5 علامات مبكرة لسرطان المثانة لا ينبغي تجاهلها

ينتشر بشكل أكبر عند الرجال وكبار السن

يعد الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان المثانة بنسبة تبلغ أربعة أضعاف مقارنة بالنساء (الشرق الأوسط)
يعد الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان المثانة بنسبة تبلغ أربعة أضعاف مقارنة بالنساء (الشرق الأوسط)
TT

5 علامات مبكرة لسرطان المثانة لا ينبغي تجاهلها

يعد الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان المثانة بنسبة تبلغ أربعة أضعاف مقارنة بالنساء (الشرق الأوسط)
يعد الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان المثانة بنسبة تبلغ أربعة أضعاف مقارنة بالنساء (الشرق الأوسط)

هناك 5 علامات مبكرة، تدل على إصابة الرجل بسرطان المثانة، ووفقاً لجمعية السرطان الأميركية، يعد سرطان المثانة ثامن أكثر أنواع السرطان انتشاراً في الولايات المتحدة. ويعد الرجال أكثر عرضة للإصابة بهذا السرطان بنسبة تبلغ أربعة أضعاف، مقارنة بالنساء. وعلى الرغم من أن بعض عوامل الخطر يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة لدى الأفراد من كلا الجنسين، فإن أعراض سرطان المثانة يمكن أن تختلف من شخص لآخر. ويتوجب على المرء أن ينتبه جيداً عند ملاحظة تغيرات معينة خاصة كوجود دم في البول.

ما هو سرطان المثانة؟

يقول الدكتور راج ساتكوناسيفام، طبيب أورام المسالك البولية في هيوستن ميثوديست، إن سرطان المثانة هو أي نوع من السرطانات التي تظهر في المثانة. وعلى الرغم من وجود بضعة أنواع محددة ومختلفة من سرطان المثانة، فإن أكثر من 90 في المائة منها هي من نوع يسمى سرطان الخلايا البولية urothelial cell carcinoma (UCC)، وهو عبارة عن سرطان الخلايا التي تبطن المثانة والإحليل والحالب والحوض الكلوي، وعدد من الأعضاء الأخرى.

من هم عرضة للإصابة بسرطان المثانة؟

وبهذا الخصوص يقول الدكتور ساتكوناسيفام: «هنالك العديد من عوامل الخطر للإصابة بسرطان المثانة، ولكن تدخين السجائر هو أكثرها شيوعاً. وتشمل عوامل الخطر الأخرى التهاب المثانة المزمن، والمخاطر المهنية بما في ذلك التعرض لأنواع معينة من الأصباغ أو المذيبات، وبعض العلاجات الكيميائية»، كما يعد التقدم في السن من عوامل الخطر الأخرى، إذ 9 من 10 أشخاص مصابون بسرطان المثانة تم تشخيصهم في سن الـ55، بحسب جمعية السرطان الأميركية.

ويتابع الدكتور ساتكوناسيفام أن سرطان المثانة ينتشر بشكل أكبر عند الرجال وكبار السن، وبشكل عام أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً. ويوضح ساتكوناسيفام: «مثل أي نوع سرطان، يمكن أن يؤثر على النساء والشباب أيضاً. ولسوء الحظ، يتأخر التشخيص أحياناً في تلك المجموعات لأنه أقل شيوعاً. والأمر الذي من الممكن أن يعقد التشخيص، هو أن بعض الأعراض المبكرة يمكن أن ترتبط بحالات أخرى أو بتغيرات في عاداتنا البولية مع تقدمنا في السن».

التغيرات في عادات الحمام وعلاقتها بسرطان المثانة

يشرح الدكتور ساتكوناسيفام أنه يمكن أن يكون لسرطان المثانة العديد من الأعراض المختلفة اعتماداً على مراحله. إذ يمكن لسرطان المثانة في مراحله المبكرة، أن يشترك في أعراض الالتهابات والحالات الأخرى، سواء كانت التهابات المسالك البولية (UTIs) أو حصوات الكلى أو مرض السكري.

وينصح الدكتور ساتكوناسيفام الأشخاص بعدم التقليل من أهمية الأعراض المستمرة أو محاولة تجاهلها. ويقول إنه من الأفضل أن يتم تقييم حالة المريض والإصابة بسرطان المثانة مبكراً، بدلاً من أن تتطور الحالة إلى حيث قد يصبح علاجها أكثر صعوبة.

الأعراض الخمسة المذكورة أدناه هي علامات مبكرة لسرطان المثانة. ويمكن أن تكون بعض الأعراض مرتبطة بالتقدم في السن وحالات أخرى، ولكن عند وجود أعراض متعددة ومستمرة، يتوجب التحدث مع الطبيب. ويوصي الدكتور ساتكوناسيفام بتقييم الأعراض غير العادية أو المثيرة للقلق في أقرب وقت ممكن. ويقول: «نأمل ألا يكون الأمر خطيراً، ولكن إذا كان سرطان المثانة، فكلما اكتشفنا ذلك في وقت مبكر، كان ذلك أفضل».

دم في البول

يقول الدكتور ساتكوناسيفام: «الأعراض الأكثر شيوعاً بين جميع مرضى سرطان المثانة، هي وجود دم في البول – إما من خلال رؤيته بالعين المجردة (بيلة دموية جسيمة)، أو تحت المجهر (بيلة دموية مجهرية). ويجب تقييم ظهور أي من نوعي الدم في البول من قبل طبيب مسالك بولية، خاصة وأنه يمكن أن يكون الدم في البول نتيجة لأسباب أخرى أيضاً، مثل العدوى أو حصوات الكلى أو تضخم البروستاتا».

تعد عدوى المسالك البولية أحد الأسباب الأكثر شيوعاً للبيلة الدموية. وتزيد احتمالية إصابة النساء بالتهابات المسالك البولية بأكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة بالرجال، وفقاً لمكتب صحة المرأة التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية. وذلك لأن مجرى البول أقصر عند النساء، مما يسهل دخول البكتيريا إلى المثانة. بالإضافة إلى ذلك، قد تفترض النساء أن الدم في البول يكون عادة بسبب الدورة الشهرية، أو التهاب المسالك البولية، أو نزيف الرحم بعد انقطاع الطمث.

وبحسب الدكتور ساتكوناسيفام، فإن رؤية الدم في البول يجب أن تدفعكم دائماً إلى التحدث مع طبيبكم، حتى لو كان الأمر غير مؤلم. ويمكن أن تساعد الاختبارات في استبعاد العدوى والحالات الأخرى، وتساعدكم على الذهاب إلى طبيب المسالك البولية للحصول على الرعاية عاجلاً إذا استمرت الأعراض.

كثرة التبول

يعد شرب الماء أمراً ضرورياً للإبقاء على ترطيب الجسم، ولكن مع كثرة شرب الماء تكثر معها الحاجة للتبول. ولكن إن وجدتم أن عدد زيارتكم إلى الحمام ازدادت دون أية زيادات في كميات الماء التي تشربونها، فمن الأفضل زيارة الطبيب وتقييم الموضوع، ويعد التبول بكثرة علامة أخرى على التهاب المسالك البولية، ولكنه يرتبط أيضاً بحالات أخرى مثل فرط نشاط المثانة وتضخم البروستاتا والسكري، وأنواع معينة من السرطان، بما في ذلك سرطان المبيض والمثانة.

التبول المؤلم أو الحارق (عسر البول)

الشعور بالحرقان أو الألم عند التبول يمكن أن يجعل أي شخص يتردد بشأن الذهاب إلى الحمام. ويمكن أن يكون الإحساس بالحرقان أو اللسع عند التبول، أحد الأعراض الأخرى لالتهاب المسالك البولية، ولكنه يرتبط أيضاً بمرض السكري والتهابات المثانة وحالات البروستاتا وبعض الأمراض المنقولة جنسياً. وعند الرجال تحديداً، يبقى الألم في القضيب قبل التبول أو بعده.

التغيرات في الإلحاح للتبول وتدفق البول

إن حدوث تغييرات في تدفق البول أو الشعور بالحاجة إلى التبول باستمرار، هما من الأعراض التي يجب أن تدفعكم لمراجعة الطبيب. إذا ضعف تدفق البول - الذي كان قوياً في السابق - أو أصبح يتدفق بتقطع (يبدأ ثم يتوقف ثم يبدأ)، أو إذ قلت زيارتكم إلى الحمام ولم يعد باستطاعتكم التبول، فقد يكون قد حان الوقت لرؤية الطبيب وطلب الرعاية الصحية.

الذهاب إلى الحمام عدة مرات في الليل (التبول الليلي)

قد يُكون الاستيقاظ للتبول أثناء الليل أحد الآثار الجانبية الشائعة والمزعجة للشيخوخة للرجال والنساء - بالنسبة للرجال، قد يعزى ذلك إلى تضخم البروستاتا، أما بالنسبة للنساء، يمكن أن يساهم انقطاع الطمث في التبول أثناء الليل، بالإضافة إلى تغييرات أخرى مثل الهبات الساخنة. ويعد انقطاع النفس الانسدادي في أثناء النوم (sleep apnea) لدى الرجال والنساء على حد سواء، أحد أكثر أسباب التبول الليلي شيوعاً والتي لا يتم تشخيصها.

بغض النظر عن السن، إذا انتقلتم من النوم العميق إلى الاستيقاظ فجأة عدة مرات في الليل للذهاب إلى الحمام، فقد ترغبون في التحدث مع طبيبكم - خاصة إذا كنتم تعانون من أي أعراض أخرى.

العلاج

يقول الدكتور ساتكوناسيفام: يتم علاج سرطان المثانة، مثل العديد من أنواع السرطان، بشكل مختلف تماماً اعتماداً على وقت اكتشافه. ويمكن إدارة سرطان المثانة المبكر من خلال عمليات جراحية بسيطة في اليوم نفسه للمرضى من خلال زيارات روتينية إلى العيادات. في حين أن المراحل المتقدمة من سرطان المثانة يمكن أن تتطلب عمليات جراحية أكبر بكثير، أو حتى علاج كيميائي.

بالنسبة لسرطان المثانة غير الغزوي، فإن العلاج الأكثر شيوعاً هو الجراحة الخارجية، حيث يتم استئصال الأورام من داخل المثانة باستخدام كاميرا متخصصة (منظار داخلي) عبر مجرى البول. ويتبع ذلك أحياناً العديد من العلاجات حيث تمتلئ المثانة بالأدوية للمساعدة في علاج الخلايا السرطانية.

بالنسبة لسرطانات المثانة الأكثر غزواً، يقول الدكتور ساتكوناسيفام إن المرضى قد يحتاجون إلى علاج كيميائي يتبعه إما عملية جراحية لإزالة المثانة أو علاج إشعاعي للمثانة. في السنوات الخمس الماضية، كان هناك العديد من العلاجات الدوائية الجديدة التي تمت الموافقة عليها لعلاج سرطان المثانة الأكثر غزواً مثل العلاج المناعي. ويختم د. ساتكوناسيفام: «نشارك في العديد من التجارب السريرية التي تعمل على إيجاد أفضل العلاجات الجديدة وأكثر أماناً لجميع مرضى سرطان المثانة لدينا».


مقالات ذات صلة

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)
السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)
TT

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)
السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن وجود تأثيرات فورية لاستخدام السجائر الإلكترونية على وظائف الأوعية الدموية، حتى في حالة عدم احتوائها على النيكوتين.

وأوضح الباحثون في جامعة أركنسو للعلوم الطبية أن هذه النتائج تُبرز المخاطر الصحية المحتملة لاستخدام السجائر الإلكترونية على المدى القصير، ما يُثير القلق بشأن التأثيرات طويلة المدى لاستخدامها المستمر، ومن المقرر عرض النتائج، في الاجتماع السنوي لجمعية طب الأشعة في أميركا الشمالية (RSNA) الأسبوع المقبل.

والسجائر الإلكترونية، أو ما يُعرف بـ«الفايب»، هي أجهزة تعمل بالبطارية تُسخّن سائلاً يحتوي عادة على نكهات ومواد كيميائية، مع أو بلا نيكوتين، لإنتاج رذاذٍ يُستنشق إلى الرئتين.

وعلى الرغم من أن هذه الأجهزة تُسوّق بوصفها بديلاً أقل ضرراً للتدخين التقليدي، نظراً لاحتوائها على مواد سامة أقل وغياب عملية الاحتراق، فإن الأدلة العلمية تُشير إلى مخاطر صحية متزايدة، إذ يؤثر التدخين الإلكتروني سلباً على وظائف الأوعية الدموية والرّئة، ويزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسي. كما أن انتشارها بين الشباب، بسبب النكهات الجذابة، يُثير القلق بشأن تأثيراتها على الأجيال القادمة.

وشملت الدراسة 31 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 21 و49 عاماً من مدخني السجائر التقليدية والإلكترونية.

وأُجريت فحوص بالرنين المغناطيسي لكلّ مشارك قبل وبعد استخدام السجائر التقليدية أو الإلكترونية، سواء التي تحتوي على النيكوتين أو الخالية منه. كما قُورنت النتائج ببيانات 10 أشخاص غير مدخنين تتراوح أعمارهم بين 21 و33 عاماً. وجرى قياس سرعة تدفق الدم في الشريان الفخذي، بالإضافة لقياس تشبع الأكسجين في الأوردة، وهو مقياس لكمية الأكسجين في الدم الذي يعود إلى القلب بعد تغذية أنسجة الجسم. كما تم قياس استجابة الأوعية الدموية في الدماغ.

وأظهرت النتائج انخفاضاً كبيراً في سرعة تدفق الدم في الشريان الفخذي بعد استخدام السجائر الإلكترونية أو التقليدية، مع تأثير أكبر للسجائر الإلكترونية المحتوية على النيكوتين. كما تراجع تشبع الأكسجين في الدم لدى مستخدمي السجائر الإلكترونية؛ مما يشير إلى انخفاض فوري في قدرة الرئتين على امتصاص الأكسجين.

وقالت الدكتورة ماريان نبوت، الباحثة الرئيسية للدراسة من جامعة أركنسو للعلوم الطبية: «تُبرز هذه الدراسة التأثيرات الحادة التي يمكن أن يسبّبها التدخين التقليدي والإلكتروني على الأوعية الدموية في الجسم».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «إذا كان للاستهلاك الفوري للسجائر الإلكترونية تأثيرات واضحة على الأوعية، فمن المحتمل أن يتسبّب الاستخدام المزمن في أمراض وعائية خطيرة». وأشارت إلى أن «الرسالة الأهم للجمهور هي أن التدخين الإلكتروني ليس خالياً من الأضرار، والامتناع عنه يظلّ دائماً هو الخيار الأفضل».