6 أعراض لأزمات النوبة القلبية لدى النساء

قد تكون غامضة أو «صامتة» أحياناً

6 أعراض لأزمات النوبة القلبية لدى النساء
TT

6 أعراض لأزمات النوبة القلبية لدى النساء

6 أعراض لأزمات النوبة القلبية لدى النساء

«لقد رأينا جميعاً مشاهد الفيلم الذي يلهث فيه الرجل ويمسك بصدره ويسقط على الأرض. في الواقع، من الممكن بسهولة أن تكون امرأة هي الضحية في أزمة النوبة القلبية، وقد لا يكون المشهد بهذه الدراماتيكية. حتى عندما تكون العلامات خفية، يمكن أن تكون العواقب مميتة، خاصة إذا لم يحصل الشخص على المساعدة على الفور...» هذا ما قالته جمعية القلب الأميركية (AHA) عند بدء حديثها عن أعراض أزمة النوبة القلبية عند النساء.

النوبة القلبية لدى النساء

والنوبة القلبية تصيب شخصاً ما كل 40 ثانية تقريباً. ويحدث ذلك عندما ينخفض بشدة تدفق الدم الذي ينقل الأكسجين إلى عضلة القلب أو ينقطع تماماً. ويحدث هذا لأن الشرايين التي تزود القلب بالدم يمكن أن تضيق ببطء، بسبب تراكم الدهون والكولسترول والمواد الأخرى.

والمؤكد طبياً أنه عندما تحصل النوبة القلبية، فإن النساء لا يشعرن دائماً بالشعور نفسه الذي يشعر به الرجال آنذاك. وتحديداً، لا تعاني النساء دائماً من أعراض الأزمة القلبية التقليدية نفسها التي يعاني منها الرجال، مثل ألم شديد في الصدر يمتد إلى أسفل ذراع واحدة. والكثير منهن يعاني أعراضاً غامضة أو حتى «صامتة» قد لا يلاحظنها.

ويقول الأطباء من «مايوكلينيك»: «نظراً لأن بعض أعراض أمراض القلب لدى النساء قد تختلف عن الأعراض لدى الرجال، فقد لا تستطيع النساء تحديد المشكلة التي ينبغي الكشف عنها. ومقارنة بالرجال، يغلب ظهور الأعراض على النساء خلال الراحة أو النوم، وقد يكون للإجهاد النفسي دور في تحفيز أعراض النوبة القلبية لدى النساء. ويؤثر الإجهاد والاكتئاب على قلوب النساء أكثر من الرجال».

ولذا توضح جمعية القلب الأميركية قائلة: «على الرغم من أن أمراض القلب هي القاتل الأول للنساء في الولايات المتحدة، فإن النساء غالباً ما تعزو الأعراض إلى حالات أقل خطورة على الحياة، مثل الارتجاع الحمضي في المعدة، أو الإنفلونزا، أو الشيخوخة الطبيعية. يعتقد كثير من النساء أن علامات الأزمة القلبية هي واضحة ولا لبس فيها، ولكنها في الواقع يمكن أن تكون مربكة في بعض الأحيان».

أعراض «غير نمطية»

وعرضت الجمعية مجموعة من الأعراض «غير النمطية»، علقت عليها بالقول: «إذا كان لديك أي من هذه العلامات، فاتصل بالرقم 911، وانتقل إلى المستشفى على الفور».

ومن بينها، إليك هذه الأعراض الـ6 التي من المحتمل أن تكون ضمن أعراض النوبة القلبية، وهي:

1- ألم عاصر في الصدر. يعد ألم الصدر أكثر أعراض الأزمة القلبية شيوعاً، لكن قد تعاني منه بعض النساء بشكل مختلف عن الرجال. وقد يبدو الأمر وكأنه ضغط أو عصر أو امتلاء. كما يمكن أن يكون الألم في أي مكان في الصدر، وليس فقط في الجانب الأيسر. وتصفه جمعية القلب الأميركية قائلة: «ضغط غير مريح أو عصر أو امتلاء أو ألم، في منتصف صدرك. يستمر لأكثر من بضع دقائق، أو يختفي ثم يعود». وتقول الدكتورة ريتا ريدبيرغ، طبيبة القلب ومديرة خدمات القلب والأوعية الدموية النسائية في جامعة كاليفورنيا بسان فرنسيسكو،: «الأمر عادة ما يكون غير مريح حقاً أثناء الأزمة القلبية. يبدو الأمر وكأنه ملزمة (مثل التي على طاولة نجار أو ميكانيكي) يتم تشديدها». ويصفه أيضاً أطباء «مايوكلينيك» بأنه «نوع من ألم الصدر أو الضغط أو الانزعاج الذي يستمر أكثر من بضع دقائق، أو يأتي ويذهب». ويضيفون: «ولكن لا يكون ألم الصدر شديداً في كل الأحوال، بل ولا يكون أكثر الأعراض شيوعاً، خاصة عند النساء. غالباً ما تصف النساء النوبة القلبية بأنها ضغط أو ضيق. ومن الممكن أن تحدث الإصابة بنوبة قلبية دون ألم في الصدر. والنساء أكثر عرضة من الرجال لأعراض النوبات القلبية غير المرتبطة بآلام صدرية».

2- آلام في أماكن أخرى من الجسم. ومن بين أهم الأماكن الأخرى، غير الصدر، التي قد تظهر عليها إحدى علامات النوبة القلبية لدى النساء بالذات، هي ألم أو إزعاج في إحدى الذراعين أو كلتيهما، أو الظهر، أو الرقبة، أو الفك، أو المعدة. وهو ما تؤكد عليه جمعية القلب الأميركية، وتضعه في المرتبة الثانية بعد ألم الصدر.

وهذا النوع من الألم أكثر شيوعاً عند النساء مقارنة بالرجال. وقد يربك ذلك النساء اللاتي يتوقعن أن يتركز الألم على صدرهن وذراعهن اليسرى، وليس على الظهر أو الفك. ويمكن أن يكون الألم متدرجاً أو مفاجئاً. وقد يزداد أو يتضاءل قبل أن يصبح شديداً. وإذا كانت المرأة نائمة، فقد يوقظها من نومها. وكما تقول الدكتورة سي. نويل بايري ميرز، طبيبة القلب ومديرة مركز باربرا سترايسند لقلب النساء في مركز سيدارز - سيناي الطبي في لوس أنجليس: «يجب عليك إبلاغ طبيبك عن أي أعراض غير نموذجية أو غير مفسرة في أي جزء من جسمك من (الفك السفلي) إلى ما فوق خصرك».

صعوبة التنفس والغثيان

3- ضيق في التنفس. شعور المرأة بضيق في التنفس، سواء كان مع أو من دون انزعاج في الصدر، هو علامة لا يجدر إهمالها؛ كما تؤكد جمعية القلب الأميركية. وتقول الدكتورة ريتا ريدبيرغ: «إذا كنت تعانين من صعوبة في التنفس دون سبب واضح، فمن الممكن أن تكوني مصابة بنوبة قلبية، خاصة إذا كنت تعانين أيضاً من واحد أو أكثر من الأعراض الأخرى. قد تشعرين وكأنك شاركت في سباق الماراثون، لكنك لم تقومي بأي خطوة».

وفي دراسة بعنوان: «علامات وأعراض النوبة القلبية: الإناث مقابل الذكور»، أفاد باحثون من كلية الطب بجامعة نوفا الجنوبية الشرقية في الولايات المتحدة، بالقول: «تظهر لدى الإناث أيضاً أعراض غير نمطية، أكثر من الذكور. ويبدو أن لديهن اختلافات في الفيزيولوجيا المرضية الكامنة وراء النوبة القلبية. وظهرت على الإناث في المتوسط أعراض غير نمطية مثل ضيق التنفس». وتم نشر الدراسة ضمن عدد أبريل (نيسان) 2023 من مجلة «كيريس» الطبية (Cureus).

4- آلام المعدة والغثيان. وفي بعض الأحيان يخلط الناس بين آلام المعدة التي تشير إلى نوبة قلبية، وبين حرقة المعدة أو قرحة المعدة أو آلام المعدة المرافقة لنزلات البرد والإنفلونزا. وتقول جمعية القلب الأميركية: «قد تعاني النساء من أعراض أخرى، عادة ما تكون أقل ارتباطاً بالنوبة القلبية، مثل الغثيان - القيء».

وفي أحيان أخرى، كما تقول طبيبة القلب نيكا غولدبرغ، المديرة الطبية لمركز جوان إتش تيش لصحة المرأة في مركز جامعة نيويورك لانجون الطبي في نيويورك،: «تعاني النساء من ضغط شديد في البطن، ويبدو وكأنه فيل يجلس على بطنها».

لا تعاني النساء دائماً من أعراض الأزمة القلبية التقليدية نفسها للرجال والكثير منهن يعاني أعراضاً «غير نمطية»

5- التعرق البارد. يعد ظهور العرق البارد والمفاجئ الذي يكون دون سبب واضح، أمراً شائعاً بين النساء اللاتي يتعرضن لأزمة قلبية. وتضعه جمعية القلب الأميركية ضمن أعراض النوبة القلب لدى النساء. وسيبدو الأمر أشبه بالتعرق المرتبط بإجهاد التوتر النفسي، أكثر من العرق الناتج عن ممارسة الرياضة، أو قضاء الوقت في الأجواء الحارة خارج المنزل.

وتنصح الدكتورة سي. نويل بايري ميرز قائلة: «إذا كنت لا تتعرقين عادة بهذه الطريقة، ولا يوجد سبب آخر لذلك، مثل الحرارة أو الهبات الساخنة (المرتبطة بانقطاع الطمث)، فقومي بالفحص لدى الطبيب (عن السبب)».

6- التعب والدوار. تشعر بعض النساء اللاتي يعانين النوبات القلبية بالتعب الشديد أو دوار الدوخة، حتى لو كن جالسات لفترة من الوقت أو لم يتحركن كثيراً. وتقول طبيبة القلب نيكا غولدبرغ: «غالباً ما تشتكي المريضات من التعب وأنهن لا يستطيعن القيام بالأنشطة البسيطة، مثل المشي إلى الحمام».

وفي دراسة لباحثين من كلية الطب بجامعة نوفا الجنوبية الشرقية في الولايات المتحدة، قالوا: «ظهرت أيضاً على الإناث المصابات بالنوبة القلبية المزيد من (الأعراض البادرية) (Prodromal Symptoms)، مثل التعب والدوار، في الأيام التي سبقت النوبة القلبية، وكان لديهن تأخير أطول في الحضور إلى المستشفى بعد ظهور هذه الأعراض البادرية».

وللتوضيح، فإن مصطلح «الأعراض البادرية» يُقصد به طبياً مجموعة من الأعراض التي تظهر على المريض قبل ظهور الأعراض الخاصة بهذا المرض. وهي أعراض قد تكون غير محددة، مثل مجموعة بوادر الإنفلونزا، مثل الصداع وفقدان الشهية والإعياء. وقد تكون محددة، مثل هالة الأورا (Aura) والتحسس من الضوء، وهما اللتان تسبقان نوبة صداع المايغرين النصفي.


مقالات ذات صلة

منها مبيدات الحشرات... 168 مادة كيميائية نتعرض لها يومياً تهدد صحة الأمعاء

صحتك 168 مادة كيميائية قد تؤثر في بكتيريا الأمعاء (رويترز)

منها مبيدات الحشرات... 168 مادة كيميائية نتعرض لها يومياً تهدد صحة الأمعاء

حدد باحثون 168 مادة كيميائية قد تؤثر في بكتيريا الأمعاء، وهي مواد يمكن أن يتعرض لها الناس في مجموعة واسعة من البيئات اليومية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الخروج في نزهة قصيرة لتجديد نشاطك قد يساعدك في محاربة النعاس بعد تناول الغداء (بكسلز)

من دون قهوة... كيف تتغلب على النعاس بعد تناول الغداء؟

هل تجد صعوبة في إبقاء عينيك مفتوحتين بعد الغداء؟ كثيراً ما يبدأ الناس يومهم بنشاط ثم تنهار طاقتهم بعد الغداء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)

من الأسود إلى الأبيض... 8 أنواع شاي تساعد على خسارة الوزن وحرق الدهون

يبحث كثيرون عن طرق طبيعية وآمنة لدعم خسارة الوزن وتحسين عملية الأيض، ويعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك زيت الخروع يُستخدم مليّناً وفي منتجات العناية بالبشرة والشعر (بكسلز)

استخدمته كليوباترا لتفتيح بياض عينيها... ما الفوائد الصحية لزيت الخروع؟

زيت الخروع عبارة عن زيت كثيف عديم الرائحة، يُستخرج من بذور نبات الخروع. يعود استخدامه إلى مصر القديمة، حيث يُرجح أنه استُخدم وقوداً للمصابيح.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك توت البلسان يحتوي على كمية جيدة من فيتامين «سي» (بيكسلز)

نوع من التوت يساعد في التقليل من نزلات البرد الشتوية

استخدم السكان الأصليون في أميركا ثمار البلسان في الطب التقليدي لآلاف السنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

منها مبيدات الحشرات... 168 مادة كيميائية نتعرض لها يومياً تهدد صحة الأمعاء

168 مادة كيميائية قد تؤثر في بكتيريا الأمعاء (رويترز)
168 مادة كيميائية قد تؤثر في بكتيريا الأمعاء (رويترز)
TT

منها مبيدات الحشرات... 168 مادة كيميائية نتعرض لها يومياً تهدد صحة الأمعاء

168 مادة كيميائية قد تؤثر في بكتيريا الأمعاء (رويترز)
168 مادة كيميائية قد تؤثر في بكتيريا الأمعاء (رويترز)

حدد باحثون 168 مادة كيميائية قد تؤثر في بكتيريا الأمعاء، وهي مواد يمكن أن يتعرض لها الناس في مجموعة واسعة من البيئات اليومية.

ونشر خبراء من جامعة كمبردج دراسة يوم الثلاثاء في مجلة «نيتشر مايكروبيولوجي»، أوضحت أن كثيراً من المواد الشائعة يمكن أن تعيق نمو البكتيريا المفيدة في الأمعاء، وأن الأمر لا يقتصر على المبيدات.

دراسة واسعة على أكثر من ألف ملوّث

وفق ما نقلت شبكة «فوكس نيوز»، درس العلماء كيف أثّرت 1076 مادة ملوِّثة في 22 نوعاً من البكتيريا، وصمّموا نموذجاً يعتمد على التعلم الآلي للتنبؤ بمدى احتمال أن تلحق المواد الكيميائية ضرراً بصحة الأمعاء.

وشملت المواد الكيميائية «بيسفينول إيه إف (BPAF)» و«بيرفلورونونانويك أسيد (PFNA)» و«الغليفوسات» و«الكلوردكون» و«الإيمزاليل»، وعشرات غيرها.

وتغطي هذه المواد نطاقاً واسعاً من الاستخدامات؛ بدءاً من مثبّطات اللهب ومبيدات الفطريات، وصولاً إلى المبيدات الحشرية والمضافات البلاستيكية.

ووفقاً للدراسة، يمكن أن يحدث التعرض المحتمل لهذه المواد من خلال الطعام ومياه الشرب والاتصال البيئي، رغم أن مستوياتها في العالم الواقعي وتداعياتها الصحية لا تزال غير مؤكدة.

تأثير خلل الميكروبيوم على الصحة

وجاء في بيان صحافي عن الدراسة: «عندما يختل هذا النظام (الميكروبيوم)، يمكن أن يسهم في مجموعة واسعة من المشكلات الصحية المرتبطة بالهضم وتنظيم الوزن والجهاز المناعي والصحة العقلية».

وقالت مؤلفة الدراسة، إندرا رو، إن فريقها كان «مفاجَأ» عندما اكتشف الآثار الضارة لهذه المواد.

وأضافت: «وجدنا أن كثيراً من المواد الكيميائية المصمَّمة لاستهداف نوع واحد من الكائنات؛ مثل الحشرات أو الفطريات، تؤثر أيضاً في بكتيريا الأمعاء».

وتابعت: «الأمعاء ليست آلة هضم فحسب؛ بل مركز تحكّم أساسي للمناعة والتمثيل الغذائي والالتهاب».

وأوضحت أنه «على سبيل المثال، كثير من المواد الكيميائية الصناعية؛ مثل مثبّطات اللهب والمواد البلاستيكية التي نتعرض لها بانتظام، لم يكن يُعتقَد أنها تؤثر في الكائنات الحية على الإطلاق، لكنها تفعل ذلك».

دعوة إلى تصميم مواد كيميائية أكثر أماناً

من جهته، قال كيرن باتيل، وهو أحد مؤلفي الدراسة، إن الهدف هو «الانتقال إلى مستقبل تكون فيه المواد الكيميائية آمنة منذ مرحلة التصميم».

وأضاف: «الآن وبعد أن بدأنا في اكتشاف هذه التفاعلات بالمختبر، من المهم البدء في جمع مزيد من بيانات التعرض الكيميائي في العالم الواقعي، لمعرفة ما إذا كانت هناك تأثيرات مماثلة في أجسامنا».

«ناقوس إنذار»

وفي هذا المجال، قال الدكتور ويل بولسيفيتش لـ«فوكس نيوز»، إن الدراسة، في رأيه، «ناقوس إنذار».

وأضاف اختصاصي الجهاز الهضمي المقيم في ساوث كارولاينا، الذي لم يشارك في الدراسة: «الأمعاء ليست مجرد آلة هضم؛ إنها مركز قيادة للمناعة والتمثيل الغذائي والالتهاب، وإذا أخللنا بها فإننا ندعو المتاعب».

وتابع: «إذا ضَعُفت هذه الميكروبات، يصبح حاجز الأمعاء هشّاً، ويصبح الجهاز المناعي مفرط النشاط، ويبدأ الالتهاب المزمن - وهو أصل كثير من المشكلات الصحية الحديثة - في الارتفاع».

وقال: «لا نحتاج إلى الذعر، لكننا بحاجة إلى التقدّم».

وأشار بولسيفيتش إلى أن التركيز لا ينبغي أن يكون على المواد الكيميائية وحدها؛ بل على الحاجة الأوسع إلى اختبار الميكروبيوم في السلع الاستهلاكية.

وقال: «لا نحتاج إلى الذعر، لكننا نحتاج إلى التقدّم. العلم واضح: حماية صحة الإنسان تعني الآن حماية الميكروبات التي تدافع عنا. لقد حان الوقت لإعادة التفكير في كيفية تصميم وتقييم المواد الكيميائية المستخدمة في منازلنا ومزارعنا ونظامنا الغذائي».

وفي حديث إلى «فوكس نيوز»، قال مومو فويسيتش، الكيميائي الحيوي وكبير مسؤولي العلوم في شركة الاختبارات الصحية «فايووم»، إنه يوصي المستهلكين بالتركيز على تناول الأغذية العضوية في ضوء هذه النتائج.

وقال الخبير المقيم في واشنطن، والذي لم يشارك في الدراسة أيضاً، إن على المستهلكين «خفض استهلاك المضادات الحيوية والمبيدات الحشرية والمضافات الغذائية؛ مثل المستحلبات والمواد الحافظة بشكل كبير».

وأضاف: «فيما يتعلق بالأغذية المعبّأة، اقرأ قائمة المكونات ولا تشترِ أي شيء لا تتعرّف عليه جدتك؛ مثل البنزوات والبولي سوربات والأسبارتام. أسمّي هذه المواد (مضافات)، والأطعمة في المتاجر التقليدية مليئة بها، وهذا يجعل التسوّق محبطاً».

تأثير الميكروبيوم في مختلف جوانب الصحة

وأشار فويسيتش إلى أهمية العناية بصحة الأمعاء، لأن اضطراب الميكروبيوم «يمكن أن يؤثر سلباً في كل جزء من أجزاء جسم الإنسان»، موضحاً أنه «يسهم بشكل كبير في صحتنا البدنية والعقلية والمعرفية والمناعية».

وقال إن التغيرات المبكرة في الميكروبيوم قد تكون قابلة للرصد عبر اختبارات متخصصة، بما في ذلك الأدوات التي تطورها شركته، رغم أن هذه الفحوص ليس موصى بها عالمياً من جانب الأطباء.

ويشير خبراء غير مشاركين في الدراسة، إلى أن نتائجها تقدّم دلائل قيّمة، لكن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كانت النتائج المختبرية تعكس مخاطر حقيقية على صحة الإنسان.


لقاح الهربس النطاقي يخفض خطر الوفاة نتيجة الخرف

تلقي لقاح «زوستافاكس» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 % تقريباً (رويترز)
تلقي لقاح «زوستافاكس» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 % تقريباً (رويترز)
TT

لقاح الهربس النطاقي يخفض خطر الوفاة نتيجة الخرف

تلقي لقاح «زوستافاكس» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 % تقريباً (رويترز)
تلقي لقاح «زوستافاكس» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 % تقريباً (رويترز)

أظهرت نتائج دراسة كبيرة أن المصابين بالخرف الذين تلقوا لقاح الهربس النطاقي كانوا أقل عرضة للوفاة جراء ذلك المرض ممن لم يحصلوا عليه، ما يشير إلى أن اللقاح يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ تطور المرض المرتبط بالتقدم في السن.

وبشكل عام، توفي ما يقرب من نصف الـ14 ألفاً من كبار السن في ويلز الذين أصيبوا بالخرف في بداية برنامج التطعيم خلال متابعة استمرت 9 سنوات.

لكن الباحثين قالوا في دورية «سيل» العلمية إن تلقي لقاح «زوستافاكس» الذي تنتجه شركة «ميرك» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 في المائة تقريباً.

ووجد الباحثون في ويلز، في وقت سابق من العام أن كبار السن الذين تلقوا لقاح «زوستافاكس» كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف 20 في المائة عن نظرائهم الذين لم يتلقوا اللقاح.

وقال معدّ الدراسة الدكتور باسكال غيلدسيتزر من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، في بيان، إن «الجزء الأكثر إثارة (من أحدث النتائج) هو أن هذا يشير حقّاً إلى أن لقاح الهربس النطاقي ليست له فوائد وقائية فقط في تأخير الخرف، بل له أيضاً إمكانات علاجية لمن يعانون بالفعل من ذلك المرض».

وذكر الباحثون أنه لا يزال من غير المعروف ما إذا كان اللقاح يحمي من الخرف عن طريق تنشيط الجهاز المناعي بشكل عام، أو عن طريق الحدّ من إعادة تنشيط الفيروس المسبب للهربس النطاقي على وجه التحديد، أو عن طريق آلية أخرى لا تزال غير معروفة.

ومن غير المعروف أيضاً ما إذا كان أحدث لقاحات الهربس النطاقي، وهو «شينغريكس» من إنتاج «غلاكسو سميث كلاين»، قد يكون فعالاً بالمثل أو أكثر فاعلية في الحدّ من آثار الخرف من اللقاح الأقدم الذي تلقاه المشاركون في دراسات ويلز.

وتبين أن الحماية من الهربس النطاقي بلقاح ميرك تتضاءل بمرور الوقت، ولم يعد معظم الدول يستخدم اللقاح بعدما ثبت أن لقاح «شينغريكس» أفضل.

ويقول الباحثون إنهم وجدوا في العامين الماضيين نتائج مشابهة لنتائج ويلز في السجلات الصحية من دول أخرى، من بينها إنجلترا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا.

وأضاف غيلدسيتزر: «لا نزال نرى هذه الإشارة الوقائية القوية من الخرف في مجموعة بيانات تلو الأخرى».


فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية

الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)
الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)
TT

فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية

الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)
الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)

كشفت دراسة إسبانية عن فحص بسيط لعينة بول يمكن أن يشخِّص ويحدد مرحلة سرطان المثانة بشكل فعال وبدقة عالية.

وأوضح الباحثون في مؤسسة أبحاث الصحة بمستشفى «لا في» في فالنسيا، أن هذا الفحص يوفر بديلاً غير جراحي للإجراءات التقليدية مثل تنظير المثانة، ويخفِّض التكاليف الصحية، ويُعزِّز راحة المرضى، ويحسِّن نتائج العلاج. ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «Journal of Molecular Diagnostics».

يُعدّ سرطان المثانة أحد أكثر السرطانات شيوعاً وخطورة في الجهاز البولي، ويتميَّز بمعدل انتكاس مرتفع بعد العلاج. وينشأ عادة في بطانة المثانة، ويظهر بأعراض مثل دم في البول، والحاجة المتكررة للتبول، أو ألم عند التبول.

ويعتمد تشخيصه حالياً على فحوص غازية مثل تنظير المثانة أو فحوص الخلايا البولية، لكنها محدودة الحساسية وقد تكون مؤلمة أحياناً.

وتشير أحدث الأبحاث إلى أن تحليل الحمض النووي الحر في البول (cfDNA) قد يقدِّم بديلاً غير جراحي لتشخيص المرض وتحديد مرحلته، مما يُحسِّن راحة المرضى ويقلل الحاجة إلى الإجراءات الغازية المكلِّفة.

ويعتمد الفحص الجديد على تحليل الحمض النووي الحرّ في عيّنة البول، وهو أسلوب غير جراحي يمكنه تشخيص سرطان المثانة ومتابعة تقدمه. ويرِّكز الفحص على قياس شظايا الحمض النووي الصغيرة والمتوسطة من 5 جينات محددة مرتبطة بسرطان المثانة، منها (MYC وACTB و AR).

وفي الدراسة، حلَّل الباحثون عينات بول من 156 مريضاً بسرطان المثانة، و79 فرداً سليماً من المجموعة الضابطة، باستخدام تقنية «تفاعل البوليميراز المتسلسل في الوقت الحقيقي (Real-Time PCR)» لقياس تركيز وتكامل شظايا الحمض النووي الحر في البول.

وأظهرت النتائج أن الفحص الجديد يُحقق دقة تصل إلى 97 في المائة وقيمة تنبؤية تصل إلى 88 في المائة لتحديد سرطان المثانة.

كما وجد الباحثون أن نسبة الشظايا الكبيرة إلى الصغيرة من الجين (ACTB) والشظية الصغيرة من الجين (AR) زادت مع شدة المرض، مما يشير إلى أنها مؤشرات موثوقة لتحديد مرحلة المرض، وقد يساعد تكامل هذه الجينات في اكتشاف عودة سرطان المثانة بعد العلاج.

وأشار الفريق إلى أن الفحص الجديد قادر على متابعة تطوُّر المرض واكتشاف الانتكاس، مما يتيح تدخلاً مبكراً وعلاجاً أكثر فعالية، مع تقليل التكاليف وتحسين تجربة المرضى بشكل كبير.

ونوّه الباحثون بأن هذه الدراسة تُعَدّ من أوائل الدراسات التي تقيِّم بشكل شامل تفتُّت الحمض النووي الحر في البول عبر مختلف مراحل سرطان المثانة، مما يقرِّب العلماء من مستقبل يمكن فيه تشخيص المرض ومراقبته بصورة أسهل وأقل إيلاماً.