كيف نفرّق بين اضطراب فرط الحركة والتوحد؟

طفل أميركي مصاب بالتوحد برفقة والدته (أرشيفية - رويترز)
طفل أميركي مصاب بالتوحد برفقة والدته (أرشيفية - رويترز)
TT

كيف نفرّق بين اضطراب فرط الحركة والتوحد؟

طفل أميركي مصاب بالتوحد برفقة والدته (أرشيفية - رويترز)
طفل أميركي مصاب بالتوحد برفقة والدته (أرشيفية - رويترز)

يعد اضطرابا فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) وطيف التوحد (ASD) النوعين الأكثر شيوعاً من اضطرابات النمو العصبي، وهي حالات تتطور خلال مرحلة الطفولة، وتؤثر على كيفية تعلمك وتفكيرك، وتواصلك وتصرفك.

ويمكن أن يؤثر اضطرابا «فرط الحركة ونقص الانتباه» و«التوحد» على حياتك الشخصية والاجتماعية والدراسية والعملية. ومع ذلك، فإن الطريقة التي يؤثر بها الاضطرابان على هذه المجالات من حياتك مختلفة، وفق ما ذكره موقع «هيلث» المتخصص في أخبار الصحة والتغذية.

ويؤثر اضطراب «فرط الحركة ونقص الانتباه» في المقام الأول على الانتباه والاندفاع، مما قد يؤدي إلى الرفض الاجتماعي، بينما يؤثر اضطراب «طيف التوحد» بشكل مباشر على التواصل والتفاعل الاجتماعي، مما قد يمنعك من تطوير العلاقات والحفاظ عليها؛ لأنك قد لا تتمكن من ضبط سلوكك مع الأوضاع الاجتماعية المختلفة.

أعراض الاضطرابين

في حين أن اضطرابي «فرط الحركة ونقص الانتباه» و«طيف التوحد» يؤثران على مدى انتباهك، والتفاعلات الاجتماعية، والكلام، والحركة، والتحكم في النفس، والاندفاع، فإن الطرق المحددة التي يؤثر بها كل اضطراب يمكن أن تختلف.

ومن أعراض اضطراب «فرط الحركة ونقص الانتباه» الصعوبة في الاستماع والتركيز (عدم الانتباه)، ومقاطعة الآخرين أو التطفل عليهم، والصعوبة في التأقلم أو تكوين صداقات، والإفراط في الحديث، والتململ، وضعف السيطرة على النفس ونوبات الغضب من الاندفاع، والنسيان أو تشتيت الانتباه بسهولة.

بينما تظهر أعراض اضطراب «طيف التوحد» في التوحد، والتركيز المفرط على اهتمامات معينة، والانفصال الاجتماعي، والعزلة واللامبالاة، وتكرار الكلمات أو استخدام الكلمات بطرق غير معتادة، مثل استخدام مصطلح «تدفئة القدمين» بدلاً من «لبس الجوارب»، والسلوكيات والأفعال المتكررة، ونوبات الغضب الناتجة عن عدم القدرة على تحمل التغيير، والحاجة إلى التشابه والروتين.

اختلافات

على الرغم من أن اضطرابي «فرط الحركة ونقص الانتباه»، و«طيف التوحد» هما أكثر اضطرابات النمو شيوعاً، فإنهما يختلفان في انتشارهما، وشدتهما، وموعد ظهورهما، وكيفية تشخيصهما، وكيفية علاجهما.

ويعد اضطراب «فرط الحركة ونقص الانتباه» وهو اضطراب النمو العصبي الأكثر شيوعاً في مرحلة الطفولة، والذي يمكن أن يستمر حتى مرحلة البلوغ. ويؤثر اضطراب «فرط الحركة ونقص الانتباه» على نحو 10 في المائة من الأطفال، و4 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة.

ويزيد خطر الإصابة بهذا الاضطراب إذا تمت إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم، أو في حال التعرض للسموم التي تضر الجهاز العصبي، أو شرب الأم للكحوليات أثناء فترة الولادة. وتشير الأبحاث إلى أن الوراثة تلعب دوراً في تطور اضطراب «فرط الحركة ونقص الانتباه».

ووفقاً لأحدث البيانات، فإن واحداً من بين كل 36 طفلاً أميركياً يعاني من اضطراب «طيف التوحد»، وهذا يعني أن نحو 2 أو 3 في المائة من الأطفال والبالغين في الولايات المتحدة يعانون من هذا الاضطراب.

ويزيد خطر الإصابة بهذا الاضطراب في حال وجود شقيق مصاب بالتوحد، أو وجود حالات وراثية أو كروموسومية معينة، أو التعرض لمضاعفات عند الولادة، أو الولادة لأبوين بالغين في الكبر.

وعادة ما يتم تشخيص اضطراب «طيف التوحد» في وقت مبكر. ويمكن ملاحظة علامات «التوحد» عندما يكون عمر الطفل من 12 إلى 24 شهراً، بينما يمكن ملاحظة علامات اضطراب «فرط الحركة ونقص الانتباه» في أول 12 عاماً من عمر الطفل.


مقالات ذات صلة

ألمانيا: مقتل شخصين وإصابة آخرين بعملية دهس نفذها «مريض نفسي»

أوروبا قوات خاصة من الشرطة تفتش شقة في لودفيغسهافن حيث يقال إن سائق مانهايم الذي صدم حشداً من الناس كان يعيش فيها وفي 3 مارس قاد مشتبه به يبلغ من العمر 40 عاماً سيارته نحو مجموعة من الناس في وسط مدينة مانهايم ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين (د.ب.أ)

ألمانيا: مقتل شخصين وإصابة آخرين بعملية دهس نفذها «مريض نفسي»

قُتل شخصان، وأصيب 11 آخرون بجروح جراء دهس سيارة عدداً من المارة، ظهر الاثنين، في وسط مدينة مانهايم غرب ألمانيا، حسبما أفادت الشرطة التي أوقفت المشتبه به.

«الشرق الأوسط» (مانهايم)
صحتك كما هو الحال مع أي دواء تجب موازنة فوائد عقار الأسيتامينوفين بالمخاطر لدى الحوامل (رويترز)

مسكنات الألم الأكثر شيوعاً أثناء الحمل قد تصيب الأطفال باضطراب عصبي

تُعتبر القليل جداً من مسكنات الألم آمنة للاستخدام أثناء الحمل، ومع ذلك، أصبح أحد أشهر الخيارات المتاحة متورطاً في نقاش دولي بالسنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك صورة مجهرية معززة بالألوان تُظهر دباً مائياً (ناشيونال جيوغرافيك - آي أوف ساينس)

«دب الماء»... حيوان صغير يُنتج بروتيناً يمكنه إحداث ثورة بعلاج السرطان

أظهرت دراسة جديدة أن أكثر الحيوانات قدرة على الصمود في العالم، وهو دب الماء المجهري ينتج بروتيناً مقاوماً للإشعاع يمكن أن يحدث ثورة في علاج السرطان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك 4 أدوية شائعة قد تزيد خطر إصابتك بسرطان الجلد

4 أدوية شائعة قد تزيد خطر إصابتك بسرطان الجلد

تستقبل بعض الدول حول العالم قريباً أول أجواء الربيع بعد شتاء قاسٍ بشكل غير معتاد... ولكن قبل أن تخرج للاستمتاع بأشعة الشمس قد ترغب في التحقق من أدويتك

«الشرق الأوسط» (كانبيرا)
يوميات الشرق الأطعمة النشوية تحتوي على نوع من الكربوهيدرات المعقّدة (جامعة بافالو)

هل تُفاقم الأطعمة النشوية خطر تسوُّس الأسنان؟

لطالما ارتبط السكر بتسوُّس الأسنان، لكن دراسة لباحثين من جامعة كورنيل الأميركية كشفت عن أنّ الأطعمة النشوية قد تلعب أيضاً دوراً في زيادة خطر التسوُّس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

دراسة: نصف النساء في أفريقيا سيعانين من السمنة بحلول عام 2030

السمنة تزيد مخاطر السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب (جامعة ولاية واشنطن)
السمنة تزيد مخاطر السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب (جامعة ولاية واشنطن)
TT

دراسة: نصف النساء في أفريقيا سيعانين من السمنة بحلول عام 2030

السمنة تزيد مخاطر السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب (جامعة ولاية واشنطن)
السمنة تزيد مخاطر السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب (جامعة ولاية واشنطن)

قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن دراسة حديثة أجراها الاتحاد العالمي للسمنة خلصت إلى أن ما يقرب من نصف النساء في أفريقيا سيعانين من السمنة أو زيادة الوزن بحلول نهاية العقد.

وأضافت الصحيفة أنه في حين يتبنى الناس في أكثر البلدان ثراءً استخدام حقن إنقاص الوزن، فإن قِلة من الناس لديهم ثقة في أن تلك الأدوية ستكون متاحة في أفريقيا في المستقبل القريب.

وقد يكون الحصول على علاج لمجموعة الأمراض المصاحبة للسمنة، بما في ذلك مرض السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، صعباً بالمقدار نفسه.

وقالت الدكتورة نوماثيمبا شانديوانا، المتخصصة في السمنة والأمراض غير المعدية، وهي كبيرة المسؤولين في مؤسسة «ديزموند توتو» الصحية في جنوب أفريقيا: «السمنة تشبه فيروس نقص المناعة البشرية، ولكنها أكثر ضغطاً. لدينا مرض لا نفهمه تماماً، إنه موجود، ولا نفعل الكثير حيال ذلك، والأدوية موجودة نوعاً ما، لكنها غير متوفرة، الوصمة هي أيضاً مشكلة؛ لذا يمكنك إيجاد الكثير من أوجه التشابه».

وفي تشابه آخر بين الظروف في القارة الأفريقية، فإن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بفيروس الإيدز. وبينما يعاني 25 في المائة من الرجال في أفريقيا من زيادة الوزن أو السمنة، فإن الرقم بالنسبة للنساء هو 40 في المائة. وفي معظم مناطق العالم الأخرى، الفجوة أصغر بكثير، أو معكوسة، والاتجاه يتسارع. فبينما ستعاني 45 في المائة من النساء في أفريقيا من زيادة الوزن أو السمنة بحلول عام 2030، فإن الرقم بالنسبة للرجال هو 26 في المائة، وفقاً لأطلس السمنة العالمي.

رجل يعاني من السمنة (رويترز)

وقالت شانديوانا إن السؤال حول سبب ارتفاع السمنة بشكل أسرع بين النساء في أفريقيا كان معقداً، ويشمل عوامل متعددة.

وأضافت: «تفتقر العديد من المدن الأفريقية إلى أماكن آمنة للنشاط البدني، إضافة إلى ساعات عمل النساء الطويلة، ومسؤوليات الرعاية، ومخاوف السلامة، وما إلى ذلك، مما يجعل الحركة أكثر صعوبة بالنسبة للنساء. وعلى عكس الرجال الذين قد يشاركون في نشاط بدني مهني أو ترفيهي، أصبحت النساء أكثر خمولاً، وكذلك العوامل البيولوجية مثل الصحة الإنجابية وانقطاع الطمث».

وقالت شانديوانا: «من المؤكد أن الأمر سيزداد سوءاً مع انتشار الأطعمة فائقة المعالجة، وزيادة تغير المناخ، وعدم المساواة بين الجنسين؛ إذ تواجه النساء عوائق أمام ممارسة أنشطة مثل التمارين الرياضية».

وذكرت شانديوانا أنها متحمسة لإمكانات الجيل الجديد من الأدوية المضادة للسمنة، والتي تم ترويجها في الغرب من قبل المشاهير والسياسيين مثل أوبرا وينفري، ورئيس وزراء بريطانيا الأسبق بوريس جونسون.

وقالت جوهانا رالستون، الرئيسة التنفيذية للاتحاد العالمي للسمنة، إن المعايير الثقافية المتعلقة بالسمنة في بعض البلدان الأفريقية قد تلعب دوراً في جعل النساء أكثر عرضة للسمنة.

وذكرت: «من المقبول ثقافياً أن تعاني النساء من زيادة الوزن، وفي بعض الحالات يكون ذلك مرغوباً فيه».

واتفقت بريندا شيتيندي، من تحالف الأمراض غير المعدية في زامبيا، على أن المواقف الثقافية تجاه السمنة تشكل عقبة أمام معالجة المشكلة في بلدها.

وقالت: «السمنة تشكل تحدياً كبيراً في زامبيا؛ لأننا لم نأخذها على محمل الجد. في أغلب الأحيان نعتقد أنه عندما تكون بديناً، فإنك تأكل جيداً - دون أن تعرف أن هذا مرض».

وقام أحدث إصدار من أطلس السمنة العالمي بتقييم «استعداد» الدول لمعالجة السمنة من خلال النظر في عوامل مثل قدرتها على توفير العلاج للأمراض غير المعدية، وسياسات الوقاية مثل الضرائب على المشروبات السكرية، والقيود المفروضة على تسويق الأطعمة غير الصحية للأطفال.

ووجد مؤلفو التقرير أن هذه كانت مفقودة في العديد من الدول، لكنهم حذروا من أن خفض عدد البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، سوف يتطلب «تدخلات سياسية جذرية».