أعلنت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، وفاة شخص نتيجة أول إصابة مؤكدة مختبرياً بسلالة من إنفلونزا الطيور.
وبحسب «رويترز»، قالت المنظمة إن الرجل المقيم في المكسيك والبالغ من العمر 59 عاماً توفي في 24 أبريل (نيسان) بعد معاناته من حمى وضيق تنفس وإسهال وغثيان وإعياء عام.
وكانت هذه أول حالة يرصدها العالم لإصابة بشرية مؤكدة من المختبرات بمتحور (إيه إتش 5 إن 2) من إنفلونزا الطيور وأول حالة إصابة بفيروس إتش 5 بين البشر في المكسيك.
وقالت المنظمة إن الرجل ليس له تاريخ في التعرض للطيور الداجنة أو الحيوانات الأخرى. ورصدت المكسيك حالات إصابة بالمتحور (إيه إتش 5 إن 2) في الطيور الداجنة.
وأضافت المنظمة أن الشخص كان يعاني من ظروف طبية متعددة سلفاً وكان طريح الفراش لثلاثة أسابيع، لأسباب أخرى، قبل ظهور الأعراض الحادة عليه.
الحيوانات الأليفة
وفي السياق ذاته، حين يناقش الباحثون أكبر مخاوفهم بشأن إنفلونزا الطيور، فإن إحدى تلك المخاوف التي تثار عادة تتعلق باحتمال إصابة حيوان (مثل الخنزير) بإنفلونزا الطيور والإنفلونزا البشرية في وقت واحد. إذ يتحول وقتها هذا الحيوان الذي أصبح وعاء خلط فيروسي، إلى وسيلة لتطور فيروس خارق يملك الجينات القاتلة من إنفلونزا الطيور ويدمجها في ظل سهولة نقل الإنسان للعدوى.
وتقول صحيفة «لوس أنجليس تايمز» في تقرير لها، إنه حتى الآن أثبتت الدواجن المنزلية والأبقار الحلوب أنها ليست وسائط مثالية لنقل العدوى.
لكن الباحثين يقولون إن هناك مجموعة من الحيوانات لا تسترعي الانتباه، وهي الحيوانات الأليفة. ورغم أن الخطر قد يكون ضئيلاً، فقد تعد احتمالات نقلها للعدوى كبيرة.
وقالت الدكتورة جين سايكس أستاذة الطب وعلم الأوبئة في كلية الطب البيطري بجامعة يو سي ديفيس (كاليفورنيا): «أعتقد أن الحيوانات الأليفة يجب أن تكون في الصورة بالتأكيد»، معربة بذلك عن وجهة النظر الخاصة بضرورة النظر إلى الأمراض من نوع «إتش 5 إن 1» (إنفلونزا الطيور) من زاوية العنصر البشري والحيواني والبيئي. فلا يعمل أحدها بمعزل عن البقية.
وأشارت سايكس إلى ميل الحيوانات الأليفة ذات الفراء إلى أكل الأشياء النافقة وفضلات الحيوانات الأخرى، وفي حالة القطط، أكل الطيور البرية.
يضاف إلى ذلك، الاضطرار الرئيسي للمس تلك الحيوانات التي تعيش في منازلنا وتقبيلها ومداعبتها (وحتى نومها أحياناً على بعض أسرّتنا)، وبذلك يصبح المرء في وضع يمكن أن تتبادل وتختلط فيه الجراثيم.
وتقول سايكس إن «ثلثي البيوت في الولايات المتحدة بها كلب أو قطة. وهذا يمثل عدداً من الحيوانات الأليفة في المنازل أكثر من تعداد البشر أنفسهم في أستراليا والمملكة المتحدة مجتمعتين».
كما أشارت إلى بحث جديد كشف عن وجود أجسام مضادة لفيروس «إتش 5 إن 1» في مجموعة من كلاب الصيد الخاصة بولاية واشنطن المدربة على اصطياد الطيور المائية، التي تعد حاملة للمرض.
التهديد الأكبر
ويقول إيان ريدموند عالم الأحياء والناشط البيئي الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً له، إنه «من المنطقي على الأرجح أن تنتشر مسببات المرض، حينما ينتقل فيروس أو بكتيريا أو إحدى الكائنات الأولية من نوع إلى آخر، عندما يكون هناك اتصال وثيق بين أنواع مختلفة من الحيوانات».
وقال ريدموند إنه «بينما للحيوانات الأليفة التقليدية مثل الكلاب والقطط والخيول تاريخ طويل في الاتصال الوثيق مع البشر مما نتج عنه تطور مناعة طبيعية على مدى آلاف السنوات لدى البشر حيال مسببات الأمراض المشتركة، تعد المتغيرات الجديدة هي التهديد الأكبر». مشيراً إلى «الأطعمة النيئة مجهولة المصدر الخاصة بالحيوانات الأليفة».
وتتكون أطعمة الحيوانات الأليفة النيئة عادة من اللحوم والعظام والفاكهة والخضراوات غير المطهية. ويتم تسويق هذه الأنظمة الغذائية غالباً بوصفها «طبيعية» أو مشابهة لما تأكله الحيوانات في البرية.
ووفقاً لما أوردته صحيفة «لوس أنجليس تايمز»، فإن العديد من شركات الأطعمة النيئة للحيوانات الأليفة بما في ذلك شركة جيفريز ناتشورال بيت فوودز في سان فرنسيسكو، وبي جيه روو بيت فوود في لانكستر ببنسلفانيا، وإنستينكت روو بيت فوود في سانت لويس، لم ترد جميعها على المكالمات والاستفسارات الموجهة لها بهذا الخصوص.
طهي اللحوم
كذلك لم يلق استفسار الصحيفة الموجه إلى إيما كومبير، منسقة التوعية البيطرية في شركة بريمال بيت فوودز في فيرفيلد، بولاية كاليفورنيا، أي رد بشأن ماهية العمليات أو الإجراءات الجاري اتخاذها لضمان عدم تعرض الحيوانات الأليفة عن غير عمد لإنفلونزا الطيور عبر الدواجن أو الماشية المصابة.
وقال جاي فان رين، المتحدث باسم وزارة الأغذية والزراعة في ولاية كاليفورنيا، إن فرع سلامة اللحوم والدواجن والبيض بالولاية يصدر تراخيص وينفذ عمليات تفتيشية للشركات التي تنتج اللحوم النيئة، وكذلك تلك التي تستورد المنتجات النيئة لتصنيع أطعمة الحيوانات الأليفة.
وقال إن «أطعمة الحيوانات الأليفة النيئة التي تباع بشكل قانوني في كاليفورنيا تأتي من منشآت تم فحصها بواسطة وزارة الزراعة الأميركية أو وزارة الأغذية والزراعة في كاليفورنيا».
وتركز عمليات التفتيش على الصرف الصحي، ووضع الملصقات المناسبة على المنتجات، والتخزين، ومكافحة المنتجات الثانوية غير الصالحة للأكل، ومكافحة الآفات، وحفظ السجلات.
وأشار فان رين إلى أنه «ثبت أن طهي اللحوم يقتل البكتيريا المثيرة للقلق بشكل فعال، كما ثبت أنه يقتل فيروس إنفلونزا الطيور»، موجهاً النصح بأنه «إذا أراد أي أحد التأكد من عدم تعرض حيواناته الأليفة لمسببات هذه الأمراض، فعليه طهي اللحوم».