هل علينا الاستحمام بشكل يومي؟ خبراء يجيبون

يعتقد بعض الخبراء أن الاستحمام المتكرر يومياً قد يقلل من قدرة الجهاز المناعي (أرشيفية - رويترز)
يعتقد بعض الخبراء أن الاستحمام المتكرر يومياً قد يقلل من قدرة الجهاز المناعي (أرشيفية - رويترز)
TT

هل علينا الاستحمام بشكل يومي؟ خبراء يجيبون

يعتقد بعض الخبراء أن الاستحمام المتكرر يومياً قد يقلل من قدرة الجهاز المناعي (أرشيفية - رويترز)
يعتقد بعض الخبراء أن الاستحمام المتكرر يومياً قد يقلل من قدرة الجهاز المناعي (أرشيفية - رويترز)

قال خبراء في الصحة إن الاستحمام اليومي ليس ضرورياً وقد لا تكون له أي فوائد صحية. ويعتقد أنصار الاستحمام بشكل أقل في العادة أن معظم الناس يأخذونه كل يوم - أو عدة مرات في اليوم - فقط لأن هذا أصبح قاعدة مجتمعية.

وقال عالم البيئة دوناتشاده مكارثي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «لماذا نغتسل؟ لأننا نخشى في الغالب أن يخبرنا شخص أن لدينا رائحة معينة»، وقال مكارثي إنه يستحم مرة واحدة فقط في الشهر، وينتعش بالاغتسال على الحوض بينهما، حسب قوله.

وحسب شبكة «فوكس نيوز» الأميركية فإن ما يقرب من ثلثي الأميركيين يستحمون كل يوم، وفقاً لجامعة هارفارد الصحية.

ويعتبر أن بعض الأسباب الأكثر شيوعاً هي منع رائحة الجسم، والانتعاش بعد التمرين، والحصول على المساعدة عند الاستيقاظ.

الآثار الصحية المحتملة للاستحمام اليومي

وأشار روبرت إتش شميرلينغ، دكتوراه في الطب، كبير محرري هيئة التدريس في دار نشر هارفارد الصحية، في مقال لمجلة هارفارد هيلث إلى أن الاستحمام بالماء الساخن بشكل متكرر يزيل الزيوت الصحية والبكتيريا «الجيدة» من الجلد.

وأشار إلى أنه نتيجة لذلك، يمكن أن يصبح الجلد جافاً أو مثيراً للحكة أو متهيجاً.

وحسب خبراء، قد يصبح الجلد أيضاً أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات وردود الفعل التحسسية، حيث تتمكن البكتيريا الضارة والمواد المسببة للحساسية من الدخول عبر المناطق الجافة والمتشققة.

وحذر شميرلينغ من أن الاستحمام اليومي قد يضعف جهاز المناعة. وقال: «تحتاج أجهزتنا المناعية إلى قدر معين من التحفيز عن طريق الكائنات الحية الدقيقة الطبيعية والأوساخ وغيرها من التعرضات البيئية من أجل إنشاء أجسام مضادة وقائية».

وتابع شميرلينغ: «وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل بعض أطباء الأطفال وأطباء الجلد يوصون بعدم الاستحمام اليومي للأطفال. فالاستحمام أو الاستحمام المتكرر طوال العمر قد يقلل من قدرة الجهاز المناعي على القيام بعمله».

ويمكن أن تنشأ المخاطر أيضاً من التعرض للمواد الكيميائية الموجودة في الماء - بما في ذلك الأملاح والمعادن الثقيلة والكلور والفلورايد والمبيدات الحشرية - وفي الشامبو والبلسم والصابون.

وكتب شميرلينج: «إن الإفراط في تنظيف جسمك ربما لا يكون مشكلة صحية ملحة». وتابع: «ومع ذلك، فإن الاستحمام اليومي لا يحسن صحتك، ويمكن أن يسبب مشاكل جلدية أو مشاكل صحية أخرى - والأهم من ذلك، أنه يهدر الكثير من الماء».

قرار شخصي

في حين يوصي بعض أطباء الجلد بالاستحمام كل يومين أو مرتين أو ثلاث مرات فقط في الأسبوع، وفقاً لـموقع «هيلث لاين»، فإن تكرار الاستحمام يعتمد على التفضيلات الشخصية والروتين وأنماط الحياة.

ويقول الخبراء إن هناك بعض المخاطر المرتبطة بعدم الاستحمام بشكل كافٍ، بما في ذلك رائحة الجسم الكريهة، والتهابات الجلد، وتغير لون الجلد، وحب الشباب، ونوبات الإكزيما والصدفية والتهاب الجلد لدى الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات.

وقال شميرلينج في مقالة هارفارد هيلث: «على الرغم من عدم وجود وتيرة مثالية، يشير الخبراء إلى أن الاستحمام عدة مرات في الأسبوع يكفي لمعظم الناس (إلا إذا كنت متسخاً أو متعرقاً أو لديك أسباب أخرى للاستحمام في كثير من الأحيان)».


مقالات ذات صلة

نظام غذائي مستوحى من الصيام يعزز صحة الكلى

صحتك الفريق البحثي درس تأثير النظام الغذائي المحاكي للصيام على وظائف الكلى (موقع مستشفى الأطفال في لوس أنجليس)

نظام غذائي مستوحى من الصيام يعزز صحة الكلى

أظهرت دراسة أجريت في مستشفى الأطفال في لوس أنجليس بالولايات المتحدة أن نظاماً غذائياً جديداً قد يساعد في تحسين وظائف الكلى ومنع تدهورها لدى مرضى «الكلى المزمن».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
عالم الاعمال د. نور الحارثي

طبيبة سعودية تستعرض تحفيز الكولاجين لاستعادة حيوية البشرة

تعتبر محفزات الكولاجين الأكثر انتشاراً وتحافظ على قدرة الجلد الطبيعية على التجدد، مما ينتج عنه بشرة أكثر نعومة ونضارة وشباباً.

صحتك علب من أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

«أوزمبيك» و«ويغوفي» يظهران نتائج واعدة في تخفيف آلام الركبة

أثبتت دراسة كبيرة أن عقار «سيماغلوتيد»، المضاد للسكري والذي يتم تسويقه تحت اسمي «أوزمبيك» و«ويغوفي»، قد يخفف من آلام الركبة الناتجة عن هشاشة العظام.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن )
صحتك مصابة بالسرطان (رويترز)

«اختراق هائل» في علاج سرطان الثدي قد يضاعف مدة البقاء على قيد الحياة

توصلت دراسة جديدة إلى أن «اختراقاً هائلاً» في علاج دوائي جديد لسرطان الثدي المتقدم العدواني، قد يضاعف مدة بقاء المريضات على قيد الحياة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك خبراء يشجعون على العودة بقوة إلى ارتداء الأقنعة في اليابان (أ.ب)

دعوة للعودة إلى الكمامات... ازدياد حالات «الالتهاب الرئوي المتنقل» في اليابان

يحثُّ الخبراءُ السكانَ في اليابان على ارتداء الأقنعة، حيث يحارب الأطباء أسوأ تفشٍ «للالتهاب الرئوي المتنقل» منذ أكثر من 20 عاماً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)
رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)
TT

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)
رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران، ولها تأثير مدهش على شهيتها أيضاً.

تقول عالمة الأعصاب لدى جامعة «روكفلر» بالولايات المتحدة، كريستين كوسي: «من المدهش أن تكون هذه الخلايا العصبية مرتبطة بالتحكم الحركي. لم نتوقع أن تعمل الحركة الجسدية المحدودة للفك بصفتها نوعاً من مثبطات الشهية»، وفقاً لموقع «ساينس ديلي».

كان من المعروف بالفعل أن تلف منطقة تحت المهاد البطني الأوسط في الدماغ يسبّب السمنة لدى البشر، لذلك ألقت كوسي وزملاؤها نظرة فاحصة على الخلايا العصبية في هذا الجزء من الدماغ لدى الفئران. أظهرت دراسات سابقة أن الاضطرابات في التعبير عن بروتين يُسمّى «عامل التغذية العصبية»، المشتق من الدماغ (BDNF)، كانت مرتبطة بالتمثيل الغذائي والإفراط في تناول الطعام والسمنة.

استخدم الباحثون عملية تُسمّى «علم البصريات الوراثية» لتنشيط الخلايا العصبية لعامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ في بعض الفئران، مما تسبّب في فقدان القوارض تقريباً أي اهتمام بالطعام. ظلّ عدم اهتمامها ثابتاً سواء كانت ممتلئة أو جائعة. لقد تجاهلت حتى إغراء تناول وجبة خفيفة دسمة وسكرية، تعادل كعكة الشوكولاته اللذيذة.

توضح كوسي: «كان هذا في البداية اكتشافاً محيراً؛ لأن الدراسات السابقة أشارت إلى أن هذا الدافع (اللذيذ) لتناول الطعام من أجل المتعة يختلف تماماً عن دافع الجوع... لقد أثبتنا أن تنشيط الخلايا العصبية (BDNF) يمكن أن يقمع كلا الدافعين».

وهذا يشير إلى أن الخلايا العصبية «BDNF» تحتل مكاناً أبعد في مسار صنع القرار، بين المضغ وعدم المضغ، حسب الدراسة.

وعلى النقيض من ذلك، أدى تثبيط الدائرة العصبية «BDNF» في الفئران إلى زيادة كبيرة في رغبتها على تحريك فكها وقضم كل شيء، بما في ذلك الأمور غير القابلة للهضم، مثل: زجاجة المياه ومعدات المراقبة. والأكثر من ذلك، عندما كان الطعام متاحاً، استهلكت منه 1200 في المائة أكثر من المعتاد في فترة زمنية محددة.

بالتوافق مع النتائج السابقة حول الدور المحتمل لـ«BDNF» في تناول الطعام، تشير النتائج إلى أن هذه الخلايا العصبية والمواد الكيميائية التي تنتجها عادة ما تقمع الشهية ما لم تخبرها إشارات الجسم الأخرى، مثل الجوع، بعكس ذلك.