دراسة تربط بين الفصام وأمراض القلب والأوعية الدموية

دراسة تربط بين الفصام وأمراض القلب والأوعية الدموية
TT

دراسة تربط بين الفصام وأمراض القلب والأوعية الدموية

دراسة تربط بين الفصام وأمراض القلب والأوعية الدموية

توصل بحث جديد إلى أن الأشخاص المصابين بالفصام لديهم ميل وراثي للتدخين وانخفاض خطر الإصابة بالسمنة وراثيا.

وكشفت الدراسة الجديدة التي نشرت بالمجلة الأميركية للطب النفسي، عن تداخل جيني بين عوامل خطر الفصام وأمراض القلب والأوعية الدموية (CVD)، وخاصة مؤشر كتلة الجسم (BMI) والتدخين.

وتسلط النتائج الضوء على أهمية العوامل البيئية في تطور السمنة والأمراض القلبية الوعائية الأخرى المصاحبة، وذلك وفق ما نشر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.

ويرتبط الفصام بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فيما تهدف هذه الدراسة إلى فهم أفضل للتداخل الجيني بين الاثنين.

من أجل ذلك، قام فريق البحث بقيادة الدكتورة لين روديفاند مع المركز النرويجي لأبحاث الاضطرابات العقلية بجامعة أوسلو، بتحليل نتائج دراسة الارتباط على مستوى الجينوم (GWAS) الأخيرة لتقدير عدد المتغيرات الجينية المشتركة وتحديد أنواع معينة من الجينات. وقد تم العثور على تداخل وراثي واسع النطاق بين عوامل خطر الفصام والأمراض القلبية الوعائية، وخاصة بدء التدخين ومؤشر كتلة الجسم.

كما تم العثور على عدة مواقع مشتركة محددة بين الفصام ونسبة الخصر إلى الورك، وضغط الدم الانقباضي والانبساطي ومرض السكري من النوع 2 والدهون ومرض الشريان التاجي.

وفي هذا الاطار، يشير الباحثون إلى أن التداخل الجيني بين الفصام وسلوك التدخين يعني أن الأشخاص المصابين بالفصام قد يكونون أكثر تأثرا بخصائص النيكوتين المسببة للإدمان، وقالوا إنه يعاني المرضى المصابون بالفصام من تأثيرات معززة أكبر للنيكوتين وأعراض انسحاب أكثر شدة أثناء الامتناع عن بعض الامور . بالإضافة إلى ذلك، لاحظوا أن «التدخين قد يمثل شكلاً من أشكال العلاج الذاتي؛ حيث ان تدخين التبغ لدى الأشخاص المصابين بالفصام قد ينطوي، إلى حد ما، على محاولة للتعويض عن الخلل الوظيفي المحدد وراثيًا في nAChRs».

وتماشيا مع الأدلة السابقة على ارتفاع معدل انتشار انخفاض مؤشر كتلة الجسم قبل ظهور مرض الفصام، تشير نتائج الدراسة أيضا إلى أن الأشخاص المصابين بالفصام لديهم استعداد وراثي لانخفاض مؤشر كتلة الجسم. ومع ذلك، فإن السمنة هي أيضًا أكثر شيوعًا لدى الأفراد المصابين بالفصام مقارنة بعامة السكان. كما تكشف النتائج أن عوامل أخرى غير المتغيرات الجينية الشائعة تلعب دورًا مهمًا في زيادة الوزن لدى مرضى الفصام، بما في ذلك الآثار الضارة لمضادات الذهان والأعراض والاكتئاب والتحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تساهم في أنماط الحياة غير الصحية.

ومن المحتمل ايضا أن تلعب العوامل الوراثية دورًا مهمًا في زيادة الوزن الناجم عن مضادات الذهان؛ فقد كان للمواقع المتداخلة بين الفصام والدهون وضغط الدم ونسبة الخصر إلى الورك ومرض السكري من النوع 2 ومرض الشريان التاجي اتجاهات تأثير مختلطة؛ وهذا يعني أن نصف المتغيرات الجينية التي تؤثر على الفصام ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، في حين ارتبط النصف الآخر بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

قد يشير هذا إلى أن المجموعات الفرعية من الأشخاص المصابين بالفصام تختلف في قابليتهم الوراثية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهو ما يمكن أن يكمن وراء بعض الاختلافات في الاعتلال المشترك للأمراض القلبية الوعائية، وفقًا للمؤلفين.


مقالات ذات صلة

صحتك تمارين النهوض بالرأس من التمارين المنزلية المعروفة لتقوية عضلات البطن

لماذا قد تُغير ممارسة التمارين الرياضية لساعتين في الأسبوع حياتك؟

نصح أستاذ أمراض قلب بجامعة ليدز البريطانية بممارسة التمارين الرياضية، حتى لو لفترات قصيرة، حيث أكدت الأبحاث أنه حتى الفترات الصغيرة لها تأثيرات قوية على الصحة

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

خلصت دراسة إلى أن عادات العمل قد تهدد نوم العاملين، حيث وجدت أن الأشخاص الذين تتطلب وظائفهم الجلوس لفترات طويلة يواجهون خطراً أعلى للإصابة بأعراض الأرق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك رجل يحضّر فنجانين من القهوة بمقهى في كولومبيا (أرشيفية - إ.ب.أ)

ما أفضل وقت لتناول القهوة لحياة أطول؟... دراسة تجيب

أشارت دراسة جديدة إلى أن تحديد توقيت تناول القهوة يومياً قد يؤثر بشكل كبير على فوائدها الصحية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أفضل الوجبات الصحية للعام الجديد

تساهم المكسرات والأسماك الدهنية والخضراوات والفواكه في رفع مستويات الكوليسترول الجيد (أرشيفية- جامعة ناغويا)
تساهم المكسرات والأسماك الدهنية والخضراوات والفواكه في رفع مستويات الكوليسترول الجيد (أرشيفية- جامعة ناغويا)
TT

أفضل الوجبات الصحية للعام الجديد

تساهم المكسرات والأسماك الدهنية والخضراوات والفواكه في رفع مستويات الكوليسترول الجيد (أرشيفية- جامعة ناغويا)
تساهم المكسرات والأسماك الدهنية والخضراوات والفواكه في رفع مستويات الكوليسترول الجيد (أرشيفية- جامعة ناغويا)

إذا كنت تهدف إلى تناول طعام صحي في 2025، فإن دراسة أميركية حديثة حددت أفضل الوجبات الصحية التي يمكن الاختيار من بينها للحفاظ على الصحة في العام الجديد. وفي كل عام، يقدم مجموعة من كبار خبراء الصحة والتغذية مجموعة من النصائح، بشأن أفضل الأطعمة التي يمكن تناولها للحفاظ على الصحة.

وخلصت المجموعة هذا العام إلى أن أفضل وجبة غذائية لعام 2025، هي الوجبة «المتوسطية» التي ترتبط بالعادات الغذائية لسكان منطقة حوض المتوسط.

وينصح الخبراء في إطار هذه الوجبة بالإكثار من الخضراوات والفاكهة والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات وزيت الزيتون، وتناول كميات معتدلة من منتجات الألبان والبيض ولحوم الدجاج والمأكولات البحرية، وتقليل اللحوم الحمراء والسكريات والأطعمة المعالجة والدهون المشبعة.

وحسب الفريق البحثي، فقد أثبتت الدراسات أن هذه الوجبة تقلل احتمالات الإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان والسكري والخرف.

وجاء في المرتبة الثانية في قائمة أفضل الوجبات الغذائية، ما يعرف باسم وجبة «DASH» التي تساعد في تقليل احتمالات الإصابة؛ بل وعلاج ارتفاع ضغط الدم، وهي تتضمن الأغذية الغنية بالبوتاسيوم والكالسيوم والماغنيسيوم والألياف والبروتينات، مع تناول المأكولات التي تنخفض فيها معدلات الدهون المشبعة والملح.

وحسب الموقع الإلكتروني «هيلث داي» المتخصص في الأبحاث الطبية، تحتوي هذه الوجبة على الخضراوات والفواكه الغنية بمضادات الأكسدة والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان منزوعة أو قليلة الدسم، والمكسرات والبقوليات، مع لحوم الدواجن والأسماك. وفي إطار وجبة «DASH»، يُنصح بالامتناع عن تناول الحلوى والمشروبات المحلاة بالسكر والوجبات الغنية بالصوديوم واللحوم الدهنية، ومنتجات الألبان كاملة الدسم.

ويأتي في المرتبة الثالثة الوجبة شبه النباتية التي يطلق عليها اسم «Flexitarian Diet» التي تهدف إلى تقليل احتمالات الإصابة بأنواع معينة من السرطان وأمراض القلب. ويتمثل هدف هذا النظام الغذائي في تناول مأكولات نباتية ما بين 5 و7 أيام، ثم السماح بتناول اللحوم لمدة يوم أو يومين.

وفي المرتبة الرابعة، جاءت وجبة «ميند» التي تهدف إلى الحفاظ على الوظائف العقلية والإدراكية مع تقدم السن. وتتضمن هذه الوجبة مجموعة متنوعة من الفواكه وثمار التوت، ومجموعة من الخضراوات؛ ولا سيما الورقية، مع التركيز على الزيوت الصحية مثل زيت الزيتون، كما يسمح بتناول الأسماك والدواجن، مع الامتناع عن تناول الحلوى والجبن والأغذية المقلية والزبد واللحوم.

ويؤكد الباحثون أن هذه الأنظمة الغذائية تقلل بشكل عام فرص الإصابة بالسكري وأمراض القلب والجهاز الهضمي، وتقي من الالتهابات وتدهور الوظائف العقلية.