5 علامات مبكرة لسرطان المثانة لا ينبغي تجاهلها

ينتشر بشكل أكبر عند الرجال وكبار السن

يعد الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان المثانة بنسبة تبلغ أربعة أضعاف مقارنة بالنساء (الشرق الأوسط)
يعد الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان المثانة بنسبة تبلغ أربعة أضعاف مقارنة بالنساء (الشرق الأوسط)
TT

5 علامات مبكرة لسرطان المثانة لا ينبغي تجاهلها

يعد الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان المثانة بنسبة تبلغ أربعة أضعاف مقارنة بالنساء (الشرق الأوسط)
يعد الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان المثانة بنسبة تبلغ أربعة أضعاف مقارنة بالنساء (الشرق الأوسط)

هناك 5 علامات مبكرة، تدل على إصابة الرجل بسرطان المثانة، ووفقاً لجمعية السرطان الأميركية، يعد سرطان المثانة ثامن أكثر أنواع السرطان انتشاراً في الولايات المتحدة. ويعد الرجال أكثر عرضة للإصابة بهذا السرطان بنسبة تبلغ أربعة أضعاف، مقارنة بالنساء. وعلى الرغم من أن بعض عوامل الخطر يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة لدى الأفراد من كلا الجنسين، فإن أعراض سرطان المثانة يمكن أن تختلف من شخص لآخر. ويتوجب على المرء أن ينتبه جيداً عند ملاحظة تغيرات معينة خاصة كوجود دم في البول.

ما هو سرطان المثانة؟

يقول الدكتور راج ساتكوناسيفام، طبيب أورام المسالك البولية في هيوستن ميثوديست، إن سرطان المثانة هو أي نوع من السرطانات التي تظهر في المثانة. وعلى الرغم من وجود بضعة أنواع محددة ومختلفة من سرطان المثانة، فإن أكثر من 90 في المائة منها هي من نوع يسمى سرطان الخلايا البولية urothelial cell carcinoma (UCC)، وهو عبارة عن سرطان الخلايا التي تبطن المثانة والإحليل والحالب والحوض الكلوي، وعدد من الأعضاء الأخرى.

من هم عرضة للإصابة بسرطان المثانة؟

وبهذا الخصوص يقول الدكتور ساتكوناسيفام: «هنالك العديد من عوامل الخطر للإصابة بسرطان المثانة، ولكن تدخين السجائر هو أكثرها شيوعاً. وتشمل عوامل الخطر الأخرى التهاب المثانة المزمن، والمخاطر المهنية بما في ذلك التعرض لأنواع معينة من الأصباغ أو المذيبات، وبعض العلاجات الكيميائية»، كما يعد التقدم في السن من عوامل الخطر الأخرى، إذ 9 من 10 أشخاص مصابون بسرطان المثانة تم تشخيصهم في سن الـ55، بحسب جمعية السرطان الأميركية.

ويتابع الدكتور ساتكوناسيفام أن سرطان المثانة ينتشر بشكل أكبر عند الرجال وكبار السن، وبشكل عام أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً. ويوضح ساتكوناسيفام: «مثل أي نوع سرطان، يمكن أن يؤثر على النساء والشباب أيضاً. ولسوء الحظ، يتأخر التشخيص أحياناً في تلك المجموعات لأنه أقل شيوعاً. والأمر الذي من الممكن أن يعقد التشخيص، هو أن بعض الأعراض المبكرة يمكن أن ترتبط بحالات أخرى أو بتغيرات في عاداتنا البولية مع تقدمنا في السن».

التغيرات في عادات الحمام وعلاقتها بسرطان المثانة

يشرح الدكتور ساتكوناسيفام أنه يمكن أن يكون لسرطان المثانة العديد من الأعراض المختلفة اعتماداً على مراحله. إذ يمكن لسرطان المثانة في مراحله المبكرة، أن يشترك في أعراض الالتهابات والحالات الأخرى، سواء كانت التهابات المسالك البولية (UTIs) أو حصوات الكلى أو مرض السكري.

وينصح الدكتور ساتكوناسيفام الأشخاص بعدم التقليل من أهمية الأعراض المستمرة أو محاولة تجاهلها. ويقول إنه من الأفضل أن يتم تقييم حالة المريض والإصابة بسرطان المثانة مبكراً، بدلاً من أن تتطور الحالة إلى حيث قد يصبح علاجها أكثر صعوبة.

الأعراض الخمسة المذكورة أدناه هي علامات مبكرة لسرطان المثانة. ويمكن أن تكون بعض الأعراض مرتبطة بالتقدم في السن وحالات أخرى، ولكن عند وجود أعراض متعددة ومستمرة، يتوجب التحدث مع الطبيب. ويوصي الدكتور ساتكوناسيفام بتقييم الأعراض غير العادية أو المثيرة للقلق في أقرب وقت ممكن. ويقول: «نأمل ألا يكون الأمر خطيراً، ولكن إذا كان سرطان المثانة، فكلما اكتشفنا ذلك في وقت مبكر، كان ذلك أفضل».

دم في البول

يقول الدكتور ساتكوناسيفام: «الأعراض الأكثر شيوعاً بين جميع مرضى سرطان المثانة، هي وجود دم في البول – إما من خلال رؤيته بالعين المجردة (بيلة دموية جسيمة)، أو تحت المجهر (بيلة دموية مجهرية). ويجب تقييم ظهور أي من نوعي الدم في البول من قبل طبيب مسالك بولية، خاصة وأنه يمكن أن يكون الدم في البول نتيجة لأسباب أخرى أيضاً، مثل العدوى أو حصوات الكلى أو تضخم البروستاتا».

تعد عدوى المسالك البولية أحد الأسباب الأكثر شيوعاً للبيلة الدموية. وتزيد احتمالية إصابة النساء بالتهابات المسالك البولية بأكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة بالرجال، وفقاً لمكتب صحة المرأة التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية. وذلك لأن مجرى البول أقصر عند النساء، مما يسهل دخول البكتيريا إلى المثانة. بالإضافة إلى ذلك، قد تفترض النساء أن الدم في البول يكون عادة بسبب الدورة الشهرية، أو التهاب المسالك البولية، أو نزيف الرحم بعد انقطاع الطمث.

وبحسب الدكتور ساتكوناسيفام، فإن رؤية الدم في البول يجب أن تدفعكم دائماً إلى التحدث مع طبيبكم، حتى لو كان الأمر غير مؤلم. ويمكن أن تساعد الاختبارات في استبعاد العدوى والحالات الأخرى، وتساعدكم على الذهاب إلى طبيب المسالك البولية للحصول على الرعاية عاجلاً إذا استمرت الأعراض.

كثرة التبول

يعد شرب الماء أمراً ضرورياً للإبقاء على ترطيب الجسم، ولكن مع كثرة شرب الماء تكثر معها الحاجة للتبول. ولكن إن وجدتم أن عدد زيارتكم إلى الحمام ازدادت دون أية زيادات في كميات الماء التي تشربونها، فمن الأفضل زيارة الطبيب وتقييم الموضوع، ويعد التبول بكثرة علامة أخرى على التهاب المسالك البولية، ولكنه يرتبط أيضاً بحالات أخرى مثل فرط نشاط المثانة وتضخم البروستاتا والسكري، وأنواع معينة من السرطان، بما في ذلك سرطان المبيض والمثانة.

التبول المؤلم أو الحارق (عسر البول)

الشعور بالحرقان أو الألم عند التبول يمكن أن يجعل أي شخص يتردد بشأن الذهاب إلى الحمام. ويمكن أن يكون الإحساس بالحرقان أو اللسع عند التبول، أحد الأعراض الأخرى لالتهاب المسالك البولية، ولكنه يرتبط أيضاً بمرض السكري والتهابات المثانة وحالات البروستاتا وبعض الأمراض المنقولة جنسياً. وعند الرجال تحديداً، يبقى الألم في القضيب قبل التبول أو بعده.

التغيرات في الإلحاح للتبول وتدفق البول

إن حدوث تغييرات في تدفق البول أو الشعور بالحاجة إلى التبول باستمرار، هما من الأعراض التي يجب أن تدفعكم لمراجعة الطبيب. إذا ضعف تدفق البول - الذي كان قوياً في السابق - أو أصبح يتدفق بتقطع (يبدأ ثم يتوقف ثم يبدأ)، أو إذ قلت زيارتكم إلى الحمام ولم يعد باستطاعتكم التبول، فقد يكون قد حان الوقت لرؤية الطبيب وطلب الرعاية الصحية.

الذهاب إلى الحمام عدة مرات في الليل (التبول الليلي)

قد يُكون الاستيقاظ للتبول أثناء الليل أحد الآثار الجانبية الشائعة والمزعجة للشيخوخة للرجال والنساء - بالنسبة للرجال، قد يعزى ذلك إلى تضخم البروستاتا، أما بالنسبة للنساء، يمكن أن يساهم انقطاع الطمث في التبول أثناء الليل، بالإضافة إلى تغييرات أخرى مثل الهبات الساخنة. ويعد انقطاع النفس الانسدادي في أثناء النوم (sleep apnea) لدى الرجال والنساء على حد سواء، أحد أكثر أسباب التبول الليلي شيوعاً والتي لا يتم تشخيصها.

بغض النظر عن السن، إذا انتقلتم من النوم العميق إلى الاستيقاظ فجأة عدة مرات في الليل للذهاب إلى الحمام، فقد ترغبون في التحدث مع طبيبكم - خاصة إذا كنتم تعانون من أي أعراض أخرى.

العلاج

يقول الدكتور ساتكوناسيفام: يتم علاج سرطان المثانة، مثل العديد من أنواع السرطان، بشكل مختلف تماماً اعتماداً على وقت اكتشافه. ويمكن إدارة سرطان المثانة المبكر من خلال عمليات جراحية بسيطة في اليوم نفسه للمرضى من خلال زيارات روتينية إلى العيادات. في حين أن المراحل المتقدمة من سرطان المثانة يمكن أن تتطلب عمليات جراحية أكبر بكثير، أو حتى علاج كيميائي.

بالنسبة لسرطان المثانة غير الغزوي، فإن العلاج الأكثر شيوعاً هو الجراحة الخارجية، حيث يتم استئصال الأورام من داخل المثانة باستخدام كاميرا متخصصة (منظار داخلي) عبر مجرى البول. ويتبع ذلك أحياناً العديد من العلاجات حيث تمتلئ المثانة بالأدوية للمساعدة في علاج الخلايا السرطانية.

بالنسبة لسرطانات المثانة الأكثر غزواً، يقول الدكتور ساتكوناسيفام إن المرضى قد يحتاجون إلى علاج كيميائي يتبعه إما عملية جراحية لإزالة المثانة أو علاج إشعاعي للمثانة. في السنوات الخمس الماضية، كان هناك العديد من العلاجات الدوائية الجديدة التي تمت الموافقة عليها لعلاج سرطان المثانة الأكثر غزواً مثل العلاج المناعي. ويختم د. ساتكوناسيفام: «نشارك في العديد من التجارب السريرية التي تعمل على إيجاد أفضل العلاجات الجديدة وأكثر أماناً لجميع مرضى سرطان المثانة لدينا».


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف دور الالتهاب المزمن في تمهيد الطريق لتطوّر «اللوكيميا»

علوم «اللوكيميا» هو نوع من السرطان يصيب خلايا الدم حيث يؤدي إلى إنتاج غير طبيعي لكريات الدم البيضاء التي تضعف قدرة الجسم على مقاومة العدوى (رويترز - أرشيفية)

دراسة تكشف دور الالتهاب المزمن في تمهيد الطريق لتطوّر «اللوكيميا»

حذّر علماء من أن تغيّرات خفية تصيب العظام، وتحديداً نخاع العظم، قد تشكّل علامة مبكرة على الإصابة بسرطان الدم (اللوكيميا).

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

أظهرت دراسة حديثة أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين وتُسبب أمراض القلب، خاصةً لدى الرجال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الدراسة أجراها المركز الطبي التابع لمستشفيات جامعة كليفلاند الأميركية (بيكسباي)

دراسة تفتح الباب لإمكانية عكس مسار ألزهايمر

أشارت دراسة علمية حديثة إلى إمكانية عكس مسار مرض ألزهايمر عبر استعادة التوازن الطاقي داخل الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يُعدُّ الربو مرضاً مزمناً يصيب الجهاز التنفسي (رويترز)

علاج ثوري للربو بجرعتين فقط سنوياً

طوَّرت مجموعة من العلماء علاجاً ثورياً للربو بجرعتين فقط سنوياً، تكفيان للوقاية من نوبات المرض الخطيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك حبات من القرنفل (موقع قاعدة بيانات نباتات العالم)

ما دور القرنفل في تنظيم الكوليسترول؟

يساعد القرنفل في تنظيم الكوليسترول عن طريق خفض الكوليسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية، وزيادة الكوليسترول النافع (HDL).

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
TT

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)

أظهرت دراسة حديثة أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين وتُسبب أمراض القلب، خاصةً لدى الرجال.

وتنتشر جزيئات البلاستيك الدقيقة، التي يتراوح حجمها بين جزء من ألف من المليمتر وخمسة ملليمترات، في كل مكان اليوم؛ إذ توجد في الطعام والماء والهواء. ومن المعروف أنها تدخل مجرى الدم، بل وتستقر في الأعضاء الحيوية.

وتُسهِم هذه الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في مجموعة واسعة من المشاكل الصحية، بدءاً من اضطرابات الهرمونات، وضعف القدرة على الإنجاب، وتلف الجهاز العصبي، والسرطان، وصولاً إلى أمراض القلب.

ومع ذلك، لم يكن من الواضح، فيما يتعلق بأمراض القلب، ما إذا كانت هذه الجسيمات تُلحق الضرر بالشرايين بشكلٍ مباشر، أم أن وجودها مع المرض كان مجرد مصادفة فقط، وهذا ما توصلت إليه الدراسة الجديدة، والتي نقلتها صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وقال تشانغ تشنغ تشو، أستاذ العلوم الطبية الحيوية في جامعة كاليفورنيا، ومؤلف الدراسة الجديدة: «تقدم دراستنا بعضاً من أقوى الأدلة حتى الآن على أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهِم بشكل مباشر في أمراض القلب والأوعية الدموية».

وفي الدراسة، قيّم الباحثون آثار الجزيئات البلاستيكية الدقيقة على فئران مُعرّضة وراثياً للإصابة بتصلب الشرايين.

تمت تغذية فئران الدراسة، ذكوراً وإناثاً، بنظام غذائي منخفض الدهون والكولسترول، يُشابه ما قد يتناوله شخص سليم ونحيف.

ومع ذلك، وعلى مدار تسعة أسابيع، تلقت الفئران جزيئات بلاستيكية دقيقة بجرعات تُقارب 10 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم.

واختار الباحثون مستويات التعرض هذه للجزيئات البلاستيكية الدقيقة؛ لتعكس كميات مُشابهة لما قد يتعرض له الإنسان من خلال الطعام والماء الملوثين.

وعلى الرغم من أن النظام الغذائي الغني بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة لم يتسبب في زيادة وزن الفئران أو ارتفاع مستويات الكولسترول لديها، وظلت الحيوانات نحيفة، فإن تلف الشرايين قد حدث.

ووجد الباحثون على وجه الخصوص فرقاً ملحوظاً في تأثير الجسيمات البلاستيكية الدقيقة بين ذكور وإناث الفئران.

وأدى التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة إلى تسريع تصلب الشرايين بشكل كبير لدى ذكور الفئران، حيث زاد تراكم اللويحات بنسبة 63 في المائة في جزء من الشريان الرئيسي المتصل بالقلب، وبأكثر من 7 أضعاف في الشريان العضدي الرأسي المتفرع من الشريان الرئيسي في الجزء العلوي من الصدر.

وخلصت الدراسة إلى أن إناث الفئران التي تعرضت للظروف نفسها لم تشهد زيادة ملحوظة في تكوّن اللويحات.

وبمزيد من البحث، وجد الباحثون أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تتداخل مع الشرايين؛ ما يُغير سلوك وتوازن أنواع عدة من الخلايا.

ووجدوا أن الخلايا البطانية، التي تُشكل البطانة الداخلية للأوعية الدموية، كانت الأكثر تأثراً.

وقال الدكتور تشو: «بما أن الخلايا البطانية هي أول ما يتعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة المنتشرة في الدم، فإن خلل وظيفتها قد يُؤدي إلى بدء الالتهاب وتكوّن اللويحات».

يبحث الباحثون حالياً في سبب كون ذكور الفئران أكثر عرضة لتلف الشرايين نتيجة التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة، وما إذا كان هذا الاختلاف بين الجنسين ينطبق على البشر أيضاً.

وقال تشو: «يكاد يكون من المستحيل تجنب الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تماماً. ومع استمرار تزايد تلوث الجسيمات البلاستيكية الدقيقة عالمياً، أصبح فهم آثارها على صحة الإنسان، بما في ذلك أمراض القلب، أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى».

وأشار إلى أنه نظراً لأنه لا توجد حالياً طرق فعالة لإزالة الجسيمات البلاستيكية الدقيقة من الجسم، فإن تقليل التعرض لها والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام - من خلال النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، وإدارة عوامل الخطر - يبقى أمراً بالغ الأهمية.


ما تأثير السردين على صحة القلب؟

ما تأثير السردين على صحة القلب؟
TT

ما تأثير السردين على صحة القلب؟

ما تأثير السردين على صحة القلب؟

سواء أحببتها أم كرهتها، تُثير أسماك السردين جدلاً واسعاً في نقاشات صحة القلب، فهذه الأسماك الصغيرة الدهنية غنية بالعناصر الغذائية، بما في ذلك أحماض «أوميغا 3» الدهنية، وفيتامين «د»، وغيرها من العناصر الغذائية.

ويُعدّ تناول السردين مفيداً لصحة القلب، لأنه غني بأحماض «أوميغا 3» الدهنية التي تساعد على خفض ضغط الدم وتقليل مستويات الكوليسترول الضار، وتقليل خطر الجلطات وأمراض الشرايين. كما يحتوي على بروتين عالي الجودة ومعادن، مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم، التي تدعم وظيفة القلب بشكل عام، مما يجعله خياراً غذائياً ممتازاً للحفاظ على صحة القلب عند تناوله بانتظام.

إضافة السردين إلى نظامك الغذائي قد يُحقق فوائد صحية متعددة، ومن ضمن تلك الفوائد:

يُخفض مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول

يُعدّ السردين من أغنى مصادر أحماض «أوميغا 3» الدهنية، وقد يمتلك خصائص مضادة للالتهابات.

علبة واحدة من السردين (نحو 100 غرام) تُوفر من 1.6 إلى 1.8 غرام من أحماض «أوميغا 3» الدهنية، وفقاً لميشيل روثنشتاين، الحاصلة على ماجستير العلوم، اختصاصية التغذية المُسجلة، اختصاصية التغذية القلبية في شركة «إنتيرلي نورشد».

أظهرت إحدى الدراسات أن زيادة تناول حمض «الإيكوسابنتاينويك» (EPA) وحمض «الدوكوساهيكسانويك» (DHA)، وهما أكثر الأحماض الدهنية وفرةً في السردين، يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية وتراكم الترسبات في الشرايين.

تُقدم أحماض «أوميغا 3» فوائد صحية عديدة للقلب، منها:

خفض مستويات الدهون الثلاثية، وتقليل الالتهابات، وتحسين وظائف بطانة الأوعية، وتقليل خطر عدم انتظام ضربات القلب، وتقليل تراكم الصفائح الدموية، وكذلك خفض ضغط الدم، وخفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، ودعم انتظام ضربات القلب وصحة الأوعية الدموية.

تقول الطبيبة ميشيل روثنشتاين لموقع «فيري ويل هيلث»: «إلى جانب أحماض (أوميغا 3)، يُعد السردين الذي يُؤكل مع عظامه غنياً بالكالسيوم وفيتامين (د)، مما يُساعد على تنظيم ضربات القلب ودعم سلامة الأوعية الدموية».

ويلعب الكالسيوم دوراً أساسياً في انقباض العضلات؛ يشمل ذلك عضلة القلب التي تعتمد على انقباضات دقيقة لضخ الدم بكفاءة في جميع أنحاء الجسم.

قد يساعد فيتامين «د» في تقليل الالتهابات وتصلب الشرايين -وهي حالة تصبح فيها الشرايين أقل مرونة، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم- وكلاهما من العوامل الرئيسية المساهمة في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وتوضح ميشيل روثنشتاين: «يمكن أن يؤدي نقص الكالسيوم إلى استنزافه من العظام ويُسهم في تكلس الأوعية الدموية».

تحدث هذه الحالة عندما تتراكم رواسب المعادن في الشرايين، مما يؤدي إلى تصلبها. ومع مرور الوقت، يمكن أن يزيد هذا التصلب من خطر الإصابة بأمراض القلب.

يساعد على تنظيم ضغط الدم

إلى جانب أحماض «أوميغا 3» الدهنية، فإن السردين غني بالمغنيسيوم والبوتاسيوم، وهما معدنان يلعبان دوراً رئيسياً في الحفاظ على ضغط دم صحي.

تؤكد الأبحاث فائدتهما؛ فقد وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من المغنيسيوم كانوا أقل عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تتراوح بين 11 و12 في المائة مقارنةً بمن يتناولون أقل كمية منه.

وربطت دراسة أخرى بين تناول كميات كبيرة من البوتاسيوم وانخفاض ضغط الدم، مشيرة إلى تأثيره الوقائي ضد أضرار القلب والأوعية الدموية المرتبطة باستهلاك كميات كبيرة من الصوديوم.

غني بمضادات الأكسدة

يحتوي السردين أيضاً على «السيلينيوم»، وهو عنصر معدني نادر يعمل بوصفه مضاد أكسدة قوياً، كما ذكرت ميشيل روثنشتاين. تحمي مضادات الأكسدة القلب عن طريق تحييد الجذور الحرة، التي قد تُسهم في تراكم الترسبات والتهاب الشرايين.

في الواقع، تُظهر الأبحاث أن انخفاض مستويات «السيلينيوم» يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، خصوصاً لدى الأشخاص الذين يتناولون كميات قليلة منه في نظامهم الغذائي.

كم عدد حبات السردين التي يجب تناولها؟

لست بحاجة إلى تناول السردين يومياً للاستفادة منه لصحة قلبك. تناول علبة واحدة من السردين يتجاوز الحد الأدنى الموصى به يومياً للصحة العامة، وهو 1.1 غرام.

«يرتبط تناول كميات أكبر بفوائد صحية أكبر، لكن الدراسات تشير إلى أن تناول السردين عدة مرات في الأسبوع يرتبط بفوائد واضحة»، هذا ما صرّح به الدكتور شون هيفرون، طبيب القلب في مركز لانغون الصحي بجامعة نيويورك.

ومن المرجح أن الزئبق ليس مصدر قلق أيضاً. «الأسماك الصغيرة مثل السردين لا تحتوي على المعادن الثقيلة التي تحتوي عليها الأسماك الكبيرة»، كما قال هيفرون.

لكن انتبه للمحتوى الغذائي. «قد يحتوي السردين على نسبة عالية من الصوديوم، خصوصاً عند تعليبه في محلول ملحي، مما قد يرفع ضغط الدم»، كما قالت ميشيل روثنشتاين، مضيفة: «يحتوي السردين أيضاً على (البيورينات)، التي يجب على الأشخاص المعرضين للإصابة بالنقرس أخذها في الاعتبار».


دراسة تفتح الباب لإمكانية عكس مسار ألزهايمر

الدراسة أجراها المركز الطبي التابع لمستشفيات جامعة كليفلاند الأميركية (بيكسباي)
الدراسة أجراها المركز الطبي التابع لمستشفيات جامعة كليفلاند الأميركية (بيكسباي)
TT

دراسة تفتح الباب لإمكانية عكس مسار ألزهايمر

الدراسة أجراها المركز الطبي التابع لمستشفيات جامعة كليفلاند الأميركية (بيكسباي)
الدراسة أجراها المركز الطبي التابع لمستشفيات جامعة كليفلاند الأميركية (بيكسباي)

أشارت دراسة علمية حديثة، بقيادة المركز الطبي التابع لمستشفيات جامعة كليفلاند الأميركية، إلى إمكانية عكس مسار مرض ألزهايمر، عبر استعادة التوازن الطاقي داخل الدماغ، وذلك استناداً إلى تجارب أُجريت على نماذج حيوانية. ووجد الباحثون أن إعادة مستويات جزيء حيوي يُعرف بـNAD+ إلى وضعها الطبيعي في أدمغة الفئران أدّت إلى تراجع واضح في العلامات المرتبطة بالمرض، بما في ذلك التغيرات الدماغية والتدهور المعرفي.

وأظهرت الدراسة، التي حللت نماذج فئران مصابة بألزهايمر، إضافة إلى أنسجة دماغ بشرية، وجود انخفاض حاد في مستويات NAD+، وهو عنصر أساسي لإنتاج الطاقة الخلوية وصيانة الخلايا على المدى الطويل. ومع التقدم في العمر، تتراجع هذه المستويات، مما يُضعف قدرة الخلايا العصبية على أداء وظائفها الحيوية، وفق ما نقلته شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.

واستخدم الباحثون دواءً تجريبياً أعاد التوازن الطبيعي لـNAD+، فنجح في منع تطور المرض لدى الحالات المبكرة، كما أدى في الحالات المتقدمة إلى تقليل تراكم بروتينيْ الأميلويد وتاو، واستعادة الوظائف الإدراكية بشكل كامل لدى الفئران. كما لوحظت عودة مؤشرات حيوية مرتبطة بالمرض إلى مستويات طبيعية.

ورغم النتائج الواعدة، حذّر الباحثون من أن الدراسة ما زالت محصورة في النماذج الحيوانية، ولا يمكن الجزم بتكرار النتائج نفسها لدى البشر، نظراً لتعقيد مرض ألزهايمر. كما نبهوا إلى مخاطر الإفراط في تناول مكملات ترفع NAD+ دون إشراف طبي.

وأكد الفريق البحثي أن نمط الحياة الصحي، مثل النوم الكافي، والتغذية المتوازنة، والنشاط الذهني والبدني، يبقى عاملاً أساسياً في تعزيز صحة الدماغ، بالتوازي مع مواصلة الأبحاث لتطوير علاجات مستقبلية محتملة للألزهايمر.