مرضى الإنفلونزا قد يصابون بمشكلات صحية «طويلة الأمد»

الأشخاص الذين أُدْخِلوا المستشفى بسبب الإنفلونزا معرَّضون بشكل كبير لخطر الإصابة بمشكلات صحية طويلة الأمد (د.ب.أ)
الأشخاص الذين أُدْخِلوا المستشفى بسبب الإنفلونزا معرَّضون بشكل كبير لخطر الإصابة بمشكلات صحية طويلة الأمد (د.ب.أ)
TT

مرضى الإنفلونزا قد يصابون بمشكلات صحية «طويلة الأمد»

الأشخاص الذين أُدْخِلوا المستشفى بسبب الإنفلونزا معرَّضون بشكل كبير لخطر الإصابة بمشكلات صحية طويلة الأمد (د.ب.أ)
الأشخاص الذين أُدْخِلوا المستشفى بسبب الإنفلونزا معرَّضون بشكل كبير لخطر الإصابة بمشكلات صحية طويلة الأمد (د.ب.أ)

توصلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين يُدْخَلون المستشفى بسبب الإنفلونزا معرَّضون بشكل كبير لخطر الإصابة بمشكلات صحية طويلة الأمد، على غرار أولئك الذين يعانون من وباء «كورونا طويل الأمد».

ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، ففي حين أن الأعراض طويلة الأمد المرتبطة بالإنفلونزا تبدو أكثر تركيزاً على الرئتين من أعراض «كورونا» المستمرة، ففي كلتا الحالتين كان خطر الوفاة والإصابة بمشكلة دائمة أكبر بعد مرور شهر على الإصابة.

وقال الدكتور زياد العلي، عالم الأوبئة بجامعة واشنطن، الذي قاد فريق الدراسة: «من الواضح جداً أن الإنفلونزا طويلة الأمد أسوأ من الإنفلونزا العادية، وأن (كورونا) طويل الأمد أسوأ من العدوى العادية».

ولفت العلي إلى أن فكرة هذه الدراسة جاءته بعد ملاحظة التأثير الهائل الذي تركه فيروس «كورونا طويل الأمد» على عدد كبير من الأشخاص.

وأوضح قائلاً: «قبل 5 سنوات، لم يكن من الممكن أن يخطر ببالي أن أدرس إمكانية حدوث «إنفلونزا طويلة الأمد»، لكن أحد الدروس الرئيسية التي تعلمناها من وباء (كورونا) هو توقع ما لا يمكن توقعه».

وقام العلي وزملاؤه بتحليل السجلات الطبية لأكثر من 81 ألف مريض أميركي أُدْخِلوا المستشفى بسبب إصابتهم بـ(كورونا) ونحو 10 آلاف أُدْخِلوا المستشفى بسبب إصابتهم بالإنفلونزا الموسمية، وتابعوهم مدة 18 شهراً على الأقل للتعرف على مخاطر الوفاة لديهم وإمكانية دخولهم المستشفى مرة أخرى، واحتمالية إصابتهم بـ94 مشكلة صحية مختلفة تتعلق بالأعضاء الرئيسية في الجسم.

ووجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة «لانسيت» للأمراض المعدية، أن الإصابة بكل من وباء «كورونا طويل الأمد» والإنفلونزا طويلة الأمد قد تتسبب في الإصابة بمشكلات صحية ومرض مستمر، وأن الأعراض الخطيرة لهاتين المشكلتين قد تظهر بشكل خاص بعد مرور شهر من الإصابة بهما.

وفي حين أن الأعراض المرتبطة بالإنفلونزا طويلة الأمد كانت أكثر تركيزاً على الرئتين، مثل ضيق التنفس أو السعال، مقارنة بأعراض «كورونا» المستمرة، فإن كلتا المجموعتين كانتا معرضتين لخطر الإصابة بالمشكلات القلبية الوعائية والمشكلات العصبية ومشكلات الجهاز الهضمي.

وقال العلي إن أهم شيء في الوقت الحالي هو محاولة تقليل خطر دخول المستشفى بسبب هذه الأمراض من خلال تلقي التطعيمات.


مقالات ذات صلة

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)
السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)
TT

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)
السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن وجود تأثيرات فورية لاستخدام السجائر الإلكترونية على وظائف الأوعية الدموية، حتى في حالة عدم احتوائها على النيكوتين.

وأوضح الباحثون في جامعة أركنسو للعلوم الطبية أن هذه النتائج تُبرز المخاطر الصحية المحتملة لاستخدام السجائر الإلكترونية على المدى القصير، ما يُثير القلق بشأن التأثيرات طويلة المدى لاستخدامها المستمر، ومن المقرر عرض النتائج، في الاجتماع السنوي لجمعية طب الأشعة في أميركا الشمالية (RSNA) الأسبوع المقبل.

والسجائر الإلكترونية، أو ما يُعرف بـ«الفايب»، هي أجهزة تعمل بالبطارية تُسخّن سائلاً يحتوي عادة على نكهات ومواد كيميائية، مع أو بلا نيكوتين، لإنتاج رذاذٍ يُستنشق إلى الرئتين.

وعلى الرغم من أن هذه الأجهزة تُسوّق بوصفها بديلاً أقل ضرراً للتدخين التقليدي، نظراً لاحتوائها على مواد سامة أقل وغياب عملية الاحتراق، فإن الأدلة العلمية تُشير إلى مخاطر صحية متزايدة، إذ يؤثر التدخين الإلكتروني سلباً على وظائف الأوعية الدموية والرّئة، ويزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسي. كما أن انتشارها بين الشباب، بسبب النكهات الجذابة، يُثير القلق بشأن تأثيراتها على الأجيال القادمة.

وشملت الدراسة 31 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 21 و49 عاماً من مدخني السجائر التقليدية والإلكترونية.

وأُجريت فحوص بالرنين المغناطيسي لكلّ مشارك قبل وبعد استخدام السجائر التقليدية أو الإلكترونية، سواء التي تحتوي على النيكوتين أو الخالية منه. كما قُورنت النتائج ببيانات 10 أشخاص غير مدخنين تتراوح أعمارهم بين 21 و33 عاماً. وجرى قياس سرعة تدفق الدم في الشريان الفخذي، بالإضافة لقياس تشبع الأكسجين في الأوردة، وهو مقياس لكمية الأكسجين في الدم الذي يعود إلى القلب بعد تغذية أنسجة الجسم. كما تم قياس استجابة الأوعية الدموية في الدماغ.

وأظهرت النتائج انخفاضاً كبيراً في سرعة تدفق الدم في الشريان الفخذي بعد استخدام السجائر الإلكترونية أو التقليدية، مع تأثير أكبر للسجائر الإلكترونية المحتوية على النيكوتين. كما تراجع تشبع الأكسجين في الدم لدى مستخدمي السجائر الإلكترونية؛ مما يشير إلى انخفاض فوري في قدرة الرئتين على امتصاص الأكسجين.

وقالت الدكتورة ماريان نبوت، الباحثة الرئيسية للدراسة من جامعة أركنسو للعلوم الطبية: «تُبرز هذه الدراسة التأثيرات الحادة التي يمكن أن يسبّبها التدخين التقليدي والإلكتروني على الأوعية الدموية في الجسم».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «إذا كان للاستهلاك الفوري للسجائر الإلكترونية تأثيرات واضحة على الأوعية، فمن المحتمل أن يتسبّب الاستخدام المزمن في أمراض وعائية خطيرة». وأشارت إلى أن «الرسالة الأهم للجمهور هي أن التدخين الإلكتروني ليس خالياً من الأضرار، والامتناع عنه يظلّ دائماً هو الخيار الأفضل».