهم «واثقون تماماً بأن هذا الأمر سينتهي قريباً بنهج علاجي قوي وجديد للغاية».